هل نَـجَـحَـتْ أم لا؟ سُـؤالٌ يُطـرَحُ تَـقليدياً إثر كل الزيارات الرسمية التي تُجرى خلالها محادثاتٌ توصَـف بالمهمة خاصة ً إذا كانت العاصمة الـمُـضيّفة من الحلفاء الذين يرتبطون بدولةِ المسؤول الزائر بعلاقةِ تحالفٍ إستراتيجي.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي عاد إلى بغداد السبت صرّح قبيل مغادرته واشنطن بأن "القضية الأكثر إلحاحاً" في المحادثات كانت "تزويد العراق أسلحة متوسطة وأخرى ذات طابع هجومي، فضلاً عن وسائل الاتصال والاستخبارات والمعلومات" الضرورية لمكافحة الإرهاب. وأضاف في تصريحاتٍ بثتها قناة (العراقية) التلفزيونية الرسمية أن "من الأمور التي طلبناها في التعاقد على السلاح طائرات من دون طيار، لأنها ضرورية جداً لمنطقة شاسعة من الصحراء التي تتخذ منها الخلايا الإرهابية بعض الملاجئ" مؤكداً وجود "تعاون عسكري بين العراق والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب فآخر معسكر للقاعدة تم اكتشافه كان بمساعدة أميركية"، على حد تعبيره. وكشف المالكي أن بغداد استخدمت بالفعل طائرة مسيّرة بقوله "استطعنا من خلال استخدام طائرة واحدة كشف بعض معسكرات القاعدة."
وفي إشارته إلى الإجراءات الأميركية القانونية المتعلقة بتزويد دول أجنبية معدات عسكرية متطورة، ذكر أن "شراء الأسلحة النوعية والثقيلة يحتاج إلى وقت طويل" نظراً للحاجة إلى موافقة الكونغرس.
وكان مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس باراك أوباما صرّح للصحافيين إثر اجتماع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع المالكي يوم الأربعاء الماضي بأن البيت الأبيض يؤيد مساعدة العراقيين في التصدي للقاعدة لكن على المالكي وأعضاء الوفد المرافق له أن يقنعوا الكونغرس بالقضية.
الإشـارةُ إلى ضرورة إقـناع الكونغرس كانت ذات مغزىً كبير بالنظر إلى رسالةٍ وَجّـهها أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي حذروا فيها إدارة أوباما من أن المالكي "قد يجرّ بلاده إلى حرب أهلية جديدة" بسبب ما وصفوها بسوء إدارته للعراقيين. وفي نشرها لفحوى الرسالة، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن المشرّعين البارزين قولهم إن "الدعم الأميركي للعراق سيستمر في حال وافق المالكي على التفاوض مع السنّة والكرد للتشارك بالسلطة." وأضاف أعضاء الكونغرس "أن الإخفاق في قيادة البلد دفع بالعديد من أبناء السنّة العراقيين إلى الوقوع في أحضان القاعدة ما زاد من حدة العنف في البلاد"، بحسب ما نُقل عن الرسالة.
وفي تقريرٍ آخر نَـشرته الصحيفةُ البارزة ذاتها، كَـشَـفت (نيويورك تايمز) New York Times أن بغداد تعاقدت مع شركة أميركية للعلاقات العامة لمساعدتها في الحصول على "دعم الكونغرس والرأي العام الأميركييْن المتردديْن في إعادة النظر فيما يتعلق بسياسات التورط السابقة في العراق." وقالت الصحيفة إن الحكومة العراقية تدفع أجراً سنوياً يبلغ 960 ألف دولار لـ(مجموعة بوديستا) لقاء هذه الخدمات، بحسب نيويورك تايمز.
الوفدُ العراقي التقى بعد جلسة المحادثات الأولى مع بايدن نواباً في لجان العلاقات الخارجية في مجلسيْ الكونغرس. وصرّح السيناتور الجمهوري بوب كروكر لرويترز بأن المالكي "لم يتفهم قلقنا مما يجري هناك ما جعل اللقاء غير مثمر"، على حد وصفه.
فيما وَجّـهَ المشرّعُ الديمقراطي إليوت أنغل انتقادات مماثلة بالقول إنه "بعد كل الدماء التي بذلناها والمال الذي أغدقناه على العراق أصبح التأثير الإيراني أكبر من تأثير الولايات المتحدة"، مضيفاً أن المالكي كرر خلال اللقاء في الكونغرس أن العراق دولة ديمقراطية "وإنْ لم تكن مثالية"، بحسب تعبيره.
وبعد لـقاءاتِـه مع أعضاء الكونغرس، قال المالكي في محاضرةٍ ألقاها في معهد السلام الأميركي يوم الخميس (31 تشرين الأول) "إن القاعدة تستهدف العراقيين جميعاً ولا تفرق بين مكون وآخر، وهدفها هو إحلال الخراب بدلاً من البناء والعمران، وإنها كالعاصفة التي تحمل الأوساخ وتريد نشرها في المجتمع"، على حد تعبيره.
