جهود دولية لمساعدة لاجئين سوريين ينزحون إلى العراق

يَـتواصلُ الثلاثاء نزوحُ لاجئين سوريين عبر الحدود إلى شمال العراق، بحسب ما أكدت منظمات إغاثة دولية.
أعدادُ الفارّين من القتال في سوريا تراوحت في تقارير إعلامية يَـتوالى بـثّها منذ بدء النزوح يوم الخميس الماضي بين عشرين ألفاً وثلاثين ألف لاجئ يتدفقون على إقليم كردستان العراق مستفيدين من جسرٍ جديدٍ أُنشئ في المنطقة الحدودية. ووُصِـفت عملية النزوح بأنها إحدى أكبر عمليات عبور الحدود حتى اليوم لِـلاجئين يفرّون من صراع سوريا المستمر منذ أكثر من عامين. يشار في هذا الصدد إلى وجود أكثر من 1.9 مليون لاجئ سوري مسجّلين في دولٍ مجاورة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين أن نحو 30 ألف لاجئ يُعتقد أن معظمهم من الكرد السوريين دخلوا العراق خلال الأيام الخمسة الماضية وأن ما يصل إلى ثلاثة آلاف ينتظرون عبور الحدود يوم الثلاثاء.
الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية في جنيف جومبي عمري جومبي قال في بيانٍ صحفي إن "سلطات حكومة إقليم كردستان وضعت حصة يومية لهؤلاء اللاجئين الذين سيُسمح لهم بالدخول"، مضيفاً أنه ستسمح اليوم "لثلاثة آلاف شخص بالدخول بعد أن حددت الاثنين حصة مماثلة ولكن في نهاية الأمر سُمح لخمسة آلاف لاجئ بالعبور"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
وكان ادريان ادواردز من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في جنيف قال الاثنين "يبدو أن العدد الإجمالي منذ يوم الخميس وحتى الآن هو نحو 20 ألفاً أو أكثر"، مضيفاً أنه "لو لم يكن هذا أكبر تدفق عبر الحدود خلال فترة زمنية واحدة فهو من أكبرها خلال الأزمة السورية كلها"، بحسب تعبيره.

من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان صحفي أنها ووكالات مشاركة أخرى سارعت "لتلبية الاحتياجات الملحّة لآلاف السوريين الذين تدفقوا إلى العراق." وأوضح البيان أن الجسر العائم الذي شُـيّد مؤخراً في منطقة بيشخابور بمحافظة دهوك شهد عبور أكثر من عشرين ألف لاجئ سوري منذ الخميس مع توقعات بأن يستمر تدفق النازحين خلال الأيام المقبلة.
ونقل ممثل منظمة (يونيسف) في العراق مارزيو بابيل عن فريق عمل المنظمة في نقطة عبور بيشخابور القول "إن الكثير من الوافدين الجدد يصلون في حالة إعياء شديد وفي حاجة ماسّة إلى الماء والمأوى بسبب ارتفاع درجات الحرارة" مؤكداً أن "يونيسف وكل الشركاء يبذلون كل الجهود لضمان توفير جميع احتياجات هؤلاء الوافدين الجدد بأسرع وقت"، على حد تعبيره.

وأُفيـدَ بأن معلومات أولية تشير إلى أن "الغالبية العظمى من أولئك الذين عبروا الحدود العراقية هم من الأطفال والنساء والمسنّين وأن العديد منهم قضى الأيام القليلة الماضية في خيام على مقربة من نهر دجلة في انتظار فتح نقطة العبور." كما أوضحت يونيسف والمفوضية العليا للاجئين وحكومة إقليم كردستان أن الاحتياجات الرئيسية العاجلة للأسر في نقاط العبور "هي المياه، ومرافق الصرف الصحي، والمناطق المظللة والخدمات الصحية التي يجب توفيرها بينما ينتظرون التسجيل والنقل إلى المخيمات المؤقتة"، بحسب تعبير البيان الصحفي.

ولمـزيدٍ من المتابعة، أجريتُ مقابلة مع الناطق الإعلامي باسم منظمة (يونيسف) في العراق سلام عدنان عبد المنعم الذي تحدث عن التقديرات المتعلقة بأعداد اللاجئين السوريين واحتياجاتهم الإنسانية العاجلة. وأضاف في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أن الجهود المتسارعة لمنظمة (يونيسف) والوكالات المشاركة الأخرى بمساعدة سلطات إقليم كردستان العراق سوف تتركز في الأيام المقبلة على "إقامة مخيمات مؤقتة للاجئين في أربيل والسليمانية".

من جهته، اعتبر الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان أن عملية النزوح الكبيرة لِـلاجئين من مناطق في شمال شرقي سوريا "مرتبطة بنزاع بين جماعات مقاتلة للسيطرة على منابع النفط في تلك المناطق". وأضاف السمان في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي أن نزوح لاجئين بأعداد كبيرة يرتبط أيضاً بمحاولات أحد الفضائل الكردية "أن ينشئ حزاماً كردياً في الشمال لا يسمح سواء للسلطة أو للجيش السوري الحر أو الجماعات المسلحّة الأخرى بدخول تلك المنطقة"، بحسب تعبيره.