تُستأنـــَفُ محادثاتُ السلام السورية في جنيف الاثنين وسط قلق أممي من عرقلة وصول مساعدات إنسانية لحمص وتجديد واشنطن اتهامات لطهران بتسهيل مرور مقاتلي القاعدة إلى سوريا.
وزيرا الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف ناقشا في اتصال هاتفي السبت مستجدات عملية السلام قبل بدء الجولة الثانية من محادثات جنيف 2. وأفاد بيان لوزراة الخارجية الروسية بأن وزيريْ الدولتين الراعيتين للمؤتمر تطرقا "الى الوضع في سوريا في اطار استئناف المفاوضات المباشرة بين مختلف اطراف النزاع في سوريا في جنيف في العاشر من شباط"، إضافةً إلى بحث العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو.
وكانت جولة المحادثات في سويسرا قبل أسبوعين أخفقت في التوصل إلى تقدمٍ يُذكر رغم الضغوط الأميركية والروسية بالإضافة إلى مساعي المبعوث الدولي الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
وفيما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق ستشارك في الجولة الثانية قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا السبت إن الائتلاف يرحّب بانضمام أعضاء جدد إلى وفد المعارضة. وطالب الجربا بأن يكون فاروق الشرع نائب الرئيس بشار الأسد على رأس وفد النظام المفاوض لكونه "يمتلك مصداقية لدى المعارضة"، بحسب تعبيره.
الجربا صرح بذلك للصحافيين في القاهرة إثر لقائه نبيل فهمي وزير الخارحية المصري وحسن عبد العظيم رئيس (هيئة التنسيق الوطنية) التي تمثل المعارضة داخل سوريا كلاً على حدة.
من جهتها، أبدت فاليري آموس مسؤولة الإغاثة الانسانية بالامم المتحدة السبت إحباطها العميق بعد تعرض قافلة مساعدات لاطلاق نار في منطقة محاصرة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمدينة حمص. وقالت في بيان إن القصف "تذكير صارخ بالأخطار التي يواجهها المدنيون وموظفو الإغاثة يومياً عبر سوريا." وأضافت أنها تواصل "دعوة كل المشاركين في هذا الصراع الوحشي احترام فترة التوقف الانسانية وضمان حماية المدنيين وتسهيل التسليم الآمن للمساعدات"، بحسب تعبيرها.
وفي عرضها للبيان، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أن الصفقة الانسانية المتعلقة بحمص هي أول نتيجة ملموسة لمحادثات جنيف 2 التي تستهدف وضع حد للحرب الأهلية التي اودت بحياة مايزيد عن 136 الف سوري.
في الأثناء، يواصل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP تسيير جسر جوي من العراق إلى القامشلي بشمال شرق سوريا لإطعام نحو 30 ألف نازح لمدة شهر وسط تزايد التحديات التي تعوق الوصول إلى المحاصرين ومناطق القتال.
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف، أوضحَت الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة لإذاعة العراق الحر أن الرحلة الأولى بدأت يوم الثلاثاء الماضي (4 شباط) من مدينة أربيل.
وأضافت عطيفة أنه من خلال عشر رحلات أخرى بطائرات مستأجرة سيتم نقل أكثر من 400 طن من المواد الغذائية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي وغير الغذائية التي تشمل بصفة أساسية الملابس والمنظفات والصابون نيابةً عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) UNICEF والمنظمة الدولية للهجرة IOM.
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجابت عطيفة أيضاً عن سؤال آخر يتعلق بالتسهيلات التي تُـــــــقدّم من الجانب العراقي بغية توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا.
من جهة أخرى، أشار تحليل لرويترز إلى ما وُصفَـــت بتلميحاتٍ من مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى أن "أسوأ السيناريوهات تتبلور حالياً في سوريا."
