فاجأ زعيمُ تيار الأحرار مقتدى الصدر المراقبين والمعنيين بالعملية السياسية في العراق بإعلانه السبت اعتزاله العمل السياسي، وقطعَ العلاقة مع ممثلي تياره في مجلس النواب والحكومة.
وربط الصدر في بيان قراره بالحفاظ على "سمعة آل الصدر"، ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل أن تقع تحت عنوانهم، ومن باب إنهاء معاناة الشعب كافة والخروج من فكاك السياسة والسياسيين.
وأعلن مقتدى الصدر في بيانه المباغت، الذي نُشر مكتوباً بخط اليد، على موقعه الإلكتروني، إغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كل الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها، مشدداً على الن لا يحق لأحد تمثيلَ آل الصدر والتكلم باسمهم والدخول تحت عنوانهم، مهما كان، سواء داخل العراق أو خارجه، بحسب تعبير البيان.
آراء بشأن الدوافع، ودعوات لعودة الصدر
مع تضارب الآراء بشأن الأسباب التي دفعت الصدر لاتخاذ خطوته المفاجئة، فسارع عدد من أنصاره وأعضاء كتلته السياسية إلى إعلان استقالتهم تضامناً مع بيانه.
الى ذلك اعتذر المتحدث باسم كتلة تيار الاحرار النيابية مشرق ناجي لإذاعة العراق ا لحر الاثنين عن الادلاء باي تصريح ريثما يلتقي مقتدى الصدر بقادة التيار، ونقلت وكالة فرانس بريس عن احد أعضاء التيار في بغداد أن "القرار شكل صدمة لنا، ولا نعرف حيثياته، ولا تبعاته، ولا إذا كان مؤقتا أو دائما". بحسب فرانس بريس
في غضون ذلك دعا رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي الاحد، السيد مقتدى الصدر بالعدول عن قراره في اعتزال الحياة السياسية. وجاء في بيان بهذا الشأن "ان خروج الصدر وتيار الاحرار الذي يتكون بجُلّه من مناضلين حقيقيين، سيترك فراغاً كبيراً وخطيراً في العملية السياسية ويعزز نهج الانحراف بها وتقويضها، مما سيؤدي الى ان تترك شخصيات وقوى اخرى هذه العملية البائسة التي اخلت بالتوازن وعصفت بالبلاد. بحسب تعبير البيان
يثير انسحاب مقتدى الصدر من العملية السياسية تساؤلات ان كانت الخطوة تزيح الغطاء الديني لأغلب القوى السياسية العراقية شيعية كانت ام سنية، ويرى النائب عن ائتلاف العراقية حامد المطلك، في حديث لإذاعة العراق الحر، أن قرارَ الصدر وتوقيتَه غير مناسب، ومؤثر على العملية السياسية، خصوصاً وأن التيار توجه في السنوات الاخيرة الى بلورة مشروع وطني يجمع كل العراقيين بغض النظر عن هويتهم. فضلا عن طروحات مقتدى الصدر في السنوات الأخيرة تميل الى كونها عراقية تنأى عن التأثيرات الخارجية التي يتأثر بها البعض.
الشلاه: بهاء الاعرجي هو السبب!
نُقل عن مقربين من مقتدى الصدر انه يوجه منذ شهور انتقادات إلى تياره، ويشكو من فساد بعض ممثليه، أو انعدام ثقافتهم، أو سرعة تخليهم عن نهجه.
الى ذلك يعتقد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه ان قيام رئيس كتلة الاحرار البرلمانية، النائب بهاء الاعرجي بنشر قائمة غير موثوقة بأسماء المصوتين على قانون التقاعد موضع الجدل مؤخرا، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ودفعت بمقتدى الصدر الى الإعلان عن استيائه بالانسحاب من العملية السياسية.
الشلاه أوضح في حديث لإذاعة العراق الحر ان غياب نواب التيار الصدري من البرلمان يعني تعطيلا لعمله وعاملا مضافا في تأخر حسم قوانين مهمة قيد التصويت مثل قواني الموازنة العامة، والرعاية الاجتماعية، والعمل.
وردا على ما اثير من ان انسحاب الصدر من الساحة السياسية سيوفر لائتلاف دولة القانون ورئيسه نوري المالكي فرصاً واسعة للفوز في الانتخابات المقبلة، استشهد عضو الائتلاف علي الشلاه بمؤشرات تؤكد زيادة حضور دولة الفانون خصوصا بعد أحداث محافظة الانبار الأخيرة. لكنه استدرك قائلا إن تيار الاحرار فصيل مهم في التحالف الوطني وإن غيابه سيترك اثره على التحالف ومسيرته.
نائب كردي: العملية السياسية عرجاء بدون الصدر
من جانبه اعترف النائب عن التحالف الكردستاني محمه خليل بالدور المؤثر للسيد مقتدى الصدر وتياره في العملية السياسية، معتقدا ان غياب الاخير سيؤثر على المشهد السياسي، متمنيا الإبقاء على روح التيار الصدري المنتقدة لفشل الأداء الحكومي.
