تـتســّعُ الاشتباكاتُ ضد مسلّحي القاعدة بتنظيميْه المعروفيْن باسميْ (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) و(جبهة النصرة) داخل سوريا فيما يخوضُ الجيشُ العراقي بمساندةِ رجال العشائر معاركَ ضارية ضد هؤلاء المسلحين بغرب البلاد.
نُــشطاء أفادوا بأن فصائل من المعارضة السورية اشتبكت مع مقاتلين من (داعش) بشمال غرب سوريا السبت في أعنف مواجهة بين معارضي النظام السوري خلال الصراع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات. وجاءت الهجمات المنسّقة فيما يبدو ضد هذه الجماعة بعد شهور من تزايـــُــد الإستياء من مقاتليها المرتبطين بالقاعدة وأغلبهم من الجهاديين الأجانب الذين أثاروا غضب العديد من السوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ونقلت وكالتا رويترز وفرانس برس للأنباء عن نشطاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشراتٍ من مسلّحي القاعدة قُتلوا في الاشتباكات بين جماعات المعارضة المتنافسة والتي بدأت فجر الجمعة بمحافظتيْ حلب وإدلب قرب الحدود مع تركيا.
أما في العراق حيث تضاربت تقارير اليومين الماضيين عن طبيعة المعارك في محافظة الأنبار المتاخمة للحدود السورية فقد أُفيدَ الأحد بأن اشتباكاتٍ متقطعةً تدور عند أطراف مدينة الفلوجة التي كانت أنباء أشارت السبت إلى سقوطها في أيدي مقاتلي (داعش) بينما تستمر في أجزاء من مدينة الرمادي المواجهات بين عناصر هذا التنظيم والقوات الحكومية.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة تدعم العراق في حربه ضد القاعدة ولكنها لن ترسل أي قوات إلى أرض المعركة.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها في القدس الأحد قبل أن يتوجّه إلى الأردن والسعودية لإجراءِ مزيدٍ من المحادثات في شأن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قال كيري إن واشنطن "قلقة للغاية" من القتال الدائر في العراق.
وفي عرضها للتصريحات، أشارت وكالة أسوشييتد برس للأنباء إلى المعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى الجيش العراقي أخيراً ومن بينها صواريخ من طراز (هيلفاير) التي تُستخدم عادةً في معارك ضد المسلحين.
أما رويترز فقد ذكرت في عرضها للتصريحات أن تعاون الجيش العراقي مع رجال العشائر ضد تنظيم القاعدة يُعيد للأذهان قرار العشائر عام 2006 بالتعاون مع قوات الولايات المتحدة في محاربة مسلّحي القاعدة الذين سيطروا على مناطق في غرب البلاد بعد الغزو الأميركي الذي أطاح النظام العراقي السابق في عام 2003.
كيري أوضح الأحد أن الإدارة الأميركية ستقف "الى جانب حكومة العراق التي تبذل جهوداً (ضد القاعدة) لكنها معركتها وهذا الأمر حددناه من قبل"، مضيفاً "سنساعدهم في معركتهم وهي معركة عليهم الفوز فيها في نهاية
المطاف"، بحسب تعبيره.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية أعربت عن قلقها السبت من محاولات مسلّحي (داعش) فرض سيطرة القاعدة على سوريا والعراق، مشيرةً إلى أن واشنطن تراقب الوضع في محافظة الأنبار العراقية "عن كثب".
جاء ذلك بعد أن نقلت مجموعة (سايت) التي ترصد المواقع الإسلامية بياناً لهذا التنظيم أعلن فيه مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس وأودى بحياة خمسة اشخاص قائلاً إنه مجرد البداية لحملة ضد جماعة حزب الله اللبنانية التي تواصل إرسال مقاتلين من عناصرها إلى سوريا لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد. واعتُبر هذا البيان من المؤشرات المتزايدة إلى اتساع امتداد الحرب في سوريا إلى دول الجوار ولا سيما العراق ولبنان.
الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف Marie Harf أعلنت أن الولايات المتحدة تشجب بشدة العنف الذي شهدته مدينتا الرمادي والفلوجة خلال الأيام الأخيرة. وأضافت في تصريحاتٍ أدلت بها في واشنطن الجمعة:
"من الواضح أننا شجبنا هذا العنف بأشد العبارات الممكنة. ولكن دعونا نكون واضحين في شأن الجهة المسؤولة عن العنف. إن الإرهابيين وراءَه. ولهذا السبب نتعاون بشكل وثيق في إطار الشراكة مع الحكومة العراقية لمحاربة هذا التهديد المشترك إذ في نهاية المطاف نحن قادرون بالتأكيد على مساعدتهم بمحاربته، ولكننا نريد أيضاً مساعدتهم في بناء قدرتهم الخاصة على القيام بذلك بأنفسهم لأن هذا هو أفضل السُبل للمُضي قدماً في العراق"، بحسب تعبيرها.
يُشار إلى أن كيري تطرّق أيضاً في تصريحاته التي أدلى بها في القدس الأحد إلى دور إيران في المساعدة بالتوصل إلى حل لوقف الحرب السورية. ونُقل عنه القول إنه لا يزال بالإمكان أن تلعب طهران دوراً مفيداً في ايجاد حل للصراع في سوريا حتى على هامش مؤتمر جنيف الثاني المقرر عقده في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى مدينة اسطنبول التركية السبت:
"ينبغي على جميع الدول أن تساعد الشعب السوري كي يتمكن من التوصل إلى تسوية وحل مقبول لجميع مكوّنات المجتمع. وهذا لا يمكن إنجازه إلا عن طريق الانتخابات. على الشعب أن يتخذ قراره عبر انتخابات عامة."
وفي ردّه على سؤال بشأن التطورات في العراق، قال ظريف "فيما يتعلق بالعراق، نأمل أن تُجرى انتخابات ناجحة وأن يتمكنوا من تشكيل حكومة قادرة على ضمان السلام في المحصلة"، بحسب تعبيره.
من جهته، تـَعهّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالقضاء على "العصابات الإرهابية" في محافظة الأنبار مؤكداً أنه "لا تراجع حتى القضاء على هذه العصابات وتخليص أهل الأنبار من هذه المعاناة." وقال في الكلمة التي ألقاها السبت خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى الثانية ليوم العراق "علينا أن نتوحد ونقف مع قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لما تقوم به من دور كبير والاعتماد على العملية السياسية التي يسعى أعداء العراق لإسقاطها، وإنهاء الموقف الطائفي من أي طرف"، بحسب تعبيره.
وفي تصريحاتٍ نَــسبتها فرانس برس إلى مَن وصَفته بمسؤول حكومي في بغداد، أُعلن الأحد أن القوات العراقية تستعد لشنّ هجوم كبير لاستعادة مدينة الفلوجة من المسلحين. فيما نقلت أسوشييتد برس عن قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح قوله في مقابلة بثتها قناة (العراقية) الرسمية الأحد إن طرد مسلحي القاعدة سوف يتم خلال بضعة أيام. وأضاف أن الجيش يحتاج "يومين أو ثلاثة" لطرد هؤلاء المسلحين نهائياً من الفلوجة وأجزاء من الرمادي.
أما علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي فقد ذكر في مقابلة أجرتها معه رويترز الأحد "هناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية والجيش والعشائر على قدم وساق. الجيش هو الذي يتولى دعم العشائر بالسلاح ودعمهم بكل ما يحتاجونه في هذه المعركة التي يخوضونها ضد هؤلاء الإرهابيين القتلة. وأعتقد أن المسألة خلال إن شاء الله أيام قليلة، يوم أو يومين أو أكثر من ذلك بقليل، ستُحسَم وسيتم القضاء على هذه المجموعات"، بحسب تعبيره.
وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الحلبوسي أكد تطهير المحافظة "تقريباً" من المسلحين الذين قال إن "وجودهم أصبح مقتصراً على بعض الجيوب التي ستتم السيطرة عليها" داعياً الموظفين وقوات الشرطة المحلية إلى "الالتحاق بدوائرهم" لكنه رفض دخول الجيش إلى المدن. ونقلت صحيفة (الحياة) اللندنية الأحد عنه القول في تصريحاتٍ أدلى بها السبت إن "الوضع الآن في الأنبار هادئ نسبياً، وهناك بعض المعارك في بؤر للمسلحين في مناطق محدودة سيتم تطهيرها قريباً"، بحسب تعبيره.
ولـــــــمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي الذي قال لإذاعة العراق الحر "إن الرمادي قد تكون طُهرّت تماماً من القاعدة إلا جيوب بسيطة إذ أن رجال العشائر والجيش يقاتلون. ولكن المشكلة الكبيرة هي في الفلوجة حيث صرّح مدير الشرطة فيها بأن جميع منتسبي الشرطة أصبحوا خارج حدود المدينة وبالتالي فإن أهل الفلوجة أصبحوا أسرى لتنظيم القاعدة." وأشار الهاشمي إلى احتمال أن تُخاض "حرب شوارع في الفلوجة وهي أصعب أنواع الحروب إذ قد تقع خسائر بشرية" مضيفاً "أن عملية النزوح بدأت من قبل الأهالي إلى مدينة الحبانية وإلى مناطق أخرى تم فتحها فيما تواجه الجيش مشكلة لوجستية هي قضية الحالة الجوية إذ أن الطائرات لا يمكن أن تعمل في مناخ صعب وأمطار كثيرة. وأعتقد أن قضية اليومين قد تكون بسبب انتظار تحسّن الأحوال الجوية لضرب تنظيمات القاعدة في الفلوجة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب الهاشمي عن سؤالين آخريْن يتعلق أحدهما بتزامن الهجمات التي يتعرض لها مسلحو القاعدة في كلٍ من العراق وسوريا والثاني حول مغزى أحدث التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في شأن دعم واشنطن القوي لبغداد في العمليات العسكرية الدائرة حالياً ضد الإرهاب "دون إرسال أي قوات أميركية إلى أرض المعركة".
وفي مقابلةٍ أخرى يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل عن هذا السؤال بالقول "إن العمليات العسكرية الدائرة حالياً ما كان لها أن تتم لولا شعور القيادة العراقية بأن الإدارة الأميركية تنظر إلى داعش والقاعدة على أنها خطر يجب اجتثاثه سيما وأن هذا الخطر تنامى خلال الحرب المتواصلة في سوريا." وأعرب الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن اعتقاده بأن "تصريح كيري يُفهم منه أن الولايات المتحدة ماضية في دعم العراق بقوة وأن هذا الدعم لن يتوقف عند حدود التصريحات الإعلامية"، بحسب رأيه.
نُــشطاء أفادوا بأن فصائل من المعارضة السورية اشتبكت مع مقاتلين من (داعش) بشمال غرب سوريا السبت في أعنف مواجهة بين معارضي النظام السوري خلال الصراع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات. وجاءت الهجمات المنسّقة فيما يبدو ضد هذه الجماعة بعد شهور من تزايـــُــد الإستياء من مقاتليها المرتبطين بالقاعدة وأغلبهم من الجهاديين الأجانب الذين أثاروا غضب العديد من السوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ونقلت وكالتا رويترز وفرانس برس للأنباء عن نشطاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشراتٍ من مسلّحي القاعدة قُتلوا في الاشتباكات بين جماعات المعارضة المتنافسة والتي بدأت فجر الجمعة بمحافظتيْ حلب وإدلب قرب الحدود مع تركيا.
أما في العراق حيث تضاربت تقارير اليومين الماضيين عن طبيعة المعارك في محافظة الأنبار المتاخمة للحدود السورية فقد أُفيدَ الأحد بأن اشتباكاتٍ متقطعةً تدور عند أطراف مدينة الفلوجة التي كانت أنباء أشارت السبت إلى سقوطها في أيدي مقاتلي (داعش) بينما تستمر في أجزاء من مدينة الرمادي المواجهات بين عناصر هذا التنظيم والقوات الحكومية.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة تدعم العراق في حربه ضد القاعدة ولكنها لن ترسل أي قوات إلى أرض المعركة.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها في القدس الأحد قبل أن يتوجّه إلى الأردن والسعودية لإجراءِ مزيدٍ من المحادثات في شأن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قال كيري إن واشنطن "قلقة للغاية" من القتال الدائر في العراق.
وفي عرضها للتصريحات، أشارت وكالة أسوشييتد برس للأنباء إلى المعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى الجيش العراقي أخيراً ومن بينها صواريخ من طراز (هيلفاير) التي تُستخدم عادةً في معارك ضد المسلحين.
أما رويترز فقد ذكرت في عرضها للتصريحات أن تعاون الجيش العراقي مع رجال العشائر ضد تنظيم القاعدة يُعيد للأذهان قرار العشائر عام 2006 بالتعاون مع قوات الولايات المتحدة في محاربة مسلّحي القاعدة الذين سيطروا على مناطق في غرب البلاد بعد الغزو الأميركي الذي أطاح النظام العراقي السابق في عام 2003.
كيري أوضح الأحد أن الإدارة الأميركية ستقف "الى جانب حكومة العراق التي تبذل جهوداً (ضد القاعدة) لكنها معركتها وهذا الأمر حددناه من قبل"، مضيفاً "سنساعدهم في معركتهم وهي معركة عليهم الفوز فيها في نهاية
المطاف"، بحسب تعبيره.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية أعربت عن قلقها السبت من محاولات مسلّحي (داعش) فرض سيطرة القاعدة على سوريا والعراق، مشيرةً إلى أن واشنطن تراقب الوضع في محافظة الأنبار العراقية "عن كثب".
جاء ذلك بعد أن نقلت مجموعة (سايت) التي ترصد المواقع الإسلامية بياناً لهذا التنظيم أعلن فيه مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس وأودى بحياة خمسة اشخاص قائلاً إنه مجرد البداية لحملة ضد جماعة حزب الله اللبنانية التي تواصل إرسال مقاتلين من عناصرها إلى سوريا لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد. واعتُبر هذا البيان من المؤشرات المتزايدة إلى اتساع امتداد الحرب في سوريا إلى دول الجوار ولا سيما العراق ولبنان.
الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف Marie Harf أعلنت أن الولايات المتحدة تشجب بشدة العنف الذي شهدته مدينتا الرمادي والفلوجة خلال الأيام الأخيرة. وأضافت في تصريحاتٍ أدلت بها في واشنطن الجمعة:
"من الواضح أننا شجبنا هذا العنف بأشد العبارات الممكنة. ولكن دعونا نكون واضحين في شأن الجهة المسؤولة عن العنف. إن الإرهابيين وراءَه. ولهذا السبب نتعاون بشكل وثيق في إطار الشراكة مع الحكومة العراقية لمحاربة هذا التهديد المشترك إذ في نهاية المطاف نحن قادرون بالتأكيد على مساعدتهم بمحاربته، ولكننا نريد أيضاً مساعدتهم في بناء قدرتهم الخاصة على القيام بذلك بأنفسهم لأن هذا هو أفضل السُبل للمُضي قدماً في العراق"، بحسب تعبيرها.
يُشار إلى أن كيري تطرّق أيضاً في تصريحاته التي أدلى بها في القدس الأحد إلى دور إيران في المساعدة بالتوصل إلى حل لوقف الحرب السورية. ونُقل عنه القول إنه لا يزال بالإمكان أن تلعب طهران دوراً مفيداً في ايجاد حل للصراع في سوريا حتى على هامش مؤتمر جنيف الثاني المقرر عقده في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى مدينة اسطنبول التركية السبت:
"ينبغي على جميع الدول أن تساعد الشعب السوري كي يتمكن من التوصل إلى تسوية وحل مقبول لجميع مكوّنات المجتمع. وهذا لا يمكن إنجازه إلا عن طريق الانتخابات. على الشعب أن يتخذ قراره عبر انتخابات عامة."
وفي ردّه على سؤال بشأن التطورات في العراق، قال ظريف "فيما يتعلق بالعراق، نأمل أن تُجرى انتخابات ناجحة وأن يتمكنوا من تشكيل حكومة قادرة على ضمان السلام في المحصلة"، بحسب تعبيره.
من جهته، تـَعهّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالقضاء على "العصابات الإرهابية" في محافظة الأنبار مؤكداً أنه "لا تراجع حتى القضاء على هذه العصابات وتخليص أهل الأنبار من هذه المعاناة." وقال في الكلمة التي ألقاها السبت خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى الثانية ليوم العراق "علينا أن نتوحد ونقف مع قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لما تقوم به من دور كبير والاعتماد على العملية السياسية التي يسعى أعداء العراق لإسقاطها، وإنهاء الموقف الطائفي من أي طرف"، بحسب تعبيره.
وفي تصريحاتٍ نَــسبتها فرانس برس إلى مَن وصَفته بمسؤول حكومي في بغداد، أُعلن الأحد أن القوات العراقية تستعد لشنّ هجوم كبير لاستعادة مدينة الفلوجة من المسلحين. فيما نقلت أسوشييتد برس عن قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح قوله في مقابلة بثتها قناة (العراقية) الرسمية الأحد إن طرد مسلحي القاعدة سوف يتم خلال بضعة أيام. وأضاف أن الجيش يحتاج "يومين أو ثلاثة" لطرد هؤلاء المسلحين نهائياً من الفلوجة وأجزاء من الرمادي.
أما علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي فقد ذكر في مقابلة أجرتها معه رويترز الأحد "هناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية والجيش والعشائر على قدم وساق. الجيش هو الذي يتولى دعم العشائر بالسلاح ودعمهم بكل ما يحتاجونه في هذه المعركة التي يخوضونها ضد هؤلاء الإرهابيين القتلة. وأعتقد أن المسألة خلال إن شاء الله أيام قليلة، يوم أو يومين أو أكثر من ذلك بقليل، ستُحسَم وسيتم القضاء على هذه المجموعات"، بحسب تعبيره.
وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الحلبوسي أكد تطهير المحافظة "تقريباً" من المسلحين الذين قال إن "وجودهم أصبح مقتصراً على بعض الجيوب التي ستتم السيطرة عليها" داعياً الموظفين وقوات الشرطة المحلية إلى "الالتحاق بدوائرهم" لكنه رفض دخول الجيش إلى المدن. ونقلت صحيفة (الحياة) اللندنية الأحد عنه القول في تصريحاتٍ أدلى بها السبت إن "الوضع الآن في الأنبار هادئ نسبياً، وهناك بعض المعارك في بؤر للمسلحين في مناطق محدودة سيتم تطهيرها قريباً"، بحسب تعبيره.
ولـــــــمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي الذي قال لإذاعة العراق الحر "إن الرمادي قد تكون طُهرّت تماماً من القاعدة إلا جيوب بسيطة إذ أن رجال العشائر والجيش يقاتلون. ولكن المشكلة الكبيرة هي في الفلوجة حيث صرّح مدير الشرطة فيها بأن جميع منتسبي الشرطة أصبحوا خارج حدود المدينة وبالتالي فإن أهل الفلوجة أصبحوا أسرى لتنظيم القاعدة." وأشار الهاشمي إلى احتمال أن تُخاض "حرب شوارع في الفلوجة وهي أصعب أنواع الحروب إذ قد تقع خسائر بشرية" مضيفاً "أن عملية النزوح بدأت من قبل الأهالي إلى مدينة الحبانية وإلى مناطق أخرى تم فتحها فيما تواجه الجيش مشكلة لوجستية هي قضية الحالة الجوية إذ أن الطائرات لا يمكن أن تعمل في مناخ صعب وأمطار كثيرة. وأعتقد أن قضية اليومين قد تكون بسبب انتظار تحسّن الأحوال الجوية لضرب تنظيمات القاعدة في الفلوجة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب الهاشمي عن سؤالين آخريْن يتعلق أحدهما بتزامن الهجمات التي يتعرض لها مسلحو القاعدة في كلٍ من العراق وسوريا والثاني حول مغزى أحدث التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في شأن دعم واشنطن القوي لبغداد في العمليات العسكرية الدائرة حالياً ضد الإرهاب "دون إرسال أي قوات أميركية إلى أرض المعركة".
وفي مقابلةٍ أخرى يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل عن هذا السؤال بالقول "إن العمليات العسكرية الدائرة حالياً ما كان لها أن تتم لولا شعور القيادة العراقية بأن الإدارة الأميركية تنظر إلى داعش والقاعدة على أنها خطر يجب اجتثاثه سيما وأن هذا الخطر تنامى خلال الحرب المتواصلة في سوريا." وأعرب الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن اعتقاده بأن "تصريح كيري يُفهم منه أن الولايات المتحدة ماضية في دعم العراق بقوة وأن هذا الدعم لن يتوقف عند حدود التصريحات الإعلامية"، بحسب رأيه.