يؤخذ على النظام السابق وآلتِه الاعلامية المبالغة في الوصف والتمجيد لرئيس النظام صدام حسين، والتسابق بإطلاق الصفات والالقاب والرتب عليه فهو: القائد المهيب المناضل، وبطل التحرير القومي الشجاع، والمفكر الضرورة... الخ.
ولم يخل أي نشاط او انجاز في مختلف المجالات حينئذ من دور الرئيس القائد وتوجيهاته الحكيمة، حتى في أدق الامور تخصصا ومهنية.
ويبدو أن الأمرَ اتخذ اشكالاً أخرى اليوم، فصار من الشائع ان ترفع اللافتاتُ اسمَ المسؤول الراعي متصدراً الإعلان عن النشاط او الفعالية مسبوقاً بتوصيفات التبجيل والتقدير الفخرية، من فخامة ودولة ومعالي وسيادة والأستاذ والدكتور بغض النظر عن حضور المسؤول الفعالية وجدارته بالألقاب من عدمه.
ترى الاعلامية عالية طالب ان هذه المفردات لم تكن شائعة لدى العراقيين، لكنها انتشرت بشكل متعاظم بحيث أصبح فرصة للتندر بين البعض.
يلاحظ مراقبون أن مكاتبَ الاعلام في الوزارات والمؤسسات العراقية الكبيرة والصغيرة، تبالغ في تدبيج ألقاب التفخيم للمسؤول خصوصا عند رعايته التقليدية لنشاط ما لمؤسسته، فقد زحف اسم الراعي ليطغي على جوهر الفعالية وغايتها، وأفردت مقاعدُ ضخمة وغالية – ليست بالضرورة انيقة! - لتتصدر مكان الاحتفال للمسؤول الأول.
وبهذا الشأن يعتقد عميد كلية الاعلام هاشم حسن ان فروض الاحترام البروتوكولية فقدت حدودها لتشهد مبالغة مفرطة في التعامل مع المسؤول وتقديمه. متسائلا عما يضيفه اسم المسؤول من أهمية وضرورة على نشاط أو فعالية هي من صُلب مهام الوزارة او المؤسسة الحكومية؟
استغرب احد العراقيين من المقيمين في أوربا من ان رئيسَ المؤسسة الدولية الكبيرة التي يعمل فيها، يتصرف كأحد اصغر العاملين في مؤسسته، فهو يقف في طابور مرؤوسيه ينتظر حصته من الغداء في المطعم الخاص بالمؤسسة، ولا يجلس في مقعد مميز عند مشاركته او حضوره اي فعالية او مناقشة او نشاط ، وهو كثيراً ما يستخدم وسائل النقل العمومية في المدينة من باص وترام، ويقارن صاحبنا ذلك، بما شاهده على احدى القنوات الفضائية العراقية عند تغطيتها نشاطا محلياً في احد الاقضية، حيث ركز تقريرها على ان ذلك النشاط أقيم برعاية معاون مدير بلدية المدينة!
ينتقد كثيرون المبالغة والتبجيل وتحويل المسؤول من موظف ملزم بتقديم الخدمات كواجب لمواطنيه، الى متفضل ومانح لهم من مكارمه، كما يعترف النائب علي الشلاه باستفحال ظاهرة تدبيج الألقاب وتمجيد المسؤول.
وحذر الشلاه رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب، من انزلاق الاعلام الى أسلوب التبجيل والتملق للمسؤول، بما يفقد المنبر الإعلامي مصداقيته ومهنيته.
يُتهم العراقيون بأنهم سريعا ما يمجّدون ويؤلهون قادتَهم ورموزَهم السياسية والاجتماعية، لكنهم قد ينقلبون وبنفس السرعة عليهم ويسوطونهم بأقذع الألقاب والنعوت، حتى قرن البعض بهم هتافات الـ "يعيش ويسقط". ترى هل هي سمة عراقية؟
ترى الاعلامية عالية طالب أنها صفة عراقية وعربية، تكشف ازدواجية الشخصية وتأثرها بالسيطرة الابوية والرضوخ، والتبرع بالمبالغة في منح الألقاب والتوصيف، وتستعيد طالب خلال حديثها لإذاعة العراق الحر، صوراً مماثلة في مصر التي مكثت فيها بضعة سنوات.