ولم يستبعد النائب الكردي خليل ان تكون خطوة الصدر الأخيرة تكتيكية، متوقعا ان تُفضي المناشدات المختلفة الى تراجعه عن قرار الانسحاب من العملية السياسية التي يرى خليل انها ستكون "عرجاء" بغياب الصدر.
ويقترب المحلل السياسي واثق الهاشمي من هذا التوقع لافتا في حديث لإذاعة العرا ق الحر الى ان لمقاعد تيار الاحرار الأربعين في مجلس النواب قوة مؤثرة لا يمكن الاستهانة بتأثيرها.
هل يمهد الصدر لتبوء موقع مهم في المرجعية؟
في قراءة لخطوة الصدر ودلالتها في هذه المرحلة لم يستبعد الصحفي المختص بالشؤون الإيرانية والعراقية، ايليا جزائري المقيم في لبنان، أن يتجه السيد مقتدى الصدر للتركيز على صفته الدينية، حيث كشف أكثر من مرة عن اهتمامه بإكمال دراساته الشرعية والفقهية ليتبوأ موقعا مهماً في المرجعية العراقية الشيعية، بحسب جزائري الذي لفت الى توالي الشخصيات غير العربية على زعامة المرجعية في النجف.
وبالرغم من ان إيران كانت قدمت دعما للسيد مقتدى وتياره، لكنه نجح في تقديم هويته العراقية الوطنية خلال السنوات الاخيرة، ولم يستبعد الصحفي إيليا جائري خلال مقابلة هاتفية مع إذاعة العراق الحرالاثنين ان تنطوي خطوة الصدر الاخيرة على أبعاد سياسية ستظهر نتائجها لاحقا.
الى ذلك توقع المحلل السياسي جواد بشارة أن يتراجع مقتدى الصدر عن قراره المفاجئ بالانسحاب من العملية السياسية والتخلي عن تيار الاحرار، مستشهدا بمواقف مشابهة، اثارت الجدل حينها لكن الصدر سرعان ما تراجع عنها.
ويتوقع مراقبون بان خطوة الصدر بالتخلي عن الدور السياسي وتأكيد الدور الديني له ولعائلته آل الصدر، قد تفضي الى التقليل من الغطاء الديني الذي تبرقعت به اغلب القوى السياسية العراقية، شيعيةً كانت أو سنيّة، خلال السنوات العشر الأخيرة.
ولاحظ المحلل بشارة، ان غياب الصدر وتياره قبيل موعد الانتخابات النيابية نهاية نيسان المقبل، سيحدث خللاً في التوازن السياسي يُقلق القوى الأخرى السنية والكردية على حد سواء، قد يفضي الى ربحٍ وفير لكتلة دولة القانون التي يرأسها نوري المالكي.
شارك في إعداد الملف الصوتي مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي.
وربط الصدر في بيان قراره بالحفاظ على "سمعة آل الصدر"، ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل أن تقع تحت عنوانهم، ومن باب إنهاء معاناة الشعب كافة والخروج من فكاك السياسة والسياسيين.
وأعلن مقتدى الصدر في بيانه المباغت، الذي نُشر مكتوباً بخط اليد، على موقعه الإلكتروني، إغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كل الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها، مشدداً على الن لا يحق لأحد تمثيلَ آل الصدر والتكلم باسمهم والدخول تحت عنوانهم، مهما كان، سواء داخل العراق أو خارجه، بحسب تعبير البيان.
آراء بشأن الدوافع، ودعوات لعودة الصدر
مع تضارب الآراء بشأن الأسباب التي دفعت الصدر لاتخاذ خطوته المفاجئة، فسارع عدد من أنصاره وأعضاء كتلته السياسية إلى إعلان استقالتهم تضامناً مع بيانه.
الى ذلك اعتذر المتحدث باسم كتلة تيار الاحرار النيابية مشرق ناجي لإذاعة العراق ا لحر الاثنين عن الادلاء باي تصريح ريثما يلتقي مقتدى الصدر بقادة التيار، ونقلت وكالة فرانس بريس عن احد أعضاء التيار في بغداد أن "القرار شكل صدمة لنا، ولا نعرف حيثياته، ولا تبعاته، ولا إذا كان مؤقتا أو دائما". بحسب فرانس بريس
في غضون ذلك دعا رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي الاحد، السيد مقتدى الصدر بالعدول عن قراره في اعتزال الحياة السياسية. وجاء في بيان بهذا الشأن "ان خروج الصدر وتيار الاحرار الذي يتكون بجُلّه من مناضلين حقيقيين، سيترك فراغاً كبيراً وخطيراً في العملية السياسية ويعزز نهج الانحراف بها وتقويضها، مما سيؤدي الى ان تترك شخصيات وقوى اخرى هذه العملية البائسة التي اخلت بالتوازن وعصفت بالبلاد. بحسب تعبير البيان
يثير انسحاب مقتدى الصدر من العملية السياسية تساؤلات ان كانت الخطوة تزيح الغطاء الديني لأغلب القوى السياسية العراقية شيعية كانت ام سنية، ويرى النائب عن ائتلاف العراقية حامد المطلك، في حديث لإذاعة العراق الحر، أن قرارَ الصدر وتوقيتَه غير مناسب، ومؤثر على العملية السياسية، خصوصاً وأن التيار توجه في السنوات الاخيرة الى بلورة مشروع وطني يجمع كل العراقيين بغض النظر عن هويتهم. فضلا عن طروحات مقتدى الصدر في السنوات الأخيرة تميل الى كونها عراقية تنأى عن التأثيرات الخارجية التي يتأثر بها البعض.
