أعلنت دمشق بأن القوات الحكومية المتحالفة مع ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية قد استعادت السيطرة على مدينة القصير الحدودية الإستراتيجية بعد ثلاثة أسابيع من القتال. غير أنه في الوقت الذي سجّل حزب الله أول نجاح له في سورية، يحذر العديد من المحللين من أن هذا النجاح قد يسفر عن إشعال فتيل نزاعات طائفية واسعة النطاق في البلدان المجاورة. ومن بين أكثر المخاطر إثارة للقلق احتمال إقحام لبنان نفسه في النزاع.
ويقول فابريس بلانشي مدير مركز (Gremmo) للأبحاث في فرنسا بمدينة ليون، إن ذلك يعود إلى كون القتال في القصير شهد مواجهة بين متشددين شيعة وسنّة لبنانيين، مضيفاً:
"يعتبر تدخل حزب الله في سورية ملفتا للغاية لكون معارك القصير قد اشترك فيها مقاتلون لبنانيون سنة يساندون الثوار السوريين، لذا يمكننا القول إن الحرب في القصير حرب لبنانية. صحيح أن القصير ليست ضمن الأراضي اللبنانية، بل تقع على الحدود، ولكنها شهدت قتالا بين فريقين لبنانيين".
ويمضي بلانشي إلى القول ان ادعاء الحكومة السورية بأن القصير – التي لا تبعد سوى عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية – قد تم تأمينها لا يعني أن النزال بين المقاتلين السنة والشيعة اللبنانيين قد انتهى، بل ربما سينتقل إلى جبهات أخرى مع استمرار الجماعات اللبنانية في ضخ الرجال والأموال والأسلحة إلى داخل سورية.
ويؤيد هذا الرأي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت هلال خاشان حين يشير الى ان الجماعات السلفية التي بات يتسع تأييدها في شمال لبنان تخوض حرباً بالوكالة ضد حزب الله في سورية في الوقت الذي تقاتل فيه من أجل بسط نفوذها داخل لبنان، ويضيف:
"هناك آلاف السنة اللبنانيين يقاتلون في سورية أيضا، أغلبهم من مناطق لبنان الشمالية. وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله قال في آخر خطاب له؛ "دعنا لا نتقاتل في لبنان، فعلى كل من يتطلع إلى القتال، دعنا نذهب لنتقاتل في سورية".
ويلفت خاشان إلى عدم ظهور ما يشير لغاية الآن إلى رغبة أي من الطرفين في جلب الحرب إلى لبنان، رغم الصدامات المتفرقة في طرابلس بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه. ويؤكد أن من بين العوامل التي تحول دون نقل الحرب إلى لبنان يتمثل في ان اللبنانيين ملّوا وشبعوا من حربهم الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990، إضافة إلى انعدام رغبة الدول الأجنبية في دعم الفئات الراغبة في تجديد ذلك النزاع".
غير أن المجابهة بين الجماعات الشيعية والسنية اللبنانية في سورية تعدُّ أوضح نموذج لغاية الآن يُبين كيفية انضمام مقاتلين من الدول الإقليمية إلى النزاع السوري ليشاركوا في معركة ربما يحملونها معهم لدى عودتهم ذات يوم إلى ديارهم.
ويحذّر ثيودور كاراسيك المحلل في معهد التحليلات العسكرية للشرق الأدنى والخليج بدبي قائلاً:
"علينا في أبسط المستويات أن نلقي نظرة على الفجوة بين السنة والشيعة وعلى الحروب الكبيرة بينهما في الماضي، فحين ننظر إلى تلك الحروب سنجد أنها لم تستمر سنة واحدة، بل استمرت لعقود من الزمن. أعتقد أننا قد بلغنا نقطة اللاعودة، إذ ربما سنشهد حرباً بين السنة والشيعة في سورية قبل انتقالها إلى أماكن أخرى مثل لبنان".
