بعد 50 عاماً، صدى خطبة لوثر كنغ "لدي حلم.." لا يزال يتردد

في مثل هذا اليوم قبل 50 عاما، تظاهر في واشنطن نحو ربع مليون شخص وطالبوا بفرص عمل وبعدالة اجتماعية وبحقوق متساوية، إذ ألقى القس الأميركي الأسود مارتن لوثر كنغ، نجل زعيم حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة، خطبته الشهيرة التي قال فيها: "لدي حلم".... في انتظار يوم لا يُحكم فيه على الإنسان بناءا على لون جلده ... بل بناءا على أخلاقه.
"لدي حلم بأن تنهض هذه الأمة في أحد الأيام وتنصرف إلى عيش مبادئها، وان نتمسك بهذه الحقائق التي تؤكد أن الناس يولدون متساوين.....(تصفيق) ...لدي حلم بأنه في يوم ما على تلال جورجيا الحمر سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس معا مع أبناء أسياد العبيد السابقين على منضدة الإخاء".

كان كنغ يلقي كلمة مكتوبة عندما خرج عن النص ونطق بهذه الكلمات. وكان يقف أمام تمثال ضخم للرئيس ابراهام لنكولن الذي اصدر قبل مائة عام من ذلك التاريخ، أي في عام 1863، إعلان تحرير العبيد في الولايات المتحدة.
ومن المعروف أن الأميركيين المنحدرين من أصل أفريقي واجهوا صنوف العبودية في الولايات المتحدة منذ نقلهم إليها كعبيد ثم بعد إعلان تحرير العبيد استمرت ممارسة التمييز بشكل أو بآخر.

خطبة مارتن لوثر كنغ الذي عاش ليدافع عن أبناء جلدته من الأميركيين الأفارقة ثم مات اغتيالا في عام 1968، تركت أثرها العميق في مسيرة التاريخ الأميركي والعالمي لكونها تذكر الشعوب وكل المظلومين بحقوقهم المدنية أيا كان جنسهم أو لونهم أو أماكن سكناهم.

من أقوال كنغ الشهيرة أيضا:
"الظلم في أي مكان كان، يمثل تهديدا للعدالة في كل مكان".
و"إذا جعلت نفسك دودة على الأرض فلا تلم من يدوسك بقدمه".
و "لا يستطيع احد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت".
وقال أيضا: "علينا أن نتعلم العيش معا كأخوة أو الموت معا كالأغبياء".

جدير بالذكر أن عبارة "لدي حلم" محفورة الآن على درج نصب أقيم في المكان الذي ألقى كينغ كلمته فيه، كما إنها مكتوبة على الصفحة الأولى للقوانين الخاصة بالحقوق المدنية التي أصدرها الرئيس ليندون جونسون في أواسط ستينات القرن الماضي.