وشدد المالكي "على رغبة العراق في احتضان مؤتمر عالمي ضد الإرهاب"، بحسب المقتطفات المنشورة على موقعه الإلكتروني.
وفيما عَـبّـرَت التصريحاتُ الرسمية الصادرة عن مسؤولين عراقيين وأميركيين عن الارتياح للمحادثات أشارت صحف أميركية بارزة إلى ما وُصِـفَت بأجواء التوتر التي سادَت خاصةً لقاءات الوفد العراقي مع أعضاء الكونغرس، على نحو ما أفادت (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal في تقريرها المنشور تحت عنوان "زيارة الزعيم العراقي تُظهر توتراً مع الولايات المتحدة".
فيما حمل تقرير صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) Christian Science Monitor عن الزيارة العنوان التالي "لماذا لم يكترث المسؤولون في واشنطن بقائمة الأمنيات التي حملها المالكي؟"
وفي تحليله للزيارة، قال الـمعلّق البريطاني البارز عادل درويش لإذاعة العراق الحر إن العديد من المسؤولين في واشنطن يساورهم شعور "عدم الرضى عن أداء المالكي وبذلك هم يشتركون مع عدد من أعضاء الكونغرس الذين وقّع ستة أو سبعة منهم على رسالة يتساءلون فيها عن التزام أميركا تجاه المالكي خاصةً وأن سياساته أدت إلى عكس النتائج التي ضحى من أجلها الأميركيون في مُـثلـث الفلوجة عند طرد القاعدة من هناك وإذا بهذا التنظيم أو ربما منظمات أكثر اقتراباً من القاعدة هي الآن نشِـطة في هذه المنطقة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث محلل الشؤون الدولية درويش من لندن عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجابَ عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بوجهة نظر الحليف البريطاني إزاء المحادثات العراقية الأميركية الأخيرة في واشنطن والثاني حول تأثير العلاقة المتطورة بين بغداد وطهران على رؤية أعضاء الكونغرس الأميركي للقيادة العراقية.
من جهته، أعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل عن اعتقاده بأن عودة رئيس الوزراء العراقي "إلى الحضن الأميركي لم تكن عودة إلى حضن دافئ"، بحسب تعبيره.
وأضاف الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "الجانب الأميركي لم ينسَ أن السيد المالكي أظهر نوعاً من التمرد على السياسة الأميركية في المنطقة تجاه الملف السوري تحديداً وأيضاً محاولته الانفتاح على دول تشكّل تنافساً أو ربما هي خصم لواشنطن وأعني هنا محاولته الانفتاح على موسكو وربما البحث عن بديل للسلاح الأميركي من خلال روسيا"، بحسب رأيه.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي عاد إلى بغداد السبت صرّح قبيل مغادرته واشنطن بأن "القضية الأكثر إلحاحاً" في المحادثات كانت "تزويد العراق أسلحة متوسطة وأخرى ذات طابع هجومي، فضلاً عن وسائل الاتصال والاستخبارات والمعلومات" الضرورية لمكافحة الإرهاب. وأضاف في تصريحاتٍ بثتها قناة (العراقية) التلفزيونية الرسمية أن "من الأمور التي طلبناها في التعاقد على السلاح طائرات من دون طيار، لأنها ضرورية جداً لمنطقة شاسعة من الصحراء التي تتخذ منها الخلايا الإرهابية بعض الملاجئ" مؤكداً وجود "تعاون عسكري بين العراق والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب فآخر معسكر للقاعدة تم اكتشافه كان بمساعدة أميركية"، على حد تعبيره. وكشف المالكي أن بغداد استخدمت بالفعل طائرة مسيّرة بقوله "استطعنا من خلال استخدام طائرة واحدة كشف بعض معسكرات القاعدة."
وفي إشارته إلى الإجراءات الأميركية القانونية المتعلقة بتزويد دول أجنبية معدات عسكرية متطورة، ذكر أن "شراء الأسلحة النوعية والثقيلة يحتاج إلى وقت طويل" نظراً للحاجة إلى موافقة الكونغرس.
وكان مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس باراك أوباما صرّح للصحافيين إثر اجتماع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع المالكي يوم الأربعاء الماضي بأن البيت الأبيض يؤيد مساعدة العراقيين في التصدي للقاعدة لكن على المالكي وأعضاء الوفد المرافق له أن يقنعوا الكونغرس بالقضية.
الإشـارةُ إلى ضرورة إقـناع الكونغرس كانت ذات مغزىً كبير بالنظر إلى رسالةٍ وَجّـهها أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي حذروا فيها إدارة أوباما من أن المالكي "قد يجرّ بلاده إلى حرب أهلية جديدة" بسبب ما وصفوها بسوء إدارته للعراقيين. وفي نشرها لفحوى الرسالة، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن المشرّعين البارزين قولهم إن "الدعم الأميركي للعراق سيستمر في حال وافق المالكي على التفاوض مع السنّة والكرد للتشارك بالسلطة." وأضاف أعضاء الكونغرس "أن الإخفاق في قيادة البلد دفع بالعديد من أبناء السنّة العراقيين إلى الوقوع في أحضان القاعدة ما زاد من حدة العنف في البلاد"، بحسب ما نُقل عن الرسالة.
