ترتفعُ حصيلةُ ضحايا الحرب السورية التي ما فتأت تهدد بالامتداد إلى دول الجوار ولا سيما العراق الذي يَـــــشهدُ هجماتٍ إرهابيةً متكررة ولبنان التي شيّعت الأحد قتلى أحدث التفجيرات المرتبطة بهذا الامتداد.
التقديراتُ أشارت في مطلع الشهر الحالي إلى أن عدد قتلى الحرب السورية المستمرة منذ 33 شهراً تجاوزت 126 ألفاً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ بريطانيا مقراً ويستقي معلوماته من الناشطين والمصادر الطبية والعسكرية في سوريا.
وفي أحدث التطورات، استـــــبعدَت الأمم المتحدة إمكانيةَ إزالة ترسانة سوريا الكيماوية في موعدها المحدد نهاية هذا الشهر بموجب الاتفاق الدولي على ذلك. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السبت إن الأحوال الجوية السيئة وتغيـّر جبهات القتال على الأرض أدت إلى تأجيل تسليم مستلزمات أساسية في المواقع التي تقوم بتجهيز المواد السامة فيها لإرسالها لميناء اللاذقية.
وكانت موسكو أشارت إلى ذلك الجمعة قائلةً على لسان رئيس ادارة نزع السلاح بوزارة الخارجية الروسية بعد اجتماع دولي حول جهود تدمير الاسلحة الكيماوية السورية "إن عملية الإزالة لم تبدأ بعد."
الرئيسُ الفرنسي فرانسوا هولاند كرر من جهته القول إن لا حلّ سياسياً في سوريا مع بقاء الرئيس بشار الأسد الذي يستخدم الاسلاميين للضغط على المعارضة المعتدلة. ونقلت صحيفة (الحياة) اللندنية الأحد (29 كانون الأول) عنه القول في مقابلة حصرية عشية زيارته السعودية إن من الأهمية بمكان أن يؤسس مؤتمر جنيف الثاني المتوقع عقده الشهر المقبل لـ"عملية انتقالية حقيقية" من أجل تجنّب توسّع الفوضى في سوريا. وناشدَ إيران ممارسة دور بنّاء في البحث عن حل للأزمة السورية والقبول بمضمون بيان (جنيف 1) بشأن الانتقال السياسي في سوريا.
في الأثناء، أُعلن في الفاتيكان أن البابا فرنسيس تسلّم رسالة خاصة من الأسد. وأُفيد بأن وزير الدولة السوري جوزيف سويد نقل الرسالة السبت خلال اجتماعه مع كبير الأساقفة بيترو بارولين أمين سر الفاتيكان وكبير الأساقفة دومينيك مامبرتي وزير الخارجية.
ونُقل عن بيان للفاتيكان أن الرسالة أوضحت "موقف الحكومة السورية".
فيما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بأن رسالة الأسد تضمنت "شكر وتقدير سوريا قيادةً وشعباً لمواقف قداسته". وجاء في النبأ أن الرسالة أكدت "أن وقف الإرهاب يتطلب امتناع الدول المتورطة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم العسكري والمادي واللوجستي والإيواء والتدريب الذي توفره بعض دول الجوار ودول أخرى معروفة في المنطقة وخارجها."
وأضافت (سانا) أن رسالة الأسد شددت أيضاً "على حرص الدولة السورية على ممارسة واجبها الدستوري في حماية مواطنيها بكافة انتماءاتهم الدينية والعرقية من جرائم العصابات التكفيرية التي تطول منازل المواطنين ومدارسهم ودور عبادتهم عبر تفجيرات إرهابية وقذائف عشوائية تستهدف أحياءهم"، بحسب تعبيرها.
وكان البابا فرنسيس دعا بمناسبة عيد الميلاد المجيد إلى السماح بوجود ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية لملايين السوريين المحتاجين الذين يعانون أوضاعاً هي الأقسى في تاريخهم المعاصر.
