تزور عين ثالثة اليوم مدينتين لتتعرف على شخصيتين.
في الموصل سنلتقي رجلا مسنا لا يزال يعمل رغم بلوغه السبعين.
وفي البصرة سنلتقي رجلا تكونت حياته من جملة مصائب إحداها أنه نجا من تنفيذ حكم عليه بالإعدام..
نبدأ أولا بالموصل حيث نلتقي أبو محمد الرجل المسن الذي يرفض الجلوس في البيت أو مد يده إلى الآخرين للحصول على صدقة ويفضل العمل رغم بلوغه السبعين.
أبو محمد أنموذج جديد لبشر مهمشين في العراق لا تصل إليهم الثروة ولا يتذكرهم احد ويروي قصته جمال البدراني من الموصل:
ابو محمد ..رجل مسن يمثل انموذجا لانسان مهمش غير انه لا يشعر باليأس في الوقت نفسه حيث ثم يمنعه تقدم سنه من محاولة تجاوز الظروف المعاشية الصعية التي يمر بها.
يبلغ ابو محمد السبعين من العمر غير انه يقف في وجه الحياة لاعالة اسرته الصغيرة اعتمادا على عربته الخشبية التي يجرها رغم الانهاك بحثا عن الرزق.
ومن الموصل ننتقل إلى البصرة لنلتقي رجلا آخر يعيش على هامش المجتمع منذ فترة النظام السابق والسبب انه كان فارا من الجيش وفي احد الأيام القوا القبض عليه وحضروه للإعدام لتنقذه قذيفة مجهولة قبل لحظات من إطلاق الرصاص عليه.
اسم هذا الرجل حاتم دهش ويروي قصته عبد الكريم العامري من البصرة:
"حاتم داخل دهش، مواطن من قاع مدينة البصرة، من مواليد 1962 ومن سكنة المعقل، يحمل هما رافقه طيلة ثلاثة عقود، وعاش حياة أقل ما يمكن أن توصف بأنها معذبة، وها هو ذا يجر عربته بعدما اقعدته عدة رصاصات استقرت في نخاعه الشوكي اطلقتها مفرزة من البعثيين عام 1995، وهو اليوم معاق بشلل نصفي..
بدأ معنا قصته من نهايتها، من العوق الذي اصابه، ومن الألم الذي يراه قد أكل شبابه وقضى على زوجته.
من هنا بدأت مأساته الا انها واحدة من سلسلة لأحداث كثيرة سبقتها، يتذكر دهش حادثة أخرى كادت ان تودي به يوم القي القبض عليه بسبب هروبه من الجندية خلال الحرب العراقية الايرانية وكانت عقوبة الهروب يومذاك هي الاعدام الا ان القدر منحه فسحة جديدة من الحياة بعد لحظات من أمر تنفيذ الاعدام به.. يقول دهش: "حينما كنت هاربا بزمن الحرب مع ايران كنت قد انتقلت مع عائلتي من البصرة الى الناصرية واستقر بي المقام في كرمة بني سعيد وذلك بسبب تعرض البصرة الى القصف العنيف من قبل ايران وقد تم القاء القبض علي من قبل مفارز الحزب وصدر أمر اعدامي. وبالفعل ربطوني الى عمود من اعمدة التلفونات فانقذتني قذيفة سقطت قبل تنفيذ اعدامي في مركز الشرطة ما اصاب المنفذين بالارتباك واستطاع احد الافراد الذين لا اعرفهم لحد الان من فك وثاقي وتهريبي".
وعن ظروف سجنه بعد الحادثة الاخيرة التي اقعدته يقول دهش انه قضى الوقت ما بين السجن والمستشفى لانه اصيب بقرحة مزمنة مشيدا بطبيب من الطائفة المسيحية عمل على مساعدته يوم عجز عن مساعدته الآخرون، واستمر على هذه الحال حتى انتهاء محكوميته لمدة سنتين.
وعن وضعه الصحي يقول دهش انه راجع عددا من الاطباء في بغداد خلال فترة الحصار على العراق الا انهم اكتفوا بتحذيره من اجراء العملية الا بعد توفر الاجهزة الخاصة بالعمليات الخاصة بالظهر واقترحوا عليه السفر خارج العراق للعلاج الا ان قصر اليد حرمه من ذلك.
لم يترك حاتم داخل دهش أحداً من المسؤولين الا وراجعه لكنه لم يحصل على مساعدة باستثناء راتب شبكة الحماية الاجتماعية الذي لا يكفي لعلاجه.
ويتمنى دهش ان يستعيد عافيته مثلما كان هو يعيد العافية للبيوت والمؤسسات من خلال اعمال البناء التي كان يقوم بها، فهو يذكر ان يديه قد بنت بدالة باب الزبير والجنينة وثلاثة عمارات في محافظة النجف.
صديق حاتم الوحيد هو ماجد حميد كاظم تحدث عن حالته طالبا تقديم المساعدة اللازمة له لأنه مواطن ومن حق المواطن على الدولة ان تقدم الرعاية الصحية والاجتماعية له.
ساهم في الاعداد مراسل اذاعة العراق الحر في الموصل جمال البدراني
في الموصل سنلتقي رجلا مسنا لا يزال يعمل رغم بلوغه السبعين.
وفي البصرة سنلتقي رجلا تكونت حياته من جملة مصائب إحداها أنه نجا من تنفيذ حكم عليه بالإعدام..
نبدأ أولا بالموصل حيث نلتقي أبو محمد الرجل المسن الذي يرفض الجلوس في البيت أو مد يده إلى الآخرين للحصول على صدقة ويفضل العمل رغم بلوغه السبعين.
أبو محمد أنموذج جديد لبشر مهمشين في العراق لا تصل إليهم الثروة ولا يتذكرهم احد ويروي قصته جمال البدراني من الموصل:
ابو محمد ..رجل مسن يمثل انموذجا لانسان مهمش غير انه لا يشعر باليأس في الوقت نفسه حيث ثم يمنعه تقدم سنه من محاولة تجاوز الظروف المعاشية الصعية التي يمر بها.
يبلغ ابو محمد السبعين من العمر غير انه يقف في وجه الحياة لاعالة اسرته الصغيرة اعتمادا على عربته الخشبية التي يجرها رغم الانهاك بحثا عن الرزق.
ومن الموصل ننتقل إلى البصرة لنلتقي رجلا آخر يعيش على هامش المجتمع منذ فترة النظام السابق والسبب انه كان فارا من الجيش وفي احد الأيام القوا القبض عليه وحضروه للإعدام لتنقذه قذيفة مجهولة قبل لحظات من إطلاق الرصاص عليه.
اسم هذا الرجل حاتم دهش ويروي قصته عبد الكريم العامري من البصرة:
"حاتم داخل دهش، مواطن من قاع مدينة البصرة، من مواليد 1962 ومن سكنة المعقل، يحمل هما رافقه طيلة ثلاثة عقود، وعاش حياة أقل ما يمكن أن توصف بأنها معذبة، وها هو ذا يجر عربته بعدما اقعدته عدة رصاصات استقرت في نخاعه الشوكي اطلقتها مفرزة من البعثيين عام 1995، وهو اليوم معاق بشلل نصفي..
بدأ معنا قصته من نهايتها، من العوق الذي اصابه، ومن الألم الذي يراه قد أكل شبابه وقضى على زوجته.
من هنا بدأت مأساته الا انها واحدة من سلسلة لأحداث كثيرة سبقتها، يتذكر دهش حادثة أخرى كادت ان تودي به يوم القي القبض عليه بسبب هروبه من الجندية خلال الحرب العراقية الايرانية وكانت عقوبة الهروب يومذاك هي الاعدام الا ان القدر منحه فسحة جديدة من الحياة بعد لحظات من أمر تنفيذ الاعدام به.. يقول دهش: "حينما كنت هاربا بزمن الحرب مع ايران كنت قد انتقلت مع عائلتي من البصرة الى الناصرية واستقر بي المقام في كرمة بني سعيد وذلك بسبب تعرض البصرة الى القصف العنيف من قبل ايران وقد تم القاء القبض علي من قبل مفارز الحزب وصدر أمر اعدامي. وبالفعل ربطوني الى عمود من اعمدة التلفونات فانقذتني قذيفة سقطت قبل تنفيذ اعدامي في مركز الشرطة ما اصاب المنفذين بالارتباك واستطاع احد الافراد الذين لا اعرفهم لحد الان من فك وثاقي وتهريبي".
وعن ظروف سجنه بعد الحادثة الاخيرة التي اقعدته يقول دهش انه قضى الوقت ما بين السجن والمستشفى لانه اصيب بقرحة مزمنة مشيدا بطبيب من الطائفة المسيحية عمل على مساعدته يوم عجز عن مساعدته الآخرون، واستمر على هذه الحال حتى انتهاء محكوميته لمدة سنتين.
وعن وضعه الصحي يقول دهش انه راجع عددا من الاطباء في بغداد خلال فترة الحصار على العراق الا انهم اكتفوا بتحذيره من اجراء العملية الا بعد توفر الاجهزة الخاصة بالعمليات الخاصة بالظهر واقترحوا عليه السفر خارج العراق للعلاج الا ان قصر اليد حرمه من ذلك.
لم يترك حاتم داخل دهش أحداً من المسؤولين الا وراجعه لكنه لم يحصل على مساعدة باستثناء راتب شبكة الحماية الاجتماعية الذي لا يكفي لعلاجه.
ويتمنى دهش ان يستعيد عافيته مثلما كان هو يعيد العافية للبيوت والمؤسسات من خلال اعمال البناء التي كان يقوم بها، فهو يذكر ان يديه قد بنت بدالة باب الزبير والجنينة وثلاثة عمارات في محافظة النجف.
صديق حاتم الوحيد هو ماجد حميد كاظم تحدث عن حالته طالبا تقديم المساعدة اللازمة له لأنه مواطن ومن حق المواطن على الدولة ان تقدم الرعاية الصحية والاجتماعية له.
ساهم في الاعداد مراسل اذاعة العراق الحر في الموصل جمال البدراني