مصر: جماعة الأخوان ترفض حقائب في الحكومة

قالت مصادر مطلعة إن رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي يسعى جاهداً لإقناع قيادات من حزب الحرية والعدالة وعدد من الكفاءات المنتمين للتيار الإسلامي السلفي، غير أن جماعة الأخوان المسلمين رفضت المشاركة، بحسب تصريحات للمتحدث باسم الجماعة طارق المرسي، قائلاً: "نحن لا نتعامل مع انقلابيين، ونرفض كل ما يصدر عن هذا الانقلاب العسكري".
وبدأ الببلاوي صباحا مشاوراته لتشكيل الحكومة الإنتقالية الجديدة من مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، والتقى بنائب الرئيس للشؤون الخارجية محمد البرادعى والقيادي في جبهة الإنقاد زياد بهاء الدين، وقال إنه "يتفهم أنه سيكون من الصعب كسب تأييد المصريين بالإجماع لأول حكومة يشكلها".
والببلاوي اقتصادي ومستشار الصندوق العربي في أبي ظبي، وتولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية في حكومة عصام شرف، الحكومة الثانية بعد ثورة 25 يناير، وتقدم باستقالته احتجاجا على أحداث "ماسبيرو"، لكن رئيس الوزراء آنذاك رفضها.

وفي هذه الأثناء، أدّى المستشار هشام بركات الرئيس بمحكمة الاستئناف اليوم (الأربعاء) اليمين القانوني أمام الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور نائبًا عامًا لمصر، خلفا للمستشار عبد المجيد محمود الذي تقدم بطلب لمجلس القضاء الأعلى لإعفائه من منصبه.
وأكد نادي قضاة مصر أن النائب العام الجديد يحظى بتوافق الجميع، لتنته بذلك الأزمة التي هيمنت على العلاقة بين المؤسسة الرئاسية والقضائية طوال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، غير أن أزمة أخرى هي الإعلان الدستوري لم تنته بعد.
وقال مصدر مطلع من مؤسسة الرئاسة إن التعديلات المقدمة من عدد من القوى السياسية وعلى رأسهم حملة "تمرد" على الإعلان الدستوري لن يتم البث في شأنها قبل عرضها على اللجنة المشكلة للتعديلات الدستورية، ومن المرجح أن تثير التعديلات التي اقترحها الممثلون على القوى الليبرالية استياء التيار الإسلامي الذي أبدى بعض أنصاره ترحيبهم بالإعلان.

وأثار الإعلان الدستوري الانقسام مجددا بين القوى السياسية وبعضها، ما بين مؤيد للإعلان، وآخر رافض لبعض البنود التي تتعلق بتحديد الهوية الدينية للدولة، والتي تمنح الرئيس المؤقت بعض الصلاحيات التنفيذية، إلى جانب عدم نص الإعلان على ما يشير إلى حل أو حظر تكوين الأحزاب على أساس ديني.

إلى ذلك، تواصلت الفوضى في مدن سيناء، وهاجم مسلحون كمين "صدر الحيطان" بوسط سيناء بقذائف آر بي جي، وأسفر الهجوم عن مقتل مدنيين وإصابة سبعة آخرين، بنيهم جنود، كما جدد مسلحون مجهولون هجومهم على معسكر الأمن المركزي بأحراش مدينة رفح، وهاجم آخرون كمين شرطة المطار بالعريش.
وكثفت قوات الجيش والشرطة من تواجدها في المناطق الرئيسية بشمال وجنوب سيناء بحثا عن العناصر المتطرفة، غير أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن المتورطين في الهجوم.
وفي سياق متصل، حذرت الحماية المدنية المواطنين في كافة المحافظات من وجود تهديدات بتفجير منشآت حيوية بعبوات ناسفة، وطالبت الجميع بالإبلاغ فورا حال العثور على جسم غريب أو حقيبة مجهولة، وتغيير مسار المشاه والسيارات عنها.
وتجري الجهات الأمنية تحقيقاتها في العثور على عبوتين ناسفتين بجوار كوبري جامعة القاهرة، كانا معدتان للانفجار، غير أن خبراء الفرقعات تمكنوا من إبطال مفعولهما، وكوبري الجامعة يقع على بعد أمتار من اعتصام المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي بميدان النهضة.