الشلاه: بهاء الاعرجي هو السبب!
نُقل عن مقربين من مقتدى الصدر انه يوجه منذ شهور انتقادات إلى تياره، ويشكو من فساد بعض ممثليه، أو انعدام ثقافتهم، أو سرعة تخليهم عن نهجه.
الى ذلك يعتقد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه ان قيام رئيس كتلة الاحرار البرلمانية، النائب بهاء الاعرجي بنشر قائمة غير موثوقة بأسماء المصوتين على قانون التقاعد موضع الجدل مؤخرا، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ودفعت بمقتدى الصدر الى الإعلان عن استيائه بالانسحاب من العملية السياسية.
الشلاه أوضح في حديث لإذاعة العراق الحر ان غياب نواب التيار الصدري من البرلمان يعني تعطيلا لعمله وعاملا مضافا في تأخر حسم قوانين مهمة قيد التصويت مثل قواني الموازنة العامة، والرعاية الاجتماعية، والعمل.
وردا على ما اثير من ان انسحاب الصدر من الساحة السياسية سيوفر لائتلاف دولة القانون ورئيسه نوري المالكي فرصاً واسعة للفوز في الانتخابات المقبلة، استشهد عضو الائتلاف علي الشلاه بمؤشرات تؤكد زيادة حضور دولة الفانون خصوصا بعد أحداث محافظة الانبار الأخيرة. لكنه استدرك قائلا إن تيار الاحرار فصيل مهم في التحالف الوطني وإن غيابه سيترك اثره على التحالف ومسيرته.
نائب كردي: العملية السياسية عرجاء بدون الصدر
من جانبه اعترف النائب عن التحالف الكردستاني محمه خليل بالدور المؤثر للسيد مقتدى الصدر وتياره في العملية السياسية، معتقدا ان غياب الاخير سيؤثر على المشهد السياسي، متمنيا الإبقاء على روح التيار الصدري المنتقدة لفشل الأداء الحكومي.
ولم يستبعد النائب الكردي خليل ان تكون خطوة الصدر الأخيرة تكتيكية، متوقعا ان تُفضي المناشدات المختلفة الى تراجعه عن قرار الانسحاب من العملية السياسية التي يرى خليل انها ستكون "عرجاء" بغياب الصدر.
ويقترب المحلل السياسي واثق الهاشمي من هذا التوقع لافتا في حديث لإذاعة العرا ق الحر الى ان لمقاعد تيار الاحرار الأربعين في مجلس النواب قوة مؤثرة لا يمكن الاستهانة بتأثيرها.
هل يمهد الصدر لتبوء موقع مهم في المرجعية؟
في قراءة لخطوة الصدر ودلالتها في هذه المرحلة لم يستبعد الصحفي المختص بالشؤون الإيرانية والعراقية، ايليا جزائري المقيم في لبنان، أن يتجه السيد مقتدى الصدر للتركيز على صفته الدينية، حيث كشف أكثر من مرة عن اهتمامه بإكمال دراساته الشرعية والفقهية ليتبوأ موقعا مهماً في المرجعية العراقية الشيعية، بحسب جزائري الذي لفت الى توالي الشخصيات غير العربية على زعامة المرجعية في النجف.
وبالرغم من ان إيران كانت قدمت دعما للسيد مقتدى وتياره، لكنه نجح في تقديم هويته العراقية الوطنية خلال السنوات الاخيرة، ولم يستبعد الصحفي إيليا جائري خلال مقابلة هاتفية مع إذاعة العراق الحرالاثنين ان تنطوي خطوة الصدر الاخيرة على أبعاد سياسية ستظهر نتائجها لاحقا.
الى ذلك توقع المحلل السياسي جواد بشارة أن يتراجع مقتدى الصدر عن قراره المفاجئ بالانسحاب من العملية السياسية والتخلي عن تيار الاحرار، مستشهدا بمواقف مشابهة، اثارت الجدل حينها لكن الصدر سرعان ما تراجع عنها.
ويتوقع مراقبون بان خطوة الصدر بالتخلي عن الدور السياسي وتأكيد الدور الديني له ولعائلته آل الصدر، قد تفضي الى التقليل من الغطاء الديني الذي تبرقعت به اغلب القوى السياسية العراقية، شيعيةً كانت أو سنيّة، خلال السنوات العشر الأخيرة.
ولاحظ المحلل بشارة، ان غياب الصدر وتياره قبيل موعد الانتخابات النيابية نهاية نيسان المقبل، سيحدث خللاً في التوازن السياسي يُقلق القوى الأخرى السنية والكردية على حد سواء، قد يفضي الى ربحٍ وفير لكتلة دولة القانون التي يرأسها نوري المالكي.
شارك في إعداد الملف الصوتي مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي.