تـُناقَـشُ في جنيف الثلاثاء مُـستجداتُ المساعي الدبلوماسية الـمُكثّفة الرامية لتنظيم مؤتمر دولي للسلام في سوريا يُـتوقَع انعقادُه أواخرَ الشهر الحالي.
الاجتماعاتُ بدأت بلقاءٍ بين الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي مع مسؤولين من القوتين الكبريين الراعيتين للمؤتمر وهما نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وفي لقاءاتٍ أخرى رفيعة المستوى، انضمّ إلى المناقشات مندوبون عن القوى الثلاث الأخرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهي الصين وفرنسا وبريطانيا.
وفيما أعلـَنت المنظمة الدولية أنه تقرر دعوة مندوبين عن أربعِ دولٍ مجاورة لسوريا أيضاً هي العراق والأردن ولبنان وتركيا وممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة قالت روسيا إن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف 2 يجب أن تُـوجّه أيضاً إلى إيران.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو الثلاثاء:
"كل الذين لديهم تأثير على الوضع ينبغي أن تتم دعوتهم بالتأكيد إلى المؤتمر. وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسوريا وكل دول الخليج تقريباً، ليس فقط الدول العربية وإنما إيران أيضاً وكذلك الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وغيرها من الدول مثل تركيا"، بحسب تعبيره.
صراعُ سوريا المتواصل منذ آذار 2011 أدى إلى تهجير أكثر من ستة ملايين شخص من منازلهم ونزوح أكثر من مليونيْن آخرين إلى الدول المجاورة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة. كما أسفرت الحرب الأهلية عن مقتل أكثر من 120 ألف سوري، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت الأزمة على جدول أعمال المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض الاثنين مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل. وفي تصريحاتٍ أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك إثر الاجتماع، قال كيري:
"الولاياتُ المتحدة تُـقدّر قيادة المملكة العربية السعودية التي تدعم تحالف المعارضة السورية والتزامَه القوي بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، والذي كما سبق أن كررنا القول ليس لها حقاً سوى حل واحد ألا وهو الحل السياسي القابل للتفاوض. ففي تقديرنا، لن تنتهي هذه الأزمة بالقوة العسكرية."
وأضاف وزير الخارجية الأميركي قائلاً:
"في غياب أي حل عن طريق التفاوض، لا نرى العديد من الوسائل لإنهاء العنف سيما الوسائل القابلة للتنفيذ أو المستساغة بالنسبة لنا لعدم امتلاكنا السلطة القانونية، أو التبرير، أو الرغبة في هذه المرحلة للتدخل في وسط حرب أهلية"، بحسب تعبيره.
وفي أحدث الإحصاءات المتعلقة بحجم المعاناة المـتفاقِـمة الناجِـمة عن الصراع، ذكر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن تقديرات المنظمة الدولية تشير إلى أن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا أو نحو 40% من عدد السكان البالغ نحو 23 مليون نسمة بحاجةٍ إلى المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، صرّحت أماندا بِـت Amanda Pitt الناطقة باسم فاليري آموس Valerie Amos منسّـقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الاثنين بأن آموس أبلغت مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة أن الوضع الإنساني في سوريا "ما يزال يتدهور سريعاً وبشكلٍ يتعذر إيقافه."
وأضافت بِـت في إيجازٍ لتصريحات آموس للمجلس المكوّن من 15 عضواً "ارتفع عدد الأشخاص الذين تشير تقديراتنا إلى أنهم في حاجه إلى مساعدات إنسانية في سوريا إلى نحو 9.3 مليون شخص."
وقالت الناطقة إن آموس تواصل "حضّ المجلس على مساعدتهم والتأثير على الأطراف التي تستطيع ضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية وتوفير ممر آمن لدخول المسعفين والإمدادات الطبية وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون أي معوّقات وتسهيل إحراز تقدم في توسيع نطاق عمليات الإغاثة الحرجة المتعلقة بإنقاذ الأرواح."
