تـَجددَ العنفُ الثلاثاء في هجَماتٍ تواصَلـَت غَداةَ يومٍ دامٍ آخر أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في مناطق متفرقة من العراق.
الشرطة العراقية أعلنت أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في تفجيراتٍ استهدَفَ أحدُها موقعاً بالقرب من سوقٍ للمواشي في كركوك ما أدى إلى قتل ستة أشخاص وتمزيق جثث البـَشر والحيوانات على حدٍ سواء ما أثـارَ دهشـةَ سكان محليين من الطبيعة العشوائية لهذه الهجمات. وقال المواطن محمود جمعة لرويترز إنه لم يكن يعتقد أبداً أن يُستهدَف هذا المكان لكون "الحيوانات ليس لها صلة بالسياسة ولا صلة لها بالطوائف ولا صلة لها بالانتماء العرقي أو الديني."
وفي عرضها لتفاصيل هجمات الثلاثاء التي وقعت في كركوك وطوزخورماتو والطارمية شمالي بغداد أشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء إلى مقتل أكثر من 200 شخص خلال الأيام السبعة الماضية مع تهديد التوترات الطائفية التي أشعلها الصراع في سوريا المجاورة بإعادة العراق إلى العنف الطائفي الذي كان عدد القتلى خلال ذروته في عاميْ 2006 و2007 يتجاوز أحياناً ثلاثة آلاف في الشهر.
هذا فيما يواصل زعماء سياسيون وروحيون من كل الطوائف التعبير في تصريحاتهم العلَنية عن التمسك بالوحدة الوطنية وضرورة التكاتف من أجل إبعاد شبح الاقتتال بين مكوّنات المجتمع.
ويُـرجّح مسؤولون وخبراء أن يكون الجناح العراقي لتنظيم القاعدة المعروف باسم (دولة العراق الإسلامية) وراء سلسلة الهجمات الأخيرة في الوقت الذي لم تُصدر أي جماعة حتى عصر الثلاثاء بياناً تعلن فيه المسؤولية عن التفجيرات المتجددة.
في الأثـنـاء، جددت الأمم المتحدة دعوتها جميع القادة العراقيين إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيانٍ صدَر الجمعة (17 أيار) إنه "تقع على عاتق جميع القادة مسؤولية حقن الدماء وحماية مواطنيهم"، مشدداً على ضرورة إحلال السلام بعد أن "عانى الشعب العراقي بما فيه الكفاية"، ومحذراً من انزلاق البلاد "إلى الوراء نحو وضع مجهولٍ وخطير ما لم يتحركوا لعمل شيء"، بحسب تعبيره.
وفي بيانٍ آخر أصدَره لمناسبة (اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية) الثلاثاء (21 أيار)، قال كوبلر إن "التنوع من أهم مواطن قوة العراق وهو رمز لإرثه الثقافي الثر الذي يمتد عبر آلاف السنين." وأضاف "اليوم، تدفع الانقسامات الاجتماعية والثقافية بالعراق نحو الصراع. وزُجّ بالمدنيين الأبرياء في دائرة العنف. وهذا أمر مقلق للغاية. يمكن تجاوز هذه الانقسامات من خلال الحوار المفتوح الذي يعزز التسامح والاحترام المتبادل والثقة. يجب على جميع العراقيين، بما في ذلك قادة البلاد، تقبّل الاختلافات فيما بينهم لبناء ثقافة جديدة للسلام"، على حد تعبير المبعوث الأممي.
وبعد يومٍ واحد من اجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي، التقى كوبلر رئيس ائتلاف (العراقية) أياد علاوي في بغداد مساء الاثنين.
وأُفيد بأن رئيس الحكومة العراقية الأسبق طالبَ "أن تقوم كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية بالتحرك الفوري ولعب دور فعال وجدي لحل الأزمة ومعالجة جوهر وأسباب الخلافات"، بحسب ما وَرد في نصّ تصريحٍ لناطق مخوّل باسم حركة (الوفاق الوطني العراقي) تلقت إذاعة العراق الحر نسخة منه الثلاثاء.
