تـــَــــتــعــــقّـــدُ مساعي حل الأزمة السورية في ظلّ ما يَـــــــطرأ من تطورات ميدانية مفاجئة أو مستجدات في مواقف إطراف إقليمية ودولية.
ومن بين آخر هذه التطورات ما أُعلنَ خلال الساعات الأخيرة في شأن محادثات مرتقَبة ستُجرى بين مسؤولين أميركيين وعدد من قادة (الجبهة الإسلامية) التي استولَت على مبانٍ تابعة لمقاتلين معارضين مدعومين من الغرب الأسبوع الماضي.
وجاء هذا الإعلان المفاجئ بعد ساعاتٍ من قرار واشنطن ولندن تعليق مساعداتهما غير القتالية إلى المعارضة السورية إثر سيطرة هذه الجبهة التي لم تكن معروفة على نطاق إعلامي واسع على مخازن أسلحة قرب الحدود التركية تحوي معدات للمجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر.
وأُفــــــــــــــيدَ بأن الاتصالات التي ستجريها واشنطن مع المقاتلين المتشددين تعكس مدى تــــــــــفوّق تحالف (الجبهة الإسلامية) المكوّن من ست جماعات على فصائل الجيش السوري الحر الذي يوصَف بأنه الطرف المعارض الأكثر اعتدالاً. كما قد تحدد الاجتماعات التي ستُعقد في تركيا التوجّـــــــــه المقبل للتحالف الذي يقاتل العناصر الأكثر تشدداً التابعين لجماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) المرتبطة بالقاعدة.
وبالتزامن مع هذا التطور، بــــَـــــــرزت مجدداً إشاراتٌ إلى احتمالاتِ بقاء الخيار العسكري كوسيلةٍ لحل الأزمة السورية مع إبلاغ الإدارة الأميركية الكونغرس أن الولايات المتحدة لديها نحو 1500 جندي في الأردن.
وقال تقرير للبيت الأبيض الجمعة إن "هذه القوات ستبقى في الأردن إلى أن يتحسّن الوضع الأمني ولا تصبح هناك حاجة" لها.
وفي عرضها لمقتطفاتٍ من التقرير، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن الفيلق الأميركي في الأردن يشتمل على منظومة باتريوت للصواريخ المضادة للصواريخ وطائرات حربية للمساعدة في احتواء توترات الحرب في سوريا المجاورة.
هذا فيما أُعلِـــــن في بغداد الأحد (15 كانون الأول) أن تطورات الأزمة السورية بُحثت خلال اجتماع نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف.
وجاء في بيان صحفي لمكتب المطلك تلقت إذاعة العراق الحر نسخة منه أن المحادثات تطرقت، من بين أمور أخرى، إلى "الاوضاع الاقليمية لاسيما الملف السوري وما يشهده من تطورات أمنية انعكست سلباً على الداخل العراقي اضافة الى التدخلات الخارجية في الشأن السوري وما تبع ذلك من مشكلات عقّدت من الأزمة هناك"، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، صدَرت عن المملكة العربية السعودية التي تُعرف بأنها الطرف الإقليمي الرئيسي الداعم للمعارضة السورية إلى جانب قطر صدرت انتقادات لحليفتيها الغربيتين الولايات المتحدة وبريطانيا لعدم تقديم المساعدات اللازمة التي تــُمكــّن المقاتلين المعارضين من حَسم صراعهم مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاءت هذه التصريحات على لسان المدير السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل الذي قال إن معارضي الأسد يواجهون ما وصفه بوضع صعب بسبب رفض واشنطن ولندن مساعدتهم. وأضاف لرويترز على هامش مؤتمر السياسة العالمي في موناكو "الامر الاكثر ضررا هو انه منذ بداية هذا الصراع ومنذ ظهور الجيش السوري الحر كرد على افلات الاسد من العقاب لم تتقدم بريطانيا والولايات المتحدة وتقدمان المساعدات الضرورية للسماح له بالدفاع عنه نفسه وعن الشعب السوري امام الة القتل التابعة للاسد"، بحسب تعبيره.
وتساءَل المسؤول السعودي السابق في التصريحات التي تناقلتها وكالات أنباء عالمية أخرى أيضاً تســـــــــــاءل عن السبب الذي يدفع الرئيس السوري إلى "وقف القتل" في ظل استمرار عدم تلقي مقاتلي المعارضة الدعم العسكري الغربي الكافي.
ولــــــمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً في ردّه على سؤال بشأن الاتصالات المرتقبة بين واشنطن و(الجبهة الإسلامية) إنه "لا توجد في الواقع نظرة أميركية جديدة إلى هذا التحالف الذي يضم أكبر فصائل المعارضة بعد الجيش السوري الحر خاصةً وأن هذه الجبهة تعتبر معتدلة وأن الجيش الحر هو الذي طلب منها السيطرة على مخازن السلاح خوفاً من سيطرة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش المرتبطة بالقاعدة عليه."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، عَــــــــلّــق السمان أيضاً على نبأ وجود فيلق أميركي في الأردن وما إذا كان هذا التطور يثير مجدداً احتمال استخدام القوة العسكرية كأحد الخيارات لحل الأزمة السورية في حال إخفاق المساعي الدبلوماسية.
