شهدت الفترة الماضية ترديا خطيرا في الوضع الأمني رغم كل الخطط والاجراءات التي تعتمدها السلطات المختصة.
وتبدى حجم الانتكاسة الأمنية بأكثر اشكاله مأساوية في أرقام الضحايا، إذ تميز شهر تموز في تقويم العراقيين الزاخر بالمناسبات الحزينة، كونه الأشد دموية منذ عام 2008 بمقتل أكثر من الف شخص، كما تشير ارقام الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون ان تردي الوضع الأمني لم يحدث بمعزل عن الأزمة التي تمر بها العملية السياسية والتطورات الاقليمية وخاصة الحرب الأهلية المستعرة على عتبة العراق الغربية في سوريا.
واستغل تنظيم القاعدة الارهابي الوضع السياسي الداخلي المأزوم والحرب المستمرة في سوريا لرفد صفوفه واحياء حواضنه بعد ما تعرض له من ضربات موجعة خلال السنوات الماضية.
واعلن تنظيم القاعدة عن تجدد قدراته وتناميها بعمليات احرجت الأجهزة الأمنية بجسارتها حين اقتحم مسلحوه سجني ابو غريب والتاجي في بغداد حيث اسفر الهجوم عن فرار مئات المحكومين بينهم عتاة مدانون.
وفي يوم الجمعة تبنى تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام، فرع القاعدة، المسؤولية عن تفجيرات الأربعاء التي اوقعت أكثر من 80 قتيلا في مناطق متفرقة من العراق.
وأثار ضعف الأداء الأمني في مواجهة الجماعات الارهابية غضبا واسعا في الأوساط الشعبية لا سيما وان هذه الاعتداءات الاجرامية تستهدف في الغالب مواطنين ابرياء في الأسواق والمقاهي والملاعب وغيرها من الأماكن العامة.
ويتساءل كثيرون عن مواطن الخلل التي تسمح للقتلة بهذا القدر من حرية الحركة بعد كل هذه السنوات من الخبرة في مقارعة الارهاب.
ومما يزيد مشاعر الاستياء الشعبي ان كل ما تسفر عنه الاجراءات الأمنية التي تُتخذ بعد كل موجة من التفجيرات هو اضافة منغصات جديدة في حياة المواطنين وكأن هموم العراقيين لا تكفيهم.
في هذه الأجواء ارتفعت اصوات تدعو الى استقدام خبراء أجانب في مكافحة الارهاب والتعاون مع دول متقدمة بخبراتها في هذا المجال.
ولاحظ عضو مجلس النواب عبد الخضر طاهر في مؤتمر صحفي ان رد فعل البرلمان كلما يحدث انهيار أمني هو دعوة القادة الأمنيين الى المجلس حيث "تجري مناقشة تستمر ساعات ثم يخرج الجميع بلا نتيجة أو بإجراء شكلي "لا يقدم ولا يؤخر" ، على حد تعبير النائب طاهر.
واقترح النائب عيبد الخضر طاهر على الحكومة العراقية ان تستعين بخبرات الدول المتقدمة في مكافحة الارهاب للقضاء عليه داخل العراق.
اذاعة العراق الحر التقت مع وكيل وزارة الداخلية احمد الخفاجي الذي أكد ان الأجهزة الأمنية لا تنقصها الخبرات والكادر المتمرس لاا سيما وانها تواجه هذا التحدي في معركة متواصلة منذ سنوات فضلا عن مئات الدورات في الخارج.
واختزل الخفاجي العقبات التي تؤثر في أداء الأجهزة الأمنية الى عوامل تقنية مثل نقص المعدات والأجهزة.
ولاحظ وكيل وزارة الداخلية المفارقة المتمثلة في ان تكتيك الارهابي وأدواته لقتل الأبرياء تتسم بالبساطة أمام الاجراءات الأمنية المعقدة ، فهو يستغل فوضى السوق لشراء عجلة يفخخها بمواد متاحة في متناول يده مثل الأمونيا والأسمدة الكيمياوية ثم يركنها في مكان ما ويختفي.
ونبه الخفاجي الى هدف الارهاب في اشعال فتنة طائفية قائلا ان من يفجر سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة في منطقة شيعية أو سنية ليست لديه الشجاعة على القتال في مواجهة مباشرة مع القوات العراقية التي تلاحق الارهابي ما ان تعرف مكانه وتحاربه بكل الوسائل.
