روابط للدخول

خبر عاجل

أطفال سوريا اللاجئون: معاناة مستمرة رغم الجهود


مع قدوم فصل الصيف الحار تتفاقم معاناة اللاجئين السوريين المنتشرين في مخيمات اللجوء داخل العراق، ويعتبر الأطفال هم أكثر الذين يعانون، بحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" الذي أكد في تقرير له أن أكثر من نصف اللاجئين من الأطفال، الذين يواجهون مصاعب كثيرة في تلقي التعليم ويعانون من ضغوط نفسية.

وأبدى نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي وعلى هامش لقائه وفدا من الأمم المتحدة ضم ممثل الأمين العام لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، أبدى استعداد العراق "للعمل المشترك مع الأمم المتحدة من أجل دعم أطفال سوريا وتوفير المناخات المناسبة لهم من جميع النواحي وخاصة الصحية والتعليمية".

وأقرت الحكومة العراقية الثلاثاء الماضي بأنها قادرة على استيعاب مزيد من اللاجئين السوريين ولكنها لن تستقبلهم لأسباب أمنية ولوجستية.

إلا أن معاون مدير شؤون الهجرة في وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز، أكد لإذاعة العراق الحر في اتصال هاتفي أن الوزارة وبالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مستمرة في مساعدة اللاجئين السوريين في مخيم القائم بمحافظة الانبار، مع إعطاء الأهمية لشريحة الأطفال، مشيرا إلى استمرار تقديم الخدمات الصحية وتوفير أماكن ترفيهية للأطفال فضلا عن فتح مدارس ابتدائية ومتوسطة بمناهج سورية.

وسجلت محافظة الانبار انخفاضا في عدد اللاجئين السوريين في قضاء القائم من 11 ألفا إلى 4000 الاف فقط بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المخيمات واستقرار الوضع في دير الزور والبو كمال.
وأعلن رئيس مجلس قضاء القائم، قبل نهاية حزيران الماضي عن البدء بنقل نحو 4500 لاجئ سوري من مخيم القائم إلى مخيم النازحين الجديد شرقي القضاء، مشيرا إلى أن غالبية اللاجئين هم نساء وأطفال.

​وفيما أكد مكتب مفوضية شؤون اللاجئين في محافظة نينوى أن عدد اللاجئين السوريين قليل جدا في المحافظة رغم إقامة مخيم الكسك غرب الموصل لاستقبال اللاجئين السوريين، أفاد مراسل إذاعة العراق الحر محمد الكاتب بوجود ملحوظ لنساء وأطفال من اللاجئين السوريين يمارسون مهنة التسول في شوارع وساحات الموصل.

ويتواجد العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في مدن إقليم كردستان العراق، حيث وصل عدد اللاجئين في مخيم دوميز التابع لمحافظة دهوك إلى قرابة 111 ألف لاجئ من مجموع 150 ألف لاجئ دخلوا الإقليم، بحسب سالم سعيد مدير الإعلام والعلاقات في مخيم دوميز، الذي أوضح أن حكومة الإقليم خصصت 15 مليون دولار لتقديم الخدمات للمخيم و يتمثل ذلك في فتح الطرق وتخصيص الأراضي وبناء المدارس وإيصال شبكات المياه.

وبين سعيد أن هناك نحو (10) آلاف طفل بحاجة إلى دخول المدارس وقال " لقد قمنا بفتح ثلاث مدارس كبيرة الأولى باسم قامشلي وتتسع ل(1400) طالب، ومدرسة كار التي تتسع ل(750) طالبا ثم مدرسة زيان التي يمكنها استيعاب (1440) طالبا"، واضاف: نحن نعمل الآن على بناء مدرسة أخرى في المخيم.

يذكر أن توافد اللاجئين إلى مخيم دوميز شهد انخفاضا منذ بداية شهر تموز الجاري بسبب غلق الحدود من قبل سلطات الإقليم جراء الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي شهدتها المناطق الحدودية."

وعلى الرغم من إشادة منظمات دولية بهذا المخيم مقارنة بمخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا، إلا أن معاناة اللاجئين السوريين مستمرة وتتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف الحار وعدم توفر وسائل التبريد.

وتظهر آثار هذه المعاناة بشكل كبير على النساء والأطفال فهذه السيدة سلوى يوسف التي قدمت مع زوجها وأطفالها الثلاث إلى المخيم قبل ستة أشهر تشكو من عدم توفر العمل وعدم امتلاكهم المراوح والمبردات الأمر الذي دفعها إلى التفكير بالعودة إلى سوريا، حيث قالت " نحن قررنا العودة إلى قامشلي لأن زوجي أصيب بالاكتئاب لعدم حصوله على العمل كما إننا لم نحصل حتى على مروحة نبرد بها خيمتنا وأطفالي يعانون فالأفضل أن نعود من حيث جئنا".

وخلال تجواله بين خيم اللاجئين توقف مايكرفون إذاعة العراق الحر أمام خيمة اجتمع عند بابها العديد من الأطفال فإذا بها تحولت إلى صالة لألعاب الكومبيوتر يديرها طفل في الصف السادس الابتدائي يدعى عبد الله سيد الذي قال "فتحنا هذا المحل لنستفيد من وقت العطلة ويوميا أنا وأخي الأصغر نفتح الدكان لكي نساعد أهلنا، ونحصل يوميا على 10 آلاف دينار."


​بيرفان التي تبلغ من العمر 14 سنة كانت تبيع البضائع عند مدخل إحدى الخيم قالت "إنني طالبة لكنني مضطرة إلى العمل أثناء العطلة كي أساعد أهلي، وقد نجحت في المدرسة هذا العام وأحلم بأن أصبح دكتورة في المستقبل كي أساعد أهلي".

وتشير زيان عيسى وهي باحثة نفسية تعمل لدى منظمة (جسر إلى) في مخيم دوميز، إلى أن عدم وجود فرص العمل وعدم المساواة في التعامل قد اثر على نفسية هذه العوائل وقالت "الكثير منهم مصابون بالاكتئاب لأن ظروف المخيم تؤثر سلبا على حياتهم ونفسياتهم."


ساهم في إعداد الملف مراسلا إذاعة العراق الحر في بغداد أحمد الزبيدي وفي دهوك عبد الخالق سلطان.

please wait

No media source currently available

0:00 0:07:59 0:00
رابط مباشر
XS
SM
MD
LG