فيما يَـتواصلُ بلا رادع العنفُ الذي حصَد في أحدثِ موجاتِه الأحد عشراتٍ آخرين من المدنيين الأبرياء قالت دراسة غربية جديدة عن القاعدة إن هذا التنظيم عَـزز قوته في العراق على نحوٍ يُعيد المخاوف القديمة.
مصادر الشرطة العراقية أعلنت في ساعات الظهيرة ارتفاع حصيلة ضحايا سلسلةِ تفجيراتٍ متجددة بسيارات ملغومة إلى أكثر من ثلاثين قتيلاً. وفي تصريحاتٍ لوكالة أسوشييتد برس للأنباء، أشارت هذه المصادر إلى إصابة عشرات الأشخاص في موجة العنف التي استهدفت صباح الأحد (13 تشرين الأول) أسواقاً شعبية ومحطاتٍ للحافلات في الحلة والديوانية والكوت وسامراء والمدائن والمحمودية.
ووقعت هذه الهجمات غداة انفجار سيارة ملغومة في حي الشرطة وسط سامراء ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل وإصابة 31 آخرين. وفي عرضها لتفاصيل هجوم السبت (12 تشرين الأول)، أشارت رويترز إلى عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار "لكن متشددين وجماعات أخرى مسلحة من بينها القاعدة استعادت قوتها هذا العام ما أدى إلى تصاعدٍ في الهجمات على أسس طائفية التي بلغت ذروتها عامي 2006 و2007."
وأضافت هذه الوكالة العالمية للأنباء أن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا هذا العام جراء العنف بأنحاء البلاد حيث يتعرض التوازن الطائفي الدقيق في العراق لضغوط بسبب الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.
وجاء في التقرير أن تنظيم القاعدة في العراق استعاد قوته الآن بفعل أحداث الحرب في سوريا، مشيراً إلى أن سامراء كانت مركزاً لتظاهراتٍ بدأت في كانون الأول 2012 احتجاجاً على سياسات الحكومة التي تُـتّـهَم بتهميش العراقيين من أبناء المكوّن السنّي فيما أدى هجوم لقوات الأمن على مخيم احتجاج في نيسان الماضي إلى رد فعل عنيف من جانب المسلّحين الذين يواصلون شنّ الهجمات.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها غداة الإعلان عن اعتقال الخلية المرتبطة بالهجوم الإرهابي الأخير في أربيل، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لوكالة فرانس برس في مقابلة نُشرت الأحد أن سلطات الإقليم لن تتردد "في ضرب الإرهابيين في أي مكان" بما في ذلك سوريا، مشدداً في الوقت ذاته على عدم توريط الأكراد في الصراع السوري.
وأضاف بارزاني في أول تعليق مباشر له على هجوم التاسع والعشرين من أيلول أن هذا الهجوم لم يكن "الوحيد فقبل ذلك حصلت هجمات كثيرة لكن أُجهضت قبل التنفيذ أو خلال التنفيذ"، بحسب تعبيره.
وفي أحدث تقرير بَـثّـته أسوشييتد برس وأعادَت نشرَه شبكة (أيه. بي. سي. نيوز) ABC News على موقعها الإلكتروني الأحد تحت عنوان "تنظيم القاعدة يشتد في العراق مُـجدّداً المخاوف القديمة"، أُفـيدَ بأن هذا التنظيم استعاد قوته في العراق منذ الانسحاب العسكري الأميركي في أواخر 2011 وهو يبدو الآن أكثر قوةً مما كان عليه في السنوات السابقة. وأضاف التقرير أن هذه الجماعة الإرهابية أظهرت قدرتها على تنفيذ هجمات واسعة النطاق عدة مرات في الشهر ما رفع حصيلة القتلى في العراق إلى أعلى مستوى منذ خمس سنوات. كما عززت عملية فرار سجناء في الآونة الأخيرة صفوف القاعدة في الوقت الذي تؤدي مشاعر المكوّن السنّي بالتهميش والفوضى الناجمة عن حرب سوريا إلى دعم عودته، بحسب تعبير أسوشييتد برس.
وفي مؤشر إلى تسارع وتيرة القتل بشكل ملحوظ، تورد هذه الوكالة إحصاءات الأمم المتحدة عن ضحايا العنف التي تظهر ارتفاع عدد القتلى من 712 في نيسان الماضي إلى 979 في أيلول المنصرم. وتُـضيف "أن القاعدة وحدَها لا تحتكر مسؤولية أعمال العنف التي يشاركها فيها تنظيمات مسلحة أخرى من بينها الجماعة السنّية المعروفة باسم (جيش رجال الطريقة النقشبندية) إضافةً إلى ميليشيات شيعية تُـعيد تعبئةَ صفوفها مع تصاعد العنف." ولكن سلسلة الهجمات العشوائية بسيارات ملغومة وتفجيرات انتحارية والتي ينفذها غالباً في مناطق مدنية الجناح العراقي للقاعدة المعروف باسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) هذه السلسلة تشكّل الجزء الأكبر من العمليات العنفية. ونُقل عن أحد المسؤولين العراقيين تقديره بأن هذه الجماعة تضمّ ثلاثة آلاف من المسلّحين المدرّبين في العراق لوحده بمن فيهم نحو مائة من المتطوعين الذين ينتظرون أوامر تنفيذ عمليات انتحارية.
كما نقل التقرير عن أحدث دراسة نَشرها هذا الشهر (معهد دراسة الحرب) Institute for the Study of War في واشنطن أن الجناح العراقي للقاعدة "برز كتنظيم قوي للغاية ومرِن وقادر" على تنفيذ عمليات حتى في أقصى المناطق الجنوبية بما في ذلك ميناء البصرة المطل على الخليج.
وقالت مؤلفةُ الدراسة جيسيكا لويس Jessica Lewis إن هذه الجماعة "أعادت تنظيم نفسها كقوة عسكرية مهنية قادرة على التخطيط والتدريب وتوفير الموارد وتنفيذ هجمات متزامنة ومعقدة في العراق"، على حد تعبيرها.
وفيما سلّطت الدراسةُ الأخيرة الصادرة في واشنطن الأضواءَ على جوانب مما وصفتها بقوة القاعدة التي استعادها الجناح العراقي لهذا التنظيم، صدرت عن موسكو تصريحات تشير إلى مخاوف من احتمال تخطيط (جبهة النصرة) لتنفيذ هجمات كيماوية في العراق. وفي هذا الصدد، نُقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله الجمعة إن هناك معلومات تشير إلى خطط لهذه الجماعة المرتبطة بالقاعدة لنقل مواد سامة وخبراء كيميائيين إلى أراضي العراق لتنفيذ أعمال إرهابية هناك.
من جهتها، أكدت وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أهمية التعاون الدولي الراهن في إزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. ونُقل عنها القول في (المعهد الملكي للشؤون الدولية) Chatham House في لندن الجمعة إن هذا التعاون "خطوة جيدة في ظل الوضع المستمر في التدهور في سوريا". ولاحظت كلينتون أن "أعداد اللاجئين في تزايد سريع، والأردن يتعرض لضغط هائل، وتبذل تركيا جهوداً ممتازة ولكنها شاقة في التعامل مع جميع اللاجئين". وأضافت "وشاهدتم العراق وهو يلعب دوراً مثيراً للقلق البالغ في صف إيران والأسد. ولبنان يواجه كل أنواع التحديات. جوبوا المنطقة وستشاهدون أننا لسنا في وضع مستقر بل في وضع مستمر في التدهور"، بحسب تعبير الوزيرة الأميركية السابقة.
ولـمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي الذي علّق أولاً على فحوى الدراسات الأميركية التي تتناول مخاطر القاعدة على الأمن الإقليمي والعالمي بالملاحظة أن هذه الدراسات غالباً ما تميل "إلى إعطاء صورة أكبر من حجمها عن واقع الإرهاب الموجود حالياً في العراق والدول المجاورة خاصةً وأن تنظيم داعش يستخدم حالياً منطقة الحدود المشتركة بين العراق وسوريا والأردن لإجراء تمارين نوعية وتدريبات في الأماكن التي لا تخضع لسيطرة القوات الأمنية العراقية في تلك البقعة التي تقدّر بمئات الكيلومترات." وأشار محيي إلى عمليات التسلل المستمرة التي يقوم بها المسلحون عبر الحدود ما يدلل على صعوبة سيطرة القوات الأمنية العراقية بمفردها على تلك المنطقة التي تتواجد فيها قواعد وبؤر للإرهابيين وما يؤكد الحاجة للتعاون العسكري الوثيق بين دول المنطقة خاصةً في ظل الإدراك المتزايد بأن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تستهدف جميع الدول.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الخبير الأمني محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بتصريحات رئيس إقليم كردستان العراق عن ضرورة "ضرب الإرهابيين في أي مكان" والآخر بتصريحات وزير الخارجية الروسي حول المخاوف من احتمال استخدام القاعدة مواد سامة في هجمات تنفذها في العراق.
من جهته، علّق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بملاحظة أن السياسيين في الولايات المتحدة عندما يخرجون من دفة المسؤولية سرعان ما يجدون المجال واسعاً دون قيود في إطلاق تحليلات وتصريحات غير تلك التي تصدر عنهم عندما يكونون في مواقع السلطة. وأضاف أن هذا ما يفسر البون الشاسع عند إجراء المقارنة بين التقييمات الرسمية على سبيل المثال لوزير الخارجية الأميركي الحالي جون كيري مع ملاحظات الوزيرة السابقة كلينتون إزاء قضايا دولية وإقليمية ساخنة ومن بينها الوضع المعقد الحالي في الشرق الأوسط.
وأضاف الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي علي الجبوري في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "زيادة المخاوف الأميركية من تطورات الموقف في المنطقة خصوصاً في هذه التوليفة غير المتجانسة التي تضم إيران والعراق وسوريا وحزب الله وفي ظل تصاعد دور القاعدة والجماعات الإرهابية وتحالفها مع جماعات متشددة معارِضة للنظام السوري، يُلاحَظ أن الولايات المتحدة بدأت تتحسس بشكل كبير من مخاطر الإرهاب بدليل التصريحات التي صدرت عن واشنطن أخيراً وتشيد فيها بتعاون حكومة الرئيس بشار الأسد مع مسألة إزالة أسلحة بلاده الكيماوية"، بحسب رأيه.
مصادر الشرطة العراقية أعلنت في ساعات الظهيرة ارتفاع حصيلة ضحايا سلسلةِ تفجيراتٍ متجددة بسيارات ملغومة إلى أكثر من ثلاثين قتيلاً. وفي تصريحاتٍ لوكالة أسوشييتد برس للأنباء، أشارت هذه المصادر إلى إصابة عشرات الأشخاص في موجة العنف التي استهدفت صباح الأحد (13 تشرين الأول) أسواقاً شعبية ومحطاتٍ للحافلات في الحلة والديوانية والكوت وسامراء والمدائن والمحمودية.
ووقعت هذه الهجمات غداة انفجار سيارة ملغومة في حي الشرطة وسط سامراء ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل وإصابة 31 آخرين. وفي عرضها لتفاصيل هجوم السبت (12 تشرين الأول)، أشارت رويترز إلى عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار "لكن متشددين وجماعات أخرى مسلحة من بينها القاعدة استعادت قوتها هذا العام ما أدى إلى تصاعدٍ في الهجمات على أسس طائفية التي بلغت ذروتها عامي 2006 و2007."
وأضافت هذه الوكالة العالمية للأنباء أن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا هذا العام جراء العنف بأنحاء البلاد حيث يتعرض التوازن الطائفي الدقيق في العراق لضغوط بسبب الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.
وجاء في التقرير أن تنظيم القاعدة في العراق استعاد قوته الآن بفعل أحداث الحرب في سوريا، مشيراً إلى أن سامراء كانت مركزاً لتظاهراتٍ بدأت في كانون الأول 2012 احتجاجاً على سياسات الحكومة التي تُـتّـهَم بتهميش العراقيين من أبناء المكوّن السنّي فيما أدى هجوم لقوات الأمن على مخيم احتجاج في نيسان الماضي إلى رد فعل عنيف من جانب المسلّحين الذين يواصلون شنّ الهجمات.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها غداة الإعلان عن اعتقال الخلية المرتبطة بالهجوم الإرهابي الأخير في أربيل، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لوكالة فرانس برس في مقابلة نُشرت الأحد أن سلطات الإقليم لن تتردد "في ضرب الإرهابيين في أي مكان" بما في ذلك سوريا، مشدداً في الوقت ذاته على عدم توريط الأكراد في الصراع السوري.
وأضاف بارزاني في أول تعليق مباشر له على هجوم التاسع والعشرين من أيلول أن هذا الهجوم لم يكن "الوحيد فقبل ذلك حصلت هجمات كثيرة لكن أُجهضت قبل التنفيذ أو خلال التنفيذ"، بحسب تعبيره.
وفي أحدث تقرير بَـثّـته أسوشييتد برس وأعادَت نشرَه شبكة (أيه. بي. سي. نيوز) ABC News على موقعها الإلكتروني الأحد تحت عنوان "تنظيم القاعدة يشتد في العراق مُـجدّداً المخاوف القديمة"، أُفـيدَ بأن هذا التنظيم استعاد قوته في العراق منذ الانسحاب العسكري الأميركي في أواخر 2011 وهو يبدو الآن أكثر قوةً مما كان عليه في السنوات السابقة. وأضاف التقرير أن هذه الجماعة الإرهابية أظهرت قدرتها على تنفيذ هجمات واسعة النطاق عدة مرات في الشهر ما رفع حصيلة القتلى في العراق إلى أعلى مستوى منذ خمس سنوات. كما عززت عملية فرار سجناء في الآونة الأخيرة صفوف القاعدة في الوقت الذي تؤدي مشاعر المكوّن السنّي بالتهميش والفوضى الناجمة عن حرب سوريا إلى دعم عودته، بحسب تعبير أسوشييتد برس.
وفي مؤشر إلى تسارع وتيرة القتل بشكل ملحوظ، تورد هذه الوكالة إحصاءات الأمم المتحدة عن ضحايا العنف التي تظهر ارتفاع عدد القتلى من 712 في نيسان الماضي إلى 979 في أيلول المنصرم. وتُـضيف "أن القاعدة وحدَها لا تحتكر مسؤولية أعمال العنف التي يشاركها فيها تنظيمات مسلحة أخرى من بينها الجماعة السنّية المعروفة باسم (جيش رجال الطريقة النقشبندية) إضافةً إلى ميليشيات شيعية تُـعيد تعبئةَ صفوفها مع تصاعد العنف." ولكن سلسلة الهجمات العشوائية بسيارات ملغومة وتفجيرات انتحارية والتي ينفذها غالباً في مناطق مدنية الجناح العراقي للقاعدة المعروف باسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) هذه السلسلة تشكّل الجزء الأكبر من العمليات العنفية. ونُقل عن أحد المسؤولين العراقيين تقديره بأن هذه الجماعة تضمّ ثلاثة آلاف من المسلّحين المدرّبين في العراق لوحده بمن فيهم نحو مائة من المتطوعين الذين ينتظرون أوامر تنفيذ عمليات انتحارية.
كما نقل التقرير عن أحدث دراسة نَشرها هذا الشهر (معهد دراسة الحرب) Institute for the Study of War في واشنطن أن الجناح العراقي للقاعدة "برز كتنظيم قوي للغاية ومرِن وقادر" على تنفيذ عمليات حتى في أقصى المناطق الجنوبية بما في ذلك ميناء البصرة المطل على الخليج.
وقالت مؤلفةُ الدراسة جيسيكا لويس Jessica Lewis إن هذه الجماعة "أعادت تنظيم نفسها كقوة عسكرية مهنية قادرة على التخطيط والتدريب وتوفير الموارد وتنفيذ هجمات متزامنة ومعقدة في العراق"، على حد تعبيرها.
