روابط للدخول

خبر عاجل

مخاطر التقسيم تتجدد بالتزامن مع تحالفات إقليمية متغيرة


مقاتلون تابعون لجبهة النصرة يحتلون موضعاً في قرية عزيزة قرب حلب السورية
مقاتلون تابعون لجبهة النصرة يحتلون موضعاً في قرية عزيزة قرب حلب السورية
ترى صحيفةٌ غربية بارزة أن الحرب السوريـّة تُعيد إشعالَ صراعٍ طائفي في العراق على خلفيةِ تـحوّلِ مساحةٍ واسعة من شرق سوريا إلى منطقة حرب فيما تُـصعّد جماعات مرتبطة بالقاعدة هجماتها في المنطقة الممتدة من سواحل البحر المتوسط إلى ضفاف نهر دجلة.

ويضيف التقرير المنشور في صحيفة (إندبندنت) Independent اللندنية الاثنين تحت عنوان "مثلما تتقسّم سوريا، يتقسم العراق أيضاً" بقلم باتريك كوكبرن Patrick Cockburn أن جماعات مثل (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) تزداد قوةً يوماً بعد يوم. فيما حَـظي تنامي نفوذ هذه الجماعات في سوريا بالتغطية الإعلامية الكافية لإثارةِ مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها من احتمالات حلول فئات متشددة محل الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وفي الوقت ذاته لا تُـسلَـطُ الأضواء بما فيه الكفاية على ازدياد قوة (داعش) في مناطق شاسعة من غرب العراق وهي قوة فـقَـدَتها منذ المواجهة مع الأميركيين والعشائر السنيّة منذ ست أو سبع سنوات، بحسب تعبير الصحيفة.

وفي هذا الصدد، يشير الكاتب كوكبرن إلى تراخي قبضة الحكومة المركزية على محافظة الأنبار حيث يعاود عناصر القاعدة مرةً أخرى شنّ هجمات برية على مدنٍ مثل الفلوجة التي سبق أن طُردوا منها على أيدي قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في عام 2004. ويضيف أن هذه الملاحظة تنطبق على مدينة الموصل في شمال العراق حيث تفيد تقارير بأن ممارسات القاعدة هناك باتت تشمل فرضَ أتاوات على الجميع، من أصحاب البقالات الصغيرة إلى شركات المقاولات والهواتف المحمولة، ما يدرّ عليها عائدات تُقدّر بثمانية ملايين دولار شهرياً.

وفي تعليقه على ما أوردَه التقرير المنشور في صحيفة (إندبندنت)، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر إن أطرافاً مختلفة "تهدف إلى تقسيم العراق وتدفع البلاد إلى حرب طائفية" معرباً عن اعتقاده بأن "مشروع بايدن لم يكن بعيداً بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات." وأضاف "أن مَـن يساهم بالدفع في هذا الاتجاه ليس فقط أطراف خارجية بل أيضاً كتل سياسية داخلية من خلال صراعاتها الكبيرة والمريرة"، بحسب رأيه.

وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، لاحظ المحلل السياسي العراقي تزامن هذه التطورات مع الانفتاح الأميركي الإيراني من جهة والتقارب بين بغداد وأنقرة من جهة أخرى. كما أجاب الهاشمي عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بما أشارت إليه صحيفة (إندبندنت) من زيادةٍ في قوة القاعدة في غرب العراق، والثاني حول المحادثات العراقية الأميركية رفيعة المستوى التي سيجريها رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته إلى واشنطن واجتماعه المرتقب مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل (1 تشرين الثاني).

من جهته، قال الباحث علي باكير من (منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية) في أنقرة في إجابته عن سؤال لإذاعة العراق الحر حول التقارب العراقي التركي الأخير إن "هذا التقارب مرتبط بشقّه المتعلق بالعراق بالانفتاح الأميركي الإيراني نظراً لما يُعرَف عن النفوذ الذي تمتلكه طهران في بغداد ما أدى بالعراق إلى الارتخاء تجاه المنطقة ككل وتجاه تركيا بشكل خاص"، على حد تعبيره.

وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أعرب باكير عن اعتقاده بأن لدى بغداد "مصلحة في استخدام بعض الملفات من أجل التأكيد على التقارب مع أنقرة ومن بينها الجماعات المسلّحة، سواء تلك الموجودة في العراق أو سوريا، والتي قد تشكّل في المرحلة المقبلة خطراً على الدول الإقليمية ومن بينها تركيا." ولاحَـظَ أنه بالنسبة لمصلحة أنقرة فإن من شأن التقارب أن "يمهد الطريق لأن تكون تركيا لاعباً فاعلاً خلال المرحلة القادمة خاصةً وأن الحكومة العراقية قد تتغير بعد الانتخابات المقبلة"، بحسب رأيه.

please wait

No media source currently available

0:00 0:09:23 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG