تُـتَـوّجُ المحادثاتُ العراقية الأميركية التي تَستضيفُها واشنطن بلقاءٍ بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء نوري المالكي في المكتب البيضاوي يوم الجمعة يُتوقَع أن يتركز على سُبل تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين الدولتين.
ومما رشـح عن اجتماعات اليومين الماضيين تَـصدّرت حاجةُ العراق لمساعدة الولايات المتحدة في ضبط الأمن الداخلي جدول الأعمال إذ صرّح مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن الجانب العراقي طلب "أنظمة تسلّح"، مضيفاً أن الإدارة تدعم هذه الطلبات وتعمل "بشكل وثيق مع الكونغرس عليها" دون ذكر تفصيلات أخرى.
المسؤول الأميركي الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم نشر اسمه قال بعد اجتماع نائب الرئيس جو بايدن مع المالكي الأربعاء إن إدارة أوباما تؤيد مساعدة العراقيين في التصدي للقاعدة لكن على المالكي وأعضاء الوفد المرافق له أن يقنعوا الكونغرس بالقضية.
وأوضح المسؤول أن من المقرر تسليم مقاتلات أف-16 للعراق في خريف العام 2014 بعد أن أودعت بغداد أخيراً قسطاً من قيمة الصفقة، مشيراً إلى أن مسألة المقاتلات لم تُطرح أثناء لقاء بايدن مع المالكي الذي تركّز على مناقشة المخاطر التي يواجهها العراق والعلاقات الإقليمية لا سيما الوضع في سوريا.
من جهته، قال السفير العراقي في واشنطن لقمان فيلي إن بغداد على درايـةٍ بالتحديات الكبيرة المتعلقة بعدم ارتقاء القدرات الأمنية الداخلية إلى المعايير المطلوبة. وأكد في مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشييتد برس للأنباء وبثتها الخميس أن الجانب العراقي بحاجةٍ إلى رفع كفاءة هذه القدرات من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية "بشكل أكثر جدّيةً" مضيفاً "نريد الدعم ونريد المساعدة"، بحسب تعبيره.
كما نُقل عنه القول إن الحكومة العراقية أبلغت واشنطن أنها مستعدة للبحث في كل الخيارات المتعلقة بالمساعدات العسكرية والأمنية المطلوبة "ما عدا وجود قوات أميركية على الأرض."
وفي هذا الصدد، أشارت أسوشييتد برس إلى الانسحاب العسكري الأميركي من العراق في نهاية عام 2011 بعد أن رفضت بغداد تجديد اتفاق أمني يمنح الحصانة القانونية لأفراد قوات الولايات المتحدة الذين كانت واشنطن تتفاوض على إبقائهم في البلاد.
وفي أحدث تصريحات نُشرت بالتزامن مع زيارة المالكي لواشنطن، نُقل عن قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن قوله في مقابلة أجرتها معه صحيفة (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal ونشرتها على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء إن "العراق دخل دوامة من العنف التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة النفوذ الإيراني وتصعيد التوترات الطائفية في سائر أنحاء المنطقة."
وأضاف الجنرال أوستن، وهو القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، أنه في حال عدم التعامل مع هذه التهديدات "يمكن أن نجد أنفسنا في صراع طائفي إقليمي لعشر سنوات."
كما نُقل عنه القول إن بالإمكان تعزيز علاقة التعاون بين العراق والولايات المتحدة، مضيفاً "أن من الحكمة مساعدتهم بأي طريقة ممكنة". لكنه استدرك "أن هذا الأمر يعتمد على ما إذا كانت قيادتهم تريد المساعدة"، بحسب تعبيره.
وأشار الجنرال أوستن أيضاً إلى أهمية دعم الصحوات مؤكداً أن بإمكانها "المساعدة في مواجهة العنف المتصاعد"، بحسب تعبيره.
في هذا الصدد، يشار إلى مقالٍ طويل نشره أخيراً الجنرال ديفيد بيتريوس على صفحات مجلة (فورين بوليسي) Foreign Policy تحت عنوان "كيف انتصرنا في العراق" وأكد فيه أيضاً الدور الفاعل الذي لعبته الصحوات في مساعدة القوات الأميركية بدحر القاعدة في العراق.
وفي تَـعليقه على تصريحات الجنرال أوستن، قال النائب عبد الهادي الحساني من (ائتلاف دولة القانون) لإذاعة العراق الحر إن "الأميركيين عندما انسحبوا من العراق أخذوا معهم كل أسلحتهم ولم يتركوا حتى المناطيد فضلاً عن عدم قيامهم طوال ثماني سنوات برفع الطاقات العراقية على الوجه الأكمل من التدريب والتأهيل في محاربة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً"، بحسب رأيه.
