يَـتطلع العراقيون نحو الخطوات اللاحقة لـ"اللقاء الرمزي" الذي جمَع السبت زعماء من مختلف الكتل على أملِ تجاوزِ خلافاتٍ عميقة استغلّها الإرهاب لتصعيد العنف.
الاجتماعُ انعقدَ بعد ساعاتٍ من أحدث نداء وجّهته الأمم المتحدة للقادة السياسيين من أجل التحرك الفوري لوقفِ موجةِ هجماتٍ وُصفت بأنها الأسوأ منذ عام 2008 وأدت إلى مقتل أكثر
من 1045 عراقياً وإصابة 2397 آخرين خلال أيار المنصرم.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر "هذا رقم قياسي يدعو للحزن، ويجب على السياسيين العراقيين التحرك فوراً لوقف هذه الموجة غير المقبولة من سفك الدماء"، بحسب تعبيره.
حصيلةُ العنف التي نشرتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تضمّنت أرقاماً أعلى من إحصاءات وزارات الداخلية والدفاع والصحة والتي أظهرت مقتل 630 شخصا في أيار، هم 446 مدنياً و88 عسكرياً و96 شرطياً. فيما أصيب 1097 شخصاً، هم 152 عسكرياً و193 شرطياً و752 مدنياً. كما أشارت الإحصاءات الحكومية إلى "مقتل 51 إرهابياً". وتتفق الحصيلة الرسمية مع إحصاءات (يونامي) من حيث أنها الأعلى لمعدل ضحايا العنف في شهر واحد منذ نيسان 2008.
وفي عرضها لهذه الأرقام، أفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن حصيلةً أعدتها استناداً إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية أظهرت مقتل 614 عراقياً وإصابة 1550 آخرين بجروح خلال الشهر المنصرم.
وفي اجتماع القادة الذي انـعقَد في مَـكتبه وبـمبادرةٍ منهُ السبت، قال رئيس (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) عمار الحكيم إن اللقاء أصدَر كلمة شرف "تتضمن أن يكون الاختلاف تحت سقف الدستور والتقاطع ضمن حدود الوطن، فضلاً عن التأكيد على حرمة الدم العراقي وحمايته ونبذ الإرهاب والطائفية والعنصرية ومظاهر الخروج عن القانون." كما أكد الحكيم في كلمته الحاجة إلى التهدئة الإعلامية من أجل العودة إلى طاولة الحوار، مبيّناً ضرورة أن يكون الحوار حواراً "مفضياً إلى حلول وليس حوار من أجل الحوار"، بحسب تعبيره.
وفي حديثه عن أهمية اللقاء، قال عضو مجلس النواب والناطق باسم (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) الشيخ حميد رشيد معلّه في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف إن اجتماع القادة بحد ذاته "يمتلك أهمية واضحة ولقد أجمع على توصيف هذه الأهمية كافة المشاركين فيه والذين قدّروا أنه يشكّل خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح...".
من جهته، أشاد الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي أياد السامرائي باللقاء الرمزي الذي انعقد بدعوة من رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. وقال لإذاعة العراق الحر إنه جرى خلال الشهور الماضية التحدث عن أهمية العمل من أجل مبادرة من هذا النوع "لمعالجة التدهور الحاصل في العلاقات السياسية ومعالجة المشاكل ومن ضمنها التعامل الإيجابي مع المظاهرات والاعتصامات.....". وأضاف السامرائي في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أنه لا يعلم ما إذا كان "السيد الحكيم سيكتفي بهذا اللقاء أم أنه سيطوّره إلى ما هو أكثر...".
أما الأمين العام للكتلة الوطنية البيضاء جمال البطيخ فقد أشاد من جهته أيضاً باللقاء الرمزي الذي جمع القادة العراقيين معتبراً أنه "حتى الحروب لا يمكن حلها إلا بالحوار". وأضاف في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أن "الأزمة الحالية في البلاد تكمن مفاتيح حلولها في الشراكة المسؤولة وليس بشراكة الصراع والضغوط وليْ الأذرع والاستقواء بالأجنبي"، على حد تعبيره.
من جهته، أشاد عضو مجلس النواب ورئيس كتلة الرافدين يونادم كنا بمبادرة الدعوة لعقد اللقاء واستجابة القادة وممثلي الكتل بالمشاركة فيه. وأعرب عن اعتقاده بأن الاجتماع يشكّل "بداية ضرورية جداً للقاءات أكثر جدية بجدولة وبرمجة العمل من أجل حلحلة الاختلافات القائمة..."، بحسب رأيه.
من جهة أخرى، وفي محور الخطوات التي تُتخذ لتعزيز الأمن في أعقاب التدهور الذي أظهَـرَته إحصاءات ضحايا العنف في أيار، أعلنت السلطات العراقية السبت اعتقال أفراد خلية يُشتبه بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وكانت تستعد لشنّ هجمات كيماوية ضد أهداف داخل العراق وفي أوروبا وأميركا الشمالية.
وفي إعلانه ذلك، قال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع محمد العسكري في مؤتمر صحفي إن "هذه العصابة المؤلفة من خمسة أشخاص لاحقَتها استخبارات وزارة الدفاع واستطاعت أن تتابع عملها من أول لحظة". وأوضح العسكري أن الخلية ضُبطت قبل أن يتمكن أفرادها من تصنيع أي غاز أو أسلحة كيماوية في مصانع بدائية بالعاصمة بغداد ومحافظة أخرى، مضيفاً القول "إن الخلية حصلت على برامج وصلتها من تنظيمات القاعدة في الخارج وكانت تعمل وفق برنامج خاص بغاز السارين وغاز الأعصاب وغاز الخردل".
وأضاف الناطق الرسمي العراقي قائلاً أنه "بالتعاون مع الكثير من أجهزة الاستخبارات الأخرى في داخل وخارج العراق استطعنا أن نتوصل إلى هذه الخلية، وتم إلقاء القبض عليهم وكل محتوياتهم وكل مخططاتهم"، بحسب تعبيره.
السلطات العراقية عرضت خلال المؤتمر الصحفي ثلاثة من المشتبه فيهم وهم يرتدون ملابس رياضية صفراء ووجوههم مغطاة بأقنعة. كما عُرضَت زجاجات معبّأة بمواد كيماوية ومعدات معملية أخرى بالإضافة إلى نماذج مروحيات صغيرة مشابهة للُعب أطفال يتم التحكم فيها عن بعد وقالت السلطات إن أفراد الخلية خططوا لاستخدامها في نشر الغاز.
إعلانُ بغداد اعتقال الخلية التي يشتبه بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وتخطط لهجمات كيماوية جاء في الوقت الذي يتواصل تسليط الأضواء على احتمالات استخدام مثل هذه الأسلحة المحظورة من قبل طرفيْ الصراع في سوريا المجاورة. وفي هذا الصدد، يشار إلى تصريحاتٍ رسمية لعواصم غربية حول وجود ما وصفت بأدلة متزايدة على استخدام أسلحة كيماوية في صراع سوريا وذلك في الوقت الذي ما يزال فريق من المحققين التابعين للأمم المتحدة بانتظار موافقة دمشق للتوجّه إلى سوريا والبدء بمهمة التحقيق في المزاعم.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي الذي أشار إلى تصريحات رسمية أخرى خلال الفترة الأخيرة أُعلن فيها أن السلطات تمكنت من ضبط "خطوط وخيوط فاعلة لتنظيمات القاعدة في مناطق مختلفة من البلاد وأدت إلى كشف خطط لاستهداف الزائرين خلال مواسم الزيارات عن طريق مواد كيماوية....".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابَ محيي عن سؤال آخر يتعلق بأهمية ما أُعلن في شأن تعاون الأجهزة العراقية المختصة مع وكالاتِ دولٍ أخرى في ملاحقة خلايا القاعدة من أجل تعزيز أمن العراق.
الاجتماعُ انعقدَ بعد ساعاتٍ من أحدث نداء وجّهته الأمم المتحدة للقادة السياسيين من أجل التحرك الفوري لوقفِ موجةِ هجماتٍ وُصفت بأنها الأسوأ منذ عام 2008 وأدت إلى مقتل أكثر
من 1045 عراقياً وإصابة 2397 آخرين خلال أيار المنصرم.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر "هذا رقم قياسي يدعو للحزن، ويجب على السياسيين العراقيين التحرك فوراً لوقف هذه الموجة غير المقبولة من سفك الدماء"، بحسب تعبيره.
حصيلةُ العنف التي نشرتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تضمّنت أرقاماً أعلى من إحصاءات وزارات الداخلية والدفاع والصحة والتي أظهرت مقتل 630 شخصا في أيار، هم 446 مدنياً و88 عسكرياً و96 شرطياً. فيما أصيب 1097 شخصاً، هم 152 عسكرياً و193 شرطياً و752 مدنياً. كما أشارت الإحصاءات الحكومية إلى "مقتل 51 إرهابياً". وتتفق الحصيلة الرسمية مع إحصاءات (يونامي) من حيث أنها الأعلى لمعدل ضحايا العنف في شهر واحد منذ نيسان 2008.
وفي عرضها لهذه الأرقام، أفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن حصيلةً أعدتها استناداً إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية أظهرت مقتل 614 عراقياً وإصابة 1550 آخرين بجروح خلال الشهر المنصرم.
وفي اجتماع القادة الذي انـعقَد في مَـكتبه وبـمبادرةٍ منهُ السبت، قال رئيس (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) عمار الحكيم إن اللقاء أصدَر كلمة شرف "تتضمن أن يكون الاختلاف تحت سقف الدستور والتقاطع ضمن حدود الوطن، فضلاً عن التأكيد على حرمة الدم العراقي وحمايته ونبذ الإرهاب والطائفية والعنصرية ومظاهر الخروج عن القانون." كما أكد الحكيم في كلمته الحاجة إلى التهدئة الإعلامية من أجل العودة إلى طاولة الحوار، مبيّناً ضرورة أن يكون الحوار حواراً "مفضياً إلى حلول وليس حوار من أجل الحوار"، بحسب تعبيره.
وفي حديثه عن أهمية اللقاء، قال عضو مجلس النواب والناطق باسم (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) الشيخ حميد رشيد معلّه في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف إن اجتماع القادة بحد ذاته "يمتلك أهمية واضحة ولقد أجمع على توصيف هذه الأهمية كافة المشاركين فيه والذين قدّروا أنه يشكّل خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح...".
من جهته، أشاد الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي أياد السامرائي باللقاء الرمزي الذي انعقد بدعوة من رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. وقال لإذاعة العراق الحر إنه جرى خلال الشهور الماضية التحدث عن أهمية العمل من أجل مبادرة من هذا النوع "لمعالجة التدهور الحاصل في العلاقات السياسية ومعالجة المشاكل ومن ضمنها التعامل الإيجابي مع المظاهرات والاعتصامات.....". وأضاف السامرائي في المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أنه لا يعلم ما إذا كان "السيد الحكيم سيكتفي بهذا اللقاء أم أنه سيطوّره إلى ما هو أكثر...".
أما الأمين العام للكتلة الوطنية البيضاء جمال البطيخ فقد أشاد من جهته أيضاً باللقاء الرمزي الذي جمع القادة العراقيين معتبراً أنه "حتى الحروب لا يمكن حلها إلا بالحوار". وأضاف في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أن "الأزمة الحالية في البلاد تكمن مفاتيح حلولها في الشراكة المسؤولة وليس بشراكة الصراع والضغوط وليْ الأذرع والاستقواء بالأجنبي"، على حد تعبيره.
من جهته، أشاد عضو مجلس النواب ورئيس كتلة الرافدين يونادم كنا بمبادرة الدعوة لعقد اللقاء واستجابة القادة وممثلي الكتل بالمشاركة فيه. وأعرب عن اعتقاده بأن الاجتماع يشكّل "بداية ضرورية جداً للقاءات أكثر جدية بجدولة وبرمجة العمل من أجل حلحلة الاختلافات القائمة..."، بحسب رأيه.
من جهة أخرى، وفي محور الخطوات التي تُتخذ لتعزيز الأمن في أعقاب التدهور الذي أظهَـرَته إحصاءات ضحايا العنف في أيار، أعلنت السلطات العراقية السبت اعتقال أفراد خلية يُشتبه بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وكانت تستعد لشنّ هجمات كيماوية ضد أهداف داخل العراق وفي أوروبا وأميركا الشمالية.
وفي إعلانه ذلك، قال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع محمد العسكري في مؤتمر صحفي إن "هذه العصابة المؤلفة من خمسة أشخاص لاحقَتها استخبارات وزارة الدفاع واستطاعت أن تتابع عملها من أول لحظة". وأوضح العسكري أن الخلية ضُبطت قبل أن يتمكن أفرادها من تصنيع أي غاز أو أسلحة كيماوية في مصانع بدائية بالعاصمة بغداد ومحافظة أخرى، مضيفاً القول "إن الخلية حصلت على برامج وصلتها من تنظيمات القاعدة في الخارج وكانت تعمل وفق برنامج خاص بغاز السارين وغاز الأعصاب وغاز الخردل".
وأضاف الناطق الرسمي العراقي قائلاً أنه "بالتعاون مع الكثير من أجهزة الاستخبارات الأخرى في داخل وخارج العراق استطعنا أن نتوصل إلى هذه الخلية، وتم إلقاء القبض عليهم وكل محتوياتهم وكل مخططاتهم"، بحسب تعبيره.
السلطات العراقية عرضت خلال المؤتمر الصحفي ثلاثة من المشتبه فيهم وهم يرتدون ملابس رياضية صفراء ووجوههم مغطاة بأقنعة. كما عُرضَت زجاجات معبّأة بمواد كيماوية ومعدات معملية أخرى بالإضافة إلى نماذج مروحيات صغيرة مشابهة للُعب أطفال يتم التحكم فيها عن بعد وقالت السلطات إن أفراد الخلية خططوا لاستخدامها في نشر الغاز.
إعلانُ بغداد اعتقال الخلية التي يشتبه بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وتخطط لهجمات كيماوية جاء في الوقت الذي يتواصل تسليط الأضواء على احتمالات استخدام مثل هذه الأسلحة المحظورة من قبل طرفيْ الصراع في سوريا المجاورة. وفي هذا الصدد، يشار إلى تصريحاتٍ رسمية لعواصم غربية حول وجود ما وصفت بأدلة متزايدة على استخدام أسلحة كيماوية في صراع سوريا وذلك في الوقت الذي ما يزال فريق من المحققين التابعين للأمم المتحدة بانتظار موافقة دمشق للتوجّه إلى سوريا والبدء بمهمة التحقيق في المزاعم.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي الذي أشار إلى تصريحات رسمية أخرى خلال الفترة الأخيرة أُعلن فيها أن السلطات تمكنت من ضبط "خطوط وخيوط فاعلة لتنظيمات القاعدة في مناطق مختلفة من البلاد وأدت إلى كشف خطط لاستهداف الزائرين خلال مواسم الزيارات عن طريق مواد كيماوية....".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابَ محيي عن سؤال آخر يتعلق بأهمية ما أُعلن في شأن تعاون الأجهزة العراقية المختصة مع وكالاتِ دولٍ أخرى في ملاحقة خلايا القاعدة من أجل تعزيز أمن العراق.