شهد عام 2013 خروج رئيس ايراني محاصر، ووصول رئيس جديد يحمل وعودا بإعادة إحياء الاقتصاد، وبالاعتدال، وبإنهاء العزلة الدولة لبلاده. مراسل الإذاعة Charles Recknagel يتساءل في تقريره التالي إن كانت هذه التغييرات ستبقى وستستمر.
منذ سنوات كانت إيران تبدو متجهة نحو المزيد من العزلة نتيجة مواجهتها المستعصية مع القوى الدولية، حول برنامجها النووي المثير للجدل، غير أن ذلك تغير فجأة في 2013.
فلقد انتخب الإيرانيون في حزيران 2013 رئيسا وعدهم بتبني توجهات أكثر اعتدالا، بما في ذلك ما يتعلق بالسياسة الخارجية. وفي تشرين الثاني توصلت حكومته إلى اتفاق أمده ستة أشهر مع القوى الدولية تتوقف إيران بموجبه عن بغض نشاطاتها النووية مقابل رفع بعض العقوبات عنها.
وإذا كان ذلك يوحي بأن الرئيس الجديد حسن روحاني، وهو رجل دين ومقرب من مراكز النفوذ في البلاد، سيقود إيران في اتجاه جديد بعد عقود من المواجهة مع الغرب، فيبقى السؤال قائما حول المدى الذي ستبلغه هذه التوجهات.
يقول Michael Adler الباحث في شؤون المنطقة في مركز ولسن بواشنطن: إن فريق روحاني يبدو لحد الآن وقد انطلق انطلاقة قوية هناك أنماط جديدة وحالة نفسية جديدة، ويشير الاتفاق المبرم في جنيف إلى أن الإيرانيين يمكنهم التعامل مع هذا الوضع. إلا أن التساؤل الكبير يتعلق بمدى استعدادهم لتقييد برنامجهم النووي ضمن تسوية شاملة وعلينا الانتظار لمعرفة ذلك. أما المؤكد فهي الرغبة الجديدة للتفاوض وللعمل من أجل التوصل إلى الحلول.
وهذا يعني أن القوة الدافعة لدى روحاني تعتمد كليا على آية الله خامنئي الذي أعطاه الضوء الأخضر للتفاوض مع الاحتفاظ لنفسه بحكمه النهائي في شأن تلك المساعي.
في عام 2003 توصل روحاني، الذي كان المفاوض الإيراني في الشأن النووي آن ذاك، توصل إلى اتفاق مع ثلاث من القوى الأوروبية الرئيسية علقت إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم مقابل وعود بتلقي مساعدات تقنية لبرنامجها للطاقة النووية. غير أن الاتفاق انهار في 2005 نتيجة إصرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن تلتزم إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وهي خطوة رفض المرشد الأعلى اتخاذها.
والآن بعد مضي عقد من الزمن علينا أن نرى إن كانت إيران والقوى العالمية الكبرى: الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا - ستتمكن من إيجاد تسوية دائمة. وبما أن أي اتفاق يعتمد على موافقة خامنئي النهائية، سيظل الغموض محيطا بالجهود المبذولة.
الخبير في الشأن الإيراني لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطنAlex Vatanka يقول إن المفاوضات تتيح للمرشد الايراني على خامنئي حلا لأهم ما يشغله من قضايا، وهي التأكد من أن النظام ليس مهددا بحالة الإحباط الشعبي حيال تنامي ثقل عبء العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على بلاده.
ويضيف "ما نراه هنا هو إدراك آية الله خامنئي بأن إيران لا يمكنها البقاء على هذا المسار، فحين تفقد البلاد 5 أو 6 مليار دولار من إيرادات النفط شهريا، أي ما يمثل نصف إيرادات النفط، يعني ذلك حرمان 77 مليون شخص من تلك الأموال. وعلينا أن نتذكر أن آية الله خامنئي لن ينسى أبدا أن نظامه قائم نتيجة ما حدث في 1979، والتي لم تكن مجرد ثورة سياسية ضد الملكية، بل كانت ثورة اقتصادية أيضا، إذ كان العديد من الذين وقفوا ضد الشاه يمثلون المحرومين اقتصاديا".
وطالما ظل روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، خريج الدراسة من الولايات المتحدة ، يمثلان مخرجا من ورطة إيران الاقتصادية، فإنهما سيستمران غي نيل تأييد خامنئي لجهودهما.
كل ذلك يمثل موازنة دقيقة في طهران مع استمرار روحاني في مساره. كان الرئيس الجديد يدعو غي حملته الانتخابية إلى المزيد من الاعتدال في كل من سياستي إيران الخارجية والداخلية، إلا أنه اضطر لحد الآن على تطبيق ذلك بشكل كامل تقريبا على الشئون الخارجية، ما يشير إلى مدى العناية التي لا بد وأن تتحكم بخطواته القادمة.
