يُـتابـعُ العراقيون كَـغيرِهم من شُـعوب المنطقة والعالم تَـطوراتِ الأحداث في مصر باهتمامٍ وشـغَـفٍ بـالِـغـيْن نظراً لما تمثّلـُه الدولةُ العربيةُ الأكبر من ثـقل وأهمية مِـحوريـيْن بالنسبة للأمن والاستقرار الإقـليمـييْن.
زعماءُ دول عربية، ومن بينها العراق، سارَعوا في الأيام الأخيرة إلى التعبير بشدة عن تطلعات شعوبهم في أن تجتاز مصر أزمتها الراهنة. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "إننا نتطلع إلى عودة مصر إلى المسار الديمقراطي ومتابعة خارطة المستقبل."
وأضاف في بيانٍ نُشر على موقعه الرسمي الجمعة (16 آب) "لا يسعنا إلا أن نعبر عن تضامننا مع الشعب المصري الشقيق ووقوفنا إلى جانبه على أمل اجتياز هذا الظرف العصيب آملين من جميع الأطراف العمل على حماية الديمقراطية والحفاظ على وحدة مصر وتماسكها وتجنب كل ما من شأنه تعريض الوحدة الوطنية المصرية للاضطراب وعدم الاستقرار"، بحسب تعبيره.
وفي بيانٍ حظي باهتمام إعلامي واسع ووُصِف بأنه يحمل رسالة قوية، دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من جهته الجمعة إلى الوقوف معاً "في وجه كل من يحاول أن يزعزع" مصر. كما أكد وقوف بلاده "مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة."
وصَـدَرت بياناتُ تضامن رسمية قوية أخرى من الأردن والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت عن "قلقه" من التطورات في مصر، مؤكداً أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لمنعِ وقوعِ مزيدٍ من الخسائر البشرية. كما دانَ "بشدة الهجمات على الكنائس والمستشفيات وغيرها من المرافق العامة" معتبراً أنها "غير مقبولة".
هذا فيما نُقل عن مسؤولين ومحللين أن إسرائيل تتابع التطورات بصمت في محاولةٍ لتفادي عرقلة التعاون الأمني الإستراتيجي مع جيشٍ تُـقدّر دورَه الحيوي في وقف هجمات المتشددين الإسلاميين في سيناء المجاورة. وذكر مسؤول طلب عدم نشر اسمه أن مساعدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطوا تعليمات للوزراء بعدَمِ إصدارِ تصريحاتٍ علَـنية بشأن الموقف في مصر، بحسب ما أفادت رويترز.
في الأثـناء، أشارت تقارير إعلامية إلى اعتقال السلطات المصرية خلال الفترة الأخيرة عدداً من رعايا دولٍ عربية وإسلامية مـمّن كانوا يتظاهرون أو يعتصمون في ساحاتٍ عامة إلى جانب مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وفي أحدث هذه التقارير ما أكده مراسل إذاعة العراق الحر أحمد رجب في رسالة صوتية للنشرة الإخبارية السبت (17 آب) بأن مواطنين غير مصريين كانوا من بين المعتقَلين في عملية فضّ الاعتصام بداخل مسجد الفتح في وسط القاهرة. ونقل مراسلنا عن مصادر أمنية أن الشرطة المصرية ألقت القبض أيضاً على محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ولـِمَـزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش الذي أجابَ أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر يتعلق بالبيانات الرسمية المتوالية التي أصدَرها زعماء عرب في اليومين الأخيرين تعبيراً عن التضامن مع مصر بالقول "إن رجل الدولة ينظر إلى المصالح القومية لبلاده وإلى مسألة الأمن الإقليمي والاستقرار اللازم للازدهار والاقتصاد، فَوجد هنا أن مصر تحارب الحرب الحقيقية ضد الإرهاب"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث درويش عن ترابط الوضع في مصر مع الأمن الإقليمي مشيراً إلى الاعتقالات التي جرت في صفوف مواطنين غير مصريين من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين خلال الأحداث الأخيرة.
يُـشار إلى مقالٍ نشرَه درويش في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية السبت (17 آب) تحت عنوان "الشرعية في الديمقراطيات المكتملة" وذكر فيه أن العديد من الدراسات الصادرة عن مراكز بحوث غربية والتي تضاعفت بعد هجمات 11 أيلول "تركزت على إقناع صنّاع القرار بتقسيم الإسلام السياسي إلى معسكر الاعتدال - متوقعين أن يسير في الطريق الديمقراطي (أي النموذج التركي)، ومعسكر الجهاديين مستصدري فتاوى تسمي الإرهاب (جهاداً) وتكفّر الخصوم. لم تقدم الدراسات دليلاً واحداً قانونياً أو مادياً على أن جماعات كالإخوان أو تنظيمها الدولي نبذوا الإرهاب وراجعوا تاريخهم الدموي في بيان مسجل من دون لف ودوران واستثناءات"، مُـتَسـائِـلاً "إذا كانت خصومتهم مع الجيش والداخلية وما يسمونه بالانقلاب، فلماذا هاجموا وأحرقوا 45 كنيسة بعضها تراث ثقافي عالمي في سجلات اليونسكو، وقتلوا وجرحوا مصريين مسيحيين؟"، بحسب تعبيره.
