يمر الاعلام العراقي بمرحلة بالغة الدقة وشديدة الخطورة في الوقت الحاضر. ويجد الصحفيون انفسهم بين مطرقة الجماعات الارهابية التي تريد اسكاتهم بافنائهم جسديا، وسندان السلطة التي تطوقهم بصنوف شتى من القيود والمضايقات.
وكانت الأشهر الأخيرة من عام 2013 شهدت مقتل صحفيين في مناطق متفرقة من العراق. ففي اواخر تشرين الأول قُتل مصور قناة "الموصلية" بشار عبد القادر النعيمي بكاتم صوت في مدينة الموصل. وبعده بثلاثة ايام أُصيب الصحفي فلاح حسن مراسل قناة "المسار" بجروح خطيرة عندما أطلق مجهولون النار عليه في الموصل. وقُتل في الشهر نفسه الصحفي التلفزيوني في قناة الشرقية محمد كريم البدراني والمصور محمد الغانم وسط مدينة الموصل. وفي تشرين الثاني قُتل المصور علاء ادور بطرس الذي كان يعمل لقناة "نينوى الغد" المحلية برصاص مجهولين شمالي الموصل ايضا. وفي اوائل كانون الأول قُتل الصحفي الكردي كاوا احمد غيرمياني رئيس تحرير مجلة "رايال" في ناحية كلارا جنوبي مدينة السليمانية.
في هذه الأثناء اعلنت الأجهزة الأمنية عن اكتشاف قائمة تضم اسماء اربعة واربعين صحفيا مستهدفين بالتصفية البدنية. ودعت منظمة مراسلون بلا حدود السلطات العراقية الى عمل كل ما يلزم لحماية هؤلاء الصحفيين.
على الجانب الآخر افادت منظمة مراسلون بلا حدود بأن حسن الشمري مراسل صحيفة "المدى" كان هدف محاولة خطف قام بها افراد حماية محافظ ديالى عمر الحميري في ايلول الماضي. وكان الشمري يحضر مؤتمرا صحفيا شتم فيه المحافظ مراسل قناة "الحرة "هادي العنبكي ، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود.
وفي الشهر نفسه أمر مدير شرطة الرصافة اللواء علي عبد الأمير بغلق مكاتب قناة البغدادية للمرة الثالثة هذا العام ومصادرة معداتها. وجاء هذا في اعقاب قرار اصدرته هيئة الاتصالات والاعلام تتهم فيه قناة البغدادية بمخالفة القيم المهنية في العمل الاعلامي.
وكانت هيئة الاتصالات والاعلام علقت في وقت سابق من العام رخص عمل عشر قنوات فضائية بتهمة التحريض على العنف والطائفية.
ويصطدم الاعلاميون العراقيون بعقبات وموانع مختلفة خلال ملاحقتهم الحدث وسعيهم الى نقل الحقيقة ، سواء من قوى الأمن أو الدوائر الرسمية. فعلى سبيل المثال ان الصحفي العراقي لا يستطيع ان يؤدي واجبه في إيصال المعلومة والخبر من موقع الحدث إلا بموافقة مسبقة ، كما أوضح الصحفي احمد عرّام.
ولفت عرام الى ان اسباب قلق الاعلامي العراقي متعددة ، بما في ذلك ضغوط الأحزاب السياسية الى جانب تهديدات الجماعات المسلحة والمسؤولين الذين ينتقدون التقارير الصحفية أو يطالبون الصحفي بترويج وجهة نظرهم.
وتزداد هواجس الصحفيين العراقيين مع اقتراب موعد الانتخابات وتصاعد أعمال العنف ، بحسب الصحفي احمد عرام الذي قال ان الاعلامي العراقي مرصود من الكتل السياسية والجماعات المسلحة على السواء.
اذاعة العراق الحر التقت رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين عدنان حسين الذي اتهم الدولة والأحزاب سواء كانت منخرطة في العملية السياسية أو خارجها باتخاذ موقف معاد من حرية الاعلام التي تشكل ركنا اساسيا من اركان النظام الديمقراطي.
ولفت حسين الى تفاقم استهداف الصحفيين بدلا من ان تستخدم الدولة قدراتها وادواتها لكبح هذا الاستهداف واصفا الظرف الذي يمر به الاعلام العراقي بأنه ظرف دقيق وحساس.
واعرب رئيس النقابة الوطنية للصحفيين عن قلقه على الاعلام العراقي متوقعا ان تزداد الضغوط على المؤسسة الاعلامية بالارتباط مع الانتخابات القادمة وسعي الكتل السياسية الى كسب وسائل الاعلام على اختلافها بما يخدم مواقف الأحزاب وترويج برامجها.
رئيس لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية علي شلاه أكد ان لا مصلحة للدولة أو الحكومة في استهداف الصحفيين داعيا وسائل الاعلام الى الحديث بصراحة عن الجماعات التي تضع الصحفيين في دائرة استهدافها وبالتحديد تنظيم القاعدة بدلا من اللف والدوران أو حتى رمي الكرة في ملعب القوى الأمنية.
وعزا رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين ابراهيم السراجي تزايد الخطر على الاعلاميين الى غياب الآليات والتشريعات التي تحميهم وتصون حرية الاعلام عموما وحذر من استمرار الهجمة التي تستهدف الصحفيين طالما ان الحماية ليست متوفرة لهم.