يُشـار إلى تصريحاتٍ رسمية صدَرت خلال اليومين الماضيين كان أبرزها ما تضمنّه بيان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الذي دعا إلى مناقشة الوضع الأمني في جلسة برلمانية خاصة الثلاثاء ولكنها لم تنعقد لعدم اكتمال النصاب القانوني. وكان رئيس الوزراء المالكي الذي يرأس أيضاً ائتلاف (دولة القانون) اعترض في مؤتمره الصحفي الاثنين على عقد مثل هذه الجلسة معتبراً أنها يمكن أن تتحوّل إلى منبر لتأجيج الأزمة بدلاً من حلّها. كما أعلن أن حكومته بصدد "إجراء تغييرات بالمواقع العليا والمتوسطة والخطط الأمنية".
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع عضو مجلس النواب ورئيس قائمة (الرافدين) يونادم كنا الذي قال في ردّه على سؤال بشأن المداولات التي كانت تُجرى في وقتٍ سابقٍ الثلاثاء حول الجلسة البرلمانية "إنها ستكون تشاورية فقط، ونتمنى من القيادات السياسية والمرجعيات الرئيسية في البلد أن تأتي إلى كلمة سواء وتعالج الأمر من الجذور..."، بحسب تعبيره.
من جهته، أشار النائب عبد الهادي الحساني من ائتلاف (دولة القانون) إلى جهات متعددة "أبدت عداءها للتحوّل الديمقراطي في العراق منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام الديكتاتوري" وبالتالي لا تريد استمرار أو نجاح العملية السياسية التي تشارك فيها جميع المكوّنات. وفي هذا الصدد، قال في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق "لدينا حكومة شراكة وطنية يشترك فيها كل العراقيين بكل أطيافهم ومكوّناتهم." وأضاف "نحن نقول لا بد أن يُصار إلى إجراءات حاسمة سريعة وحوارات مفتوحة، وكل ما يُراد تفعيله بالقانون نحن معه...متمنين أن يجتمع الكل من أجل حقن الدماء ومن أجل بناء العراق وحماية سيادته واستقلاله"، بحسب تعبيره.
أما المحلل السياسي خالد السراي فقد اعتبرَ في ردّه على سؤال بشأن جدوى الدعوة لدورٍ تمارسه الأمم المتحدة والجامعة العربية للمساعدة في تهدئة التوترات العراقية اعتبرَ "أن الصراعات السياسية في العراق تجاوزت أي صيَغ موضوعية معتادة لأي تنافس سياسي وقد تكون في بعض أوجهها قد تحوّلت إلى حرب سياسية. أما دور ممثلية الأمم المتحدة فهو بالتأكيد إيجابي جداً...لكن المشكلة هي هل توجد أرضية داخلية لإنجاح النوايا الحسنة لممثلية الأمم المتحدة؟ أما بالنسبة للجامعة العربية فلا يمكن القول إن بإمكانها ممارسة الدور الحيادي نفسه الذي تلعبه الأمم المتحدة وذلك بسبب خضوعها لأطراف سياسية أو حكومات عربية معروفة الاتجاه.."، بحسب رأيه.
وفي تحليله لأحدث الهجمات الإرهابية التي تجددت الثلاثاء، أعرب مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي عن اعتقاده بأن "العنف سوف يزداد شراسة فيما لا يبدو أن بإمكان القوات العسكرية والأجهزة الأمنية المشتركة معها السيطرة على هذا الملف. وقد أثبتت التجارب السابقة فشل السيطرات وفشل الأسلوب الكلاسيكي للخطط الأمنية التي تُطبّق في الشارع وضد الإرهاب سيما وأن الإرهاب أصبح أكثر عنفاً من السابق...في مواجهة قوات نظامية تبدو مكتوفة الأيدي وغير قادرة على مباغتة ومجابهة العدو أو إجهاض خططه في الوقت الحاضر"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية العراقي محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الإجراءات الحكومية المزمعة التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي الاثنين لتغيير القيادات والخطط الأمنية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن أربع مقابلات مع النائب عن ائتلاف (دولة القانون) عبد الهادي الحساني، وعضو مجلس النواب رئيس قائمة (الرافدين) يونادم كنا، ومدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد د. معتز محيي، والمحلل السياسي العراقي خالد السراي.