وفي تقريرٍ آخر نَـشرته الصحيفةُ البارزة ذاتها، كَـشَـفت (نيويورك تايمز) New York Times أن بغداد تعاقدت مع شركة أميركية للعلاقات العامة لمساعدتها في الحصول على "دعم الكونغرس والرأي العام الأميركييْن المتردديْن في إعادة النظر فيما يتعلق بسياسات التورط السابقة في العراق." وقالت الصحيفة إن الحكومة العراقية تدفع أجراً سنوياً يبلغ 960 ألف دولار لـ(مجموعة بوديستا) لقاء هذه الخدمات، بحسب نيويورك تايمز.
الوفدُ العراقي التقى بعد جلسة المحادثات الأولى مع بايدن نواباً في لجان العلاقات الخارجية في مجلسيْ الكونغرس. وصرّح السيناتور الجمهوري بوب كروكر لرويترز بأن المالكي "لم يتفهم قلقنا مما يجري هناك ما جعل اللقاء غير مثمر"، على حد وصفه.
فيما وَجّـهَ المشرّعُ الديمقراطي إليوت أنغل انتقادات مماثلة بالقول إنه "بعد كل الدماء التي بذلناها والمال الذي أغدقناه على العراق أصبح التأثير الإيراني أكبر من تأثير الولايات المتحدة"، مضيفاً أن المالكي كرر خلال اللقاء في الكونغرس أن العراق دولة ديمقراطية "وإنْ لم تكن مثالية"، بحسب تعبيره.
وبعد لـقاءاتِـه مع أعضاء الكونغرس، قال المالكي في محاضرةٍ ألقاها في معهد السلام الأميركي يوم الخميس (31 تشرين الأول) "إن القاعدة تستهدف العراقيين جميعاً ولا تفرق بين مكون وآخر، وهدفها هو إحلال الخراب بدلاً من البناء والعمران، وإنها كالعاصفة التي تحمل الأوساخ وتريد نشرها في المجتمع"، على حد تعبيره.
وشدد المالكي "على رغبة العراق في احتضان مؤتمر عالمي ضد الإرهاب"، بحسب المقتطفات المنشورة على موقعه الإلكتروني.
وفيما عَـبّـرَت التصريحاتُ الرسمية الصادرة عن مسؤولين عراقيين وأميركيين عن الارتياح للمحادثات أشارت صحف أميركية بارزة إلى ما وُصِـفَت بأجواء التوتر التي سادَت خاصةً لقاءات الوفد العراقي مع أعضاء الكونغرس، على نحو ما أفادت (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal في تقريرها المنشور تحت عنوان "زيارة الزعيم العراقي تُظهر توتراً مع الولايات المتحدة".
فيما حمل تقرير صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) Christian Science Monitor عن الزيارة العنوان التالي "لماذا لم يكترث المسؤولون في واشنطن بقائمة الأمنيات التي حملها المالكي؟"
وفي تحليله للزيارة، قال الـمعلّق البريطاني البارز عادل درويش لإذاعة العراق الحر إن العديد من المسؤولين في واشنطن يساورهم شعور "عدم الرضى عن أداء المالكي وبذلك هم يشتركون مع عدد من أعضاء الكونغرس الذين وقّع ستة أو سبعة منهم على رسالة يتساءلون فيها عن التزام أميركا تجاه المالكي خاصةً وأن سياساته أدت إلى عكس النتائج التي ضحى من أجلها الأميركيون في مُـثلـث الفلوجة عند طرد القاعدة من هناك وإذا بهذا التنظيم أو ربما منظمات أكثر اقتراباً من القاعدة هي الآن نشِـطة في هذه المنطقة"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث محلل الشؤون الدولية درويش من لندن عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجابَ عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بوجهة نظر الحليف البريطاني إزاء المحادثات العراقية الأميركية الأخيرة في واشنطن والثاني حول تأثير العلاقة المتطورة بين بغداد وطهران على رؤية أعضاء الكونغرس الأميركي للقيادة العراقية.
من جهته، أعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل عن اعتقاده بأن عودة رئيس الوزراء العراقي "إلى الحضن الأميركي لم تكن عودة إلى حضن دافئ"، بحسب تعبيره.
وأضاف الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "الجانب الأميركي لم ينسَ أن السيد المالكي أظهر نوعاً من التمرد على السياسة الأميركية في المنطقة تجاه الملف السوري تحديداً وأيضاً محاولته الانفتاح على دول تشكّل تنافساً أو ربما هي خصم لواشنطن وأعني هنا محاولته الانفتاح على موسكو وربما البحث عن بديل للسلاح الأميركي من خلال روسيا"، بحسب رأيه.