يَتواصلُ الانفتاحُ الغربي على إيران مع توقــّــعاتٍ بأن تنعكسَ خطواتُ التقارب المتسارعة بين الطرفين على التحالفات الإستراتيجية التقليدية في منطقة الخليج ومساعي التوصل لحلّ الأزمة السورية.
ورغم إخفاق المحادثات الأخيرة التي عُقدت في جنيف على مستوى وزراء الخارجية بين إيران والقوى الدولية الست في التوصّل لاتفاقٍ بشأن ملف طهران النووي إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أشار الاثنين إلى إمكانية التوقيع على صفقة مُرضية للمجتمع الدولي خلال شهور. وتزامنَ هذا التصريح الذي أدلى به كيري خلال زيارةٍ إلى الإمارات العربية المتحدة مع إعلان لندن وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي قُطعت قبل سنتين وتوقيع اتفاق تعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بدخولِ مزيدٍ من المنشآت النووية الإيرانية.
مندوبو إيران ودول ما تعرف بمجموعة (5+1) وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أجروا على مدى ثلاثة أيام الأسبوع الماضي محادثات مكثفة بشأن برنامج ايران النووي المثير للجدل في ظل توقعات كبيرة بالتوصل إلى حلٍ وسَط بعد ســـــــنواتٍ من الركود في المفاوضات. لكن محادثات جنيف اختُـــــتمت السبت دون التوصل الى اتفاق للمساعدة في تهدئة المخاوف الغربية بأن إيران قد تسعى لامتلاك أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه طهران. وأُعلنَ أن جولةً جديدة من المفاوضات ستُعقد في العشرين من تشرين الثاني.
كيري أوضح في مؤتمر صحفي في أبو ظبي الاثنين أن القوى الدولية تسعى من خلال الدبلوماسية إلى التوصل إلى اتفاق ولكن "ليس أي اتفاق كان"، مضيفاً القول:
"ليس هذا سباقاً لإنجاز أي اتفاقٍ كانْ. ذلك أن عدم عقد صفقة هو أفضل من صفقة سيئة، كما قلتُ مراراً ومثلما قال الرئيس أوباما أيضاً."
كيري قال إن من المتوقع التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال شهور وحاولَ طمأنة حلفاء واشنطن العرب وإسرائيل إلى أن بلاده لن تتخلى عنهم.
وذكر كيري أن الرئيس باراك أوباما أكد أنه "سيواصل الدفاع عن أصدقائه وحلفائه في هذه المنطقة الإمارات والسعودية وغيرهما"، مضيفاً أنه "سيدافع عنهم من أي هجوم خارجي." كما شدد على أن هذه السياسة الأميركية ستبقى ثابتة.
وفي لندن، تحدث وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ عن الاتفاق المتوقَع بين إيران والقوى الدولية الست في شأن برنامج طهران النووي قائلاً أمام البرلمان الاثنين:
"نظراً للطبيعة الواسعة للبرنامج النووي الإيراني وتاريخ إخفائِهِ فإن تفاصيل أي اتفاق هي ذات أهمية كبيرة. فالاتفاقُ يجب أن يكون واضحاً ومفصّلاً ويغطي جميع جوانب برنامج إيران ويمنح ضمانات للعالم أجمع بأن خطر الانتشار النووي في إيران عولجَ بأكمله. إن مثل هذه الصفقة موجودة على الطاولة ولا يساورني شك بإمكانية التوصل إليها."
وفي عرضها للتصريحات، أشارت رويترز إلى أن المعروض على إيران حالياً تخفيف محدود للعقوبات ينفذ على مراحل ويمكن الرجوع عنه لكن طهران تريد رفع العقوبات سريعاً عن قطاعيْ النفط والبنوك.
هيغ أدلى بتصريحاته في مجلس العموم بالتزامن مع إعلان لندن وطهران استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد عامين من تعرّض السفارة البريطانية في إيران لهجوم خلال مظاهرة طلابية. وقررت كل منهما تعيين قائم جديد للأعمال لدى الأخرى.
في غضون ذلك، وقّعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفاقاً يمنح مفتشي الوكالة حق "الزيارة بقيود" لمنجم لليورانيوم ومفاعل للماء الثقيل خلال ثلاثة أشهر.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي وقّعا الاتفاق في طهران.
وبموجب الاتفاق تتعهد إيران أيضاً بتقديم معلومات عن مفاعلات بحثية جديدة تخطط لبنائها ومواقع لإقامة محطات للطاقة النووية مستقبلاً وكذلك إيضاحات لتصريحات سابقة عن إقامة منشآت إضافية لتخصيب اليورانيوم.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال صالحي "لقد مَـــــــنَـــحَــــنا مجلس الأمن القومي الإيراني الموافقة على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع مفاعل آراك والتحقيق في الماء الثقيل هناك."
