تسلط هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) الضوء على كتاب بعنوان (موقف الصحافة المصرية من ابادة صدام حسين للشعب الكردي بالكيمياوي في عمليات الانفال- جريدة الاهرام المصرية نموذجاً) للكاتب الدكتور محمود زايد، كما نستطلع اراء بعض المعنيين بالشأن الثقافي العراقي وتصوراتهم حول افاق الثقافة العراقية، فضلاً عن افتتاح "بيت المعرفة المندائية" في بغداد والديوانية، ونشاطات اخوية مار قرداخ في اربيل.
أخبار ثقافية
** أعلن وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود عن افتتاح "بيت المعرفة المندائية" في بغداد. وخلال استقباله عدداً من ممثلي ووجهاء طائفة الصابئة المندائيين أشاد الحمود بالطائفة باعتبارها أحد مكونات الشعب العراقي الاصيلة، وقد برز منها اشخاص كثيرون في مجالات مختلفة. كما اعلن الحمود عن قرب افتتاح "بيت المعرفة المندائية" في الديوانية. من جهته بين مدير اوقاف الصابئة المندائيين توما زكي زهرون ان انتشار بيوت المعرفة المندائية دليل على اهتمام وزارة الثقافة بالصابئة واعتبارهم جزءاً اساساً من حضارة وادي الرافدين. علماً ان بيت المعرفة المندائية يتكون من قاعة لعرض التحف، واماكن لتأدية الشعائر والنشاطات المختلفة لابناء الطائفة.
** استضافت أخوية مار قرداخ (شورش- اربيل) في منهاجها الثقافي الاسبوعي الاب طارق جميل عيسى في محاضرة حملت عنوان "رعيتي بين الامس واليوم" في قاعة الكنيسة، تطرق الاب عيسى الى مفهوم الرعية وفعالياتها وانشطتها، كما وجهت الاخوية نداء للتواصل الثقافي معها في نشاطاتها التي تقيمها كل يوم خميس في كنسية مارقرداخ.
** ضمن نشاطاته الدورية، استضاف اتحاد الادباء والكتاب في النجف الكُتّاب عبد علي الخفاف، وايمان السلطاني، وعلي حسين الجنابي، وعقيل الخريفي، وفلاح العيساوي، ومحمد كريم في فعالية ثقافية حول القصة القصيرة، وتضمنت جلسة الفعالية التي ادارها القاص فائق الشمري محوراً نقدياً للناقد ظاهر حبيب.
آفاق الثقافة العراقية
رغم تباين الاراء حول واقع وافاق الثقافة العراقية ككل شأن آخر في واقع العراق الحالي، فان الظواهر الايجابية التي تعد بمستقبل اكثر ازدهارا للفعل الثقافي كحرية التعبير مقارنة بحال الثقافة قبل 2003، والنشاطات المستمرة، ودور النشر الاهلية المتزايدة، كلها تشير الى رجحان الصورة الايجابية على الصورة السلبية التي يمكن اختصار عناصرها الواقعية بقلة الدعم الحكومي للثقافة وممثليها بصورة عامة، وبعض القيود المسلطة على حرية التعبير خصوصا في ما يتعلق بمواضيع كالدين، وتركز النشاطات في الفعاليات والمهرجانات اكثر مما على البنى التحتية والمؤسساتية للثقافة.
في هذه الحلقة يتحدث عدد من المثقفين والمعنيين بالشأن الثقافي وهم يعكسون تصوراتهم الايجابية عن مستقبل الثقافة في العراق. الفنانة التشكيلية بشرى سميسم ترى الواقع الثقافي يبشر بخير رغم وجود بعض العوائق التي تعيق التواصل معه كالواقع الامني والاجتماعي. اما الناقد الموسيقي ستار الناصر فيرى ان الكتاب بخير والثقافة بخير والدليل على ذلك انتشار دور النشر الاهلية التي تعمل بحرية. اما الروائي شاكر المياح فيرى ان الحرية المتاحة للثقافة رغم بعض القيود تعد بمستقبل زاهر للثقافة العراقية، فضلا عن المجاميع الكبيرة من الناس التي ترتاد شارع المتنبي التي تمثل مؤشرا على حركة نشطة.
الإعلام العربي وعمليات الأنفال
في الذكرى الـ 22 لاصدارها، طبعت صحيفة (كردستاني نوي) ونشرت كتاباً بعنوان (موقف الصحافة المصرية من ابادة صدام حسين للشعب الكردي بالكيمياوي في عمليات الانفال-جريدة الاهرام المصرية نموذجاً) للكاتب محمود زايد.
يتألف الكتاب من اربعة فصول: "صحيفة الأهرام والكرد قبيل عمليات الأنفال"، و"جريدة الأهرام وعمليات الأنفال" و"جريدة الأهرام والاتهامات الدولية للعراق باستخدام الأسلحة الكيماوية في إبادة الشعب الكردي"، و"تفسير موقف الأهرام من الشعب الكردي وجريمة إبادته بالكيماوي". الكتاب تضمن استهلالا من الصحيفة الناشرة جاء فيه:
"بمناسبة الذكرى 22 لصدور صحيفة كوردستاني نوي شرفنا الدكتور محمود محمد زايد بهذا البحث الذي يتناول موقف الصحافة المصرية من الإبادة الكردية على يد النظام البعثي. وهو بحث أكاديمي موثق من أكاديمي صديق سخّر قلمه لخدمة الموضوعية والعلم، وأيضا لنصرة الحق والعدل. وكلها مفاهيم لا تنفصل بعضها عن بعض عند أهل الذمة والضمير. فشكرا للدكتور زايد على هذا الجهد الرصين".
ومما جاء في الكتاب، توقفت الحلقة عند الفقرة التالية:
"خلال الحرب الإيرانية العراقية المدمِّرة (1980 – 1988م) أولت جريدة الأهرام بشكل يومي (تقريبا) تطورات هذه الحرب على أرض الواقع محليا وإقليميا ودوليا، وأثر ذلك على منطقة الشرق الأوسط عامة وعلى أمن الخليج العربي خاصة، والذي اعتبرته مصر رسميا جزءاً من أمنها الداخلي. وكانت إحدى جبهات القتال المهمة في الحرب بين إيران والعراق هي "الجبهة الشمالية"، التي تقع جغرافيا في المناطق الكردستانية، سواء في كردستان العراق أم في كردستان إيران. وكان الخاسر الأول في ميادين القتال في هذه الجبهة هم المواطنون الكرد قاطنو هذه المناطق، حيث دمرت العمليات القتالية من الجانبين أرضهم ومقدراتهم.
ويضيف الكاتب في فقرة اخرى:
"دشّن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومسؤولوه العديد من عمليات الإبادة الجماعية والإفنائية ضد الشعب الكردي خلال سنوات الحرب. وتعد أشهر علميات الإبادة تلك ما عُرف باسم "عمليات الأنفال"، والتي استخدم فيها نظام صدام حسين الأسلحة الكيماوية الفتاكة والسامة لقمع وإبادة الشعب الكردي وثورته، حيث استمرت تلك العمليات من 23 فبراير (شباط) 1988م وحتى 6 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. وقد ذهب ضحية هذه العمليات ما يزيد على 182 ألف مواطن كردي!!
ثم يخلص المؤلف الى تصور تعكسه هذه السطور من كتابه:
"لقد اتضح من خلال هذه الكتاب العلمي عدة أمور منها: إن جريدة الأهرام المصرية ومعظم الصحف المصرية (الحكومية والحزبية) انتهجت سياسة متشابهة في تغطيتها أو في تناولها لجريمة إبادة الشعب الكردي في كردستان العراق على يد قوات نظام صدام حسين في العام الأخير من الحرب العراقية الإيرانية فيما عُرف بـ "عمليات الأنفال". حيث أغفلت جريدة الأهرام حقيقة الوضع في كردستان، وتبنت ما يصدر من أخبار وبيانات في وسائل إعلام صدام حسين في هذا الأمر مع تغاضيها بشكل متعمد عما يرد في وكالات الأنباء العالمية الأخرى عن الأخبار التي تدين نظام صدام حسين العراقي وتتهمه بالأدلة بإبادته للشعب الكردي بالأسلحة الكيماوية. وإن جريدة الأهرام كانت المعبِّر والمترجم الرئيسي لسياسة وتوجهات النظام المصري الحاكم في مصر وقتها، وهو نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقد كانت الأهرام بمثابة "سيارة ملاكي لنظام مبارك". وبما أن نظام مبارك كان مؤيدا لنظام صدام حسين في ذلك الوقت فمن الطبيعي ألا تنشر الأهرام إلا ما يرضى عنه النظام العراقي وقتها. وليس غريبا لما أصبح نظام مبارك ضد صدام في اعتداء الأخير على الكويت عام 1990م ووصف صدامُ مبارك بـ "الخائن" - غدت الأهرام سيفا مسلطا على صدام حسين ونظامه".