لكن عالية طاب تحمّل وسائل الاعلام جزءً غير هين من استشراء ظاهرة التمجيد والتبجيل للمسؤولين، وتكشف عن أن القابا وتوصيفات تطلق جزافا خلال مقابلات تلفزيونية واذاعية على شخصيات لا تستحق ذلك، ما زاد القاموس الشعبي والمحلي ثراء في السنوات الأخيرة.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد
ولم يخل أي نشاط او انجاز في مختلف المجالات حينئذ من دور الرئيس القائد وتوجيهاته الحكيمة، حتى في أدق الامور تخصصا ومهنية.
ويبدو أن الأمرَ اتخذ اشكالاً أخرى اليوم، فصار من الشائع ان ترفع اللافتاتُ اسمَ المسؤول الراعي متصدراً الإعلان عن النشاط او الفعالية مسبوقاً بتوصيفات التبجيل والتقدير الفخرية، من فخامة ودولة ومعالي وسيادة والأستاذ والدكتور بغض النظر عن حضور المسؤول الفعالية وجدارته بالألقاب من عدمه.
ترى الاعلامية عالية طالب ان هذه المفردات لم تكن شائعة لدى العراقيين، لكنها انتشرت بشكل متعاظم بحيث أصبح فرصة للتندر بين البعض.
يلاحظ مراقبون أن مكاتبَ الاعلام في الوزارات والمؤسسات العراقية الكبيرة والصغيرة، تبالغ في تدبيج ألقاب التفخيم للمسؤول خصوصا عند رعايته التقليدية لنشاط ما لمؤسسته، فقد زحف اسم الراعي ليطغي على جوهر الفعالية وغايتها، وأفردت مقاعدُ ضخمة وغالية – ليست بالضرورة انيقة! - لتتصدر مكان الاحتفال للمسؤول الأول.
وبهذا الشأن يعتقد عميد كلية الاعلام هاشم حسن ان فروض الاحترام البروتوكولية فقدت حدودها لتشهد مبالغة مفرطة في التعامل مع المسؤول وتقديمه. متسائلا عما يضيفه اسم المسؤول من أهمية وضرورة على نشاط أو فعالية هي من صُلب مهام الوزارة او المؤسسة الحكومية؟
استغرب احد العراقيين من المقيمين في أوربا من ان رئيسَ المؤسسة الدولية الكبيرة التي يعمل فيها، يتصرف كأحد اصغر العاملين في مؤسسته، فهو يقف في طابور مرؤوسيه ينتظر حصته من الغداء في المطعم الخاص بالمؤسسة، ولا يجلس في مقعد مميز عند مشاركته او حضوره اي فعالية او مناقشة او نشاط ، وهو كثيراً ما يستخدم وسائل النقل العمومية في المدينة من باص وترام، ويقارن صاحبنا ذلك، بما شاهده على احدى القنوات الفضائية العراقية عند تغطيتها نشاطا محلياً في احد الاقضية، حيث ركز تقريرها على ان ذلك النشاط أقيم برعاية معاون مدير بلدية المدينة!
ينتقد كثيرون المبالغة والتبجيل وتحويل المسؤول من موظف ملزم بتقديم الخدمات كواجب لمواطنيه، الى متفضل ومانح لهم من مكارمه، كما يعترف النائب علي الشلاه باستفحال ظاهرة تدبيج الألقاب وتمجيد المسؤول.
وحذر الشلاه رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب، من انزلاق الاعلام الى أسلوب التبجيل والتملق للمسؤول، بما يفقد المنبر الإعلامي مصداقيته ومهنيته.
يُتهم العراقيون بأنهم سريعا ما يمجّدون ويؤلهون قادتَهم ورموزَهم السياسية والاجتماعية، لكنهم قد ينقلبون وبنفس السرعة عليهم ويسوطونهم بأقذع الألقاب والنعوت، حتى قرن البعض بهم هتافات الـ "يعيش ويسقط". ترى هل هي سمة عراقية؟
ترى الاعلامية عالية طالب أنها صفة عراقية وعربية، تكشف ازدواجية الشخصية وتأثرها بالسيطرة الابوية والرضوخ، والتبرع بالمبالغة في منح الألقاب والتوصيف، وتستعيد طالب خلال حديثها لإذاعة العراق الحر، صوراً مماثلة في مصر التي مكثت فيها بضعة سنوات.
لكن عالية طاب تحمّل وسائل الاعلام جزءً غير هين من استشراء ظاهرة التمجيد والتبجيل للمسؤولين، وتكشف عن أن القابا وتوصيفات تطلق جزافا خلال مقابلات تلفزيونية واذاعية على شخصيات لا تستحق ذلك، ما زاد القاموس الشعبي والمحلي ثراء في السنوات الأخيرة.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد