يَـتواصلُ تـنفيذُ إجراءاتٍ احترازية استثنائية اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون على خلفيةِ تهديداتٍ إرهابية متجددة للقاعدة إثر فرارِ أعداد كبيرة من السجناء في دولٍ بينها العراق وباكستان وليبيا.
وفي إطار هذه الإجراءات، أغلقت واشنطن بشكلٍ مؤقت بعثاتٍ دبلوماسيةً في عددٍ من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما اقتصر إجراء الغلق الذي اتخذته بريطانيا وفرنسا وألمانيا على سفاراتِ هذه القوى الغربية في اليمن.
بريطانيا أعلنت الثلاثاء سحبَ جميع موظفي سفارتها في صنعاء ومدّت فترة غلق السفارة حتى إشعار آخر بسبب ما وُصفت بـ"المخاوف الأمنية المتزايدة". وقالت الخارجية البريطانية في بيانٍ على موقعها الإلكتروني "هناك تهديد كبير للغاية بالخطف من قبائل مسلحة ومجرمين وإرهابيين. كونوا حذرين خلال رمضان خاصة لأن التوترات قد تزيد فيه"، بحسب تعبيرها.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن سلاح الجو الأميركي نقل الثلاثاء بعض الموظفين الأميركيين من العاصمة اليمنية. وجاءت الخطوة بعد أن طلبت الولايات المتحدة من رعاياها مغادرة اليمن فوراً وأمرت بإجلاء كل الموظفين الحكوميين غير الضروريين بسبب تهديد إرهابي.
وكانت ماري هارف Marie Harf نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تحدثت في مؤتمر صحفي في واشنطن الاثنين عن هذه الإجراءات قائلةً:
"بشكلٍ عام، ما نقوم به هو اتخاذ إجراءات احترازية توخياً للحذر الشديد من أجل حماية شعبنا ومنشآتنا وزوار تلك المرافق في الخارج."
وأضافت الناطقة هارف:
"هذا التهديد يصدر من شبه الجزيرة العربية. ومن الواضح أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو التنظيم الأكثر نشاطاً هناك. ومن بين الجماعات المرتبطة بمنظمة القاعدة الرئيسية، قام هذا التنظيم بأكبر عدد من العمليات الإرهابية. لكنني لن أخوض أكثر من ذلك في تفاصيل المعلومات الاستخبارية حول الجهة التي قد تكون وراء هذا التهديد."
يُـشار إلى تصريحاتٍ نَـسَبتها رويترز لمصادر أميركية بأن اتصالاتٍ رُصِـدَت بين اثنين من قيادات تنظيم القاعدة كانت مجرد معلومة ضمن كَـم من المعلومات أدت إلى التحذير من وجود خطر إرهابي وغلق العديد من سفارات الولايات المتحدة.
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) ذكرت أن إجراء غلق البعثات الدبلوماسية جاء نتيجة رصد اتصالات الكترونية بين أيمن الظواهري الذي خلَف أسامة بن لادن في زعامة القاعدة وناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.
فيما نسَبت شبكة (أيه. بي. سي. نيوز) الإخبارية الاثنين إلى مسؤول أميركي رفيع القول إن السلطة "تبحث بدأب" عن سيارات ملغومة تريد القاعدة استخدامها لنسف السفارة الأميركية في اليمن وربما سفارات أخرى.
نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هارف أوضحَت في تصريحاتها الاثنين أن واشنطن تواصل تقييم المعلومات الاستخبارية، مضيفةً القول:
"سوف نواصل تقييم المعلومات حال ورودها، ونستمر في تحليل الاستخبارات المختلفة التي نتلقاها حول هذا التيار. ولذلك، رأيتم بالأمس أننا أعلَـنّـا بأن بعض البعثات الدبلوماسية الأميركية سيُعاد فتحُها فيما ستُغلَق اليوم بعض السفارات والقنصليات الأخرى. وهكذا سوف نواصل عملية تحليل المعلومات وإجراء التعديلات اللازمة وفقاً لذلك."