ولكن عضو مجلس النواب عن كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الاسلامي حبيب الطرفي وصف التحدي الأمني بأنه يفوق القدرات الوطنية بدليل ان الارهاب يضرب اينما يشاء متى ما يشاء مؤيدا الاستعانة بخبرات خارجية ولكنه شدد على ان يقترن ذلك بالحيطة والحذر.
ولم يستبعد النائب الطرفي التعاون مع الولايات المتحدة على اساس الاتفاقية الموقعة بينها وبين العراق رغم حساسية العراقيين إزاء الوجود الاميركي بتأثير فترة الغزو والاحتلال وبعد ما فعلوه بالعباد والبلاد وبالتراب والحجر، على حد تعبيره.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه من جهته أكد حاجة الأجهزة الأمنية والقوات العراقية الى التقنيات المتطورة فضلا عن حاجتها الى التأهيل والتدريب، مشيرا الى ان قائد عمليات بغداد اعترف حين اجتمع بأعضاء اللجنة في منتصف شهر رمضان بأن لديه الكثير من الجنود غير المدربين.
ودعا شوان محمد طه الى معالجة البيئة الاجتماعية والمشاكل الاقتصادية التي يستغلها الارهاب مثل وجود نحو سبعة ملايين يعيشون تحت خط الفقر وزهاء مليونين من الايتام والأرامل وتفشي البطالة واستشراء الفساد بوصفها عوامل تزيد صعوبة المعركة ضد الارهاب.
المحلل الأمني احمد الشريفي نبه الى ان التدريب وحده لا يكفي لرفع قدرات الأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة الارهاب من دون تعزيزه بمجهود ساند على مستوى استخدام التكنولوجيا الالكترونية والطيران وحتى التسليح لافتا الى ان قوات مكافحة الارهاب في الغالب تدربت اصلا على ايدي خبراء اجانب.
حذرت الأمم المتحدة من أن اعمال العنف التي تصاعدت في الفترة الماضية تنذر بعودة زمن "احدث فيه الغضب الأعمى للفتنة الطائفية جُرحا غائرا" في جسم العراق.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى أحمد
وتبدى حجم الانتكاسة الأمنية بأكثر اشكاله مأساوية في أرقام الضحايا، إذ تميز شهر تموز في تقويم العراقيين الزاخر بالمناسبات الحزينة، كونه الأشد دموية منذ عام 2008 بمقتل أكثر من الف شخص، كما تشير ارقام الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون ان تردي الوضع الأمني لم يحدث بمعزل عن الأزمة التي تمر بها العملية السياسية والتطورات الاقليمية وخاصة الحرب الأهلية المستعرة على عتبة العراق الغربية في سوريا.
واستغل تنظيم القاعدة الارهابي الوضع السياسي الداخلي المأزوم والحرب المستمرة في سوريا لرفد صفوفه واحياء حواضنه بعد ما تعرض له من ضربات موجعة خلال السنوات الماضية.
واعلن تنظيم القاعدة عن تجدد قدراته وتناميها بعمليات احرجت الأجهزة الأمنية بجسارتها حين اقتحم مسلحوه سجني ابو غريب والتاجي في بغداد حيث اسفر الهجوم عن فرار مئات المحكومين بينهم عتاة مدانون.
وفي يوم الجمعة تبنى تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام، فرع القاعدة، المسؤولية عن تفجيرات الأربعاء التي اوقعت أكثر من 80 قتيلا في مناطق متفرقة من العراق.
وأثار ضعف الأداء الأمني في مواجهة الجماعات الارهابية غضبا واسعا في الأوساط الشعبية لا سيما وان هذه الاعتداءات الاجرامية تستهدف في الغالب مواطنين ابرياء في الأسواق والمقاهي والملاعب وغيرها من الأماكن العامة.
ويتساءل كثيرون عن مواطن الخلل التي تسمح للقتلة بهذا القدر من حرية الحركة بعد كل هذه السنوات من الخبرة في مقارعة الارهاب.
ومما يزيد مشاعر الاستياء الشعبي ان كل ما تسفر عنه الاجراءات الأمنية التي تُتخذ بعد كل موجة من التفجيرات هو اضافة منغصات جديدة في حياة المواطنين وكأن هموم العراقيين لا تكفيهم.
