تتعدد الاهتمامات والهوايات لدى بعض الناس، وقليلٌ منهم يحظى بموهبة او تميز في شخصيته وثرائها. ومن هؤلاء الإذاعي، الكاتب الموسيقي، المغني، المؤرشف عبد الوهاب الشيخلي، الذي توفي ببغداد عام 2007.
خلال حوار أجريناه معه عام 2005 رفض عبد الوهاب الشيخلي ساخراً ذكرَ سنة ميلاده، فهو يعتقد بان قيمةَ العمر ليست بعدد السنوات، ولكن من المعروف أن الشيخلي ولِد في ثلاثينات القرن الماضي، في محلة باب الشيخ ببغداد من عائلة متمسكة بالتقاليد البغدادية، بمسحة دينية، تفرضها طقسيةُ المنطقة وقربها من مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني.
امتهن والده النسيج وكانت لديه أكثر من (جومة) يعمل فيها نساجون برع بعضُهم في غناء المقام والأغاني العراقية عندما كانوا منهمكين في العمل.
وذكر عبد الوهاب الشيخلي أن أخاه الأكبر كان قارئ قران ومؤذنا في جامع المحلة، ما فرض على البيت هيمنة دينية مضافة، وصرامة حدّت من تطلع الصبي (عبد الوهاب) الى تعلم العزف على العود، ومن ثم الأكورديون والناي، التي برع فيهما في ما بعد.
وكان يعشق حضور مجالس المقام العراقي التي كانت تحفل بها محلات بغداد المختلفة، وتعززت علاقته بكبار الموسيقيين والمغنين أواسط القرن الماضي، وارتبط بصداقة قوية مع الفنان عزيز علي، الذي روى عنه مواقف طريفة.
روى الشيخلي محطات متنوعة من حياته، ومنها كيف انه إختبئا تحت السعف في حافلة، ليحظى بالاستماع الى الحفلة الغنائية، التي أحيتها الفنانة ام كلثوم وتختها الموسيقي في قصر الرحاب بمناسبة عيد ميلاد الملك فيصل الثاني عام 1946، وهي الزيارة غير المعلنة لام كلثوم الى العراق بعد زيارتها الشهيرة في سنة 1932.
أغرم عبد الوهاب الشيخلي بأجواء الإذاعة العراقية. وقدم برامج متنوعة منذ الخمسينات تعنى بإشاعة ثقافة الموسيقى الشرقية والغربية، والنقد الموسيقي وسجل عشرات اللقاءات والحوارات مع شخصيات في مختلف الفنون والعلوم والثقافة كجزء من جهد توثيقي للذاكرة العراقية.
زرت عبد الوهاب الشيخلي عام 2005 في بيته بشارع فلسطين، حيث يشغل غرفة واسعة في البيت يسميها "الصومعة"، تتكدس فيها الكتب والمجلات والجرائد القديمة، وتزدحم جدرانها بالصور الفوتغرافية.
يجالس صاحبنا جهازَ الراديو وآلتي العود والناي، ومئات من أشرطة الكاسيت، التي تحوي مقابلاته وأحاديثه مع العشرات الشخصيات الفنية والثقافية العراقية والعربية بحيث تمثل مكتبة نادرة من التسجيلات المهمة.
بعد رحلة حافلة بالأحداث والمفاجآت وإحباطات وانجازات توفي عبد الوهاب الشيخلي عام 2007 ، يراوده حلمٌ وموقفٌ فلسفي بأن يكون بإمكاننا استعادة التاريخ صوتا وصورة لمعرفة الحقيقة، لنعرف كم من الأحداث والأشخاص والروايات مزيفة او غير حقيقية.
خلال حوار أجريناه معه عام 2005 رفض عبد الوهاب الشيخلي ساخراً ذكرَ سنة ميلاده، فهو يعتقد بان قيمةَ العمر ليست بعدد السنوات، ولكن من المعروف أن الشيخلي ولِد في ثلاثينات القرن الماضي، في محلة باب الشيخ ببغداد من عائلة متمسكة بالتقاليد البغدادية، بمسحة دينية، تفرضها طقسيةُ المنطقة وقربها من مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني.
امتهن والده النسيج وكانت لديه أكثر من (جومة) يعمل فيها نساجون برع بعضُهم في غناء المقام والأغاني العراقية عندما كانوا منهمكين في العمل.
وذكر عبد الوهاب الشيخلي أن أخاه الأكبر كان قارئ قران ومؤذنا في جامع المحلة، ما فرض على البيت هيمنة دينية مضافة، وصرامة حدّت من تطلع الصبي (عبد الوهاب) الى تعلم العزف على العود، ومن ثم الأكورديون والناي، التي برع فيهما في ما بعد.
وكان يعشق حضور مجالس المقام العراقي التي كانت تحفل بها محلات بغداد المختلفة، وتعززت علاقته بكبار الموسيقيين والمغنين أواسط القرن الماضي، وارتبط بصداقة قوية مع الفنان عزيز علي، الذي روى عنه مواقف طريفة.
روى الشيخلي محطات متنوعة من حياته، ومنها كيف انه إختبئا تحت السعف في حافلة، ليحظى بالاستماع الى الحفلة الغنائية، التي أحيتها الفنانة ام كلثوم وتختها الموسيقي في قصر الرحاب بمناسبة عيد ميلاد الملك فيصل الثاني عام 1946، وهي الزيارة غير المعلنة لام كلثوم الى العراق بعد زيارتها الشهيرة في سنة 1932.
أغرم عبد الوهاب الشيخلي بأجواء الإذاعة العراقية. وقدم برامج متنوعة منذ الخمسينات تعنى بإشاعة ثقافة الموسيقى الشرقية والغربية، والنقد الموسيقي وسجل عشرات اللقاءات والحوارات مع شخصيات في مختلف الفنون والعلوم والثقافة كجزء من جهد توثيقي للذاكرة العراقية.
زرت عبد الوهاب الشيخلي عام 2005 في بيته بشارع فلسطين، حيث يشغل غرفة واسعة في البيت يسميها "الصومعة"، تتكدس فيها الكتب والمجلات والجرائد القديمة، وتزدحم جدرانها بالصور الفوتغرافية.
يجالس صاحبنا جهازَ الراديو وآلتي العود والناي، ومئات من أشرطة الكاسيت، التي تحوي مقابلاته وأحاديثه مع العشرات الشخصيات الفنية والثقافية العراقية والعربية بحيث تمثل مكتبة نادرة من التسجيلات المهمة.
بعد رحلة حافلة بالأحداث والمفاجآت وإحباطات وانجازات توفي عبد الوهاب الشيخلي عام 2007 ، يراوده حلمٌ وموقفٌ فلسفي بأن يكون بإمكاننا استعادة التاريخ صوتا وصورة لمعرفة الحقيقة، لنعرف كم من الأحداث والأشخاص والروايات مزيفة او غير حقيقية.