وفي ردّها على سؤال يتعلق تَـحديداً بالعنف المتصاعد في العراق، قالت الناطقة الرسمية الأميركية:
"من المهم أن نتذكر أمريْن هما أن الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي رفضت هذا العنف الذي يرتكبه في الواقع إرهابيون في العراق، وأنّ الحكومة والقيادة السياسية في العراق اتخذت في الشهور القليلة الماضية خطواتٍ من أجل العمل سويةً لمحاربة هذا التهديد. وهم يتحدثون عن هذا الأمر ويعقدون اجتماعات في شأنه بشكلٍ لم يسبق له مثيل. لذلك سوف نواصل العمل مع العراق لمساعدتهم في محاربة هذا التهديد الذي يواجهونه"، بحسب تعبيرها.
صحيفة (واشنطن بوست) Washington Post قالت في مقالٍ نـشَرته الثلاثاء تحت عنوان "وجه الإرهاب المتحوّل" بقلم جوان زاراتي Juan Zarate وتوماس ساندرسون Thomas Sanderson
إن التحذيرات الجديدة من مؤامرة لتنظيم القاعدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذكّـرَت بأن التهديد الإرهابي لا يزال قائماً رغم موت أسامة بن لادن ومقتل القيادات الرئيسية للقاعدة. وأضافت "أنه بالنظر إلى الطبيعة الـمُـعولَـمة للإرهاب وقدرة الجماعات الإرهابية والمتشددة والإجرامية العابرة للحدود على التعاون والتحوّل من شكلٍ إلى آخر فإننا نواجه الآن خطر الإخفاق في عدم تصوّر الكيفية التي يتغير بها التهديد الإرهابي إلى ما وراء موشور تنظيم القاعدة"، بحسب تعبيرها.
واعـتَـبر الكاتبان أنه رغم تدمير جوهر القاعدة فإن الفروع الإقليمية التابعة لهذا التنظيم تكـيّـفَـت وفقاً لبيئاتها المختلفة من خلال الاندماج في حركات تمرد محلية مثل حركة الشباب في الصومال أو عبر إسناد عمليات بين المجموعات مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة بوكو حرام في نيجيريا، أو الانخراط في الإجرام بما في ذلك التهريب والاتجار بالمخدرات وعمليات السطو على البنوك والخطف في دول المغرب العربي والعراق وآسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الدكتور عماد رزق الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً "إن ما يجري على الساحة الدولية على مستوى مكافحة الإرهاب يؤشر إلى أن العالم يعايش اليوم الجيل الثالث من تنظيم القاعدة والذي جاء بعد جيل بن لادن والزرقاوي والذي يُعد الأخطر نظراً إلى الخبرات التي اكتسَبتها هذه الجماعات المرتبطة بالقاعدة من جهة ومن جهة أخرى إلى الثغرات التي اكتَشَفتها في عمليات مكافحة الإرهاب التي انطلقت منذ أكثر من عشر سنوات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول." وأعرب رزق عن اعتقاده بأن هذا الجيل الجديد من الجماعات الإرهابية ربما بات يمتلك أيضاً "إمكانات تفوق قدرات اعتراض اتصالاتها عبر رصد المكالمات ومراقبة الشبكة العنكبوتية والتي استندت إليها الولايات المتحدة في إطلاق التحذيرات الأخيرة"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث خبير الشؤون الإستراتيجية رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها التمويل الذي يُـمَـكّن القاعدة وفروعها من تنفيذ عملياتٍ تهدد الأمن والسلم العالمييْن بالإضافة إلى ترابط التهديدات الإرهابية المتنامية مع صراع سوريا الذي يجتذب عناصر جماعات متشددة من عدة دول.
وفي إجابته عن سؤال يتعلق بما أكدته الناطقة الرسمية الأميركية ماري هارف في مؤتمرها الصحفي الاثنين بأن واشنطن تعتزم مواصلة العمل مع العراق لمساعدته في مواجهة التهديدات الإرهابية، اعتـَبر رزق "أن أحد الأسباب في إعادة تنشيط مجموعات الجريمة المنظمة وتنظيم القاعدة ربما يعود إلى التوقف في التنسيق الجدّي بين الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية الأميركية عملاً بالاتفاقية الموقّعة بين الطرفين" معرباً عن اعتقاده بأن تفعيل المبادرات والتفاهمات الإستراتيجية بين العراق ودول التحالف "من شأنه ربما أن يساعد في عملية اعتراض هذه المجموعات وملاحقتها على المستوى الإقليمي"، بحسب تعبيره.
وفي إطار هذه الإجراءات، أغلقت واشنطن بشكلٍ مؤقت بعثاتٍ دبلوماسيةً في عددٍ من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما اقتصر إجراء الغلق الذي اتخذته بريطانيا وفرنسا وألمانيا على سفاراتِ هذه القوى الغربية في اليمن.
بريطانيا أعلنت الثلاثاء سحبَ جميع موظفي سفارتها في صنعاء ومدّت فترة غلق السفارة حتى إشعار آخر بسبب ما وُصفت بـ"المخاوف الأمنية المتزايدة". وقالت الخارجية البريطانية في بيانٍ على موقعها الإلكتروني "هناك تهديد كبير للغاية بالخطف من قبائل مسلحة ومجرمين وإرهابيين. كونوا حذرين خلال رمضان خاصة لأن التوترات قد تزيد فيه"، بحسب تعبيرها.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن سلاح الجو الأميركي نقل الثلاثاء بعض الموظفين الأميركيين من العاصمة اليمنية. وجاءت الخطوة بعد أن طلبت الولايات المتحدة من رعاياها مغادرة اليمن فوراً وأمرت بإجلاء كل الموظفين الحكوميين غير الضروريين بسبب تهديد إرهابي.
وكانت ماري هارف Marie Harf نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تحدثت في مؤتمر صحفي في واشنطن الاثنين عن هذه الإجراءات قائلةً:
"بشكلٍ عام، ما نقوم به هو اتخاذ إجراءات احترازية توخياً للحذر الشديد من أجل حماية شعبنا ومنشآتنا وزوار تلك المرافق في الخارج."
وأضافت الناطقة هارف:
"هذا التهديد يصدر من شبه الجزيرة العربية. ومن الواضح أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو التنظيم الأكثر نشاطاً هناك. ومن بين الجماعات المرتبطة بمنظمة القاعدة الرئيسية، قام هذا التنظيم بأكبر عدد من العمليات الإرهابية. لكنني لن أخوض أكثر من ذلك في تفاصيل المعلومات الاستخبارية حول الجهة التي قد تكون وراء هذا التهديد."
يُـشار إلى تصريحاتٍ نَـسَبتها رويترز لمصادر أميركية بأن اتصالاتٍ رُصِـدَت بين اثنين من قيادات تنظيم القاعدة كانت مجرد معلومة ضمن كَـم من المعلومات أدت إلى التحذير من وجود خطر إرهابي وغلق العديد من سفارات الولايات المتحدة.
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) ذكرت أن إجراء غلق البعثات الدبلوماسية جاء نتيجة رصد اتصالات الكترونية بين أيمن الظواهري الذي خلَف أسامة بن لادن في زعامة القاعدة وناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.
فيما نسَبت شبكة (أيه. بي. سي. نيوز) الإخبارية الاثنين إلى مسؤول أميركي رفيع القول إن السلطة "تبحث بدأب" عن سيارات ملغومة تريد القاعدة استخدامها لنسف السفارة الأميركية في اليمن وربما سفارات أخرى.
نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هارف أوضحَت في تصريحاتها الاثنين أن واشنطن تواصل تقييم المعلومات الاستخبارية، مضيفةً القول:
"سوف نواصل تقييم المعلومات حال ورودها، ونستمر في تحليل الاستخبارات المختلفة التي نتلقاها حول هذا التيار. ولذلك، رأيتم بالأمس أننا أعلَـنّـا بأن بعض البعثات الدبلوماسية الأميركية سيُعاد فتحُها فيما ستُغلَق اليوم بعض السفارات والقنصليات الأخرى. وهكذا سوف نواصل عملية تحليل المعلومات وإجراء التعديلات اللازمة وفقاً لذلك."