بابا الفاتيكان قال في خطبته في ساحة القديس بطرس الأربعاء الماضي:
"دعونا نواصل التضرّع إلى الرب كي يُجنّب الشعب السوري الحبيب مزيداً من المعاناة وليُمَـكّن أطراف النزاع من وضعِ حدٍ لكلِ أنواع العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية"، بحسب تعبيره.
وفي العاصمة اللبنانية اليوم الأحد، شُيّع الوزير السابق محمد شطح السياسي البارز في قوى 14 آذار، المناهضة لدمشق والمقرّب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اغتيل الجمعة في تفجير كبير. واعتُبر الهجوم الذي أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو سبعين آخرين أحدث حلقة في مسلسل العنف الممتد من سوريا المجاورة.
يُـشار إلى ما اعتبرته صحيفة أميركية بارزة بأن الحرب السورية تمثل اختباراً للحدود المصطنعة التي رُسِــــــمَـــت بموجب اتفاقية (سايكس- بيكو) بين بريطانيا وفرنسا مطلع القرن الماضي.
وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية Washington Post الجمعة
(27 كانون الأول) في المقال الموسوم "حرب سوريا الأهلية تختبر ديمومة الحدود المرسومة قبل أقل من قرن مضى" بقلم ليز سلاي Liz Sly إن الحرب تمتد الآن عبر الحدود إلى "العراق ولبنان وتركيا والأردن وإسرائيل" فيما يتدفق مسلّحون من دول عدة ومن كلا الطائفتين السنية والشيعية للقتال إلى جانب طرف أو آخر على نحوٍ يُضاعف من البـــُــعد الطائفي للصراع الذي لم يعد يدور حول سوريا فقط. وأضافت أنه في المقابل، يفرّ المدنيون في الاتجاه المعاكس مع بلوغ عددهم نحو 2.3 مليون لاجئ سوري حتى الآن. وبنزوحهم إلى دول الجوار، يُحوّل هؤلاء المجتمعات الواقعة خارج سوريا بطرقٍ قد تكون لا رجعة فيها، بحسب تعبيرها.
وتنقل الكاتبة سلاي عن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قوله "من إيران إلى لبنان، لم تعد هناك حدود بعد الآن. إنها موجودة رسمياً ولكن هل ستبقى كذلك بعد بضع سنوات؟" ويضيف أنه "في حال استمرار المزيد من التفكك فإن الشرق الأوسط بأسره سوف ينهار"، على حد تعبير جنبلاط.
(واشنطن بوست) تشير إلى عدم وجود توقعات جدّية بإعادة رسم الحدود القائمة بشكل رسمي نتيجة الاضطرابات الجارية. ولكن فيما تستعد قوى عالمية للاجتماع في سويسرا الشهر المقبل لاجراء محادثات بهدف إنهاء الصراع السوري، تبدو هذه اللحظة مشابهة لتلك التي أعقبت الحرب العالمية الأولى وشهدت ولادة دول المنطقة، بحسب ما تنقل الصحيفة عن أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس.
ولـــمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع مراسل (راديو فردا) القسم الفارسي لإذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في بيروت إيليا الجزائري الذي عـــــلّق أولاً على رسالة الأسد إلى بابا الفاتيكان بالقول إنه رغم أهمية النبأ "إلا أن وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام السوري تحاول أن تضخّمه باعتباره حدثاً كبيراً وذلك لأن الوضع في سوريا دقيق وحساس وما فعَلـــَــــــــتهُ الجماعات الإسلامية في بعض المناطق المسيحية كان مؤثراً في الرأي العام العالمي"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الجزائري عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤال يتعلق باحتمالات التصعيد في سياق امتداد الصراع السوري إلى الساحة اللبنانية خلال الفترة المقبلة.
من جهته، لاحـَظَ أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تعليقه على ما أوردته صحيفة (واشنطن بوست) أن الفترة التي سبقت نشوب الصراع في سوريا تخللتها إشارات إلى خارطة جديدة للشرق الأوسط "بالإضافة إلى تلميحات وحتى تصريحات أحياناً عن الرسم المستقبلي لحدود المنطقة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى بينها انعكاسات الصراع السوري على ما توصف في تحليلات غربية بـ"مشكلة الأقليات في دول المنطقة" وما اعتــــــَـــــبرَه "قاسماً مشتركاً" بين الوضعيْن في كـــلٍ من سوريا والعراق خلال المرحلة الحالية.
التقديراتُ أشارت في مطلع الشهر الحالي إلى أن عدد قتلى الحرب السورية المستمرة منذ 33 شهراً تجاوزت 126 ألفاً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ بريطانيا مقراً ويستقي معلوماته من الناشطين والمصادر الطبية والعسكرية في سوريا.
وفي أحدث التطورات، استـــــبعدَت الأمم المتحدة إمكانيةَ إزالة ترسانة سوريا الكيماوية في موعدها المحدد نهاية هذا الشهر بموجب الاتفاق الدولي على ذلك. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السبت إن الأحوال الجوية السيئة وتغيـّر جبهات القتال على الأرض أدت إلى تأجيل تسليم مستلزمات أساسية في المواقع التي تقوم بتجهيز المواد السامة فيها لإرسالها لميناء اللاذقية.
وكانت موسكو أشارت إلى ذلك الجمعة قائلةً على لسان رئيس ادارة نزع السلاح بوزارة الخارجية الروسية بعد اجتماع دولي حول جهود تدمير الاسلحة الكيماوية السورية "إن عملية الإزالة لم تبدأ بعد."
الرئيسُ الفرنسي فرانسوا هولاند كرر من جهته القول إن لا حلّ سياسياً في سوريا مع بقاء الرئيس بشار الأسد الذي يستخدم الاسلاميين للضغط على المعارضة المعتدلة. ونقلت صحيفة (الحياة) اللندنية الأحد (29 كانون الأول) عنه القول في مقابلة حصرية عشية زيارته السعودية إن من الأهمية بمكان أن يؤسس مؤتمر جنيف الثاني المتوقع عقده الشهر المقبل لـ"عملية انتقالية حقيقية" من أجل تجنّب توسّع الفوضى في سوريا. وناشدَ إيران ممارسة دور بنّاء في البحث عن حل للأزمة السورية والقبول بمضمون بيان (جنيف 1) بشأن الانتقال السياسي في سوريا.
في الأثناء، أُعلن في الفاتيكان أن البابا فرنسيس تسلّم رسالة خاصة من الأسد. وأُفيد بأن وزير الدولة السوري جوزيف سويد نقل الرسالة السبت خلال اجتماعه مع كبير الأساقفة بيترو بارولين أمين سر الفاتيكان وكبير الأساقفة دومينيك مامبرتي وزير الخارجية.
ونُقل عن بيان للفاتيكان أن الرسالة أوضحت "موقف الحكومة السورية".
فيما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بأن رسالة الأسد تضمنت "شكر وتقدير سوريا قيادةً وشعباً لمواقف قداسته". وجاء في النبأ أن الرسالة أكدت "أن وقف الإرهاب يتطلب امتناع الدول المتورطة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم العسكري والمادي واللوجستي والإيواء والتدريب الذي توفره بعض دول الجوار ودول أخرى معروفة في المنطقة وخارجها."
وأضافت (سانا) أن رسالة الأسد شددت أيضاً "على حرص الدولة السورية على ممارسة واجبها الدستوري في حماية مواطنيها بكافة انتماءاتهم الدينية والعرقية من جرائم العصابات التكفيرية التي تطول منازل المواطنين ومدارسهم ودور عبادتهم عبر تفجيرات إرهابية وقذائف عشوائية تستهدف أحياءهم"، بحسب تعبيرها.
وكان البابا فرنسيس دعا بمناسبة عيد الميلاد المجيد إلى السماح بوجود ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية لملايين السوريين المحتاجين الذين يعانون أوضاعاً هي الأقسى في تاريخهم المعاصر.
بابا الفاتيكان قال في خطبته في ساحة القديس بطرس الأربعاء الماضي:
"دعونا نواصل التضرّع إلى الرب كي يُجنّب الشعب السوري الحبيب مزيداً من المعاناة وليُمَـكّن أطراف النزاع من وضعِ حدٍ لكلِ أنواع العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية"، بحسب تعبيره.