وفيما سلّطت الدراسةُ الأخيرة الصادرة في واشنطن الأضواءَ على جوانب مما وصفتها بقوة القاعدة التي استعادها الجناح العراقي لهذا التنظيم، صدرت عن موسكو تصريحات تشير إلى مخاوف من احتمال تخطيط (جبهة النصرة) لتنفيذ هجمات كيماوية في العراق. وفي هذا الصدد، نُقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله الجمعة إن هناك معلومات تشير إلى خطط لهذه الجماعة المرتبطة بالقاعدة لنقل مواد سامة وخبراء كيميائيين إلى أراضي العراق لتنفيذ أعمال إرهابية هناك.
من جهتها، أكدت وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أهمية التعاون الدولي الراهن في إزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. ونُقل عنها القول في (المعهد الملكي للشؤون الدولية) Chatham House في لندن الجمعة إن هذا التعاون "خطوة جيدة في ظل الوضع المستمر في التدهور في سوريا". ولاحظت كلينتون أن "أعداد اللاجئين في تزايد سريع، والأردن يتعرض لضغط هائل، وتبذل تركيا جهوداً ممتازة ولكنها شاقة في التعامل مع جميع اللاجئين". وأضافت "وشاهدتم العراق وهو يلعب دوراً مثيراً للقلق البالغ في صف إيران والأسد. ولبنان يواجه كل أنواع التحديات. جوبوا المنطقة وستشاهدون أننا لسنا في وضع مستقر بل في وضع مستمر في التدهور"، بحسب تعبير الوزيرة الأميركية السابقة.
ولـمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي الذي علّق أولاً على فحوى الدراسات الأميركية التي تتناول مخاطر القاعدة على الأمن الإقليمي والعالمي بالملاحظة أن هذه الدراسات غالباً ما تميل "إلى إعطاء صورة أكبر من حجمها عن واقع الإرهاب الموجود حالياً في العراق والدول المجاورة خاصةً وأن تنظيم داعش يستخدم حالياً منطقة الحدود المشتركة بين العراق وسوريا والأردن لإجراء تمارين نوعية وتدريبات في الأماكن التي لا تخضع لسيطرة القوات الأمنية العراقية في تلك البقعة التي تقدّر بمئات الكيلومترات." وأشار محيي إلى عمليات التسلل المستمرة التي يقوم بها المسلحون عبر الحدود ما يدلل على صعوبة سيطرة القوات الأمنية العراقية بمفردها على تلك المنطقة التي تتواجد فيها قواعد وبؤر للإرهابيين وما يؤكد الحاجة للتعاون العسكري الوثيق بين دول المنطقة خاصةً في ظل الإدراك المتزايد بأن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تستهدف جميع الدول.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الخبير الأمني محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بتصريحات رئيس إقليم كردستان العراق عن ضرورة "ضرب الإرهابيين في أي مكان" والآخر بتصريحات وزير الخارجية الروسي حول المخاوف من احتمال استخدام القاعدة مواد سامة في هجمات تنفذها في العراق.
من جهته، علّق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بملاحظة أن السياسيين في الولايات المتحدة عندما يخرجون من دفة المسؤولية سرعان ما يجدون المجال واسعاً دون قيود في إطلاق تحليلات وتصريحات غير تلك التي تصدر عنهم عندما يكونون في مواقع السلطة. وأضاف أن هذا ما يفسر البون الشاسع عند إجراء المقارنة بين التقييمات الرسمية على سبيل المثال لوزير الخارجية الأميركي الحالي جون كيري مع ملاحظات الوزيرة السابقة كلينتون إزاء قضايا دولية وإقليمية ساخنة ومن بينها الوضع المعقد الحالي في الشرق الأوسط.
وأضاف الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي علي الجبوري في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن "زيادة المخاوف الأميركية من تطورات الموقف في المنطقة خصوصاً في هذه التوليفة غير المتجانسة التي تضم إيران والعراق وسوريا وحزب الله وفي ظل تصاعد دور القاعدة والجماعات الإرهابية وتحالفها مع جماعات متشددة معارِضة للنظام السوري، يُلاحَظ أن الولايات المتحدة بدأت تتحسس بشكل كبير من مخاطر الإرهاب بدليل التصريحات التي صدرت عن واشنطن أخيراً وتشيد فيها بتعاون حكومة الرئيس بشار الأسد مع مسألة إزالة أسلحة بلاده الكيماوية"، بحسب رأيه.