وفي إشارته إلى تعليقاتٍ على مقالٍ آخر نشرَه الأسبوع الماضي في (الشرق الأوسط) اللندنية أيضاً تحت عنوان "حل التنظيم الدولي قبل أي خطوة" قال درويش " أذكّر القراء بما تسرب من خطة بحثها التنظيم الدولي للإخوان في مؤتمر سري في تركيا تتلخص في الاعتداء على المسيحيين وافتعال اشتباكات مسلحة عن طريق تنظيمهم السري مع القوى السياسية المصرية فيضطر الأمن، وربما الجيش، للتدخل لحماية المواطنين والمنشآت، وتنشط قنوات تلفزيونية عربية وتركية مؤيدة للإخوان في معركة البروباغندا ثم يستنجد الإخوان - عبر التنظيم الدولي بعلاقاته الوثيقة بالمخابرات الغربية - طالبين تدخلاً دولياً بقيادة أميركا لتدمير الجيش المصري"، بحسب تعييره.
وفي تعليقه لإذاعة العراق الحر على تحليلاتٍ ذهَــبَت إلى احتمالِ أن يؤدي استخدام السلطات المصرية القوة في فضّ اعتصامات إسلاميين بالبلاد إلى الاتجاه نحو السيناريو العراقي أو الجزائري، أعرب درويش عن اعتقاده بأن مقارنة الجزائر والعراق بالحالة المصرية غير واردة نظراً "لأن التركيبة الإثنوغرافية المصرية هي غير التركيبة في هاتين الدولتين، ففي العراق مَـثلاً هناك أكراد وعرب وآشوريون وشيعة وسنّة وغيرهم في مناطق جغرافية مختلفة. وفي الجزائر أيضاً هناك الأمازيغ والعرب في أماكن جغرافية مختلفة، أما مصر فهي عِرقياً كلها مجموعة واحدة ربما باستثناء العرب البدو في سيناء وهم حوالي اثنان في المائة ودائماً لا يهمّهم ما هي الحكومة الموجودة في القاهرة إذ لهم نظام حياة مختلفة"، على حد تعبيره.
زعماءُ دول عربية، ومن بينها العراق، سارَعوا في الأيام الأخيرة إلى التعبير بشدة عن تطلعات شعوبهم في أن تجتاز مصر أزمتها الراهنة. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "إننا نتطلع إلى عودة مصر إلى المسار الديمقراطي ومتابعة خارطة المستقبل."
وأضاف في بيانٍ نُشر على موقعه الرسمي الجمعة (16 آب) "لا يسعنا إلا أن نعبر عن تضامننا مع الشعب المصري الشقيق ووقوفنا إلى جانبه على أمل اجتياز هذا الظرف العصيب آملين من جميع الأطراف العمل على حماية الديمقراطية والحفاظ على وحدة مصر وتماسكها وتجنب كل ما من شأنه تعريض الوحدة الوطنية المصرية للاضطراب وعدم الاستقرار"، بحسب تعبيره.
وفي بيانٍ حظي باهتمام إعلامي واسع ووُصِف بأنه يحمل رسالة قوية، دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من جهته الجمعة إلى الوقوف معاً "في وجه كل من يحاول أن يزعزع" مصر. كما أكد وقوف بلاده "مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة."
وصَـدَرت بياناتُ تضامن رسمية قوية أخرى من الأردن والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت عن "قلقه" من التطورات في مصر، مؤكداً أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لمنعِ وقوعِ مزيدٍ من الخسائر البشرية. كما دانَ "بشدة الهجمات على الكنائس والمستشفيات وغيرها من المرافق العامة" معتبراً أنها "غير مقبولة".
هذا فيما نُقل عن مسؤولين ومحللين أن إسرائيل تتابع التطورات بصمت في محاولةٍ لتفادي عرقلة التعاون الأمني الإستراتيجي مع جيشٍ تُـقدّر دورَه الحيوي في وقف هجمات المتشددين الإسلاميين في سيناء المجاورة. وذكر مسؤول طلب عدم نشر اسمه أن مساعدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطوا تعليمات للوزراء بعدَمِ إصدارِ تصريحاتٍ علَـنية بشأن الموقف في مصر، بحسب ما أفادت رويترز.
