فشل أنصار جماعة الأخوان المسلمين في الاحتشاد داخل قطارات مترو الأنفاق في العاصمة المصرية القاهرة بسبب التواجد الأمني المكثف، غير أن شوارع القاهرة الكبرى شهدت زحاما مرورياً شديداً بعد أن عزف المواطنون عن استخدام المترو وفضلوا اللجوء لسيارات الأجرة.
وأعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية أن قوات الأمن تمكنت من القبض على 20 شخصا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في محطتي الشهداء برمسيس وسانت تريزا بمصر القديمة، رددوا هتافات معادية للقوات المسلحة والشرطة وأجهزة الدولة، وحاول بعضهم كتابة بعض العبارات المسيئة على جدران المحطتين.
وأطلق أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمصر أحدث الحيل لشل الحركة في القاهرة الكبرى، إذ دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاحتشاد في ساعات الذروة بمترو الأنفاق، إضافة إلى تعطيل السيارات على كوبري 6 أكتوبر وطريقي المحور والدائري شريان الحياة في القاهرة الكبرى.
ومن المقرر أن ينظم أنصار الجماعة فعاليتهم لمدة ست ساعات يوميا، على فترتين، الأولى تبدأ بركوب عربات المترو في السابعة صباحاً، وعدم النزول إلا في العاشرة صباحا. وسيقوم المناصرون بنفس الحركة من الساعة الثانية ظهراً حتى الخامسة مساء.
ويستمر اعتصام المترو بهذه الطريقة لعدة أيام، مع ملاحظة أن الأوقات المختارة لركوب المترو والبقاء به معروفة بأنها
"ساعات الذروة" التي يصل فيها الازدحام إلى أقصاه، كونها ساعات ذهاب المواطنين لأعمالهم والعودة منها.
وفي السياق، أعلنت الشركة المصرية لمترو الأنفاق حالة التأهب القصوى، وانتشرت قوات الأمن المركزي في كافة المحطات التي تبلغ 60 محطة، وأذاعت الشركة بيانا على المواطنين تدعوهم إلى الإبلاغ فورا حال العثور على أي جسم غريب، كما بثت عبر إذاعتها الداخلية الأغاني الوطنية بينها أغنية "تسلم الأيادي" التي تثير استياء أنصار الجماعة.
وأكد المتحدث باسم الشركة المهندس أحمد عبدالهادي أن لدى مترو الأنفاق خطة طوارئ محكمة تشمل تأمين جميع خطوط ومحطات المترو، يتم تنفيذها حال التهديد باقتحام المترو أو شل حركته، وقال إنه "تم تخصيص سبعة قطارات إضافية فارغة يتم الدفع بها حال الضرورة".
يذكر أن مترو أنفاق القاهرة يقل أكثر من 3.5 مليون مواطن يوميا، ويعد الوسيلة الأسرع والأرخص بين وسائل المواصلات العامة في مصر، ويعمل على ثلاثة خطوط تخترق محافظات الجيزة والقليوبية مروراً بقلب القاهرة.
وفي هذه الأثناء، انفجرت عبوة ناسفة داخل محطة غاز "جاسكو" في منطقة صوير على طريق القاهرة- الإسماعيلية، وقال مصدر أمني إن "مجهولين تمكنوا من زرع عبوة ناسفة تحت الأرض داخل المحطة، وتم تفجيرها من خلال أجهزة لا سلكية"، موضحا أن "الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية، غير أن الانفجار نجم عنه خروج شظايا أصابت الأنبوب الرئيسي للخط، وتم إغلاء جميع المحابس لحين إصلاحه".
يذكر أن هذا التفجير هو الثاني الذي يستهدف خط غاز القاهرة الإسماعيلية، بعد أن تعرض لانفجار عبوة ناسفة مساء الخميس الماضي في منطقة الكيلو 77.
إلى ذلك، عقد المتحدث العسكري أركان حرب أحمد علي مؤتمرا صحافيا استعرض خلاله نتائج عمليات الجيش المستمرة منذ شهر تموز الماضي للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء، وقال علي إن "إجمالي ما تم ضبطه من العناصر التكفيرية المسلحة في شمال سيناء حتى الآن 309 أفراد، إضافة إلى ضبط 36 قطعة من الأسلحة الثقيلة بينها هاونات وصواريخ مضادة للطائرات طراز إيجلا، ورشاشات وقواذف آر بي جي، إلى جانب 357 دانة مدفع، وعدد من الأسلحة الخفيفة والبنادق مختلفة الأنواع".