الشرطة العراقية أعلنت أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في تفجيراتٍ استهدَفَ أحدُها موقعاً بالقرب من سوقٍ للمواشي في كركوك ما أدى إلى قتل ستة أشخاص وتمزيق جثث البـَشر والحيوانات على حدٍ سواء ما أثـارَ دهشـةَ سكان محليين من الطبيعة العشوائية لهذه الهجمات. وقال المواطن محمود جمعة لرويترز إنه لم يكن يعتقد أبداً أن يُستهدَف هذا المكان لكون "الحيوانات ليس لها صلة بالسياسة ولا صلة لها بالطوائف ولا صلة لها بالانتماء العرقي أو الديني."
وفي عرضها لتفاصيل هجمات الثلاثاء التي وقعت في كركوك وطوزخورماتو والطارمية شمالي بغداد أشارت هذه الوكالة العالمية للأنباء إلى مقتل أكثر من 200 شخص خلال الأيام السبعة الماضية مع تهديد التوترات الطائفية التي أشعلها الصراع في سوريا المجاورة بإعادة العراق إلى العنف الطائفي الذي كان عدد القتلى خلال ذروته في عاميْ 2006 و2007 يتجاوز أحياناً ثلاثة آلاف في الشهر.
هذا فيما يواصل زعماء سياسيون وروحيون من كل الطوائف التعبير في تصريحاتهم العلَنية عن التمسك بالوحدة الوطنية وضرورة التكاتف من أجل إبعاد شبح الاقتتال بين مكوّنات المجتمع.
ويُـرجّح مسؤولون وخبراء أن يكون الجناح العراقي لتنظيم القاعدة المعروف باسم (دولة العراق الإسلامية) وراء سلسلة الهجمات الأخيرة في الوقت الذي لم تُصدر أي جماعة حتى عصر الثلاثاء بياناً تعلن فيه المسؤولية عن التفجيرات المتجددة.
في الأثـنـاء، جددت الأمم المتحدة دعوتها جميع القادة العراقيين إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيانٍ صدَر الجمعة (17 أيار) إنه "تقع على عاتق جميع القادة مسؤولية حقن الدماء وحماية مواطنيهم"، مشدداً على ضرورة إحلال السلام بعد أن "عانى الشعب العراقي بما فيه الكفاية"، ومحذراً من انزلاق البلاد "إلى الوراء نحو وضع مجهولٍ وخطير ما لم يتحركوا لعمل شيء"، بحسب تعبيره.
وفي بيانٍ آخر أصدَره لمناسبة (اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية) الثلاثاء (21 أيار)، قال كوبلر إن "التنوع من أهم مواطن قوة العراق وهو رمز لإرثه الثقافي الثر الذي يمتد عبر آلاف السنين." وأضاف "اليوم، تدفع الانقسامات الاجتماعية والثقافية بالعراق نحو الصراع. وزُجّ بالمدنيين الأبرياء في دائرة العنف. وهذا أمر مقلق للغاية. يمكن تجاوز هذه الانقسامات من خلال الحوار المفتوح الذي يعزز التسامح والاحترام المتبادل والثقة. يجب على جميع العراقيين، بما في ذلك قادة البلاد، تقبّل الاختلافات فيما بينهم لبناء ثقافة جديدة للسلام"، على حد تعبير المبعوث الأممي.
وبعد يومٍ واحد من اجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي، التقى كوبلر رئيس ائتلاف (العراقية) أياد علاوي في بغداد مساء الاثنين.
وأُفيد بأن رئيس الحكومة العراقية الأسبق طالبَ "أن تقوم كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية بالتحرك الفوري ولعب دور فعال وجدي لحل الأزمة ومعالجة جوهر وأسباب الخلافات"، بحسب ما وَرد في نصّ تصريحٍ لناطق مخوّل باسم حركة (الوفاق الوطني العراقي) تلقت إذاعة العراق الحر نسخة منه الثلاثاء.
يُشـار إلى تصريحاتٍ رسمية صدَرت خلال اليومين الماضيين كان أبرزها ما تضمنّه بيان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الذي دعا إلى مناقشة الوضع الأمني في جلسة برلمانية خاصة الثلاثاء ولكنها لم تنعقد لعدم اكتمال النصاب القانوني. وكان رئيس الوزراء المالكي الذي يرأس أيضاً ائتلاف (دولة القانون) اعترض في مؤتمره الصحفي الاثنين على عقد مثل هذه الجلسة معتبراً أنها يمكن أن تتحوّل إلى منبر لتأجيج الأزمة بدلاً من حلّها. كما أعلن أن حكومته بصدد "إجراء تغييرات بالمواقع العليا والمتوسطة والخطط الأمنية".
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع عضو مجلس النواب ورئيس قائمة (الرافدين) يونادم كنا الذي قال في ردّه على سؤال بشأن المداولات التي كانت تُجرى في وقتٍ سابقٍ الثلاثاء حول الجلسة البرلمانية "إنها ستكون تشاورية فقط، ونتمنى من القيادات السياسية والمرجعيات الرئيسية في البلد أن تأتي إلى كلمة سواء وتعالج الأمر من الجذور..."، بحسب تعبيره.
من جهته، أشار النائب عبد الهادي الحساني من ائتلاف (دولة القانون) إلى جهات متعددة "أبدت عداءها للتحوّل الديمقراطي في العراق منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام الديكتاتوري" وبالتالي لا تريد استمرار أو نجاح العملية السياسية التي تشارك فيها جميع المكوّنات. وفي هذا الصدد، قال في مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق "لدينا حكومة شراكة وطنية يشترك فيها كل العراقيين بكل أطيافهم ومكوّناتهم." وأضاف "نحن نقول لا بد أن يُصار إلى إجراءات حاسمة سريعة وحوارات مفتوحة، وكل ما يُراد تفعيله بالقانون نحن معه...متمنين أن يجتمع الكل من أجل حقن الدماء ومن أجل بناء العراق وحماية سيادته واستقلاله"، بحسب تعبيره.
أما المحلل السياسي خالد السراي فقد اعتبرَ في ردّه على سؤال بشأن جدوى الدعوة لدورٍ تمارسه الأمم المتحدة والجامعة العربية للمساعدة في تهدئة التوترات العراقية اعتبرَ "أن الصراعات السياسية في العراق تجاوزت أي صيَغ موضوعية معتادة لأي تنافس سياسي وقد تكون في بعض أوجهها قد تحوّلت إلى حرب سياسية. أما دور ممثلية الأمم المتحدة فهو بالتأكيد إيجابي جداً...لكن المشكلة هي هل توجد أرضية داخلية لإنجاح النوايا الحسنة لممثلية الأمم المتحدة؟ أما بالنسبة للجامعة العربية فلا يمكن القول إن بإمكانها ممارسة الدور الحيادي نفسه الذي تلعبه الأمم المتحدة وذلك بسبب خضوعها لأطراف سياسية أو حكومات عربية معروفة الاتجاه.."، بحسب رأيه.
وفي تحليله لأحدث الهجمات الإرهابية التي تجددت الثلاثاء، أعرب مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي عن اعتقاده بأن "العنف سوف يزداد شراسة فيما لا يبدو أن بإمكان القوات العسكرية والأجهزة الأمنية المشتركة معها السيطرة على هذا الملف. وقد أثبتت التجارب السابقة فشل السيطرات وفشل الأسلوب الكلاسيكي للخطط الأمنية التي تُطبّق في الشارع وضد الإرهاب سيما وأن الإرهاب أصبح أكثر عنفاً من السابق...في مواجهة قوات نظامية تبدو مكتوفة الأيدي وغير قادرة على مباغتة ومجابهة العدو أو إجهاض خططه في الوقت الحاضر"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية العراقي محيي عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الإجراءات الحكومية المزمعة التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي الاثنين لتغيير القيادات والخطط الأمنية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن أربع مقابلات مع النائب عن ائتلاف (دولة القانون) عبد الهادي الحساني، وعضو مجلس النواب رئيس قائمة (الرافدين) يونادم كنا، ومدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد د. معتز محيي، والمحلل السياسي العراقي خالد السراي.