وفي العاصمة اللبنانية اليوم الأحد، شُيّع الوزير السابق محمد شطح السياسي البارز في قوى 14 آذار، المناهضة لدمشق والمقرّب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اغتيل الجمعة في تفجير كبير. واعتُبر الهجوم الذي أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو سبعين آخرين أحدث حلقة في مسلسل العنف الممتد من سوريا المجاورة.
يُـشار إلى ما اعتبرته صحيفة أميركية بارزة بأن الحرب السورية تمثل اختباراً للحدود المصطنعة التي رُسِــــــمَـــت بموجب اتفاقية (سايكس- بيكو) بين بريطانيا وفرنسا مطلع القرن الماضي.
وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية Washington Post الجمعة
(27 كانون الأول) في المقال الموسوم "حرب سوريا الأهلية تختبر ديمومة الحدود المرسومة قبل أقل من قرن مضى" بقلم ليز سلاي Liz Sly إن الحرب تمتد الآن عبر الحدود إلى "العراق ولبنان وتركيا والأردن وإسرائيل" فيما يتدفق مسلّحون من دول عدة ومن كلا الطائفتين السنية والشيعية للقتال إلى جانب طرف أو آخر على نحوٍ يُضاعف من البـــُــعد الطائفي للصراع الذي لم يعد يدور حول سوريا فقط. وأضافت أنه في المقابل، يفرّ المدنيون في الاتجاه المعاكس مع بلوغ عددهم نحو 2.3 مليون لاجئ سوري حتى الآن. وبنزوحهم إلى دول الجوار، يُحوّل هؤلاء المجتمعات الواقعة خارج سوريا بطرقٍ قد تكون لا رجعة فيها، بحسب تعبيرها.
وتنقل الكاتبة سلاي عن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قوله "من إيران إلى لبنان، لم تعد هناك حدود بعد الآن. إنها موجودة رسمياً ولكن هل ستبقى كذلك بعد بضع سنوات؟" ويضيف أنه "في حال استمرار المزيد من التفكك فإن الشرق الأوسط بأسره سوف ينهار"، على حد تعبير جنبلاط.
(واشنطن بوست) تشير إلى عدم وجود توقعات جدّية بإعادة رسم الحدود القائمة بشكل رسمي نتيجة الاضطرابات الجارية. ولكن فيما تستعد قوى عالمية للاجتماع في سويسرا الشهر المقبل لاجراء محادثات بهدف إنهاء الصراع السوري، تبدو هذه اللحظة مشابهة لتلك التي أعقبت الحرب العالمية الأولى وشهدت ولادة دول المنطقة، بحسب ما تنقل الصحيفة عن أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس.
ولـــمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع مراسل (راديو فردا) القسم الفارسي لإذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في بيروت إيليا الجزائري الذي عـــــلّق أولاً على رسالة الأسد إلى بابا الفاتيكان بالقول إنه رغم أهمية النبأ "إلا أن وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام السوري تحاول أن تضخّمه باعتباره حدثاً كبيراً وذلك لأن الوضع في سوريا دقيق وحساس وما فعَلـــَــــــــتهُ الجماعات الإسلامية في بعض المناطق المسيحية كان مؤثراً في الرأي العام العالمي"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الجزائري عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤال يتعلق باحتمالات التصعيد في سياق امتداد الصراع السوري إلى الساحة اللبنانية خلال الفترة المقبلة.
من جهته، لاحـَظَ أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تعليقه على ما أوردته صحيفة (واشنطن بوست) أن الفترة التي سبقت نشوب الصراع في سوريا تخللتها إشارات إلى خارطة جديدة للشرق الأوسط "بالإضافة إلى تلميحات وحتى تصريحات أحياناً عن الرسم المستقبلي لحدود المنطقة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى بينها انعكاسات الصراع السوري على ما توصف في تحليلات غربية بـ"مشكلة الأقليات في دول المنطقة" وما اعتــــــَـــــبرَه "قاسماً مشتركاً" بين الوضعيْن في كـــلٍ من سوريا والعراق خلال المرحلة الحالية.