من جهته، تحدث مراسل (راديو فردا) القسم الفارسي في إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في بيروت إيليا الجزائري عن المعلومات المتوفرة إعلامياً حول (الجبهة الإسلامية) التي برزت فجأةً كأحد الأطراف الميدانية المؤثرة، موضحاً "أنها تشكّلت من ست فصائل كانت تعمل مع الجيش الحر وأسمت نفسها إسلامية وهي فصائل ذات قوة وقدرة على الساحة القتالية في الجبهة السورية."
وأضاف الجزائري في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "هذه الجبهة أعلنت أن هدفها هو إقامة دولة إسلامية تكون متطوّرة وأنها ليست مع القاعدة أو جبهة النصرة وتحارب التنظيمات المرتبطة بالقاعدة ولا يبدو أنها تتشكل من إسلاميين متطرفين كالذين يعملون مع داعش أو النصرة، ولكنها منظمة إسلامية"، بحسب تعبيره.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري فقد لاحـــَــــــظَ في سياق إجابته عن سؤال يتعلق بمسألة الدول التي وُجّهت أو ستُوجّه إليها الدعوات لحضور مؤتمر جنيف الثاني لاحظ المساعي الدولية التي تقودها القوتان الراعيتان للمؤتمر وهما الولايات المتحدة وروسيا بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة "لإشراك الأطراف الإقليمية الرئيسية المؤثرة في الأزمة السورية وفي معظم الأحداث الأخرى في المنطقة والتي لا شك أنها ستضم دولاً مثل العراق وإيران وتركيا والسعودية ومصر."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات ذات صلة بينها أسباب تأخير انعقاد مؤتمر جنيف الثاني حتى الآن وقرار واشنطن إجراء اتصالات مع (الجبهة الإسلامية) بالإضافة إلى مغزى التصريحات السعودية التي انــــــــتُــــــــقِد فيها الغرب لعدم مساعدته مقاتلي المعارضة السورية بما يـُـــمكّنهم من حَسم الصراع عَــــــسكرياً.
كما أجاب الجبوري عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بأهمية إعلان البيت الأبيض عن الوجود العسكري الأميركي في الأردن والثاني عن موقف بغداد من كل هذه التطورات التي يبدو أنها تزيد من تعقيدات المساعي الدبلوماسية الرامية لحلّ الأزمة السورية ســِــــــــــــــــلمــــــياً.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، وأستاذ العلاقات الدولية الخبير السوري د. نبيل السمان متحدثاً من دمشق، ومراسل (راديو فردا) القسم الفارسي في إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في بيروت إيليا الجزائري.
ومن بين آخر هذه التطورات ما أُعلنَ خلال الساعات الأخيرة في شأن محادثات مرتقَبة ستُجرى بين مسؤولين أميركيين وعدد من قادة (الجبهة الإسلامية) التي استولَت على مبانٍ تابعة لمقاتلين معارضين مدعومين من الغرب الأسبوع الماضي.
وجاء هذا الإعلان المفاجئ بعد ساعاتٍ من قرار واشنطن ولندن تعليق مساعداتهما غير القتالية إلى المعارضة السورية إثر سيطرة هذه الجبهة التي لم تكن معروفة على نطاق إعلامي واسع على مخازن أسلحة قرب الحدود التركية تحوي معدات للمجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر.
وأُفــــــــــــــيدَ بأن الاتصالات التي ستجريها واشنطن مع المقاتلين المتشددين تعكس مدى تــــــــــفوّق تحالف (الجبهة الإسلامية) المكوّن من ست جماعات على فصائل الجيش السوري الحر الذي يوصَف بأنه الطرف المعارض الأكثر اعتدالاً. كما قد تحدد الاجتماعات التي ستُعقد في تركيا التوجّـــــــــه المقبل للتحالف الذي يقاتل العناصر الأكثر تشدداً التابعين لجماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) المرتبطة بالقاعدة.
وبالتزامن مع هذا التطور، بــــَـــــــرزت مجدداً إشاراتٌ إلى احتمالاتِ بقاء الخيار العسكري كوسيلةٍ لحل الأزمة السورية مع إبلاغ الإدارة الأميركية الكونغرس أن الولايات المتحدة لديها نحو 1500 جندي في الأردن.
وقال تقرير للبيت الأبيض الجمعة إن "هذه القوات ستبقى في الأردن إلى أن يتحسّن الوضع الأمني ولا تصبح هناك حاجة" لها.
وفي عرضها لمقتطفاتٍ من التقرير، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن الفيلق الأميركي في الأردن يشتمل على منظومة باتريوت للصواريخ المضادة للصواريخ وطائرات حربية للمساعدة في احتواء توترات الحرب في سوريا المجاورة.
هذا فيما أُعلِـــــن في بغداد الأحد (15 كانون الأول) أن تطورات الأزمة السورية بُحثت خلال اجتماع نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف.