من بين 179 بلدا جاء العراق بالمرتبة 150 على مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود هذا العام في درجة احترام حرية الاعلام. وتصدر العراق دول العالم بفشله في ملاحقة مرتكبي جرائم القتل ضد الصحفيين ومعاقبتهم وفق مؤشر لجنة حماية الصحفيين في نيويورك.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد
وكانت الأشهر الأخيرة من عام 2013 شهدت مقتل صحفيين في مناطق متفرقة من العراق. ففي اواخر تشرين الأول قُتل مصور قناة "الموصلية" بشار عبد القادر النعيمي بكاتم صوت في مدينة الموصل. وبعده بثلاثة ايام أُصيب الصحفي فلاح حسن مراسل قناة "المسار" بجروح خطيرة عندما أطلق مجهولون النار عليه في الموصل. وقُتل في الشهر نفسه الصحفي التلفزيوني في قناة الشرقية محمد كريم البدراني والمصور محمد الغانم وسط مدينة الموصل. وفي تشرين الثاني قُتل المصور علاء ادور بطرس الذي كان يعمل لقناة "نينوى الغد" المحلية برصاص مجهولين شمالي الموصل ايضا. وفي اوائل كانون الأول قُتل الصحفي الكردي كاوا احمد غيرمياني رئيس تحرير مجلة "رايال" في ناحية كلارا جنوبي مدينة السليمانية.
في هذه الأثناء اعلنت الأجهزة الأمنية عن اكتشاف قائمة تضم اسماء اربعة واربعين صحفيا مستهدفين بالتصفية البدنية. ودعت منظمة مراسلون بلا حدود السلطات العراقية الى عمل كل ما يلزم لحماية هؤلاء الصحفيين.
على الجانب الآخر افادت منظمة مراسلون بلا حدود بأن حسن الشمري مراسل صحيفة "المدى" كان هدف محاولة خطف قام بها افراد حماية محافظ ديالى عمر الحميري في ايلول الماضي. وكان الشمري يحضر مؤتمرا صحفيا شتم فيه المحافظ مراسل قناة "الحرة "هادي العنبكي ، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود.
وفي الشهر نفسه أمر مدير شرطة الرصافة اللواء علي عبد الأمير بغلق مكاتب قناة البغدادية للمرة الثالثة هذا العام ومصادرة معداتها. وجاء هذا في اعقاب قرار اصدرته هيئة الاتصالات والاعلام تتهم فيه قناة البغدادية بمخالفة القيم المهنية في العمل الاعلامي.
وكانت هيئة الاتصالات والاعلام علقت في وقت سابق من العام رخص عمل عشر قنوات فضائية بتهمة التحريض على العنف والطائفية.
ويصطدم الاعلاميون العراقيون بعقبات وموانع مختلفة خلال ملاحقتهم الحدث وسعيهم الى نقل الحقيقة ، سواء من قوى الأمن أو الدوائر الرسمية. فعلى سبيل المثال ان الصحفي العراقي لا يستطيع ان يؤدي واجبه في إيصال المعلومة والخبر من موقع الحدث إلا بموافقة مسبقة ، كما أوضح الصحفي احمد عرّام.
ولفت عرام الى ان اسباب قلق الاعلامي العراقي متعددة ، بما في ذلك ضغوط الأحزاب السياسية الى جانب تهديدات الجماعات المسلحة والمسؤولين الذين ينتقدون التقارير الصحفية أو يطالبون الصحفي بترويج وجهة نظرهم.
وتزداد هواجس الصحفيين العراقيين مع اقتراب موعد الانتخابات وتصاعد أعمال العنف ، بحسب الصحفي احمد عرام الذي قال ان الاعلامي العراقي مرصود من الكتل السياسية والجماعات المسلحة على السواء.
اذاعة العراق الحر التقت رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين عدنان حسين الذي اتهم الدولة والأحزاب سواء كانت منخرطة في العملية السياسية أو خارجها باتخاذ موقف معاد من حرية الاعلام التي تشكل ركنا اساسيا من اركان النظام الديمقراطي.
ولفت حسين الى تفاقم استهداف الصحفيين بدلا من ان تستخدم الدولة قدراتها وادواتها لكبح هذا الاستهداف واصفا الظرف الذي يمر به الاعلام العراقي بأنه ظرف دقيق وحساس.
واعرب رئيس النقابة الوطنية للصحفيين عن قلقه على الاعلام العراقي متوقعا ان تزداد الضغوط على المؤسسة الاعلامية بالارتباط مع الانتخابات القادمة وسعي الكتل السياسية الى كسب وسائل الاعلام على اختلافها بما يخدم مواقف الأحزاب وترويج برامجها.
رئيس لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية علي شلاه أكد ان لا مصلحة للدولة أو الحكومة في استهداف الصحفيين داعيا وسائل الاعلام الى الحديث بصراحة عن الجماعات التي تضع الصحفيين في دائرة استهدافها وبالتحديد تنظيم القاعدة بدلا من اللف والدوران أو حتى رمي الكرة في ملعب القوى الأمنية.
وعزا رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين ابراهيم السراجي تزايد الخطر على الاعلاميين الى غياب الآليات والتشريعات التي تحميهم وتصون حرية الاعلام عموما وحذر من استمرار الهجمة التي تستهدف الصحفيين طالما ان الحماية ليست متوفرة لهم.
من بين 179 بلدا جاء العراق بالمرتبة 150 على مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود هذا العام في درجة احترام حرية الاعلام. وتصدر العراق دول العالم بفشله في ملاحقة مرتكبي جرائم القتل ضد الصحفيين ومعاقبتهم وفق مؤشر لجنة حماية الصحفيين في نيويورك.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد