يجمع مراقبون محليون ودوليون على أن الوضع في العراق لا يبشر بالكثير من الخير إذا ما استمر التوتر الحالي على حاله.
احد المراقبين وصف الوضع الآن بأنه أزمة واضاف: إذا ما تحول هذا الوضع إلى كارثة فلا يمكن السيطرة عليها على الإطلاق.
التفجيرات تكاد تكون يومية في العاصمة بغداد وقد قتلت في نيسان الماضي وحده 712 حسب إحصاءات الأمم المتحدة فيما قتلت أكثر من 550 منذ بداية آيار الجاري.
انطلقت شرارة التوترات الجديدة قبل شهرين تقريبا عندما وقعت حادثة الحويجة التي قتل فيها 23 شخصا في الأقل.
والمعتصمون في الحويجة جزء من حركة اعتصام واسعة بدأت في كانون الأول الماضي في مناطق ذات أغلبية سنية وجاءت احتجاجا على ما وصفوه بسياسة التهميش ضدهم.
مناوئو رئيس الوزراء نوري المالكي ومنهم الأكراد يتهمونه بالدكتاتورية وهو ما ينفيه المقربون منه.
ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن عدنان فيحان، العضو البارز في حركة "عصائب أهل الحق" إن العراق يتجه نحو فتنة طائفية تشبه الفتنة التي اشتعلت قبل سنوات واضاف أن حركته تنوي التهيؤ لمثل هذا التطور.
ونفى فيحان في حديثه للوكالة على هامش مؤتمر صحفي عقده في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة نفى أن تكون جماعته وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت السنة، كما انتقد ما دعاه بخطة تركية قطرية لخلق فتنة طائفية في العراق.
في هذه الأثناء تنطلق دعوات ونداءات إلى التهدئة والتخفيف من نبرة العداء ومن الخطابات الساخنة التي تدعو إلى المواجهة والانتقام وما شابه.
هذا ونفى النائب السابق عن كتلة التوافق رشيد العزاوي أن يكون هناك من يدعو إلى العنف ويؤجج الأوضاع بشكل واضح، غير انه قال إن الهوة واسعة بين الفصائل المختلفة في العراق، وإن السبب الرئيسي هو أن الثقة مفقودة بينها تماما واضاف: إذا لم تبن جسور الثقة فالسلام في حالة خطر.
أما النائب السابق وائل عبد اللطيف فانتقد الجميع بكل طوائفهم وانتماءاتهم قائلا: إنهم يعطون نموذجا سيئا للشعب، لاسيما من يمتطون الدين ويستخدمونه وسيلة للوجود، وشبه هؤلاء بالمتطفلين من ذوي العمائم الجدد، وقال إن خطبهم المتشددة أوصلت العراق إلى هذا الحال.
النائب عبد اللطيف قال أيضا إن هناك رد فعل لكل خطاب متشنج، ويعني ذلك أن كل من يقول إن لديه أسلحة وإنه قادر على تصفية الآخر يلقى جوابا مفاده أن لدينا ما نحتاج أيضا لتصفيتك.
وائل عبد اللطيف وصف هذا المنطق بأنه بدائي يعود إلى أولى أيام البشرية على الأرض، ثم دعا الحكومة إلى توحيد كلمتها، والسياسيين إلى تصحيح اخطائهم الكثيرة، من خلال اللجوء إلى هذه الدولة أو تلك.
وقال "هذا اللي مغرّب، وذاك اللي مشرّق وهذا اللي بتركيا وذاك بإيران وهذا اللي بالاردن وذاك اللي بالسعودية وغيره اللي بقطر وهو ما أعطى عن السياسيين انطباعا سيئا للشعب".
مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد حسن راشد رصد لنا تحركات الجماعات المختلفة ودعواتها إلى الحرب أو إلى السلام ووصف في تقريره الأمر بأنه أشبه ما يكون بسباق بين الجانبين:
"ما يجري الآن في بغداد هو سباق بين فرص الحرب وفرص السلام، فرص الحرب تملك أسهما واضحة من خلال الجماعات التي تواصل عمليات القتل العشوائي للناس في الأماكن العامة، وما يترتب على ذلك من ردود فعل بدأت تأخذ طابعا طائفيا، خاصة مع نجاح هذه الجماعات في تجاوز كل الاحترازات الأمنية، ومواصلة استهداف بعض أحياء بغداد على أساس طائفي، الأمر الذي بدأ يخلق استجابة في الوسط الشيعي من خلال ارتفاع أصوات الأشخاص والجماعات المتشددة، وظهور بعض المليشيات بعد سنوات من اختفائها، وكذلك مطالبة بعض الأوساط العشائرية بالثأر لقتلاها.
دعوات الثأر بدت أكثر وضوحا خلال الأيام القليلة الماضية. فبعض العشائر الشيعية غربي بغداد حولت تشييع قتلاها إلى مناسبة للمطالبة بالثأر لهم، هذا الأمر يتعزز في ظل سقوط عشرات القتلى يوميا مع تراجع الجهد الأمني الحكومي. وعلينا ألا ننسى أن ثقافة الثأر من الثقافات المتأصلة في المجتمع العراقي.
السلام له فرصه أيضا من خلال التحرك الحكومي الذي تكثف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من خلال اجتماعات الحكومة، وزيارة رئيس الوزراء لبعض الأحياء الغربية والجنوبية من بغداد، التي أشيع مؤخرا ظهور مليشيات فيها، بالإضافة إلى جهد العشائر والمجتمع المدني، الذي يواصل التحرك على أكثر من صعيد لتعزيز فرص السلام، ونبذ الطائفية، والتذكير بالمشتركات الوطنية بين مكونات المجتمع العراقي".
احد المراقبين وصف الوضع الآن بأنه أزمة واضاف: إذا ما تحول هذا الوضع إلى كارثة فلا يمكن السيطرة عليها على الإطلاق.
التفجيرات تكاد تكون يومية في العاصمة بغداد وقد قتلت في نيسان الماضي وحده 712 حسب إحصاءات الأمم المتحدة فيما قتلت أكثر من 550 منذ بداية آيار الجاري.
انطلقت شرارة التوترات الجديدة قبل شهرين تقريبا عندما وقعت حادثة الحويجة التي قتل فيها 23 شخصا في الأقل.
والمعتصمون في الحويجة جزء من حركة اعتصام واسعة بدأت في كانون الأول الماضي في مناطق ذات أغلبية سنية وجاءت احتجاجا على ما وصفوه بسياسة التهميش ضدهم.
مناوئو رئيس الوزراء نوري المالكي ومنهم الأكراد يتهمونه بالدكتاتورية وهو ما ينفيه المقربون منه.
ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن عدنان فيحان، العضو البارز في حركة "عصائب أهل الحق" إن العراق يتجه نحو فتنة طائفية تشبه الفتنة التي اشتعلت قبل سنوات واضاف أن حركته تنوي التهيؤ لمثل هذا التطور.
ونفى فيحان في حديثه للوكالة على هامش مؤتمر صحفي عقده في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة نفى أن تكون جماعته وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت السنة، كما انتقد ما دعاه بخطة تركية قطرية لخلق فتنة طائفية في العراق.
في هذه الأثناء تنطلق دعوات ونداءات إلى التهدئة والتخفيف من نبرة العداء ومن الخطابات الساخنة التي تدعو إلى المواجهة والانتقام وما شابه.
هذا ونفى النائب السابق عن كتلة التوافق رشيد العزاوي أن يكون هناك من يدعو إلى العنف ويؤجج الأوضاع بشكل واضح، غير انه قال إن الهوة واسعة بين الفصائل المختلفة في العراق، وإن السبب الرئيسي هو أن الثقة مفقودة بينها تماما واضاف: إذا لم تبن جسور الثقة فالسلام في حالة خطر.
أما النائب السابق وائل عبد اللطيف فانتقد الجميع بكل طوائفهم وانتماءاتهم قائلا: إنهم يعطون نموذجا سيئا للشعب، لاسيما من يمتطون الدين ويستخدمونه وسيلة للوجود، وشبه هؤلاء بالمتطفلين من ذوي العمائم الجدد، وقال إن خطبهم المتشددة أوصلت العراق إلى هذا الحال.
النائب عبد اللطيف قال أيضا إن هناك رد فعل لكل خطاب متشنج، ويعني ذلك أن كل من يقول إن لديه أسلحة وإنه قادر على تصفية الآخر يلقى جوابا مفاده أن لدينا ما نحتاج أيضا لتصفيتك.
وائل عبد اللطيف وصف هذا المنطق بأنه بدائي يعود إلى أولى أيام البشرية على الأرض، ثم دعا الحكومة إلى توحيد كلمتها، والسياسيين إلى تصحيح اخطائهم الكثيرة، من خلال اللجوء إلى هذه الدولة أو تلك.
وقال "هذا اللي مغرّب، وذاك اللي مشرّق وهذا اللي بتركيا وذاك بإيران وهذا اللي بالاردن وذاك اللي بالسعودية وغيره اللي بقطر وهو ما أعطى عن السياسيين انطباعا سيئا للشعب".
مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد حسن راشد رصد لنا تحركات الجماعات المختلفة ودعواتها إلى الحرب أو إلى السلام ووصف في تقريره الأمر بأنه أشبه ما يكون بسباق بين الجانبين:
"ما يجري الآن في بغداد هو سباق بين فرص الحرب وفرص السلام، فرص الحرب تملك أسهما واضحة من خلال الجماعات التي تواصل عمليات القتل العشوائي للناس في الأماكن العامة، وما يترتب على ذلك من ردود فعل بدأت تأخذ طابعا طائفيا، خاصة مع نجاح هذه الجماعات في تجاوز كل الاحترازات الأمنية، ومواصلة استهداف بعض أحياء بغداد على أساس طائفي، الأمر الذي بدأ يخلق استجابة في الوسط الشيعي من خلال ارتفاع أصوات الأشخاص والجماعات المتشددة، وظهور بعض المليشيات بعد سنوات من اختفائها، وكذلك مطالبة بعض الأوساط العشائرية بالثأر لقتلاها.
دعوات الثأر بدت أكثر وضوحا خلال الأيام القليلة الماضية. فبعض العشائر الشيعية غربي بغداد حولت تشييع قتلاها إلى مناسبة للمطالبة بالثأر لهم، هذا الأمر يتعزز في ظل سقوط عشرات القتلى يوميا مع تراجع الجهد الأمني الحكومي. وعلينا ألا ننسى أن ثقافة الثأر من الثقافات المتأصلة في المجتمع العراقي.
السلام له فرصه أيضا من خلال التحرك الحكومي الذي تكثف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من خلال اجتماعات الحكومة، وزيارة رئيس الوزراء لبعض الأحياء الغربية والجنوبية من بغداد، التي أشيع مؤخرا ظهور مليشيات فيها، بالإضافة إلى جهد العشائر والمجتمع المدني، الذي يواصل التحرك على أكثر من صعيد لتعزيز فرص السلام، ونبذ الطائفية، والتذكير بالمشتركات الوطنية بين مكونات المجتمع العراقي".