ونُقل عن مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر قوله لأعضاء الكونغرس الأسبوع الماضي إن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا "لديها تطلعات لشنّ هجمات" في الولايات المتحدة. وعبّر مسؤولون أميركيون ومصريون عن انزعاجهم أخيراً من علامات على أن المصريين الذين قاتلوا في سوريا يعودون الى البلاد لشنّ تمرد.
وينقل التحليل عن منتقدي السياسة الأميركية في سوريا القول إنه لا شيء من تلك الأمور يجب أن يشكّل مفاجأة. فمنذ سنوات توقــّــــعوا "أن الأسد وداعميه الإيرانيين والروس سيقاتلون بضراوة وأن المتشددين سيتدفقون إلى سوريا وأن المنطقة ستمر بحالة من عدم الاستقرار بسبب تدفق اللاجئين وتنامي النزعة الطائفية وعودة المقاتلين الذين تحولوا الى التشدد الى بلادهم".
هذا فيما اتهمت واشنطن مجدداً طهران بالسماح لكبار مسؤولي القاعدة بالعمل على أراضيها، ولكن هذه المرة من باب تسهيل مرور المقاتلين الى سوريا. وأبــــرزت صحيفة (الحياة) اللندنية في تقريرٍ نشرته السبت (8 شباط) المعلومات التي كشفتها صحيفة (وول ستريت جورنال)
Wall Street Journal يوم الخميس الماضي (6 شباط) ومفادها أن وزارة الخزانة الأميركية عاقبت ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني لاتهامهم بمساندة حركة طالبان في أفغانستان. كما وضعت عضواً بارزاً في تنظيم القاعدة على لائحة العقوبات، متهمةً إياه باستغلال وجوده في ايران لتسهيل مرور مقاتلين إلى سوريا والمساهمة بتمرير مقاتلين إلى باكستان وأفغانستان بعلمٍ من السلطات الايرانية.
وقالت الصحيفة إنه بحسب الخزانة الأميركية فإن القاعدة تستغل إيران كنقطة عبور للأموال والمقاتلين الاجانب عبر الحدود التركية لمساندة المجموعات المقاتلة التابعة لها في سوريا.
واعتبرت (وول ستريت جورنال) أن هذه الاتهامات تطرح "احتمال تواطؤ ضمني لجهات إيرانية حكومية وعسكرية في دعم المعارضة السورية"، بحسب تعبيرها.
وفي تـــَــــطورٍ ذي صلة، نقلت وكالة فارس الإيرانية للانباء السبت عن ضابط بالبحرية الإيرانية قوله إن أوامر صدرت لعدد من السفن الحربية بالاقتراب من الحدود البحرية الأميركية كَــــــــــــردّ على نشر سفن أميركية في الخليج.
ونقلت الوكالة عن الأميرال افشين رضائي حداد قائد الأسطول الشمالي بالبحرية الايرانية قوله ان "الأسطول العسكري الإيراني يقترب من الحدود البحرية للولايات المتحدة وإن لهذه الخطوة رســـــــــــالــة"، بحسب تعبيره.
ولمزيــــــدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الدكتور محمد صالح صدقيان مدير (المركز العربي للدراسات الإيرانية) في طهران الذي قال في ردّه على سؤال لإذاعة العراق الحر عن مغزى هذه التصريحات المنسوبة لقائد عسكري إيراني "إنها تأتي انسجاماً مع ما تحدث به مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يوم أمس بخصوص التصريحات والمواقف الأميركية التي جاءت على خلفية اتفاق جنيف، وبالتالي هناك تشكييك بمصداقية الولايات المتحدة خصوصاً كما قال المرشد إن تصريحات المسؤولين الأميركيين لا تنسجم مع الرسائل التي يرسلونها إلى المسؤولين الإيرانيين وبالتالي فهو حذر من مغبة الاستمرار في مثل هذه المواقف المتناقضة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث صدقيان عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها التسريبات التي نشرتها (وول ستريت جورنال) فيما يتعلق بما وُصِــــــــــفَ بتعاون سري بين طهران والقاعدة لتسهيل مرور مسلّحي هذا التنظيم إلى سوريا.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة متحدثةً من القاهرة، ومدير (المركز العربي للدراسات الإيرانية) د. محمد صالح صدقيان متحدثاً من طهران.
وزيرا الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف ناقشا في اتصال هاتفي السبت مستجدات عملية السلام قبل بدء الجولة الثانية من محادثات جنيف 2. وأفاد بيان لوزراة الخارجية الروسية بأن وزيريْ الدولتين الراعيتين للمؤتمر تطرقا "الى الوضع في سوريا في اطار استئناف المفاوضات المباشرة بين مختلف اطراف النزاع في سوريا في جنيف في العاشر من شباط"، إضافةً إلى بحث العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو.
وكانت جولة المحادثات في سويسرا قبل أسبوعين أخفقت في التوصل إلى تقدمٍ يُذكر رغم الضغوط الأميركية والروسية بالإضافة إلى مساعي المبعوث الدولي الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
وفيما أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق ستشارك في الجولة الثانية قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا السبت إن الائتلاف يرحّب بانضمام أعضاء جدد إلى وفد المعارضة. وطالب الجربا بأن يكون فاروق الشرع نائب الرئيس بشار الأسد على رأس وفد النظام المفاوض لكونه "يمتلك مصداقية لدى المعارضة"، بحسب تعبيره.
الجربا صرح بذلك للصحافيين في القاهرة إثر لقائه نبيل فهمي وزير الخارحية المصري وحسن عبد العظيم رئيس (هيئة التنسيق الوطنية) التي تمثل المعارضة داخل سوريا كلاً على حدة.
من جهتها، أبدت فاليري آموس مسؤولة الإغاثة الانسانية بالامم المتحدة السبت إحباطها العميق بعد تعرض قافلة مساعدات لاطلاق نار في منطقة محاصرة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمدينة حمص. وقالت في بيان إن القصف "تذكير صارخ بالأخطار التي يواجهها المدنيون وموظفو الإغاثة يومياً عبر سوريا." وأضافت أنها تواصل "دعوة كل المشاركين في هذا الصراع الوحشي احترام فترة التوقف الانسانية وضمان حماية المدنيين وتسهيل التسليم الآمن للمساعدات"، بحسب تعبيرها.
وفي عرضها للبيان، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أن الصفقة الانسانية المتعلقة بحمص هي أول نتيجة ملموسة لمحادثات جنيف 2 التي تستهدف وضع حد للحرب الأهلية التي اودت بحياة مايزيد عن 136 الف سوري.
في الأثناء، يواصل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP تسيير جسر جوي من العراق إلى القامشلي بشمال شرق سوريا لإطعام نحو 30 ألف نازح لمدة شهر وسط تزايد التحديات التي تعوق الوصول إلى المحاصرين ومناطق القتال.
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف، أوضحَت الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة لإذاعة العراق الحر أن الرحلة الأولى بدأت يوم الثلاثاء الماضي (4 شباط) من مدينة أربيل.
وأضافت عطيفة أنه من خلال عشر رحلات أخرى بطائرات مستأجرة سيتم نقل أكثر من 400 طن من المواد الغذائية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي وغير الغذائية التي تشمل بصفة أساسية الملابس والمنظفات والصابون نيابةً عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) UNICEF والمنظمة الدولية للهجرة IOM.
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجابت عطيفة أيضاً عن سؤال آخر يتعلق بالتسهيلات التي تُـــــــقدّم من الجانب العراقي بغية توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا.
من جهة أخرى، أشار تحليل لرويترز إلى ما وُصفَـــت بتلميحاتٍ من مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى أن "أسوأ السيناريوهات تتبلور حالياً في سوريا."
ونُقل عن مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر قوله لأعضاء الكونغرس الأسبوع الماضي إن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا "لديها تطلعات لشنّ هجمات" في الولايات المتحدة. وعبّر مسؤولون أميركيون ومصريون عن انزعاجهم أخيراً من علامات على أن المصريين الذين قاتلوا في سوريا يعودون الى البلاد لشنّ تمرد.