من جهته، قال أمانو "وفقاً لإطار التعاون، سوف تتعاون إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يخص أنشطة التحقق التي تضطلع بها الوكالة من أجل حل ّكل القضايا الحالية والسابقة."
ولـمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده الذي قال لإذاعة العراق الحر إن وجهة نظر طهران إزاء التقارب "مختلفة عن جهة نظر أميركا وحلفائها إذ أن إيران تطالب أولاً باعتراف غربي بدورها الإقليمي وباعتبارها قوة إقليمية كبرى بينما الغرب يبحث عن حلول لاحتواء الخطر الإيراني الناجم عن الملف النووي بالإضافة إلى خطر تدخّلها في شؤون المنطقة"، على حد تعبيره.
ولاحَـــــظَ الخبير الإيراني أنه على الجانب العربي، تنظر دول خليجية بعين الريبة إلى خطوات التقارب الغربية مع إيران على اعتبار أنها تتضارب مع مصالحها رغم أن الولايات المتحدة ترتبط بأواصر متينة للغاية مع بعض هذه الدول "ومنها على سبيل المثال السعودية التي يعود علاقات واشنطن معها إلى نحو مائة عام وبالتالي لا يمكن لها التخلي بسهولة عن هذا التحالف"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث نوري زاده من لندن عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها دور طهران الذي يُــــعـَـــــوّل عليه للمساعدة في حل الأزمة السورية نظراً لتحالفها الوثيق مع دمشق وما طُرح أخيراً في شأن ضرورة دعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني.
من جهته، أعرب الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد المكراد عن اعتقاده بأن التقارب الغربي الإيراني "يُفترض أن يصبّ في مصلحة جميع الأطراف في منطقة الخليج على اعتبار أنه سيؤدي إلى تخلي إيران عن أي دور نووي وما يترتب عن ذلك من تهديدات للسلم الإقليمي، وبالتالي فإن الدول الخليجية تدرك ضرورة مثل هذه الخطوات الدبلوماسية على أن لا تكون على حسابها في حالة عقد اتفاقيات ثنائية وغياب توازن إستراتيجي في المنطقة." وأضاف المكراد في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي "أن الأصل في خطوات التقارب هو تحقيق السلم العالمي مع الملاحظة بأن دول الخليج محاذية لإيران وبالتالي يهمّها أن تكون هذه الدولة المجاورة غير مسلّحة نووياً كي لا يتعرض السلم الإقليمي للتهديد"، بحسب رأيه.
ورغم إخفاق المحادثات الأخيرة التي عُقدت في جنيف على مستوى وزراء الخارجية بين إيران والقوى الدولية الست في التوصّل لاتفاقٍ بشأن ملف طهران النووي إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أشار الاثنين إلى إمكانية التوقيع على صفقة مُرضية للمجتمع الدولي خلال شهور. وتزامنَ هذا التصريح الذي أدلى به كيري خلال زيارةٍ إلى الإمارات العربية المتحدة مع إعلان لندن وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي قُطعت قبل سنتين وتوقيع اتفاق تعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بدخولِ مزيدٍ من المنشآت النووية الإيرانية.
مندوبو إيران ودول ما تعرف بمجموعة (5+1) وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أجروا على مدى ثلاثة أيام الأسبوع الماضي محادثات مكثفة بشأن برنامج ايران النووي المثير للجدل في ظل توقعات كبيرة بالتوصل إلى حلٍ وسَط بعد ســـــــنواتٍ من الركود في المفاوضات. لكن محادثات جنيف اختُـــــتمت السبت دون التوصل الى اتفاق للمساعدة في تهدئة المخاوف الغربية بأن إيران قد تسعى لامتلاك أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه طهران. وأُعلنَ أن جولةً جديدة من المفاوضات ستُعقد في العشرين من تشرين الثاني.
كيري أوضح في مؤتمر صحفي في أبو ظبي الاثنين أن القوى الدولية تسعى من خلال الدبلوماسية إلى التوصل إلى اتفاق ولكن "ليس أي اتفاق كان"، مضيفاً القول:
"ليس هذا سباقاً لإنجاز أي اتفاقٍ كانْ. ذلك أن عدم عقد صفقة هو أفضل من صفقة سيئة، كما قلتُ مراراً ومثلما قال الرئيس أوباما أيضاً."
كيري قال إن من المتوقع التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال شهور وحاولَ طمأنة حلفاء واشنطن العرب وإسرائيل إلى أن بلاده لن تتخلى عنهم.
وذكر كيري أن الرئيس باراك أوباما أكد أنه "سيواصل الدفاع عن أصدقائه وحلفائه في هذه المنطقة الإمارات والسعودية وغيرهما"، مضيفاً أنه "سيدافع عنهم من أي هجوم خارجي." كما شدد على أن هذه السياسة الأميركية ستبقى ثابتة.
