يَـتواصلُ الاهتمام الإقليمي والعالمي باحتجاجات تركيا المستمرة على نحوٍ بدأ يثير مقارناتٍ بينها وبين انتفاضاتٍ شهدتها دول عربية رغم نفي أنقرة أن ما يجرى هو "ربيع تركي".
وفيما تحدى آلاف المتظاهرين دعوة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لوقف الاحتجاجات أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم رفضه إجراء انتخابات مبكرة. وفي إعلانه ذلك، أوضح حسين جيليك نائب رئيس هذا الحزب أن مسالة الانتخابات لم تُدرج في جدول أعمال الاجتماع الحزبي الذي انعقد السبت. وصرح بأن "الحكومة التي لا تحظى بثقة الشعب لا يمكن أن تكون دائمة"، مضيفاً "وصلتنا رسالة الاحتجاجات ونحترم ذلك"، بحسب تعبيره.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها للصحافيين في اسطنبول، قال جيليك:
"بعض وسائل الإعلام التركية نشرت مزاعم حول إجراء انتخابات مبكرة. وينبغي القول إن هذه المزاعم لا أساس لها. ولا لزوم لها. وهي قصص وهمية."
وأضاف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي:
"سنواصل عملية تقييم هذه الأحداث خلال اجتماعنا الوزاري يوم الاثنين والذي سيرأسه رئيس حكومتنا أردوغان. ويوم الثلاثاء أيضاً، ستعقد اللجنة التنفيذية المركزية في حزبنا اجتماعاً لمناقشة الأمر. ومن شأن هذه الاجتماعات أن تسلّط الضوء على طريقنا، على ما يجب القيام به أو عدم القيام به خلال الأيام المقبلة حول تلك الأحداث."
وفي تقريرٍ بـثّـتهُ من اسطنبول الأحد عن الاحتجاجات المتواصلة، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أردوغان أجرى إصلاحات ديمقراطية عديدة وروّض الجيش الذي أسقط أربع حكومات خلال أربعة عقود وبدأ محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي فضلاً عن شروعه أخيراً بعملية سلام مع مسلحي حزب العمال الكردستاني لينهي حرباً استمرت ثلاثة عقود.
لكن مُـنتقدين ذكروا أنه خلال السنوات القليلة الماضية تعرّضت وسائل إعلام لضغوط فيما أثار اعتقال شخصيات عسكرية ومدنية في مؤامرات انقلاب مزعومة وخطوات أخرى مثل القيود على بيع الخمور قلق الطبقة المتوسطة العلمانية التي تخشى من أي إقحام للدين في حياتها اليومية.
فيما صرح برلماني أوروبي سابق وأكاديمي يتخذ اسطنبول مقراً بأن الاحتجاجات إلى حد ما هي نتيجة نجاح أردوغان "في التحول الاقتصادي والاجتماعي"، مضيفاً " هناك جيل جديد لا يريد أن يتنمر عليه رئيس الوزراء ويخشى هذا الجيل أن يكون أسلوبه في الحياة في خطر."
وفي تحليل نشرَته تحت عنوان "مشاعر مختلطة في العالم العربي إزاء أردوغان"، قالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) Christian Science Monitor الأميركية إن أردوغان كان حتى وقت قريب يتمتع بشعبية كبيرة في دول الانتفاضات العربية. ولكن رحلته الأخيرة إلى تونس أظهرت أن بإمكانه أن يتوقع بضعة مقاطعين. وأضافت أن أردوغان حظي بإشاداتٍ لدعمه حملات الإطاحة بزعماء استبداديين في المنطقة في حين أن إسلاميين في بعض الدول العربية اعتبروا حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه نموذجاً للفوز في الانتخابات وتطوير الاقتصاد مع حقن الديمقراطية بجرعة من الدين. لكن الاشتباكات بين قوات الأمن التركية ومتظاهرين خلال الأسبوع الماضي أدت إلى تراجع الدعم العربي للزعيم التركي، بحسب تعبير الصحيفة الأميركية البارزة.
وفي مقابلة أجريتهُا معه عبر الهاتف الأحد، أعرب درويش عن اعتقاده بأن "فكرة الإسلام السياسي وتوافقه مع الديمقراطية هي عبارة مناقضة لنفسها"، مشيراً إلى أن "الذي بدأ الاحتجاجات هو هدم مبنى أثري تاريخي..." وارتباط ذلك في نظر البعض بإعادة إحياء فكرة الخلافة العثمانية، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب درويش عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالرأي القائل إن الاحتجاجات هي "إلى حد ما نتيجة نجاح أردوغان في التحول الاقتصادي والاجتماعي"، والثاني حول مدى دقة المقارنات التي تجرى بين احتجاجات تركيا والانتفاضات التي أُطلقت عليها تسمية "الربيع العربي".
من جهته، قال الباحث علي باكير من (منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية) في أنقرة إنه "في توصيف كيفية تناول الخارج لما يجري في داخل تركيا، هناك على ما يبدو سوء فهم يعزى إلى أمرين الأول هو الخلط بين ما يجري في العالم العربي وما جرى خلال السنتين الماضيتين وبين ما يجري داخل تركيا...بالنسبة لهذه الشريحة هناك من يرى أن ما يجري مشابه وأن هناك ربيع تركي...وبالتالي يقومون بتحليل وتأطير كل ما يجري في إطار هذا الفهم..."، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الباحث باكير عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤال آخر عما إذا كانت الاحتجاجات المتواصلة منذ عشرة أيام قد تصبح "ظاهرة مستمرة" على نحو ما يتوقعه بعض المراقبين.
وفيما تحدى آلاف المتظاهرين دعوة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لوقف الاحتجاجات أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم رفضه إجراء انتخابات مبكرة. وفي إعلانه ذلك، أوضح حسين جيليك نائب رئيس هذا الحزب أن مسالة الانتخابات لم تُدرج في جدول أعمال الاجتماع الحزبي الذي انعقد السبت. وصرح بأن "الحكومة التي لا تحظى بثقة الشعب لا يمكن أن تكون دائمة"، مضيفاً "وصلتنا رسالة الاحتجاجات ونحترم ذلك"، بحسب تعبيره.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها للصحافيين في اسطنبول، قال جيليك:
"بعض وسائل الإعلام التركية نشرت مزاعم حول إجراء انتخابات مبكرة. وينبغي القول إن هذه المزاعم لا أساس لها. ولا لزوم لها. وهي قصص وهمية."
وأضاف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي:
"سنواصل عملية تقييم هذه الأحداث خلال اجتماعنا الوزاري يوم الاثنين والذي سيرأسه رئيس حكومتنا أردوغان. ويوم الثلاثاء أيضاً، ستعقد اللجنة التنفيذية المركزية في حزبنا اجتماعاً لمناقشة الأمر. ومن شأن هذه الاجتماعات أن تسلّط الضوء على طريقنا، على ما يجب القيام به أو عدم القيام به خلال الأيام المقبلة حول تلك الأحداث."
وفي تقريرٍ بـثّـتهُ من اسطنبول الأحد عن الاحتجاجات المتواصلة، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أردوغان أجرى إصلاحات ديمقراطية عديدة وروّض الجيش الذي أسقط أربع حكومات خلال أربعة عقود وبدأ محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي فضلاً عن شروعه أخيراً بعملية سلام مع مسلحي حزب العمال الكردستاني لينهي حرباً استمرت ثلاثة عقود.
لكن مُـنتقدين ذكروا أنه خلال السنوات القليلة الماضية تعرّضت وسائل إعلام لضغوط فيما أثار اعتقال شخصيات عسكرية ومدنية في مؤامرات انقلاب مزعومة وخطوات أخرى مثل القيود على بيع الخمور قلق الطبقة المتوسطة العلمانية التي تخشى من أي إقحام للدين في حياتها اليومية.