وأضاف عضو مجلس النواب العراقي في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "العراق وقّع مع حلفائه ومنهم الولايات المتحدة اتفاقيات تحمّل الأطراف الدولية مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية في المساعدة بترسيخ الأمن والاستقرار ولكننا نجد العالم يتفرج وكأن العراق معني بمفرده ولوحده بمحاربة الإرهاب." وفي هذا الصدد، أكد الحساني "ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته على كافة الأصعدة لتدريب وتأهيل وتمكين العراق من دحر الإرهاب"، على حد تعبيره.
من جهته، علّق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري على أهمية المحادثات العراقية الأميركية التي تستضيفها واشنطن بالقول إن زيارة المالكي "تأتي في توقيتات مهمة بالنسبة للعملية السياسية وذلك بالتزامن مع تصاعد الحملة الإرهابية الشرسة ضد العراق من خلال زيادة الهجمات التي تستهدف المواطنين الأبرياء. كما أنها تأتي في وقت تتقاطع فيه وجهات نظر الفرقاء السياسيين فيما يتعلق بالانتخابات القادمة فضلاً عن تداعيات الأزمة السورية."
وأضاف الجبوري في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أنه لكل هذه الأسباب "ربما موضوعة التسليح وتأهيل الجيش العراقي وإمداده بالأسلحة اللازمة لمواجهة الهجمة الإرهابية الكبيرة تتصدر أولويات الزيارة."
أما مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الدكتور عماد رزق فقد اعتبر أن المحادثات العراقية الأميركية رفيعة المستوى التي تجرى خلال زيارة المالكي إلى واشنطن "تكتسب أهمية كبرى ليس فقط لما يدور الآن في العراق من هجمات وتصاعد لأعمال الإرهاب وإنما أيضاً لما يدور في محيط العراق وأعني بها المنطقة الممتدة من سوريا باتجاه لبنان من توتر وصراع سياسي. " وأعرب رزق عن اعتقاده بأن الزيارة تستهدف "إحياء إستراتيجية التعاون المشترك مع الجانب الأميركي لمزيدٍ من استمرار عملية مكافحة الإرهاب من جهة وفي نفس الوقت تساهم في تخفيف حدة الاشتباك السياسي على المحاور الإقليمية وتحديداً على المحور الممتد في الصراع بين السعودية وإيران على الأرض العراقية"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب الباحث في الشؤون الإستراتيجية أيضاً عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بطبيعة المساعدات التكنولوجية الأميركية التي يحتاجها العراق لدحر الإرهاب في المرحلة الحالية والثاني عن أهمية دعم الصحوات التي أكدها كل من الجنرالـيْن ديفيد بيتريوس ولويد أوستن اللذين قادا قوات بلادهما ميدانياً في العراق خلال فترات سابقة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي عبد الهادي الحساني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، ومدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان د. عماد رزق.
ومما رشـح عن اجتماعات اليومين الماضيين تَـصدّرت حاجةُ العراق لمساعدة الولايات المتحدة في ضبط الأمن الداخلي جدول الأعمال إذ صرّح مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن الجانب العراقي طلب "أنظمة تسلّح"، مضيفاً أن الإدارة تدعم هذه الطلبات وتعمل "بشكل وثيق مع الكونغرس عليها" دون ذكر تفصيلات أخرى.
المسؤول الأميركي الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم نشر اسمه قال بعد اجتماع نائب الرئيس جو بايدن مع المالكي الأربعاء إن إدارة أوباما تؤيد مساعدة العراقيين في التصدي للقاعدة لكن على المالكي وأعضاء الوفد المرافق له أن يقنعوا الكونغرس بالقضية.
وأوضح المسؤول أن من المقرر تسليم مقاتلات أف-16 للعراق في خريف العام 2014 بعد أن أودعت بغداد أخيراً قسطاً من قيمة الصفقة، مشيراً إلى أن مسألة المقاتلات لم تُطرح أثناء لقاء بايدن مع المالكي الذي تركّز على مناقشة المخاطر التي يواجهها العراق والعلاقات الإقليمية لا سيما الوضع في سوريا.
من جهته، قال السفير العراقي في واشنطن لقمان فيلي إن بغداد على درايـةٍ بالتحديات الكبيرة المتعلقة بعدم ارتقاء القدرات الأمنية الداخلية إلى المعايير المطلوبة. وأكد في مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشييتد برس للأنباء وبثتها الخميس أن الجانب العراقي بحاجةٍ إلى رفع كفاءة هذه القدرات من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية "بشكل أكثر جدّيةً" مضيفاً "نريد الدعم ونريد المساعدة"، بحسب تعبيره.
كما نُقل عنه القول إن الحكومة العراقية أبلغت واشنطن أنها مستعدة للبحث في كل الخيارات المتعلقة بالمساعدات العسكرية والأمنية المطلوبة "ما عدا وجود قوات أميركية على الأرض."
وفي هذا الصدد، أشارت أسوشييتد برس إلى الانسحاب العسكري الأميركي من العراق في نهاية عام 2011 بعد أن رفضت بغداد تجديد اتفاق أمني يمنح الحصانة القانونية لأفراد قوات الولايات المتحدة الذين كانت واشنطن تتفاوض على إبقائهم في البلاد.