وفي ردّها على سؤال يتعلق تَـحديداً بالعنف المتصاعد في العراق، قالت الناطقة الرسمية الأميركية:
"من المهم أن نتذكر أمريْن هما أن الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي رفضت هذا العنف الذي يرتكبه في الواقع إرهابيون في العراق، وأنّ الحكومة والقيادة السياسية في العراق اتخذت في الشهور القليلة الماضية خطواتٍ من أجل العمل سويةً لمحاربة هذا التهديد. وهم يتحدثون عن هذا الأمر ويعقدون اجتماعات في شأنه بشكلٍ لم يسبق له مثيل. لذلك سوف نواصل العمل مع العراق لمساعدتهم في محاربة هذا التهديد الذي يواجهونه"، بحسب تعبيرها.
صحيفة (واشنطن بوست) Washington Post قالت في مقالٍ نـشَرته الثلاثاء تحت عنوان "وجه الإرهاب المتحوّل" بقلم جوان زاراتي Juan Zarate وتوماس ساندرسون Thomas Sanderson
إن التحذيرات الجديدة من مؤامرة لتنظيم القاعدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذكّـرَت بأن التهديد الإرهابي لا يزال قائماً رغم موت أسامة بن لادن ومقتل القيادات الرئيسية للقاعدة. وأضافت "أنه بالنظر إلى الطبيعة الـمُـعولَـمة للإرهاب وقدرة الجماعات الإرهابية والمتشددة والإجرامية العابرة للحدود على التعاون والتحوّل من شكلٍ إلى آخر فإننا نواجه الآن خطر الإخفاق في عدم تصوّر الكيفية التي يتغير بها التهديد الإرهابي إلى ما وراء موشور تنظيم القاعدة"، بحسب تعبيرها.
واعـتَـبر الكاتبان أنه رغم تدمير جوهر القاعدة فإن الفروع الإقليمية التابعة لهذا التنظيم تكـيّـفَـت وفقاً لبيئاتها المختلفة من خلال الاندماج في حركات تمرد محلية مثل حركة الشباب في الصومال أو عبر إسناد عمليات بين المجموعات مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة بوكو حرام في نيجيريا، أو الانخراط في الإجرام بما في ذلك التهريب والاتجار بالمخدرات وعمليات السطو على البنوك والخطف في دول المغرب العربي والعراق وآسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الدكتور عماد رزق الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً "إن ما يجري على الساحة الدولية على مستوى مكافحة الإرهاب يؤشر إلى أن العالم يعايش اليوم الجيل الثالث من تنظيم القاعدة والذي جاء بعد جيل بن لادن والزرقاوي والذي يُعد الأخطر نظراً إلى الخبرات التي اكتسَبتها هذه الجماعات المرتبطة بالقاعدة من جهة ومن جهة أخرى إلى الثغرات التي اكتَشَفتها في عمليات مكافحة الإرهاب التي انطلقت منذ أكثر من عشر سنوات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول." وأعرب رزق عن اعتقاده بأن هذا الجيل الجديد من الجماعات الإرهابية ربما بات يمتلك أيضاً "إمكانات تفوق قدرات اعتراض اتصالاتها عبر رصد المكالمات ومراقبة الشبكة العنكبوتية والتي استندت إليها الولايات المتحدة في إطلاق التحذيرات الأخيرة"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث خبير الشؤون الإستراتيجية رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة ومن بينها التمويل الذي يُـمَـكّن القاعدة وفروعها من تنفيذ عملياتٍ تهدد الأمن والسلم العالمييْن بالإضافة إلى ترابط التهديدات الإرهابية المتنامية مع صراع سوريا الذي يجتذب عناصر جماعات متشددة من عدة دول.
وفي إجابته عن سؤال يتعلق بما أكدته الناطقة الرسمية الأميركية ماري هارف في مؤتمرها الصحفي الاثنين بأن واشنطن تعتزم مواصلة العمل مع العراق لمساعدته في مواجهة التهديدات الإرهابية، اعتـَبر رزق "أن أحد الأسباب في إعادة تنشيط مجموعات الجريمة المنظمة وتنظيم القاعدة ربما يعود إلى التوقف في التنسيق الجدّي بين الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية الأميركية عملاً بالاتفاقية الموقّعة بين الطرفين" معرباً عن اعتقاده بأن تفعيل المبادرات والتفاهمات الإستراتيجية بين العراق ودول التحالف "من شأنه ربما أن يساعد في عملية اعتراض هذه المجموعات وملاحقتها على المستوى الإقليمي"، بحسب تعبيره.