فيما صرح برلماني أوروبي سابق وأكاديمي يتخذ اسطنبول مقراً بأن الاحتجاجات إلى حد ما هي نتيجة نجاح أردوغان "في التحول الاقتصادي والاجتماعي"، مضيفاً " هناك جيل جديد لا يريد أن يتنمر عليه رئيس الوزراء ويخشى هذا الجيل أن يكون أسلوبه في الحياة في خطر."
وفي تحليل نشرَته تحت عنوان "مشاعر مختلطة في العالم العربي إزاء أردوغان"، قالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) Christian Science Monitor الأميركية إن أردوغان كان حتى وقت قريب يتمتع بشعبية كبيرة في دول الانتفاضات العربية. ولكن رحلته الأخيرة إلى تونس أظهرت أن بإمكانه أن يتوقع بضعة مقاطعين. وأضافت أن أردوغان حظي بإشاداتٍ لدعمه حملات الإطاحة بزعماء استبداديين في المنطقة في حين أن إسلاميين في بعض الدول العربية اعتبروا حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه نموذجاً للفوز في الانتخابات وتطوير الاقتصاد مع حقن الديمقراطية بجرعة من الدين. لكن الاشتباكات بين قوات الأمن التركية ومتظاهرين خلال الأسبوع الماضي أدت إلى تراجع الدعم العربي للزعيم التركي، بحسب تعبير الصحيفة الأميركية البارزة.
الى أين يتجه اردوغان؟
من جهته، قال الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش في مقاله المنشور على صفحات جريدة (الشرق الأوسط) اللندنية السبت تحت عنوان "إلى أين يتجه أردوغان؟" إن رئيس الوزراء التركي استُـقبِـلَ "في عواصم ما بعد أنظمة 2011 كحامل أمل الخلاص من مأزق تاريخي، وهو توافق دولة المؤسسات الديمقراطية مع الإسلام السياسي. وحتى عواصم الغرب رأته نموذجاً لحكم أمة أغلبها مسلمون يمكن أن يتصالح فيه الدين مع الديمقراطية." وأضاف درويش أن "الأمور التي تعدّها الطبقات الوسطى والنشطاء السياسيون أرضية الاستقرار اليومي، كحقوق الإنسان، وحرية الفرد في الاختيار، والمساواة الجنسية والعرقية، تحتل مرتبة ثانوية لدى نصف سكان تركيا شديدي التدين، خاصة في الريف والمناطق الجبلية. فأولوياتهم ما يحمله النمو الاقتصادي لهم من دعم الدولة للسلع والخدمات الاجتماعية."وفي مقابلة أجريتهُا معه عبر الهاتف الأحد، أعرب درويش عن اعتقاده بأن "فكرة الإسلام السياسي وتوافقه مع الديمقراطية هي عبارة مناقضة لنفسها"، مشيراً إلى أن "الذي بدأ الاحتجاجات هو هدم مبنى أثري تاريخي..." وارتباط ذلك في نظر البعض بإعادة إحياء فكرة الخلافة العثمانية، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب درويش عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالرأي القائل إن الاحتجاجات هي "إلى حد ما نتيجة نجاح أردوغان في التحول الاقتصادي والاجتماعي"، والثاني حول مدى دقة المقارنات التي تجرى بين احتجاجات تركيا والانتفاضات التي أُطلقت عليها تسمية "الربيع العربي".
من جهته، قال الباحث علي باكير من (منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية) في أنقرة إنه "في توصيف كيفية تناول الخارج لما يجري في داخل تركيا، هناك على ما يبدو سوء فهم يعزى إلى أمرين الأول هو الخلط بين ما يجري في العالم العربي وما جرى خلال السنتين الماضيتين وبين ما يجري داخل تركيا...بالنسبة لهذه الشريحة هناك من يرى أن ما يجري مشابه وأن هناك ربيع تركي...وبالتالي يقومون بتحليل وتأطير كل ما يجري في إطار هذا الفهم..."، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الباحث باكير عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤال آخر عما إذا كانت الاحتجاجات المتواصلة منذ عشرة أيام قد تصبح "ظاهرة مستمرة" على نحو ما يتوقعه بعض المراقبين.