يقول مراقبون ان عقد مجلس الوزراء العراقي جلسته الاعتيادية في اربيل الاحد برئاسة نوري المالكي، ولقاء الأخير رئيسَ اقليم كردستان مسعود بارزاني، واللغةُ الودية التي طبعت تصريحاتهما بعد الاجتماع، أشرّا فصلاً جديداً من فصول العلاقة بين القوى السياسية العراقية، وربما صفحة استرخاء في العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم التي شهدت توترا منذ أكثر من عام.
وكان المالكي وبارزاني استبقا هذا اللقاء في اربيل- وهو الأول من نوعه منذ نهاية آب 2010- بتصريحات شديدة اللهجة لم تخلُ من استفزاز متبادل.
وكان المالكي أشار في المؤتمر الصحفي المشترك مع بارزاني الأحد الى أن الجانبين قررا تهدئة الأجواء وبحثَ كل المشتركات، وأن الخلافات بينهما ليست شخصية، موضحاً أن "الحلول الجذرية تحتاج إلى مقدمات فيها أجواء من التفاهم والثقة المتبادلة والنية على الوصول إلى حلول"، بحسب تعبيره.
من جهته اعتبر بارزاني زيارة المالكي "مهمة جداً"، مشيرا الى اتفاقهما على التعاون بشكل اخوي وودي، بحسب تعبيره. وشدد بارزاني على أن الدستور العراقي هو المرجع في حسم الخلافات، معترفا بأنه من الطبيعي ان تحدث مشاكل بين المركز والإقليم.
وتوقع عضو التحالف الكردستاني النائب محسن السعدون الى أن تحسينَ الأجواء مع إقليم كردستان ستنعكس بشكل ايجابي على مجمل الوضع السياسي في العراق.
لكن عضو ائتلاف العراقية النائب احمد المساري لم يرى بعدُ نتائج ملموسة لحل المشاكل نتيجة زيارة المالكي إلى اربيل، برغم اعتبارها خطوة قد تنجح في ترطيب الأجواء بين جميع الكتل السياسية.
لا ينكر مراقبون شقة الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم حول ملفات مختلفة، لكن المحلل السياسي عبد الامير المجر يعتقد انه في حال تنازل كلا الطرفين عن بعض التشدد في المطالب قد يصلان الى منطقة تخفف أجواء التأزم التي شابت الوضع العراق خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويعترف المجر بان اختيارَ الحوار والتنازل المتبادل عن المطالب المتشددة، يهيئ أرضيةً جيدة لإنهاء التوتر، معتقدا أن كركوك وعقائديتها ملف يصعب حسمه قريبا.
فيما توقع القيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني ريبوار طالباني أن تنعكس زيارة المالكي لإقليم كردستان ولقائه بارزاني ايجابيا على الأوضاع في كركوك، وتمهد لحلِ العديد من المشاكل العالقة.
وتركت الزيارةُ صداها على التركمان أيضا، إذ أبدى عضو المجموعة التركمانية في مجلس محافظة كركوك نجاة حسين ارتياحه من زيارة المالكي الى اربيل لكنه لمح الى المخاوف من عقد اتفاقات قد تنطوي على تجاوز لحقوق التركمان.
وبين هذا الرأي وذاك يأمل المواطن حسن عماد من بغداد خيراً من نتائج الزيارة، التي جاءت لتجدد قوله بان "العراق بلد الجميع!".
ويرى الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية يحيى الكبيسي، أن عوامل محلية ودولية دفعت المالكي للتوجه الى تحييد موقف اقليم كردستان من خلال الاستجابة لبعض مطالب الكرد، خصوصا بعد تأزم الأوضاع السياسية التي رافقت الاعتصام في محافظة الانبار وبعض المحافظات الأخرى منذ نحو ستة أشهر، الكبيسي توقع التوصل الى اتفاقات معينة بين بغداد واربيل قد تؤجل او تحل جزئيا بعض المشاكل، بما يؤمن فرصة لإدارة الصراع وليس حل الازمة في العراق، بحسب رأيه.
الكبيسي اشار الى أن المشكلة في العراق تتعلق بأزمة النظام السياسي الذي أسس بعد عام 2003، وثغرات الدستور التي فتحت المجال لقراءات مختلفة لبنوده، وطريقة الصراع السياسي في العراق الذي لم يُتح تشكيل مؤسسات الدولة، وترسيخ مبادئ سيادة القانون.
وأثنى بيان للسفارة الأحد على القادة العراقيين كونهم ملتزمين بتقوية دولتهم بموجب الدستور العراقي، وعزل الإرهابيين والمجاميع الإجرامية الذين يسعون الى زرع الفتنة الطائفية. بحسب تعبير البيان.
شارك في اعداد هذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد كامران سعد.
وكان المالكي وبارزاني استبقا هذا اللقاء في اربيل- وهو الأول من نوعه منذ نهاية آب 2010- بتصريحات شديدة اللهجة لم تخلُ من استفزاز متبادل.
لقاء الحكيم مهد لاربيل
ويرى مراقبون بان زيارة المالكي الى الإقليم تندرج ضمن جهود تنقية الأجواء بين القوى السياسية العراقية لحل الأزمات المستفحلة التي بدأها زعيمُ المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، من خلال ما أطلق عليه "اللقاء الرمزي" للزعماء العراقيين في بغداد مؤخرا.وكان المالكي أشار في المؤتمر الصحفي المشترك مع بارزاني الأحد الى أن الجانبين قررا تهدئة الأجواء وبحثَ كل المشتركات، وأن الخلافات بينهما ليست شخصية، موضحاً أن "الحلول الجذرية تحتاج إلى مقدمات فيها أجواء من التفاهم والثقة المتبادلة والنية على الوصول إلى حلول"، بحسب تعبيره.