وجاء في بيان صحفي لمكتب المطلك تلقت إذاعة العراق الحر نسخة منه أن المحادثات تطرقت، من بين أمور أخرى، إلى "الاوضاع الاقليمية لاسيما الملف السوري وما يشهده من تطورات أمنية انعكست سلباً على الداخل العراقي اضافة الى التدخلات الخارجية في الشأن السوري وما تبع ذلك من مشكلات عقّدت من الأزمة هناك"، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، صدَرت عن المملكة العربية السعودية التي تُعرف بأنها الطرف الإقليمي الرئيسي الداعم للمعارضة السورية إلى جانب قطر صدرت انتقادات لحليفتيها الغربيتين الولايات المتحدة وبريطانيا لعدم تقديم المساعدات اللازمة التي تــُمكــّن المقاتلين المعارضين من حَسم صراعهم مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاءت هذه التصريحات على لسان المدير السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل الذي قال إن معارضي الأسد يواجهون ما وصفه بوضع صعب بسبب رفض واشنطن ولندن مساعدتهم. وأضاف لرويترز على هامش مؤتمر السياسة العالمي في موناكو "الامر الاكثر ضررا هو انه منذ بداية هذا الصراع ومنذ ظهور الجيش السوري الحر كرد على افلات الاسد من العقاب لم تتقدم بريطانيا والولايات المتحدة وتقدمان المساعدات الضرورية للسماح له بالدفاع عنه نفسه وعن الشعب السوري امام الة القتل التابعة للاسد"، بحسب تعبيره.
وتساءَل المسؤول السعودي السابق في التصريحات التي تناقلتها وكالات أنباء عالمية أخرى أيضاً تســـــــــــاءل عن السبب الذي يدفع الرئيس السوري إلى "وقف القتل" في ظل استمرار عدم تلقي مقاتلي المعارضة الدعم العسكري الغربي الكافي.
ولــــــمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً في ردّه على سؤال بشأن الاتصالات المرتقبة بين واشنطن و(الجبهة الإسلامية) إنه "لا توجد في الواقع نظرة أميركية جديدة إلى هذا التحالف الذي يضم أكبر فصائل المعارضة بعد الجيش السوري الحر خاصةً وأن هذه الجبهة تعتبر معتدلة وأن الجيش الحر هو الذي طلب منها السيطرة على مخازن السلاح خوفاً من سيطرة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش المرتبطة بالقاعدة عليه."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، عَــــــــلّــق السمان أيضاً على نبأ وجود فيلق أميركي في الأردن وما إذا كان هذا التطور يثير مجدداً احتمال استخدام القوة العسكرية كأحد الخيارات لحل الأزمة السورية في حال إخفاق المساعي الدبلوماسية.
من جهته، تحدث مراسل (راديو فردا) القسم الفارسي في إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في بيروت إيليا الجزائري عن المعلومات المتوفرة إعلامياً حول (الجبهة الإسلامية) التي برزت فجأةً كأحد الأطراف الميدانية المؤثرة، موضحاً "أنها تشكّلت من ست فصائل كانت تعمل مع الجيش الحر وأسمت نفسها إسلامية وهي فصائل ذات قوة وقدرة على الساحة القتالية في الجبهة السورية."
وأضاف الجزائري في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "هذه الجبهة أعلنت أن هدفها هو إقامة دولة إسلامية تكون متطوّرة وأنها ليست مع القاعدة أو جبهة النصرة وتحارب التنظيمات المرتبطة بالقاعدة ولا يبدو أنها تتشكل من إسلاميين متطرفين كالذين يعملون مع داعش أو النصرة، ولكنها منظمة إسلامية"، بحسب تعبيره.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري فقد لاحـــَــــــظَ في سياق إجابته عن سؤال يتعلق بمسألة الدول التي وُجّهت أو ستُوجّه إليها الدعوات لحضور مؤتمر جنيف الثاني لاحظ المساعي الدولية التي تقودها القوتان الراعيتان للمؤتمر وهما الولايات المتحدة وروسيا بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة "لإشراك الأطراف الإقليمية الرئيسية المؤثرة في الأزمة السورية وفي معظم الأحداث الأخرى في المنطقة والتي لا شك أنها ستضم دولاً مثل العراق وإيران وتركيا والسعودية ومصر."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات ذات صلة بينها أسباب تأخير انعقاد مؤتمر جنيف الثاني حتى الآن وقرار واشنطن إجراء اتصالات مع (الجبهة الإسلامية) بالإضافة إلى مغزى التصريحات السعودية التي انــــــــتُــــــــقِد فيها الغرب لعدم مساعدته مقاتلي المعارضة السورية بما يـُـــمكّنهم من حَسم الصراع عَــــــسكرياً.
كما أجاب الجبوري عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بأهمية إعلان البيت الأبيض عن الوجود العسكري الأميركي في الأردن والثاني عن موقف بغداد من كل هذه التطورات التي يبدو أنها تزيد من تعقيدات المساعي الدبلوماسية الرامية لحلّ الأزمة السورية ســِــــــــــــــــلمــــــياً.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، وأستاذ العلاقات الدولية الخبير السوري د. نبيل السمان متحدثاً من دمشق، ومراسل (راديو فردا) القسم الفارسي في إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في بيروت إيليا الجزائري.