أخبار ثقافية
** أعلن وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود عن افتتاح "بيت المعرفة المندائية" في بغداد. وخلال استقباله عدداً من ممثلي ووجهاء طائفة الصابئة المندائيين أشاد الحمود بالطائفة باعتبارها أحد مكونات الشعب العراقي الاصيلة، وقد برز منها اشخاص كثيرون في مجالات مختلفة. كما اعلن الحمود عن قرب افتتاح "بيت المعرفة المندائية" في الديوانية. من جهته بين مدير اوقاف الصابئة المندائيين توما زكي زهرون ان انتشار بيوت المعرفة المندائية دليل على اهتمام وزارة الثقافة بالصابئة واعتبارهم جزءاً اساساً من حضارة وادي الرافدين. علماً ان بيت المعرفة المندائية يتكون من قاعة لعرض التحف، واماكن لتأدية الشعائر والنشاطات المختلفة لابناء الطائفة.
** استضافت أخوية مار قرداخ (شورش- اربيل) في منهاجها الثقافي الاسبوعي الاب طارق جميل عيسى في محاضرة حملت عنوان "رعيتي بين الامس واليوم" في قاعة الكنيسة، تطرق الاب عيسى الى مفهوم الرعية وفعالياتها وانشطتها، كما وجهت الاخوية نداء للتواصل الثقافي معها في نشاطاتها التي تقيمها كل يوم خميس في كنسية مارقرداخ.
** ضمن نشاطاته الدورية، استضاف اتحاد الادباء والكتاب في النجف الكُتّاب عبد علي الخفاف، وايمان السلطاني، وعلي حسين الجنابي، وعقيل الخريفي، وفلاح العيساوي، ومحمد كريم في فعالية ثقافية حول القصة القصيرة، وتضمنت جلسة الفعالية التي ادارها القاص فائق الشمري محوراً نقدياً للناقد ظاهر حبيب.
آفاق الثقافة العراقية
رغم تباين الاراء حول واقع وافاق الثقافة العراقية ككل شأن آخر في واقع العراق الحالي، فان الظواهر الايجابية التي تعد بمستقبل اكثر ازدهارا للفعل الثقافي كحرية التعبير مقارنة بحال الثقافة قبل 2003، والنشاطات المستمرة، ودور النشر الاهلية المتزايدة، كلها تشير الى رجحان الصورة الايجابية على الصورة السلبية التي يمكن اختصار عناصرها الواقعية بقلة الدعم الحكومي للثقافة وممثليها بصورة عامة، وبعض القيود المسلطة على حرية التعبير خصوصا في ما يتعلق بمواضيع كالدين، وتركز النشاطات في الفعاليات والمهرجانات اكثر مما على البنى التحتية والمؤسساتية للثقافة.
في هذه الحلقة يتحدث عدد من المثقفين والمعنيين بالشأن الثقافي وهم يعكسون تصوراتهم الايجابية عن مستقبل الثقافة في العراق. الفنانة التشكيلية بشرى سميسم ترى الواقع الثقافي يبشر بخير رغم وجود بعض العوائق التي تعيق التواصل معه كالواقع الامني والاجتماعي. اما الناقد الموسيقي ستار الناصر فيرى ان الكتاب بخير والثقافة بخير والدليل على ذلك انتشار دور النشر الاهلية التي تعمل بحرية. اما الروائي شاكر المياح فيرى ان الحرية المتاحة للثقافة رغم بعض القيود تعد بمستقبل زاهر للثقافة العراقية، فضلا عن المجاميع الكبيرة من الناس التي ترتاد شارع المتنبي التي تمثل مؤشرا على حركة نشطة.
الإعلام العربي وعمليات الأنفال
في الذكرى الـ 22 لاصدارها، طبعت صحيفة (كردستاني نوي) ونشرت كتاباً بعنوان (موقف الصحافة المصرية من ابادة صدام حسين للشعب الكردي بالكيمياوي في عمليات الانفال-جريدة الاهرام المصرية نموذجاً) للكاتب محمود زايد.
