استيقظ المصريون في الجيزة والقاهرة على دوي قنابل الغاز، ومكبرات الصوت تدعو المعتصمين إلى الخروج الآمن من اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، و ما لبثت الدقائق السبع الأولى في مقر اعتصام النهضة أن انقضت إلا وكان الموقع بكامله خاويا، وشهد محيط الاعتصام اشتباكات بين مسلحين لجئوا إلى حديقة الحيوان المتاخمة لمقر اعتصام النهضة، وبعد مضي ما يقرب من نصف ساعة كانت قوات الأمن قد أوقفت 200 ممن فروا إلى الحديقة بينهم نحو 50 مسلحا بحسب بيان رسمي لداخلية المصرية.
وأصدرت رئاسة الجمهورية المصرية قرارا بفرض حالة الطوارئ في مصر لمدة شهر، وتفجرت حالة من الفوضى والانفلات في كافة المحافظات بشكل لم تشهده البلاد غير يوم 28 يناير 2011، وذلك بعد ساعات من بدء الداخلية فض اعتصام جماعه الإخوان المسلمين بميادين النهضة ورابعة العدوية، وشن أنصار جماعة الإخوان هجمات على المنشآت الحكومية وأقسام الشرطة بالمحافظات، كما استهدفوا الكنائس وممتلكات المسيحيين وأضرموا النيران في عدد منها.
وتجمع أنصار جماعة الأخوان المسلمين في ميادين جديدة لمواجهة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وأعلنوا الاعتصام في شارع الهرم ومصطفى محمود والجيزة وحلوان، وكشف مصدر عسكري عن اتجاه القوات المسلحة لفرض حظر التجوال في القاهرة والمحافظات.
وتواصل قوات الأمن محاولاتها للسيطرة على ميدان رابعة العدوية وسط إطلاق نيران كثيف، فيما أحكمت قوات الأمن السيطرة على ميدان النهضة، واعتقلت العشرات من عناصر الجماعة وبحوزتهم أسلحة بيضاء وخرطوش، غير أن حالة الكر والفر بين قوات الأمن وأنصار الجماعة انتقلت إلى شوارع المهندسين، وتبادل الطرفان إطلاق كثيف للرصاص الحي والخرطوش.
وتضاربت الأرقام حول حصيلة القتلى والمصابين، فوفقا لهيئة الإسعاف المصرية سقط حتى الآن نحو 95 قتيلا بينهم 5 من قوات الأمن، و864 مصاب، لكن وفقا لتقديرات أعلنتها جماعة الأخوان المسلمين يفوق عدد القتلى 500 شخص، وآلاف المصابين، فيما أعلن القيادي الأخواني محمد البلتاجي مقتل ابنته سارة التي لم تتعد من العمر 17 سنة برصاصة في الصدر.
ودعا شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في كلمة مسجلة بثها التلفزيون المصري، إلى وقف العنف فورا والجلوس إلى مائدة الحوار، وقال إن العنف لن يفيد ولن يحل الأزمة وناشد جميع الأطراف إلى الحفاظ على مصلحة مصر.
وفي هذه الأثناء، شن أنصار جماعة الإخوان هجمات على عدد من أقسام الشرطة في العديد من المحافظات، وتمكنوا من اقتحام قسم الوراق والتبين وتهريب المساجين داخله والاستيلاء على الأسلحة، فيما قطعوا الطريق المؤدي إلى سجن أبو زعبل، وأضرموا النيران في عدد من إطارات السيارات لمنع مرور السيارات.
وأعلنت أقسام الشرطة والسجون حالة طوارئ قصوى، وكثفت قوات الأمن من تواجدها أمام المحاكم والبنوك، بعد أن تمكن أنصار جماعة الأخوان من إحراق مبنى محكمة مطروح.
وفي السويس حاول أنصار الإخوان اقتحام ديوان عام محافظة السويس، كما اشتبكوا مع قوات الجيش المكلفة بتأمين ديوان المحافظة ومن جانبهم قام مسؤولو المحافظة بإخلاء مبنى ديوان عام المحافظة بالكامل.
وخيمت حالة من الاستياء الشديد بعد استهداف الكنائس وممتلكات المسيحيين في مصر، وقام أنصار الإخوان بالسويس باقتحام مدرسة "الفرنسيسكان" التابعة للمسيحيين، وكنيسة الراعي الصالح وسرقة ما بداخلها من ملابس، وتعدوا على عدد كبير من المحلات التابعة للمسحيين بشارع الجيش وإضرام النيران في سيارتين بميدان الأربعين، وذلك نقلا عن شهود عيان.
وفي سوهاج أشعل أنصار الجماعة النيران في المبنى الإداري الملحق بكنيسة مارى جرجس بميدان الثقافة بسوهاج، كما شهدت مدينة الفيوم أعمال شغب، وترددت أنباء عن قيام أنصار الجماعة باقتحام جمعية أصدقاء المسيحيين وإشعال النيران فيها وهناك دخان كثيف بدأ يتصاعد بالمكان ويشهد الشارع حالة من الهلع بين المارة، فيما أضرموا النيران بكنيسة ودير بمنطقة النزلة.
وفي وقت سابق، توقفت حركة جميع قطارات الوجهين البحري والقبلي القادمة إلى القاهرة، وفقا لقرار من وزارة الداخلية لمنع التوافد من قبل أنصار الرئيس المعزول إلى القاهرة، كما قطعت الأجهزة الأمنية طريق القاهرة- الفيوم، ومنعت السيارات من المرور.