وفي لندن، تحدث وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ عن الاتفاق المتوقَع بين إيران والقوى الدولية الست في شأن برنامج طهران النووي قائلاً أمام البرلمان الاثنين:
"نظراً للطبيعة الواسعة للبرنامج النووي الإيراني وتاريخ إخفائِهِ فإن تفاصيل أي اتفاق هي ذات أهمية كبيرة. فالاتفاقُ يجب أن يكون واضحاً ومفصّلاً ويغطي جميع جوانب برنامج إيران ويمنح ضمانات للعالم أجمع بأن خطر الانتشار النووي في إيران عولجَ بأكمله. إن مثل هذه الصفقة موجودة على الطاولة ولا يساورني شك بإمكانية التوصل إليها."
وفي عرضها للتصريحات، أشارت رويترز إلى أن المعروض على إيران حالياً تخفيف محدود للعقوبات ينفذ على مراحل ويمكن الرجوع عنه لكن طهران تريد رفع العقوبات سريعاً عن قطاعيْ النفط والبنوك.
هيغ أدلى بتصريحاته في مجلس العموم بالتزامن مع إعلان لندن وطهران استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد عامين من تعرّض السفارة البريطانية في إيران لهجوم خلال مظاهرة طلابية. وقررت كل منهما تعيين قائم جديد للأعمال لدى الأخرى.
في غضون ذلك، وقّعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفاقاً يمنح مفتشي الوكالة حق "الزيارة بقيود" لمنجم لليورانيوم ومفاعل للماء الثقيل خلال ثلاثة أشهر.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي وقّعا الاتفاق في طهران.
وبموجب الاتفاق تتعهد إيران أيضاً بتقديم معلومات عن مفاعلات بحثية جديدة تخطط لبنائها ومواقع لإقامة محطات للطاقة النووية مستقبلاً وكذلك إيضاحات لتصريحات سابقة عن إقامة منشآت إضافية لتخصيب اليورانيوم.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال صالحي "لقد مَـــــــنَـــحَــــنا مجلس الأمن القومي الإيراني الموافقة على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع مفاعل آراك والتحقيق في الماء الثقيل هناك."
من جهته، قال أمانو "وفقاً لإطار التعاون، سوف تتعاون إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يخص أنشطة التحقق التي تضطلع بها الوكالة من أجل حل ّكل القضايا الحالية والسابقة."
ولـمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده الذي قال لإذاعة العراق الحر إن وجهة نظر طهران إزاء التقارب "مختلفة عن جهة نظر أميركا وحلفائها إذ أن إيران تطالب أولاً باعتراف غربي بدورها الإقليمي وباعتبارها قوة إقليمية كبرى بينما الغرب يبحث عن حلول لاحتواء الخطر الإيراني الناجم عن الملف النووي بالإضافة إلى خطر تدخّلها في شؤون المنطقة"، على حد تعبيره.
ولاحَـــــظَ الخبير الإيراني أنه على الجانب العربي، تنظر دول خليجية بعين الريبة إلى خطوات التقارب الغربية مع إيران على اعتبار أنها تتضارب مع مصالحها رغم أن الولايات المتحدة ترتبط بأواصر متينة للغاية مع بعض هذه الدول "ومنها على سبيل المثال السعودية التي يعود علاقات واشنطن معها إلى نحو مائة عام وبالتالي لا يمكن لها التخلي بسهولة عن هذا التحالف"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث نوري زاده من لندن عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها دور طهران الذي يُــــعـَـــــوّل عليه للمساعدة في حل الأزمة السورية نظراً لتحالفها الوثيق مع دمشق وما طُرح أخيراً في شأن ضرورة دعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني.
من جهته، أعرب الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد المكراد عن اعتقاده بأن التقارب الغربي الإيراني "يُفترض أن يصبّ في مصلحة جميع الأطراف في منطقة الخليج على اعتبار أنه سيؤدي إلى تخلي إيران عن أي دور نووي وما يترتب عن ذلك من تهديدات للسلم الإقليمي، وبالتالي فإن الدول الخليجية تدرك ضرورة مثل هذه الخطوات الدبلوماسية على أن لا تكون على حسابها في حالة عقد اتفاقيات ثنائية وغياب توازن إستراتيجي في المنطقة." وأضاف المكراد في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي "أن الأصل في خطوات التقارب هو تحقيق السلم العالمي مع الملاحظة بأن دول الخليج محاذية لإيران وبالتالي يهمّها أن تكون هذه الدولة المجاورة غير مسلّحة نووياً كي لا يتعرض السلم الإقليمي للتهديد"، بحسب رأيه.