في هذه الأجواء ارتفعت اصوات تدعو الى استقدام خبراء أجانب في مكافحة الارهاب والتعاون مع دول متقدمة بخبراتها في هذا المجال.
ولاحظ عضو مجلس النواب عبد الخضر طاهر في مؤتمر صحفي ان رد فعل البرلمان كلما يحدث انهيار أمني هو دعوة القادة الأمنيين الى المجلس حيث "تجري مناقشة تستمر ساعات ثم يخرج الجميع بلا نتيجة أو بإجراء شكلي "لا يقدم ولا يؤخر" ، على حد تعبير النائب طاهر.
واقترح النائب عيبد الخضر طاهر على الحكومة العراقية ان تستعين بخبرات الدول المتقدمة في مكافحة الارهاب للقضاء عليه داخل العراق.
اذاعة العراق الحر التقت مع وكيل وزارة الداخلية احمد الخفاجي الذي أكد ان الأجهزة الأمنية لا تنقصها الخبرات والكادر المتمرس لاا سيما وانها تواجه هذا التحدي في معركة متواصلة منذ سنوات فضلا عن مئات الدورات في الخارج.
واختزل الخفاجي العقبات التي تؤثر في أداء الأجهزة الأمنية الى عوامل تقنية مثل نقص المعدات والأجهزة.
ولاحظ وكيل وزارة الداخلية المفارقة المتمثلة في ان تكتيك الارهابي وأدواته لقتل الأبرياء تتسم بالبساطة أمام الاجراءات الأمنية المعقدة ، فهو يستغل فوضى السوق لشراء عجلة يفخخها بمواد متاحة في متناول يده مثل الأمونيا والأسمدة الكيمياوية ثم يركنها في مكان ما ويختفي.
ونبه الخفاجي الى هدف الارهاب في اشعال فتنة طائفية قائلا ان من يفجر سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة في منطقة شيعية أو سنية ليست لديه الشجاعة على القتال في مواجهة مباشرة مع القوات العراقية التي تلاحق الارهابي ما ان تعرف مكانه وتحاربه بكل الوسائل.
ولكن عضو مجلس النواب عن كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الاسلامي حبيب الطرفي وصف التحدي الأمني بأنه يفوق القدرات الوطنية بدليل ان الارهاب يضرب اينما يشاء متى ما يشاء مؤيدا الاستعانة بخبرات خارجية ولكنه شدد على ان يقترن ذلك بالحيطة والحذر.
ولم يستبعد النائب الطرفي التعاون مع الولايات المتحدة على اساس الاتفاقية الموقعة بينها وبين العراق رغم حساسية العراقيين إزاء الوجود الاميركي بتأثير فترة الغزو والاحتلال وبعد ما فعلوه بالعباد والبلاد وبالتراب والحجر، على حد تعبيره.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه من جهته أكد حاجة الأجهزة الأمنية والقوات العراقية الى التقنيات المتطورة فضلا عن حاجتها الى التأهيل والتدريب، مشيرا الى ان قائد عمليات بغداد اعترف حين اجتمع بأعضاء اللجنة في منتصف شهر رمضان بأن لديه الكثير من الجنود غير المدربين.
ودعا شوان محمد طه الى معالجة البيئة الاجتماعية والمشاكل الاقتصادية التي يستغلها الارهاب مثل وجود نحو سبعة ملايين يعيشون تحت خط الفقر وزهاء مليونين من الايتام والأرامل وتفشي البطالة واستشراء الفساد بوصفها عوامل تزيد صعوبة المعركة ضد الارهاب.
المحلل الأمني احمد الشريفي نبه الى ان التدريب وحده لا يكفي لرفع قدرات الأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة الارهاب من دون تعزيزه بمجهود ساند على مستوى استخدام التكنولوجيا الالكترونية والطيران وحتى التسليح لافتا الى ان قوات مكافحة الارهاب في الغالب تدربت اصلا على ايدي خبراء اجانب.
حذرت الأمم المتحدة من أن اعمال العنف التي تصاعدت في الفترة الماضية تنذر بعودة زمن "احدث فيه الغضب الأعمى للفتنة الطائفية جُرحا غائرا" في جسم العراق.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى أحمد