من جهته اعتبر بارزاني زيارة المالكي "مهمة جداً"، مشيرا الى اتفاقهما على التعاون بشكل اخوي وودي، بحسب تعبيره. وشدد بارزاني على أن الدستور العراقي هو المرجع في حسم الخلافات، معترفا بأنه من الطبيعي ان تحدث مشاكل بين المركز والإقليم.
تفاؤل وترقب
وفي متابعة لتداعيات لقاء اربيل، اعتبر عضو ائتلاف دولة القانون حسين الصافي أن انعقاد مجلس الوزراء الاتحادي في اربيل أمر صحي ينطوي على إشارة للتوجه لحل النقاط الخلافية بين بغداد واربيل.وتوقع عضو التحالف الكردستاني النائب محسن السعدون الى أن تحسينَ الأجواء مع إقليم كردستان ستنعكس بشكل ايجابي على مجمل الوضع السياسي في العراق.
لكن عضو ائتلاف العراقية النائب احمد المساري لم يرى بعدُ نتائج ملموسة لحل المشاكل نتيجة زيارة المالكي إلى اربيل، برغم اعتبارها خطوة قد تنجح في ترطيب الأجواء بين جميع الكتل السياسية.
لا ينكر مراقبون شقة الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم حول ملفات مختلفة، لكن المحلل السياسي عبد الامير المجر يعتقد انه في حال تنازل كلا الطرفين عن بعض التشدد في المطالب قد يصلان الى منطقة تخفف أجواء التأزم التي شابت الوضع العراق خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويعترف المجر بان اختيارَ الحوار والتنازل المتبادل عن المطالب المتشددة، يهيئ أرضيةً جيدة لإنهاء التوتر، معتقدا أن كركوك وعقائديتها ملف يصعب حسمه قريبا.
كركوك قطب الرحى
ترك انعقاد مجلس الوزراء الاتحادي برئاسة المالكي في اربيل انطباعات متباينة على مكونات محافظة كركوك المختلفة، فقد أبدى عضو مجلس العرب في كركوك عبد الرحمن العاصي قلقه من ان ينطوي التقارب بين المالكي وبارزاني على ما سمّاه بـ"صفقة" بحق العرب المهددين بالترحيل من كركوك.فيما توقع القيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني ريبوار طالباني أن تنعكس زيارة المالكي لإقليم كردستان ولقائه بارزاني ايجابيا على الأوضاع في كركوك، وتمهد لحلِ العديد من المشاكل العالقة.
وتركت الزيارةُ صداها على التركمان أيضا، إذ أبدى عضو المجموعة التركمانية في مجلس محافظة كركوك نجاة حسين ارتياحه من زيارة المالكي الى اربيل لكنه لمح الى المخاوف من عقد اتفاقات قد تنطوي على تجاوز لحقوق التركمان.
وبين هذا الرأي وذاك يأمل المواطن حسن عماد من بغداد خيراً من نتائج الزيارة، التي جاءت لتجدد قوله بان "العراق بلد الجميع!".
محلل: عوامل داخلية وخارجية دفعت المالكي الى اربيل
في المؤتمر الصحفي أشار الزعيمان إلى اتفاق "النقاط السبع" الذي أبرم قبل أسابيع في بغداد، كأرضية لحل القضايا العالقة، وأبرزها المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك، ودور حرس الاقليم "البيشمركه"، وقانون النفط والغاز، وعقود النفط الكردية.ويرى الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية يحيى الكبيسي، أن عوامل محلية ودولية دفعت المالكي للتوجه الى تحييد موقف اقليم كردستان من خلال الاستجابة لبعض مطالب الكرد، خصوصا بعد تأزم الأوضاع السياسية التي رافقت الاعتصام في محافظة الانبار وبعض المحافظات الأخرى منذ نحو ستة أشهر، الكبيسي توقع التوصل الى اتفاقات معينة بين بغداد واربيل قد تؤجل او تحل جزئيا بعض المشاكل، بما يؤمن فرصة لإدارة الصراع وليس حل الازمة في العراق، بحسب رأيه.
الشخصنة لا تتحكم بالصراع في عراق اليوم
وفي استعادة لعمق القضية الكردية في العراق المعاصر، أوضح يحيى الكبيسي بان عناصرَ الصراع اليوم تختلف كثيرا عما كان عليه قبل عام 2003 بين الحكومات العراقية المتتالية والقيادة الكردية ، معلقا على سؤال إذاعة العراق الحر حول مدى "شخصنة" الصراع السياسي في العراق، بان شخصيات قيادية مثل المالكي وبارزاني والنجيفي وطالباني تنطلق في مواقفها من وظيفتها والصلاحيات التي يوفرها لها المنصب دستوريا.الكبيسي اشار الى أن المشكلة في العراق تتعلق بأزمة النظام السياسي الذي أسس بعد عام 2003، وثغرات الدستور التي فتحت المجال لقراءات مختلفة لبنوده، وطريقة الصراع السياسي في العراق الذي لم يُتح تشكيل مؤسسات الدولة، وترسيخ مبادئ سيادة القانون.
السفارة الأميركية ترحب
في هذه الأثناء رحبت السفارة الأمريكية في بغداد بعقد اجتماع مجلس الوزراء العراقي والاجتماعات المصاحبة في أربيل، بما في ذلك الاجتماع ما بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس أقليم كردستان مسعود بارزاني.وأثنى بيان للسفارة الأحد على القادة العراقيين كونهم ملتزمين بتقوية دولتهم بموجب الدستور العراقي، وعزل الإرهابيين والمجاميع الإجرامية الذين يسعون الى زرع الفتنة الطائفية. بحسب تعبير البيان.
شارك في اعداد هذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد كامران سعد.