يَـترقّـبُ المجتمعُ الدولي المشهدَ السوري المتأزم في ضوءِ استعداداتٍ غربية تُـنذِرُ بضربةٍ مـُحتَـمَلة في حال رفض دمشق دخول مفتشين أمميين أحدث المواقع التي تعرّضت لهجومٍ كيماوي مُـفترَض.
القوى العالمية، ومن بينها روسيا والصين المتحالفتان مع دمشق، سـَبق أن حذّرت غيرَ مـرّة من أن استخدام هذه الأسلحة يـُعد بمثابة "خط أحمر". ونُقل عن مصادر أمنية أميركية وأوروبية القول إن أجهزة مخابرات الدول الغربية المتحالفة خلصت في تقييم أولي إلى أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم الأربعاء الماضي. وصرح مسؤول في الخارجية الأميركية مساء السبت بأن وزير الخارجية جون كيري تحادث بشكل استثنائي يوم الخميس مع نظيره السوري وليد المعلم ليبلغه بأنه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه أن يسمح بوصولٍ فوري وبلا عراقيل إلى موقع" الهجوم الكيماوي المفترض في ريف دمشق، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل مجدداً استعداد البنتاغون لتنفيذ أيٍ من الخيارات العسكرية التي يقرر الرئيس باراك أوباما استخدامها في التعامل مع دمشق. وقال هيغل في أحدث تصريحاتٍ أدلى بها خلال رحلة إلى ماليزيا الأحد:
"طلبَ الرئيس أوباما من وزارة الدفاع تحضير الخيارات لكل الحالات الطارئة. وهذا ما فعلناه. مرةً أخرى، نحن على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي خيار إذا قرر استخدام أحد هذه الخيارات."
وأضاف رئيس البنتاغون قائلاً:
"تُـجرى كل هذه التقييمات من أجل القيام بعملٍ ما أو عدم القيام به. وكما قلتُ بالأمس ومثلما أوضح الرئيس فإن العملية برمّتها تستند إلى الحقائق وإلى الجوانب الأخرى من تقييماتنا الاستخبارية فيما يتعلق بالقانون والمسائل القانونية والدعم الدولي. كما تؤخذ عدة عناصر في الاعتبار عندما تقوم أي دولة بتحليل كيفية التعامل مع تحدٍ كبير."
هيغل أدلى بهذه التصريحات بعد بضعِ ساعاتٍ من المداولات التي أجراها الرئيس الأميركي مع مستشاريه لشؤون الأمن القومي. وقال البيتُ الأبيض إن أوباما تلقى خلال الاجتماع "عرضاً مفصّلاً لمجموعة من الخيارات المحتملة" في شأن كيفية ردّ الولايات المتحدة وحلفائها على الهجوم المفترَض الذي استَخدمت فيه القوات النظامية السورية أسلحة كيماوية. وذكر البيت الأبيض أن أوباما تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واتفقا على التشاور بشأن "الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي."
لكن البيت الأبيض لم يكشف أي تفصيلات تتعلق بالخيارات التي تُدرَس ولم يقدم أي إشارة إلى الإطار الزمني الذي قد يتخذ فيه أوباما قراراً في هذا الشأن، بحسب ما أفادت وكالة رويترز للأنباء.
وكان أوباما قال في مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة (سي. أن. أن.) الإخبارية الأميركية الجمعة:
"ما رأيناه يشير إلى أن هذا كان بوضوح حدثاً كبيراً يثير قلقاً بالغاً. ونحن نجري بالفعل اتصالات مع المجتمع الدولي بأسره. كما أننا نتحرك عبر الأمم المتحدة في محاولةٍ كي تقوم باتخاذ إجراءٍ أفضل. وقد دعونا الحكومة السورية إلى السماح بالتحقيق في الموقع لأن مفتشي الأمم المتحدة هم الآن على الأرض."
وأضاف الرئيس الأميركي قائلاً:
"إذا قرَرت الولايات المتحدة مهاجمة دولة أخرى دون تفويض من الأمم المتحدة ودون دليل واضح يمكن عرضه، ستكون هناك أسئلة فيما يتعلق بالقانون الدولي وما إذا كان يَسمح بذلك. ثم هل لدينا التحالف الذي يجعل من ذلك أمراً ممكناً؟"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إن هناك ما وصفها بـ"أدلة دامغة وأكيدة" لقيام الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية. وأضاف الجربا في تصريحاتٍ أدلى بها في اسطنبول السبت إن المطلب الرئيسي للمعارضة السورية هو "أن تكون لجنة تقصي الحقائق موجودة في المنطقة المنكوبة."