وفي أحدث تصريحات نُشرت بالتزامن مع زيارة المالكي لواشنطن، نُقل عن قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن قوله في مقابلة أجرتها معه صحيفة (وول ستريت جورنال) Wall Street Journal ونشرتها على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء إن "العراق دخل دوامة من العنف التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة النفوذ الإيراني وتصعيد التوترات الطائفية في سائر أنحاء المنطقة."
وأضاف الجنرال أوستن، وهو القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، أنه في حال عدم التعامل مع هذه التهديدات "يمكن أن نجد أنفسنا في صراع طائفي إقليمي لعشر سنوات."
كما نُقل عنه القول إن بالإمكان تعزيز علاقة التعاون بين العراق والولايات المتحدة، مضيفاً "أن من الحكمة مساعدتهم بأي طريقة ممكنة". لكنه استدرك "أن هذا الأمر يعتمد على ما إذا كانت قيادتهم تريد المساعدة"، بحسب تعبيره.
وأشار الجنرال أوستن أيضاً إلى أهمية دعم الصحوات مؤكداً أن بإمكانها "المساعدة في مواجهة العنف المتصاعد"، بحسب تعبيره.
في هذا الصدد، يشار إلى مقالٍ طويل نشره أخيراً الجنرال ديفيد بيتريوس على صفحات مجلة (فورين بوليسي) Foreign Policy تحت عنوان "كيف انتصرنا في العراق" وأكد فيه أيضاً الدور الفاعل الذي لعبته الصحوات في مساعدة القوات الأميركية بدحر القاعدة في العراق.
وفي تَـعليقه على تصريحات الجنرال أوستن، قال النائب عبد الهادي الحساني من (ائتلاف دولة القانون) لإذاعة العراق الحر إن "الأميركيين عندما انسحبوا من العراق أخذوا معهم كل أسلحتهم ولم يتركوا حتى المناطيد فضلاً عن عدم قيامهم طوال ثماني سنوات برفع الطاقات العراقية على الوجه الأكمل من التدريب والتأهيل في محاربة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً"، بحسب رأيه.
وأضاف عضو مجلس النواب العراقي في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "العراق وقّع مع حلفائه ومنهم الولايات المتحدة اتفاقيات تحمّل الأطراف الدولية مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية في المساعدة بترسيخ الأمن والاستقرار ولكننا نجد العالم يتفرج وكأن العراق معني بمفرده ولوحده بمحاربة الإرهاب." وفي هذا الصدد، أكد الحساني "ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته على كافة الأصعدة لتدريب وتأهيل وتمكين العراق من دحر الإرهاب"، على حد تعبيره.
من جهته، علّق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري على أهمية المحادثات العراقية الأميركية التي تستضيفها واشنطن بالقول إن زيارة المالكي "تأتي في توقيتات مهمة بالنسبة للعملية السياسية وذلك بالتزامن مع تصاعد الحملة الإرهابية الشرسة ضد العراق من خلال زيادة الهجمات التي تستهدف المواطنين الأبرياء. كما أنها تأتي في وقت تتقاطع فيه وجهات نظر الفرقاء السياسيين فيما يتعلق بالانتخابات القادمة فضلاً عن تداعيات الأزمة السورية."
وأضاف الجبوري في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أنه لكل هذه الأسباب "ربما موضوعة التسليح وتأهيل الجيش العراقي وإمداده بالأسلحة اللازمة لمواجهة الهجمة الإرهابية الكبيرة تتصدر أولويات الزيارة."
أما مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الدكتور عماد رزق فقد اعتبر أن المحادثات العراقية الأميركية رفيعة المستوى التي تجرى خلال زيارة المالكي إلى واشنطن "تكتسب أهمية كبرى ليس فقط لما يدور الآن في العراق من هجمات وتصاعد لأعمال الإرهاب وإنما أيضاً لما يدور في محيط العراق وأعني بها المنطقة الممتدة من سوريا باتجاه لبنان من توتر وصراع سياسي. " وأعرب رزق عن اعتقاده بأن الزيارة تستهدف "إحياء إستراتيجية التعاون المشترك مع الجانب الأميركي لمزيدٍ من استمرار عملية مكافحة الإرهاب من جهة وفي نفس الوقت تساهم في تخفيف حدة الاشتباك السياسي على المحاور الإقليمية وتحديداً على المحور الممتد في الصراع بين السعودية وإيران على الأرض العراقية"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أجاب الباحث في الشؤون الإستراتيجية أيضاً عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بطبيعة المساعدات التكنولوجية الأميركية التي يحتاجها العراق لدحر الإرهاب في المرحلة الحالية والثاني عن أهمية دعم الصحوات التي أكدها كل من الجنرالـيْن ديفيد بيتريوس ولويد أوستن اللذين قادا قوات بلادهما ميدانياً في العراق خلال فترات سابقة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي عبد الهادي الحساني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، ومدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان د. عماد رزق.