في الأثـناء، أشارت تقارير إعلامية إلى اعتقال السلطات المصرية خلال الفترة الأخيرة عدداً من رعايا دولٍ عربية وإسلامية مـمّن كانوا يتظاهرون أو يعتصمون في ساحاتٍ عامة إلى جانب مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وفي أحدث هذه التقارير ما أكده مراسل إذاعة العراق الحر أحمد رجب في رسالة صوتية للنشرة الإخبارية السبت (17 آب) بأن مواطنين غير مصريين كانوا من بين المعتقَلين في عملية فضّ الاعتصام بداخل مسجد الفتح في وسط القاهرة. ونقل مراسلنا عن مصادر أمنية أن الشرطة المصرية ألقت القبض أيضاً على محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ولـِمَـزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش الذي أجابَ أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر يتعلق بالبيانات الرسمية المتوالية التي أصدَرها زعماء عرب في اليومين الأخيرين تعبيراً عن التضامن مع مصر بالقول "إن رجل الدولة ينظر إلى المصالح القومية لبلاده وإلى مسألة الأمن الإقليمي والاستقرار اللازم للازدهار والاقتصاد، فَوجد هنا أن مصر تحارب الحرب الحقيقية ضد الإرهاب"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث درويش عن ترابط الوضع في مصر مع الأمن الإقليمي مشيراً إلى الاعتقالات التي جرت في صفوف مواطنين غير مصريين من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين خلال الأحداث الأخيرة.
يُـشار إلى مقالٍ نشرَه درويش في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية السبت (17 آب) تحت عنوان "الشرعية في الديمقراطيات المكتملة" وذكر فيه أن العديد من الدراسات الصادرة عن مراكز بحوث غربية والتي تضاعفت بعد هجمات 11 أيلول "تركزت على إقناع صنّاع القرار بتقسيم الإسلام السياسي إلى معسكر الاعتدال - متوقعين أن يسير في الطريق الديمقراطي (أي النموذج التركي)، ومعسكر الجهاديين مستصدري فتاوى تسمي الإرهاب (جهاداً) وتكفّر الخصوم. لم تقدم الدراسات دليلاً واحداً قانونياً أو مادياً على أن جماعات كالإخوان أو تنظيمها الدولي نبذوا الإرهاب وراجعوا تاريخهم الدموي في بيان مسجل من دون لف ودوران واستثناءات"، مُـتَسـائِـلاً "إذا كانت خصومتهم مع الجيش والداخلية وما يسمونه بالانقلاب، فلماذا هاجموا وأحرقوا 45 كنيسة بعضها تراث ثقافي عالمي في سجلات اليونسكو، وقتلوا وجرحوا مصريين مسيحيين؟"، بحسب تعبيره.
وفي إشارته إلى تعليقاتٍ على مقالٍ آخر نشرَه الأسبوع الماضي في (الشرق الأوسط) اللندنية أيضاً تحت عنوان "حل التنظيم الدولي قبل أي خطوة" قال درويش " أذكّر القراء بما تسرب من خطة بحثها التنظيم الدولي للإخوان في مؤتمر سري في تركيا تتلخص في الاعتداء على المسيحيين وافتعال اشتباكات مسلحة عن طريق تنظيمهم السري مع القوى السياسية المصرية فيضطر الأمن، وربما الجيش، للتدخل لحماية المواطنين والمنشآت، وتنشط قنوات تلفزيونية عربية وتركية مؤيدة للإخوان في معركة البروباغندا ثم يستنجد الإخوان - عبر التنظيم الدولي بعلاقاته الوثيقة بالمخابرات الغربية - طالبين تدخلاً دولياً بقيادة أميركا لتدمير الجيش المصري"، بحسب تعييره.
وفي تعليقه لإذاعة العراق الحر على تحليلاتٍ ذهَــبَت إلى احتمالِ أن يؤدي استخدام السلطات المصرية القوة في فضّ اعتصامات إسلاميين بالبلاد إلى الاتجاه نحو السيناريو العراقي أو الجزائري، أعرب درويش عن اعتقاده بأن مقارنة الجزائر والعراق بالحالة المصرية غير واردة نظراً "لأن التركيبة الإثنوغرافية المصرية هي غير التركيبة في هاتين الدولتين، ففي العراق مَـثلاً هناك أكراد وعرب وآشوريون وشيعة وسنّة وغيرهم في مناطق جغرافية مختلفة. وفي الجزائر أيضاً هناك الأمازيغ والعرب في أماكن جغرافية مختلفة، أما مصر فهي عِرقياً كلها مجموعة واحدة ربما باستثناء العرب البدو في سيناء وهم حوالي اثنان في المائة ودائماً لا يهمّهم ما هي الحكومة الموجودة في القاهرة إذ لهم نظام حياة مختلفة"، على حد تعبيره.