وقال الجربا إن الائتلاف الوطني السوري المعارض يطالب أيضاً "بحظر جوي لحماية المدنيين من أبناء شعبنا"، بحسب تعبيره.
وكانت المعارضة السورية ذكرت أن ما بين 500 وأكثر من ألف مدني ربما سقطوا ضحايا الهجوم الكيماوي المفترض يوم الأربعاء. فيما نفت دمشق المسؤولية عن هذا الهجوم وقالت عبر التلفزيون الرسمي السبت إن جنوداً من القوات الحكومية عثروا على أسلحة كيماوية في أنفاق للمعارضين المسلّحين في ضاحية جوبر وإن بعضهم تَـعرّض للاختناق.
في غضون ذلك، أُعلن أن قادة جيوش الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين سيجتمعون في الأردن يوم الاثنين لمناقشة الوضع في سوريا. وقال مصدر عسكري أردني إن من المتوقع أن يحضر الاجتماع قادة جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا بالإضافة إلى قادة جيوش كل من تركيا والسعودية وقطر. وأوضح المصدر أن الاجتماع ينعقد "في إطار استمرار التنسيق الأمني والعسكري والسياسي الجاري لتقييم الأحداث الجارية في سوريا وانعكاساتها على الأمن في المنطقة بشكل عام"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.
وفي تعليقه على التطورات المتسارعة، استَـبعَـد الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان أن توجّه الولايات المتحدة "ضربة مفاجئة إلى سوريا" في الوقت الحالي مرجّحاً أن تلجأ واشنطن إلى مثل هذا الإجراء العسكري بعد الانتهاء من عملية تفتيش المواقع التي تعرّضت أخيراً للهجوم الكيماوي المفترض. وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعرب السمان عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة "سوف تشهد دعماً أميركياً مكثّفاً وملحوظاً للمعارضة السورية بما في ذلك تزويدها بالأسلحة".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري فقد اعـتبرَ أن التصريحات الجديدة لوزير الدفاع الأميركي التي أكد فيها "استعداد قوات بلاده لتنفيذ أي أمر بتدخل عسكري" اعتبرَ أنها مؤشر واضح إلى احتمال لجوء واشنطن إلى مثل هذا الخيار. وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، رجّح الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي أن يتمثل مثل هذا الإجراء الأميركي المحتمل "في ضربة جوية قاصمة أو ربما إيصال بعض قوات المارينـز المتواجدة الآن في البحر الأبيض المتوسط إلى سوريا"، بحسب رأيه.
في الأثناء، أكدت المنظمة الدولية أن أزمة لاجئي سوريا تتـفاقَـمُ بشكل متزايد مع إعلانها أن عدد الأطفال السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم كلاجئين وصل إلى مليون طفل.
وأوضحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان مشترك يوم الجمعة أن الأطفال باتوا يشكّلون نصف إجمالي عدد اللاجئين جراء النزاع الدائر في سوريا. وأضافت هاتان الوكالتان أن معظم هؤلاء الأطفال نزحوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر فيما يتزايد فرار السوريين إلى شمال إفريقيا وأوروبا.
هذا في الوقت الذي يستمر تدفق لاجئين من شمال شرقي سوريا إلى شمال العراق في أحدث موجات النزوح التي بدأت قبل عشرة أيام. وأفاد الناطق الإعلامي باسم منظمة (يونيسف) في العراق سلام عدنان عبد المنعم لإذاعة العراق الحر بأن عدد الذين نزحوا من سوريا في هذه الموجة ارتفع وفقاً لأحدث الإحصاءات إلى نحو 43 ألف لاجئ.
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف وبمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث عبد المنعم أيضاً عن المساعدات الطارئة التي يتواصل تقديمها للاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى شمال العراق بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الوكالات الإنسانية الدولية في مساعدة الأعداد المتزايدة من الأطفال السوريين اللاجئين بعد أن وصل عددهم المليون طفل.
يُشـار في هذا الصدد إلى وجود نحو 740,000 طفل سوري لاجئ دون سن 11 عاماً، بحسب أحدث الإحصاءات. ووفقاً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، قتل نحو 7000 طفل داخل سوريا خلال النزاع. كما تشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف إلى أن هناك أكثر من مليونيْ طفل نزحوا داخلياً في سوريا. وأضاف بيان هاتين الوكالتين الدوليتين أن هناك أكثر من 3,500 طفل عبروا الحدود السورية إلى الأردن ولبنان والعراق "إما غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم."
وختَـم البيان المشترك بالقول إنه "في حين ينبغي تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، يجب على أطراف النزاع التوقف عن استهداف المدنيين ووقف تجنيد الأطفال. ويجب تمكين الأطفال وأسرهم من مغادرة سوريا بسلام، كما يجب أن تبقى الحدود مفتوحة حتى يتمكنوا من العبور إلى بر الأمان"، بحسب تعبيره.
القوى العالمية، ومن بينها روسيا والصين المتحالفتان مع دمشق، سـَبق أن حذّرت غيرَ مـرّة من أن استخدام هذه الأسلحة يـُعد بمثابة "خط أحمر". ونُقل عن مصادر أمنية أميركية وأوروبية القول إن أجهزة مخابرات الدول الغربية المتحالفة خلصت في تقييم أولي إلى أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم الأربعاء الماضي. وصرح مسؤول في الخارجية الأميركية مساء السبت بأن وزير الخارجية جون كيري تحادث بشكل استثنائي يوم الخميس مع نظيره السوري وليد المعلم ليبلغه بأنه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه أن يسمح بوصولٍ فوري وبلا عراقيل إلى موقع" الهجوم الكيماوي المفترض في ريف دمشق، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل مجدداً استعداد البنتاغون لتنفيذ أيٍ من الخيارات العسكرية التي يقرر الرئيس باراك أوباما استخدامها في التعامل مع دمشق. وقال هيغل في أحدث تصريحاتٍ أدلى بها خلال رحلة إلى ماليزيا الأحد:
"طلبَ الرئيس أوباما من وزارة الدفاع تحضير الخيارات لكل الحالات الطارئة. وهذا ما فعلناه. مرةً أخرى، نحن على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي خيار إذا قرر استخدام أحد هذه الخيارات."
وأضاف رئيس البنتاغون قائلاً:
"تُـجرى كل هذه التقييمات من أجل القيام بعملٍ ما أو عدم القيام به. وكما قلتُ بالأمس ومثلما أوضح الرئيس فإن العملية برمّتها تستند إلى الحقائق وإلى الجوانب الأخرى من تقييماتنا الاستخبارية فيما يتعلق بالقانون والمسائل القانونية والدعم الدولي. كما تؤخذ عدة عناصر في الاعتبار عندما تقوم أي دولة بتحليل كيفية التعامل مع تحدٍ كبير."
هيغل أدلى بهذه التصريحات بعد بضعِ ساعاتٍ من المداولات التي أجراها الرئيس الأميركي مع مستشاريه لشؤون الأمن القومي. وقال البيتُ الأبيض إن أوباما تلقى خلال الاجتماع "عرضاً مفصّلاً لمجموعة من الخيارات المحتملة" في شأن كيفية ردّ الولايات المتحدة وحلفائها على الهجوم المفترَض الذي استَخدمت فيه القوات النظامية السورية أسلحة كيماوية. وذكر البيت الأبيض أن أوباما تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واتفقا على التشاور بشأن "الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي."
لكن البيت الأبيض لم يكشف أي تفصيلات تتعلق بالخيارات التي تُدرَس ولم يقدم أي إشارة إلى الإطار الزمني الذي قد يتخذ فيه أوباما قراراً في هذا الشأن، بحسب ما أفادت وكالة رويترز للأنباء.
وكان أوباما قال في مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة (سي. أن. أن.) الإخبارية الأميركية الجمعة:
"ما رأيناه يشير إلى أن هذا كان بوضوح حدثاً كبيراً يثير قلقاً بالغاً. ونحن نجري بالفعل اتصالات مع المجتمع الدولي بأسره. كما أننا نتحرك عبر الأمم المتحدة في محاولةٍ كي تقوم باتخاذ إجراءٍ أفضل. وقد دعونا الحكومة السورية إلى السماح بالتحقيق في الموقع لأن مفتشي الأمم المتحدة هم الآن على الأرض."
وأضاف الرئيس الأميركي قائلاً:
"إذا قرَرت الولايات المتحدة مهاجمة دولة أخرى دون تفويض من الأمم المتحدة ودون دليل واضح يمكن عرضه، ستكون هناك أسئلة فيما يتعلق بالقانون الدولي وما إذا كان يَسمح بذلك. ثم هل لدينا التحالف الذي يجعل من ذلك أمراً ممكناً؟"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إن هناك ما وصفها بـ"أدلة دامغة وأكيدة" لقيام الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية. وأضاف الجربا في تصريحاتٍ أدلى بها في اسطنبول السبت إن المطلب الرئيسي للمعارضة السورية هو "أن تكون لجنة تقصي الحقائق موجودة في المنطقة المنكوبة."
وقال الجربا إن الائتلاف الوطني السوري المعارض يطالب أيضاً "بحظر جوي لحماية المدنيين من أبناء شعبنا"، بحسب تعبيره.
