لا تزال عجلة الثقافة العراقية دائرة بسرعة حينا وبطء حينا آخر، وبرنامج (المجلة الثقافية) يرصد في هذه الحلقة، فضلا عن جوانبه الثابتة، جانباً من هذه الحركة تمثل في وقفة مع مونودراما (حرير) التي عرضت مؤخرا على المسرح الوطني في بغداد، حين حاول البرنامج تشخيص الجوانب الايجابية و السلبية التي رافقت العرض، والتوقف من خلال ذلك عند بعض المظاهر المتكررة في تنظيم الفعاليات الثقافية في العراق.
** اعلنت مفتشية الاثار في محافظة ذي قار عن ارسال بعثة تنقيبية عراقية للتنقيب في تل (ام العقارب) بقضاء الرفاعي ضمن 10 بعثات تنقيبية لخطة وزارة السياحة والاثار للعام الحالي. وتل (ام العقارب) كما اشار موقع شبكة الاعلام العراقي هو تل سومري تم التنقيب فيه عدة مرات قبل عام 2003 وبعده.
** اعترض عدد من شعراء محافظة كركوك على قرار اتحاد ادباء وكتاب كركوك بالالتزام بعدد الابيات الشعرية وتقليلها في المهرجانات والمحافل الثقافية. الخبر الذي لا يخلو من طرافة والذي جاء على موقع (كركوك الان) اشار الى ان الشعراء المعترضين ركزوا على حاجتهم لايصال ما في وجدانهم الى المتلقي، بينما رد رئيس اتحاد ادباء كركوك محمد خضر ان "هذا القانون يخدم الجميع في كركوك لان للمهرجانات الثقافية وقت محدد ولكي يستطيع الجمهور الاستماع الى 20 شخصا بالوان مختلفة من الشعراء بدلا من الاستماع لخمسة اشخاص فقط".
في احدى لوحاتها كان للون تاثير خاص عكس حالة الفرح المفقود عبر تصويره لعالم العيد في الوان الثياب الريفية التي تتنوع كثيرا في مناطق الجنوب، وفي الاجواء الشعبية الريفية التي تتمثل ببعض التصورات عن جمال النخلة وبركتها.
(المجلة الثقافية) حضرت العرض المسرحي في اول ايام عرضه وقد حضره عدد لا بأس به من الجمهور، وكونت تصوراتها حول الجانبين الفني والتنظيمي للعمل. الجانب الفني، يمكن تقسيمه بطبيعة الحال الى جانب ايجابي واخر سلبي. الايجابي تمثل اساسا بأداء الممثلة ليلى محمد، التي ادت الادوار المختلفة لعدة نساء عراقيات بطريقة موفقة اظهرت مهارتها الفنية واندماجها مع العمل. وسبق ان قالت الممثلة وهي التي الفت العمل في لقاء معها قبل العرض المسرحي ان "العمل محاولة لتسليط الضوء على قضية معينة يعرفها المجتمع لكن الأمر يصبح مختلفا عندما نضع القضية تحت المجهر لكشف المعاناة الحقيقية التي تعيشها المرأة".
اما الجانب السلبي فكان ان العمل رغم محاولاته للتجديد لم يستطيع تجاوز الاطر التقليدية للمونودراما المسرحية (والمونودراما هي العمل الذي يعتمد على ممثل واحد بصورة رئيسة) كما عرفها المشاهد العراقي، حيث ان المعالجة البصرية (خيال الظل) وهي العنصر الابرز في محاولة التجديد، التي اعتمدت اساسا على السينوغرافيا (والتي تعني اساسا تصميم وتنفيذ العناصر المشهدية للمسرح والسينما والتلفزيون) ظل ملحقا بالعمل الذي هيمن عليه الايقاع البطىء عبر مقاطع حوارية طويلة كانت هي صلب العمل وجوهره.
من ناحية الجانب التنظيمي، كان العمل مربكاً. وعموما فان الجانب التنظيمي في الكثير من الفعاليات الفنية العراقية يعاني من خلل مزمن، من اشكالات اجهزة الصوت التي اصبحت ظاهرة تقليدية في الفعاليات المختلفة، الى عدم دراسة الفعاليات بدقة بصورة مبكرة و"التفاجؤ" بالتالي عند العرض بما لم يكن متوقعا. وفي هذا العرض تكرر ذلك وبشكل واضح. فالناس دخلوا ليجدوا القاعة معتمة اساسا قبل بدء العمل، ولا يعرفون ان كان ذلك مقصودا ام ان الكهرباء مقطوعة ولا احد ليشرح لهم، وظهر لاحقا ان ذلك جزء من متطلبات الاخراج. وكانت هناك ستارة كبيرة تقسم المسرح الى قسمين ولم يكن الناس ولا الادلاء الذين حملوا المصابيح قرب الباب يعرفون ان كانت هذه الستارة سترفع ام لا وهل يمكن للناس الجلوس وراءها ام امامها فقط. كما ان المراوح لم تفتح في الجو الحار وتبين ان ذلك ايضا بتوجيه من القائمين على العمل. ومحاولات المشاهدين العادية لتصوير بعض المشاهد من المسرحية بهواتفهم الخلوية او لرؤية مكان للجلوس كانت تواجه بالتضييق، الى درجة ان صيحة عالية سمعت في الظلام اثناء العرض المسرحي نفسه في الجزء الخلفي من المسرح من زاوية تواجد الكادر المشرف على الانارة وموجهة كما يبدو لواحد من الجمهور كان يحمل ضوءا (أي لايت)، وهي صيحة اقل ما يقال عن الفاظها انها "غير لائقة" في هذا المكان (اطفىء اللايت يا...كذا!!!)! كما انها اطلقت اثناء العرض المسرحي نفسه!
