روابط للدخول

خبر عاجل

أهالي ام خشم، بين مطرقة التاريخ وسندان التهجير


صيادون من قرية ام خشم
صيادون من قرية ام خشم
في الجهة الشرقية البعيدة على ضفاف نهر الفرات وعلى مسافة 20 كم جنوب مدينة النجف تقع قرية ام خشم على تلة عالية تطل على ضفة النهر مباشرة ويعتاش سكانها على مياه النهر في تربية مواشيهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد منذ ان حطوا رحالهم فيها.

واهالي قرية ام خشم هم أسر عراقية من سكان الاهوار الاصليين نزحوا اليها من اهوار البصرة في عام 1994 بسبب سياسة التجفيف التي اتبعها نظام صدام في مناطق الاهوار والتي ادت الى تهجيرهم منها فكانت منطقة ام خشم وسط الفرات الاوسط محطتهم الاخيرة بعد التهجير كونها جاءت ملائمة للاجواء التي كانوا يعيشون فيها سابقا وبسبب قربها من النهر وكما يروي لاذاعة العراق الحر احد سكنة المنطقة وهو الحــــاج ابو كاظم .

وعلى مدى قرابة عشر سنوات عاش اهالي هذه المنطقة بسلام وامان وهم يغدقون على المناطق المحيطة وعلى مركز المحافظة لحوم مواشيهم وحليبها ومشتقاته ، الا انهم لم يعرفوا يوما انهم حطوا رحالهم في منطقة اثرية يعود عمرها الى اكثر من 1500 عام في عهد دولة المناذرة.. فما ان تغير النظام السياسي في البلاد بعد عام 2003 انهالت عليهم الانذارات بالاخلاء ولا يزالون حتى يومنا هذا يعيشون تحت التهديد بالترحيل حسب الشاب هاشم سعيد وهو احد سكنة ام خشم.

ويقول هاشم ان موضوع كون المنطقة تاريخية اثر حتى على تقديم اي خدمات لها منذ قيام الحكومات المحلية المتعاقبة بعد سقوط النظام ولحد هذا اليوم اذ تعيش القرية حالة من التردي المعاشي والصحي والخدمي.

وتحتضن القرية قرابة الثلاثمائة منزل معظمهم من عشيرة واحدة وفيها الكثير من الشباب العاطلين عن العمل كون القرية باكملها تعتاش على تربية المواشي وعلى ما يباع من منتجاتها وكما يتحدث لاذاعة العراق الحر الشاب محمد رضا.

ويقول المتخصص الاثاري والمدير السابق لهيئة اثار النجف محمد الميالي ان ارض ام خشم هي من اهم المواقع الاثارية في المحافظة كونها تعود الى فترة دولة المناذرة حيث يوجد فيها مقبرة لرفاة مسيحيين قدامى وتبلغ مساحتها اكثر من 1600 دونم، مشيرا الى ان اهالي القرية من حيث قانون الاثار هم متجاوزون ولا بد لهم من اخلاء المكان.

غير ان الميالي لفت في الوقت نفسه الى ان وجود اهالي القرية في فترة نبش المواقع الاثرية من قبل السراق حماها من ايادي العابثين مشيرا الى انهم منعوا اي محاولات نبش داخل القرية وهو امر محسوب لهم ، الا انه لا يمنع بحسب الميالي من كونهم متجاوزين على القانون .

يشار الى ان تسمية القرية بام خشم يعود الى كون المكان جغرافيا يشبه كثيرا انف الانسان وهذه التسمية موجودة قبل نزوح اهالي الاهوار اليها.
XS
SM
MD
LG