يتألف الكتاب من اربعة فصول: "صحيفة الأهرام والكرد قبيل عمليات الأنفال"، و"جريدة الأهرام وعمليات الأنفال" و"جريدة الأهرام والاتهامات الدولية للعراق باستخدام الأسلحة الكيماوية في إبادة الشعب الكردي"، و"تفسير موقف الأهرام من الشعب الكردي وجريمة إبادته بالكيماوي". الكتاب تضمن استهلالا من الصحيفة الناشرة جاء فيه:
"بمناسبة الذكرى 22 لصدور صحيفة كوردستاني نوي شرفنا الدكتور محمود محمد زايد بهذا البحث الذي يتناول موقف الصحافة المصرية من الإبادة الكردية على يد النظام البعثي. وهو بحث أكاديمي موثق من أكاديمي صديق سخّر قلمه لخدمة الموضوعية والعلم، وأيضا لنصرة الحق والعدل. وكلها مفاهيم لا تنفصل بعضها عن بعض عند أهل الذمة والضمير. فشكرا للدكتور زايد على هذا الجهد الرصين".
ومما جاء في الكتاب، توقفت الحلقة عند الفقرة التالية:
"خلال الحرب الإيرانية العراقية المدمِّرة (1980 – 1988م) أولت جريدة الأهرام بشكل يومي (تقريبا) تطورات هذه الحرب على أرض الواقع محليا وإقليميا ودوليا، وأثر ذلك على منطقة الشرق الأوسط عامة وعلى أمن الخليج العربي خاصة، والذي اعتبرته مصر رسميا جزءاً من أمنها الداخلي. وكانت إحدى جبهات القتال المهمة في الحرب بين إيران والعراق هي "الجبهة الشمالية"، التي تقع جغرافيا في المناطق الكردستانية، سواء في كردستان العراق أم في كردستان إيران. وكان الخاسر الأول في ميادين القتال في هذه الجبهة هم المواطنون الكرد قاطنو هذه المناطق، حيث دمرت العمليات القتالية من الجانبين أرضهم ومقدراتهم.
ويضيف الكاتب في فقرة اخرى:
"دشّن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومسؤولوه العديد من عمليات الإبادة الجماعية والإفنائية ضد الشعب الكردي خلال سنوات الحرب. وتعد أشهر علميات الإبادة تلك ما عُرف باسم "عمليات الأنفال"، والتي استخدم فيها نظام صدام حسين الأسلحة الكيماوية الفتاكة والسامة لقمع وإبادة الشعب الكردي وثورته، حيث استمرت تلك العمليات من 23 فبراير (شباط) 1988م وحتى 6 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. وقد ذهب ضحية هذه العمليات ما يزيد على 182 ألف مواطن كردي!!
ثم يخلص المؤلف الى تصور تعكسه هذه السطور من كتابه:
"لقد اتضح من خلال هذه الكتاب العلمي عدة أمور منها: إن جريدة الأهرام المصرية ومعظم الصحف المصرية (الحكومية والحزبية) انتهجت سياسة متشابهة في تغطيتها أو في تناولها لجريمة إبادة الشعب الكردي في كردستان العراق على يد قوات نظام صدام حسين في العام الأخير من الحرب العراقية الإيرانية فيما عُرف بـ "عمليات الأنفال". حيث أغفلت جريدة الأهرام حقيقة الوضع في كردستان، وتبنت ما يصدر من أخبار وبيانات في وسائل إعلام صدام حسين في هذا الأمر مع تغاضيها بشكل متعمد عما يرد في وكالات الأنباء العالمية الأخرى عن الأخبار التي تدين نظام صدام حسين العراقي وتتهمه بالأدلة بإبادته للشعب الكردي بالأسلحة الكيماوية. وإن جريدة الأهرام كانت المعبِّر والمترجم الرئيسي لسياسة وتوجهات النظام المصري الحاكم في مصر وقتها، وهو نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقد كانت الأهرام بمثابة "سيارة ملاكي لنظام مبارك". وبما أن نظام مبارك كان مؤيدا لنظام صدام حسين في ذلك الوقت فمن الطبيعي ألا تنشر الأهرام إلا ما يرضى عنه النظام العراقي وقتها. وليس غريبا لما أصبح نظام مبارك ضد صدام في اعتداء الأخير على الكويت عام 1990م ووصف صدامُ مبارك بـ "الخائن" - غدت الأهرام سيفا مسلطا على صدام حسين ونظامه".