فكرة العمل هي استخدام المؤثرات الضوئية والسينوغرافيا كجزء مهم من العمل المسرحي، كما اتضح لاحقا، كما ان الجمهور العراقي بصورة عامة يعاني من قلة الانضباط في حضوره للفعاليات الفنية المختلفة المسرحية او الموسيقية كحفلات الفرقة السمفونية الوطنية وغيرها، ولكن هل يبرر ذلك زج الجمهور في كل هذه المبالغات والتعقيدات من دون اعداد وتنظيم كاف؟ وهل يبرر حماس الفنان لعمله تجاوزه على الجمهور؟ وهو كما يبدو حماس ناجم عن جهد كبير بذل في الاعداد والتهيئة وهو جهد يحسب بالتاكيد لصالح القائمين على العمل؟
أخبار ثقافية
** اقيمت في بغداد وضمن بغداد عاصمة للثقافة العربية فعاليات الاسبوع الثقافي السوري. الفعاليات التي اقيمت على المسرح الوطني تضمنت نشاطات مختلفة مثل العروض المسرحية ومعرضا للكتاب وعروضا راقصة، كما التقت وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة المشوح على هامش الاسبوع بعدد من الشخصيات في وزارة الثقافة ومنظمات المجتمع المدني الثقافية للتنسيق حول المزيد من الفعاليات المقبلة.** اعلنت مفتشية الاثار في محافظة ذي قار عن ارسال بعثة تنقيبية عراقية للتنقيب في تل (ام العقارب) بقضاء الرفاعي ضمن 10 بعثات تنقيبية لخطة وزارة السياحة والاثار للعام الحالي. وتل (ام العقارب) كما اشار موقع شبكة الاعلام العراقي هو تل سومري تم التنقيب فيه عدة مرات قبل عام 2003 وبعده.
** اعترض عدد من شعراء محافظة كركوك على قرار اتحاد ادباء وكتاب كركوك بالالتزام بعدد الابيات الشعرية وتقليلها في المهرجانات والمحافل الثقافية. الخبر الذي لا يخلو من طرافة والذي جاء على موقع (كركوك الان) اشار الى ان الشعراء المعترضين ركزوا على حاجتهم لايصال ما في وجدانهم الى المتلقي، بينما رد رئيس اتحاد ادباء كركوك محمد خضر ان "هذا القانون يخدم الجميع في كركوك لان للمهرجانات الثقافية وقت محدد ولكي يستطيع الجمهور الاستماع الى 20 شخصا بالوان مختلفة من الشعراء بدلا من الاستماع لخمسة اشخاص فقط".
رسامة ترى اللوحة كائناً حياً
فنانة تتعامل مع الرسم الذي تقول عنه انه كل حياتها كما لوكانت اللوحة التي ترسمها كائنا حيا. انها الفنانة يسرى العبادي ضيفة هذه الحلقة من (المجلة الثقافية)، والتي تقول انها تتلمس الخط واللون احيانا كما لو ان اللوحة كائنا يتنفس ويتكلم. وهذا ينطبق حتى على التكوينات اللونية او الاشكال التجريدية التي تستخدمها.في احدى لوحاتها كان للون تاثير خاص عكس حالة الفرح المفقود عبر تصويره لعالم العيد في الوان الثياب الريفية التي تتنوع كثيرا في مناطق الجنوب، وفي الاجواء الشعبية الريفية التي تتمثل ببعض التصورات عن جمال النخلة وبركتها.