وكانت المعارضة السورية ذكرت أن ما بين 500 وأكثر من ألف مدني ربما سقطوا ضحايا الهجوم الكيماوي المفترض يوم الأربعاء. فيما نفت دمشق المسؤولية عن هذا الهجوم وقالت عبر التلفزيون الرسمي السبت إن جنوداً من القوات الحكومية عثروا على أسلحة كيماوية في أنفاق للمعارضين المسلّحين في ضاحية جوبر وإن بعضهم تَـعرّض للاختناق.
في غضون ذلك، أُعلن أن قادة جيوش الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين سيجتمعون في الأردن يوم الاثنين لمناقشة الوضع في سوريا. وقال مصدر عسكري أردني إن من المتوقع أن يحضر الاجتماع قادة جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا بالإضافة إلى قادة جيوش كل من تركيا والسعودية وقطر. وأوضح المصدر أن الاجتماع ينعقد "في إطار استمرار التنسيق الأمني والعسكري والسياسي الجاري لتقييم الأحداث الجارية في سوريا وانعكاساتها على الأمن في المنطقة بشكل عام"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.
وفي تعليقه على التطورات المتسارعة، استَـبعَـد الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان أن توجّه الولايات المتحدة "ضربة مفاجئة إلى سوريا" في الوقت الحالي مرجّحاً أن تلجأ واشنطن إلى مثل هذا الإجراء العسكري بعد الانتهاء من عملية تفتيش المواقع التي تعرّضت أخيراً للهجوم الكيماوي المفترض. وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعرب السمان عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة "سوف تشهد دعماً أميركياً مكثّفاً وملحوظاً للمعارضة السورية بما في ذلك تزويدها بالأسلحة".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري فقد اعـتبرَ أن التصريحات الجديدة لوزير الدفاع الأميركي التي أكد فيها "استعداد قوات بلاده لتنفيذ أي أمر بتدخل عسكري" اعتبرَ أنها مؤشر واضح إلى احتمال لجوء واشنطن إلى مثل هذا الخيار. وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، رجّح الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي أن يتمثل مثل هذا الإجراء الأميركي المحتمل "في ضربة جوية قاصمة أو ربما إيصال بعض قوات المارينـز المتواجدة الآن في البحر الأبيض المتوسط إلى سوريا"، بحسب رأيه.
في الأثناء، أكدت المنظمة الدولية أن أزمة لاجئي سوريا تتـفاقَـمُ بشكل متزايد مع إعلانها أن عدد الأطفال السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم كلاجئين وصل إلى مليون طفل.
وأوضحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان مشترك يوم الجمعة أن الأطفال باتوا يشكّلون نصف إجمالي عدد اللاجئين جراء النزاع الدائر في سوريا. وأضافت هاتان الوكالتان أن معظم هؤلاء الأطفال نزحوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر فيما يتزايد فرار السوريين إلى شمال إفريقيا وأوروبا.
هذا في الوقت الذي يستمر تدفق لاجئين من شمال شرقي سوريا إلى شمال العراق في أحدث موجات النزوح التي بدأت قبل عشرة أيام. وأفاد الناطق الإعلامي باسم منظمة (يونيسف) في العراق سلام عدنان عبد المنعم لإذاعة العراق الحر بأن عدد الذين نزحوا من سوريا في هذه الموجة ارتفع وفقاً لأحدث الإحصاءات إلى نحو 43 ألف لاجئ.
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف وبمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث عبد المنعم أيضاً عن المساعدات الطارئة التي يتواصل تقديمها للاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى شمال العراق بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الوكالات الإنسانية الدولية في مساعدة الأعداد المتزايدة من الأطفال السوريين اللاجئين بعد أن وصل عددهم المليون طفل.
يُشـار في هذا الصدد إلى وجود نحو 740,000 طفل سوري لاجئ دون سن 11 عاماً، بحسب أحدث الإحصاءات. ووفقاً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، قتل نحو 7000 طفل داخل سوريا خلال النزاع. كما تشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف إلى أن هناك أكثر من مليونيْ طفل نزحوا داخلياً في سوريا. وأضاف بيان هاتين الوكالتين الدوليتين أن هناك أكثر من 3,500 طفل عبروا الحدود السورية إلى الأردن ولبنان والعراق "إما غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم."
وختَـم البيان المشترك بالقول إنه "في حين ينبغي تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، يجب على أطراف النزاع التوقف عن استهداف المدنيين ووقف تجنيد الأطفال. ويجب تمكين الأطفال وأسرهم من مغادرة سوريا بسلام، كما يجب أن تبقى الحدود مفتوحة حتى يتمكنوا من العبور إلى بر الأمان"، بحسب تعبيره.