وبالرغم من هذه المخاطر، لا تُظهر أي من الجماعات التي ترسل مقاتلين إلى سورية ما يشير إلى وضع حد لنشاطاتها.
أعد هذا التقرير لغرفة الأخبار المركزية في إذاعة أوروبا الحرة تشارلز ريكنغل، وترجمه الى العربية أياد الكيلاني.
ويقول فابريس بلانشي مدير مركز (Gremmo) للأبحاث في فرنسا بمدينة ليون، إن ذلك يعود إلى كون القتال في القصير شهد مواجهة بين متشددين شيعة وسنّة لبنانيين، مضيفاً:
"يعتبر تدخل حزب الله في سورية ملفتا للغاية لكون معارك القصير قد اشترك فيها مقاتلون لبنانيون سنة يساندون الثوار السوريين، لذا يمكننا القول إن الحرب في القصير حرب لبنانية. صحيح أن القصير ليست ضمن الأراضي اللبنانية، بل تقع على الحدود، ولكنها شهدت قتالا بين فريقين لبنانيين".
ويمضي بلانشي إلى القول ان ادعاء الحكومة السورية بأن القصير – التي لا تبعد سوى عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية – قد تم تأمينها لا يعني أن النزال بين المقاتلين السنة والشيعة اللبنانيين قد انتهى، بل ربما سينتقل إلى جبهات أخرى مع استمرار الجماعات اللبنانية في ضخ الرجال والأموال والأسلحة إلى داخل سورية.
ويؤيد هذا الرأي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت هلال خاشان حين يشير الى ان الجماعات السلفية التي بات يتسع تأييدها في شمال لبنان تخوض حرباً بالوكالة ضد حزب الله في سورية في الوقت الذي تقاتل فيه من أجل بسط نفوذها داخل لبنان، ويضيف:
"هناك آلاف السنة اللبنانيين يقاتلون في سورية أيضا، أغلبهم من مناطق لبنان الشمالية. وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله قال في آخر خطاب له؛ "دعنا لا نتقاتل في لبنان، فعلى كل من يتطلع إلى القتال، دعنا نذهب لنتقاتل في سورية".
ويلفت خاشان إلى عدم ظهور ما يشير لغاية الآن إلى رغبة أي من الطرفين في جلب الحرب إلى لبنان، رغم الصدامات المتفرقة في طرابلس بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه. ويؤكد أن من بين العوامل التي تحول دون نقل الحرب إلى لبنان يتمثل في ان اللبنانيين ملّوا وشبعوا من حربهم الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990، إضافة إلى انعدام رغبة الدول الأجنبية في دعم الفئات الراغبة في تجديد ذلك النزاع".
غير أن المجابهة بين الجماعات الشيعية والسنية اللبنانية في سورية تعدُّ أوضح نموذج لغاية الآن يُبين كيفية انضمام مقاتلين من الدول الإقليمية إلى النزاع السوري ليشاركوا في معركة ربما يحملونها معهم لدى عودتهم ذات يوم إلى ديارهم.
ويحذّر ثيودور كاراسيك المحلل في معهد التحليلات العسكرية للشرق الأدنى والخليج بدبي قائلاً:
"علينا في أبسط المستويات أن نلقي نظرة على الفجوة بين السنة والشيعة وعلى الحروب الكبيرة بينهما في الماضي، فحين ننظر إلى تلك الحروب سنجد أنها لم تستمر سنة واحدة، بل استمرت لعقود من الزمن. أعتقد أننا قد بلغنا نقطة اللاعودة، إذ ربما سنشهد حرباً بين السنة والشيعة في سورية قبل انتقالها إلى أماكن أخرى مثل لبنان".
وبالرغم من هذه المخاطر، لا تُظهر أي من الجماعات التي ترسل مقاتلين إلى سورية ما يشير إلى وضع حد لنشاطاتها.
أعد هذا التقرير لغرفة الأخبار المركزية في إذاعة أوروبا الحرة تشارلز ريكنغل، وترجمه الى العربية أياد الكيلاني.