مونودراما (حرير)... سعي للتجديد واضطراب في التنظيم
عرضت على قاعة المسرح الوطني في بغداد مسرحية (حرير) وهي مونودراما مسرحية تأليف وتمثيل ليلى محمد واخراج فلاح ابراهيم. المسرحية سعت لتصوير معاناة الشعب العراقي من خلال معاناة المرأة العراقية، والتعبير عن محطات اساسية في الفترة التاريخية التي مر بها الانسان العراقي في العقود الاخيرة، ويقول مخرج العمل فلاح ابراهيم عن المسرحية ان "رسالة المسرحية تناقش الجانب الإنساني والسياسي للمجتمع العراقي وفترات من تأريخ العراق الحديث ومن خلال الحكايات في المسرحية نقدم نماذج إجتماعية وسياسية من حياة نساء عراقيات عشن الحرب والسلم والقهر والفرح العراقي".(المجلة الثقافية) حضرت العرض المسرحي في اول ايام عرضه وقد حضره عدد لا بأس به من الجمهور، وكونت تصوراتها حول الجانبين الفني والتنظيمي للعمل. الجانب الفني، يمكن تقسيمه بطبيعة الحال الى جانب ايجابي واخر سلبي. الايجابي تمثل اساسا بأداء الممثلة ليلى محمد، التي ادت الادوار المختلفة لعدة نساء عراقيات بطريقة موفقة اظهرت مهارتها الفنية واندماجها مع العمل. وسبق ان قالت الممثلة وهي التي الفت العمل في لقاء معها قبل العرض المسرحي ان "العمل محاولة لتسليط الضوء على قضية معينة يعرفها المجتمع لكن الأمر يصبح مختلفا عندما نضع القضية تحت المجهر لكشف المعاناة الحقيقية التي تعيشها المرأة".
اما الجانب السلبي فكان ان العمل رغم محاولاته للتجديد لم يستطيع تجاوز الاطر التقليدية للمونودراما المسرحية (والمونودراما هي العمل الذي يعتمد على ممثل واحد بصورة رئيسة) كما عرفها المشاهد العراقي، حيث ان المعالجة البصرية (خيال الظل) وهي العنصر الابرز في محاولة التجديد، التي اعتمدت اساسا على السينوغرافيا (والتي تعني اساسا تصميم وتنفيذ العناصر المشهدية للمسرح والسينما والتلفزيون) ظل ملحقا بالعمل الذي هيمن عليه الايقاع البطىء عبر مقاطع حوارية طويلة كانت هي صلب العمل وجوهره.
من ناحية الجانب التنظيمي، كان العمل مربكاً. وعموما فان الجانب التنظيمي في الكثير من الفعاليات الفنية العراقية يعاني من خلل مزمن، من اشكالات اجهزة الصوت التي اصبحت ظاهرة تقليدية في الفعاليات المختلفة، الى عدم دراسة الفعاليات بدقة بصورة مبكرة و"التفاجؤ" بالتالي عند العرض بما لم يكن متوقعا. وفي هذا العرض تكرر ذلك وبشكل واضح. فالناس دخلوا ليجدوا القاعة معتمة اساسا قبل بدء العمل، ولا يعرفون ان كان ذلك مقصودا ام ان الكهرباء مقطوعة ولا احد ليشرح لهم، وظهر لاحقا ان ذلك جزء من متطلبات الاخراج. وكانت هناك ستارة كبيرة تقسم المسرح الى قسمين ولم يكن الناس ولا الادلاء الذين حملوا المصابيح قرب الباب يعرفون ان كانت هذه الستارة سترفع ام لا وهل يمكن للناس الجلوس وراءها ام امامها فقط. كما ان المراوح لم تفتح في الجو الحار وتبين ان ذلك ايضا بتوجيه من القائمين على العمل. ومحاولات المشاهدين العادية لتصوير بعض المشاهد من المسرحية بهواتفهم الخلوية او لرؤية مكان للجلوس كانت تواجه بالتضييق، الى درجة ان صيحة عالية سمعت في الظلام اثناء العرض المسرحي نفسه في الجزء الخلفي من المسرح من زاوية تواجد الكادر المشرف على الانارة وموجهة كما يبدو لواحد من الجمهور كان يحمل ضوءا (أي لايت)، وهي صيحة اقل ما يقال عن الفاظها انها "غير لائقة" في هذا المكان (اطفىء اللايت يا...كذا!!!)! كما انها اطلقت اثناء العرض المسرحي نفسه!
فكرة العمل هي استخدام المؤثرات الضوئية والسينوغرافيا كجزء مهم من العمل المسرحي، كما اتضح لاحقا، كما ان الجمهور العراقي بصورة عامة يعاني من قلة الانضباط في حضوره للفعاليات الفنية المختلفة المسرحية او الموسيقية كحفلات الفرقة السمفونية الوطنية وغيرها، ولكن هل يبرر ذلك زج الجمهور في كل هذه المبالغات والتعقيدات من دون اعداد وتنظيم كاف؟ وهل يبرر حماس الفنان لعمله تجاوزه على الجمهور؟ وهو كما يبدو حماس ناجم عن جهد كبير بذل في الاعداد والتهيئة وهو جهد يحسب بالتاكيد لصالح القائمين على العمل؟