وينقل التحليل عن منتقدي السياسة الأميركية في سوريا القول إنه لا شيء من تلك الأمور يجب أن يشكّل مفاجأة. فمنذ سنوات توقــّــــعوا "أن الأسد وداعميه الإيرانيين والروس سيقاتلون بضراوة وأن المتشددين سيتدفقون إلى سوريا وأن المنطقة ستمر بحالة من عدم الاستقرار بسبب تدفق اللاجئين وتنامي النزعة الطائفية وعودة المقاتلين الذين تحولوا الى التشدد الى بلادهم".
هذا فيما اتهمت واشنطن مجدداً طهران بالسماح لكبار مسؤولي القاعدة بالعمل على أراضيها، ولكن هذه المرة من باب تسهيل مرور المقاتلين الى سوريا. وأبــــرزت صحيفة (الحياة) اللندنية في تقريرٍ نشرته السبت (8 شباط) المعلومات التي كشفتها صحيفة (وول ستريت جورنال)
Wall Street Journal يوم الخميس الماضي (6 شباط) ومفادها أن وزارة الخزانة الأميركية عاقبت ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني لاتهامهم بمساندة حركة طالبان في أفغانستان. كما وضعت عضواً بارزاً في تنظيم القاعدة على لائحة العقوبات، متهمةً إياه باستغلال وجوده في ايران لتسهيل مرور مقاتلين إلى سوريا والمساهمة بتمرير مقاتلين إلى باكستان وأفغانستان بعلمٍ من السلطات الايرانية.
وقالت الصحيفة إنه بحسب الخزانة الأميركية فإن القاعدة تستغل إيران كنقطة عبور للأموال والمقاتلين الاجانب عبر الحدود التركية لمساندة المجموعات المقاتلة التابعة لها في سوريا.
واعتبرت (وول ستريت جورنال) أن هذه الاتهامات تطرح "احتمال تواطؤ ضمني لجهات إيرانية حكومية وعسكرية في دعم المعارضة السورية"، بحسب تعبيرها.
وفي تـــَــــطورٍ ذي صلة، نقلت وكالة فارس الإيرانية للانباء السبت عن ضابط بالبحرية الإيرانية قوله إن أوامر صدرت لعدد من السفن الحربية بالاقتراب من الحدود البحرية الأميركية كَــــــــــــردّ على نشر سفن أميركية في الخليج.
ونقلت الوكالة عن الأميرال افشين رضائي حداد قائد الأسطول الشمالي بالبحرية الايرانية قوله ان "الأسطول العسكري الإيراني يقترب من الحدود البحرية للولايات المتحدة وإن لهذه الخطوة رســـــــــــالــة"، بحسب تعبيره.
ولمزيــــــدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الدكتور محمد صالح صدقيان مدير (المركز العربي للدراسات الإيرانية) في طهران الذي قال في ردّه على سؤال لإذاعة العراق الحر عن مغزى هذه التصريحات المنسوبة لقائد عسكري إيراني "إنها تأتي انسجاماً مع ما تحدث به مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يوم أمس بخصوص التصريحات والمواقف الأميركية التي جاءت على خلفية اتفاق جنيف، وبالتالي هناك تشكييك بمصداقية الولايات المتحدة خصوصاً كما قال المرشد إن تصريحات المسؤولين الأميركيين لا تنسجم مع الرسائل التي يرسلونها إلى المسؤولين الإيرانيين وبالتالي فهو حذر من مغبة الاستمرار في مثل هذه المواقف المتناقضة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث صدقيان عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها التسريبات التي نشرتها (وول ستريت جورنال) فيما يتعلق بما وُصِــــــــــفَ بتعاون سري بين طهران والقاعدة لتسهيل مرور مسلّحي هذا التنظيم إلى سوريا.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة متحدثةً من القاهرة، ومدير (المركز العربي للدراسات الإيرانية) د. محمد صالح صدقيان متحدثاً من طهران.