العنف يتكرر في شباط والقاعدة تتبرأ من داعش

حصد العنف المتجدد الثلاثاء عدداً آخر من الضحايا الأبرياء بهجمات في بغداد ومشارفها وذلك بعد يوم واحد من موجة تفجيرات بسيارات ملغومة أسفرت عن مقتل 23 شخصاً على الأقل.

الأيامُ الأولى من شباط شهدت هجمات مماثلة متكررة بلغ عدد ضحاياها
الاثنين (3 شباط) 34 قتيلاً في كل أنحاء البلاد، بحسب الإحصاءات المنشورة الثلاثاء
على موقع (ضحايا حرب العراق) iraqbodycount
الذي يحصي عدد القتلى المدنيين في العراق. وأفاد هذا الموقع المتخصص بأن
1,076 مدنياً سقطوا قتلى جراء عنف العراق في كانون الثاني المنصرم.

وفيما يتعلق بأحدث الإحصاءات الرسمية عن حصيلة الاشتباكات في غرب البلاد، ذكرت وزارة الدفاع العراقية أن قواتها ورجال عشائر متحالفين معها قتلوا 57 مسلحاً في محافظة الانبار الاثنين قبيل هجوم محتمل على مدينة الفلوجة.
وفي عرضها للبيان الذي أوضح أن أغلب هؤلاء المسلحين قتلوا على مشارف الرمادي، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى عدم وجود تأكيد من جهة مستقلة لعدد القتلى في صفوف الجهاديين الذين يقال انهم أعضاء في جماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) التي تقاتل في سوريا أيضاً.

القوات العراقية كـــــثّـــــــفت قصفها للفلوجة الأحد وقال مسؤولون أمنيون إن هجوماً برياً سيعقب ذلك قريــــــــــباً. ونُقل عن مسؤول أمني كبير يساهم بشكل مباشر في التعامل مع الأزمة "يجب الهجوم على الفلوجة إنْ عاجلاً أو آجلاً"، مضيفاً أن الجيش يشدد حصاره للمدينة وسيواصل قصفها لثلاثة أيام على الأقل لإضعاف مواقع المسلحين وإخراج بقية السكان.
وأضاف المسؤول الذي تحدث لرويترز طالباً عدم نشر اسمه "لن ندخل ما دام هناك مدنيون في الداخل.. نريد ان يغادروا وسيغادرون تحت وطأة القصف اليومي."

من جهته، قال عضو مجلس النواب العراقي عبد الهادي الحساني عن (ائتلاف دولة القانون) لإذاعة العراق الحر ردّاً على سؤال عما إذا كان هذا التوقيت ملائماً لشنّ عملية عسكرية فيما تقترب البلاد من موعد الانتخابات التشريعية "إن التوقيت في واقع ما تعمله العناصر الخارجة على القانون من عنف وإرهاب هم الذين حددوه في تأجيج للصراع وإعلان دولة العراق اللا إسلامية داعش، وثانياً هناك الدعم الإعلامي والمالي وحتى اندساس لهذه العناصر إلى بعض خيم الاعتصامات كما كان واضحاً وبحسب اعترافات الإرهابيين أنفسهم، أما الأمر الثالث فهو أن مجلس المحافظة وأبناء المحافظة وعشائر المحافظة هم الذين طلبوا من الحكومة إنقاذهم من القتل والتشريد والإرهاب والممارسات التعسفية لهذه العناصر...".

ولَـــفــتَ الحساني في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي إلى "أن داعش دخلت المدن وتحصنت فيها ما اضطُر الجيش والقوات الجوية إلى القيام بعمليات بهدف حماية المدنيين من أهالي الرمادي والفلوجة"، بحسب تعبيره.


يُـــــــشار إلى ما أعلنته القيادة العامة لتنظيم القاعدة الاثنين بأن جماعة (داعش) لا ترتبط بعلاقة مع التنظيم. وفي رسالة نشرتها مواقع جهادية على الإنترنت وتناقلتها وكالات أنباء عالمية، قالت القاعدة إن داعش "ليست فرعاً من جماعة قاعدة الجهاد." وأضافت أن "قاعدة الجهاد لا صلة لها بجماعة (الدولة الاسلامية في العراق والشام) فلم تخطر بانشائها ولم تستأمر فيها ولم تستشر ولم ترضها بل أمرت بوقف العمل بها ولا تربطها بها علاقة تنظيمية وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها"، بحسب تعبيرها.

وفي عرضها للبيان ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري دعا الشهر الماضي في رسالة صوتية نشرت على الانترنت الى وقف القتال بين مَن وصفهم بـ "اخوة الجهاد والاسلام" في سوريا وذلك في إشارةٍ إلى الاقتتال الأخير فيما بين فصائل تُعرف بانتمائها للتنظيم ومن أبرزها (داعش) وجبهة النصرة.

وفي تعليقٍ لإذاعة العراق الحر حول رسالة القاعدة التي أعلنت عدم ارتباط (داعش) بها، أشار مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي إلى "وجود خلافات منذ فترة طويلة بين مجاميع سلفية وجهادية في أجزاء من العراق وسوريا، ومن بينها مثلاً الخلافات المعروفة بين جماعة أبو بكر البغدادي وجماعة الجولاني في الحصول على أسلحة ومغانم في إدارة داعش ومنظوماتها العسكرية والإدارية ومنظومة المتطوعين فضلاً عن معارك شرسة تدور بين داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الفصائل على نحو ما شهدته الساحة السورية في الآونة الأخيرة."

وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الخبير الأمني محيي لإذاعة العراق الحر عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها أسباب وجود فروع متعددة لتنظيم القاعدة تنشط في الشرق الأوسط والجزيرة العربية وشمال إفريقيا ومناطق أخرى حول العالم تحت مسميات مختلفة.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع عضو مجلس النواب العراقي عبد الهادي الحساني ومدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد معتز محيي.