منذ سنوات كانت إيران تبدو متجهة نحو المزيد من العزلة نتيجة مواجهتها المستعصية مع القوى الدولية، حول برنامجها النووي المثير للجدل، غير أن ذلك تغير فجأة في 2013.
فلقد انتخب الإيرانيون في حزيران 2013 رئيسا وعدهم بتبني توجهات أكثر اعتدالا، بما في ذلك ما يتعلق بالسياسة الخارجية. وفي تشرين الثاني توصلت حكومته إلى اتفاق أمده ستة أشهر مع القوى الدولية تتوقف إيران بموجبه عن بغض نشاطاتها النووية مقابل رفع بعض العقوبات عنها.
وإذا كان ذلك يوحي بأن الرئيس الجديد حسن روحاني، وهو رجل دين ومقرب من مراكز النفوذ في البلاد، سيقود إيران في اتجاه جديد بعد عقود من المواجهة مع الغرب، فيبقى السؤال قائما حول المدى الذي ستبلغه هذه التوجهات.
يقول Michael Adler الباحث في شؤون المنطقة في مركز ولسن بواشنطن: إن فريق روحاني يبدو لحد الآن وقد انطلق انطلاقة قوية هناك أنماط جديدة وحالة نفسية جديدة، ويشير الاتفاق المبرم في جنيف إلى أن الإيرانيين يمكنهم التعامل مع هذا الوضع. إلا أن التساؤل الكبير يتعلق بمدى استعدادهم لتقييد برنامجهم النووي ضمن تسوية شاملة وعلينا الانتظار لمعرفة ذلك. أما المؤكد فهي الرغبة الجديدة للتفاوض وللعمل من أجل التوصل إلى الحلول.
وهذا يعني أن القوة الدافعة لدى روحاني تعتمد كليا على آية الله خامنئي الذي أعطاه الضوء الأخضر للتفاوض مع الاحتفاظ لنفسه بحكمه النهائي في شأن تلك المساعي.
في عام 2003 توصل روحاني، الذي كان المفاوض الإيراني في الشأن النووي آن ذاك، توصل إلى اتفاق مع ثلاث من القوى الأوروبية الرئيسية علقت إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم مقابل وعود بتلقي مساعدات تقنية لبرنامجها للطاقة النووية. غير أن الاتفاق انهار في 2005 نتيجة إصرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن تلتزم إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وهي خطوة رفض المرشد الأعلى اتخاذها.
والآن بعد مضي عقد من الزمن علينا أن نرى إن كانت إيران والقوى العالمية الكبرى: الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا - ستتمكن من إيجاد تسوية دائمة. وبما أن أي اتفاق يعتمد على موافقة خامنئي النهائية، سيظل الغموض محيطا بالجهود المبذولة.
الخبير في الشأن الإيراني لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطنAlex Vatanka يقول إن المفاوضات تتيح للمرشد الايراني على خامنئي حلا لأهم ما يشغله من قضايا، وهي التأكد من أن النظام ليس مهددا بحالة الإحباط الشعبي حيال تنامي ثقل عبء العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على بلاده.
ويضيف "ما نراه هنا هو إدراك آية الله خامنئي بأن إيران لا يمكنها البقاء على هذا المسار، فحين تفقد البلاد 5 أو 6 مليار دولار من إيرادات النفط شهريا، أي ما يمثل نصف إيرادات النفط، يعني ذلك حرمان 77 مليون شخص من تلك الأموال. وعلينا أن نتذكر أن آية الله خامنئي لن ينسى أبدا أن نظامه قائم نتيجة ما حدث في 1979، والتي لم تكن مجرد ثورة سياسية ضد الملكية، بل كانت ثورة اقتصادية أيضا، إذ كان العديد من الذين وقفوا ضد الشاه يمثلون المحرومين اقتصاديا".
وطالما ظل روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، خريج الدراسة من الولايات المتحدة ، يمثلان مخرجا من ورطة إيران الاقتصادية، فإنهما سيستمران غي نيل تأييد خامنئي لجهودهما.
كل ذلك يمثل موازنة دقيقة في طهران مع استمرار روحاني في مساره. كان الرئيس الجديد يدعو غي حملته الانتخابية إلى المزيد من الاعتدال في كل من سياستي إيران الخارجية والداخلية، إلا أنه اضطر لحد الآن على تطبيق ذلك بشكل كامل تقريبا على الشئون الخارجية، ما يشير إلى مدى العناية التي لا بد وأن تتحكم بخطواته القادمة.