وفي عرضها للتصريحات، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مناشدة آموس لمجلس الأمن الدولي تأتي في أعقاب تعهد الحكومة السورية الاثنين بضمان إيصال اللقاحات والمعونات الإنسانية إلى شتى أنحاء البلاد بعد تفشي شلل الأطفال في شمال شرق البلاد وتحذيرات من انتشار سوء التغذية في مناطق تخضع لحصار الجيش.
ولِـمَزيدٍ من المعلومات، أجريتُ مقابلة مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الغذاء العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة التي أكدت لإذاعة العراق الحر أولاً "أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً يوماً بعد آخر خاصةً بعد أن تأثّـر الاقتصاد السوري بشكل كبير نتيجة الصراع المستمر على نحوٍ أدى إلى زيادة عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم وفقدوا منازلهم وفقدوا قدرة الاعتماد على أنفسهم لتوفير ما تحتاجه الأسرة من احتياجات إنسانية أساسية من الغذاء والدواء وما إلى ذلك من الأساسيات." وأضافت عطيفة في المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "يقدم حالياً مساعدات إلى أربعة ملايين سوري إذ أظهر آخر مسح أجراه البرنامج في شهر حزيران الماضي أن ما يزيد عن هذا العدد من الأشخاص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي وغير قادرين على توفير احتياجات الأسرة من المواد الغذائية بدون مساعدات خارجية"، بحسب تعبيرها.
كما أجابت عطيفة عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بالتنسيق بين برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة والسلطات المحلية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين في العراق. وفي ردّها على السؤال الثاني حول أعداد اللاجئين الذين نزحوا من سوريا إلى العراق، قالت الناطق الإعلامي باسم برنامج الغذاء العالمي إنها "تتجاوز حالياً مائتيْ ألف لاجئ سوري". ونَـوّهت عطيفة إلى ما وصَفتها بعملية النزوح "واسعة النطاق التي حدثت في شهر آب الماضي عندما بلغ عدد اللاجئين من المناطق الشمالية في سوريا إلى كردستان العراق تحديداً نحو عشرة آلاف لاجئ في اليوم الواحد وذلك قبل أن تستقر في الوقت الراهن على دخول ما بين 400 و500 سوري يومياً." وأضافت أن العراق ما يزال مستمراً "في سياسة فتح الحدود أمام اللاجئين من سوريا المجاورة".
الاجتماعاتُ بدأت بلقاءٍ بين الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي مع مسؤولين من القوتين الكبريين الراعيتين للمؤتمر وهما نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وفي لقاءاتٍ أخرى رفيعة المستوى، انضمّ إلى المناقشات مندوبون عن القوى الثلاث الأخرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهي الصين وفرنسا وبريطانيا.
وفيما أعلـَنت المنظمة الدولية أنه تقرر دعوة مندوبين عن أربعِ دولٍ مجاورة لسوريا أيضاً هي العراق والأردن ولبنان وتركيا وممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة قالت روسيا إن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف 2 يجب أن تُـوجّه أيضاً إلى إيران.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو الثلاثاء:
"كل الذين لديهم تأثير على الوضع ينبغي أن تتم دعوتهم بالتأكيد إلى المؤتمر. وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسوريا وكل دول الخليج تقريباً، ليس فقط الدول العربية وإنما إيران أيضاً وكذلك الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وغيرها من الدول مثل تركيا"، بحسب تعبيره.
صراعُ سوريا المتواصل منذ آذار 2011 أدى إلى تهجير أكثر من ستة ملايين شخص من منازلهم ونزوح أكثر من مليونيْن آخرين إلى الدول المجاورة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة. كما أسفرت الحرب الأهلية عن مقتل أكثر من 120 ألف سوري، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت الأزمة على جدول أعمال المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض الاثنين مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل. وفي تصريحاتٍ أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك إثر الاجتماع، قال كيري:
"الولاياتُ المتحدة تُـقدّر قيادة المملكة العربية السعودية التي تدعم تحالف المعارضة السورية والتزامَه القوي بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، والذي كما سبق أن كررنا القول ليس لها حقاً سوى حل واحد ألا وهو الحل السياسي القابل للتفاوض. ففي تقديرنا، لن تنتهي هذه الأزمة بالقوة العسكرية."
وأضاف وزير الخارجية الأميركي قائلاً:
"في غياب أي حل عن طريق التفاوض، لا نرى العديد من الوسائل لإنهاء العنف سيما الوسائل القابلة للتنفيذ أو المستساغة بالنسبة لنا لعدم امتلاكنا السلطة القانونية، أو التبرير، أو الرغبة في هذه المرحلة للتدخل في وسط حرب أهلية"، بحسب تعبيره.
وفي أحدث الإحصاءات المتعلقة بحجم المعاناة المـتفاقِـمة الناجِـمة عن الصراع، ذكر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن تقديرات المنظمة الدولية تشير إلى أن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا أو نحو 40% من عدد السكان البالغ نحو 23 مليون نسمة بحاجةٍ إلى المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، صرّحت أماندا بِـت Amanda Pitt الناطقة باسم فاليري آموس Valerie Amos منسّـقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الاثنين بأن آموس أبلغت مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة أن الوضع الإنساني في سوريا "ما يزال يتدهور سريعاً وبشكلٍ يتعذر إيقافه."
وأضافت بِـت في إيجازٍ لتصريحات آموس للمجلس المكوّن من 15 عضواً "ارتفع عدد الأشخاص الذين تشير تقديراتنا إلى أنهم في حاجه إلى مساعدات إنسانية في سوريا إلى نحو 9.3 مليون شخص."
وقالت الناطقة إن آموس تواصل "حضّ المجلس على مساعدتهم والتأثير على الأطراف التي تستطيع ضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية وتوفير ممر آمن لدخول المسعفين والإمدادات الطبية وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون أي معوّقات وتسهيل إحراز تقدم في توسيع نطاق عمليات الإغاثة الحرجة المتعلقة بإنقاذ الأرواح."
وفي عرضها للتصريحات، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مناشدة آموس لمجلس الأمن الدولي تأتي في أعقاب تعهد الحكومة السورية الاثنين بضمان إيصال اللقاحات والمعونات الإنسانية إلى شتى أنحاء البلاد بعد تفشي شلل الأطفال في شمال شرق البلاد وتحذيرات من انتشار سوء التغذية في مناطق تخضع لحصار الجيش.
ولِـمَزيدٍ من المعلومات، أجريتُ مقابلة مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الغذاء العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة التي أكدت لإذاعة العراق الحر أولاً "أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً يوماً بعد آخر خاصةً بعد أن تأثّـر الاقتصاد السوري بشكل كبير نتيجة الصراع المستمر على نحوٍ أدى إلى زيادة عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم وفقدوا منازلهم وفقدوا قدرة الاعتماد على أنفسهم لتوفير ما تحتاجه الأسرة من احتياجات إنسانية أساسية من الغذاء والدواء وما إلى ذلك من الأساسيات." وأضافت عطيفة في المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "يقدم حالياً مساعدات إلى أربعة ملايين سوري إذ أظهر آخر مسح أجراه البرنامج في شهر حزيران الماضي أن ما يزيد عن هذا العدد من الأشخاص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي وغير قادرين على توفير احتياجات الأسرة من المواد الغذائية بدون مساعدات خارجية"، بحسب تعبيرها.
كما أجابت عطيفة عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بالتنسيق بين برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة والسلطات المحلية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين في العراق. وفي ردّها على السؤال الثاني حول أعداد اللاجئين الذين نزحوا من سوريا إلى العراق، قالت الناطق الإعلامي باسم برنامج الغذاء العالمي إنها "تتجاوز حالياً مائتيْ ألف لاجئ سوري". ونَـوّهت عطيفة إلى ما وصَفتها بعملية النزوح "واسعة النطاق التي حدثت في شهر آب الماضي عندما بلغ عدد اللاجئين من المناطق الشمالية في سوريا إلى كردستان العراق تحديداً نحو عشرة آلاف لاجئ في اليوم الواحد وذلك قبل أن تستقر في الوقت الراهن على دخول ما بين 400 و500 سوري يومياً." وأضافت أن العراق ما يزال مستمراً "في سياسة فتح الحدود أمام اللاجئين من سوريا المجاورة".