تَـتسـارعُ مساعٍ دوليةٌ على مستوى القمة من أجلِ إنهاءِ صراعِ سوريا المتواصل منذ أكثر من عامين مُـتسبّـباً بما يصفها الصليبُ الأحمر بكارثة إنسانية كبرى.
أحدثُ التـقديرات تشير إلى مقتل أكثر من اثنين وثمانين ألف شخص ونزوح نحو 1,4 مليون سوري إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف آذار 2011. وأعلَنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مقرّها في جنيف الاثنين أن المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا لم تعد تكفي جميع الذين يحتاجونها في ظل تصاعد القتال وانتشاره في المناطق السكنية.
وفي واشنطن، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمواصلة الدعم لشعب سوريا بما في ذلك زيادة المساعدات الإنسانية والسعي لتشكيل حكومة انتقالية من أجل تحقيق السلام.
كاميرون التقى أوباما في واشنطن بعد يومين من محادثاتِ قمةٍ تَـصدّرتها الأزمةُ السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
واستقبل بوتين الثلاثاء في هذا المنتجع الروسي أيضاً رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فيما يُتوقَع أن تتركز المحادثات التي يجريها أوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض يوم الخميس على جهود إنهاء الصراع في سوريا.
تتسارعُ لقاءاتُ القمة على خلفية إعلان موسكو وواشنطن جهداً مشتركاً لعقدِ مؤتمرٍ دولي يجمعُ طرفيْ صراع سوريا حول طاولةِ مفاوضاتٍ في جنيف خلال الأسابيع المقبلة.
لكن أوباما حذر في مؤتمره الصحفي المشترك مع كاميرون في البيت الأبيض الاثنين مما وصفها بالتحديات الهائلة التي تواجه عملية السلام المرتقبة لصراع سوريا برعايةٍ دولية، قائلاً:
"ستكون هناك تحديات هائلة في إجراء عملية ذات مصداقية حتى في حالة مشاركة روسيا فيها. ذلك لأنه ما تزال لدينا دول أخرى مثل إيران ولدينا لاعبون ليسوا دولاً مثل حزب الله يشاركون بنشاط. وبصراحة، هناك من ناحية أخرى، منظمات مثل جبهة النصرة المتفرعة أساساً من تنظيم القاعدة والتي لديها أجندة أخرى أبعد من مجرد التخلص من الأسد. لذلك، فإن كل هذه العوامل تشكّل مزيجاً قابلاً للاشتعال ما يجعل العملية تنطوي على تحديات."
الزعيمان الأميركي والبريطاني اتفقا على وجودِ حاجةٍ لمواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد كي يتنحى ويمهّد الطريق لانتقال سياسي. وفي هذا الصدد، صرح أوباما بأن "هذا يشمل الجمع بين ممثلين للنظام والمعارضة في جنيف خلال الأسابيع المقبلة للاتفاق على كيان انتقالي يسمح بنقل السلطة من الأسد إلى هذا الكيان الحاكم."
من جهته، وصف كاميرون أيضاً التحديات الماثلة بأنها هائلة، مضيفاً القول:
"نرحّب بموافقة الرئيس الروسي بوتين على الانضمام إلى مسعى التوصل إلى حل سياسي. ما تزال التحديات هائلة ولكن تتوفر لدينا نافذةُ فرصةٍ سانحة قبل أن تتحقق أسوأ المخاوف. وليس ثمة مهمة دولية أكثر إلحاحاً. نحن بحاجةٍ لحضور السوريين حول طاولة من أجل الاتفاق على حكومةٍ انتقالية يمكنها أن تحظى بقبول كل الشعب السوري. ولكن لن يكون هناك أي تقدم سياسي ما لم تتمكن المعارضة من الصمود وممارسة الضغط على الأسد كي يدرك عدم إمكانية تحقيق انتصار عسكري."
وفي حديثه عن مصلحة روسيا المشتركة مع بلاده من أجل إنهاء الحرب السوريـّة، قال رئيس الوزراء البريطاني:
"هناك مصلحة مشتركة لِـكِليْنا بأنه في النهاية ستكون سوريا دولة مستقرة وديمقراطية، وستكون المنطقة مستقرة، مع عدم تشجيعنا لتنامي التطرف العنيف."
الرئيس الأميركي أشارَ في المؤتمر الصحفي المشترك أيضاً إلى محورٍ مهم آخر في محادثاته مع كاميرون، قائلاً:
"ناقشنا إيران حيث اتفقنا على مواصلة الضغط على طهران لاستمرارها في عدم الوفاء بالتزاماتها النووية. ويقع العبء على إيران كي تشارك بشكل بنّاء معنا ومع شركائنا في مجموعة 5 زائد 1 من أجل حل المخاوف العالمية حول برنامجها النووي."
وفي تحليله للجهود الدولية المتسارعة واللقاءات التي تُجرى على مستوى القمة في غير عاصمة حول العالم من أجل تسوية الأزمة السورية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري لإذاعة العراق الحر إن كل الأطراف المشغولة بالتوصل لحل "لها ما يبرر اندفاعها نحو إنجاز تسوية للصراع". وفي هذا الصدد، ذكر أن الجهود المتسارعة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، تُعزى "لاستشعارها الخطر من تنامي القوى المتطرفة وخصوصاً بعد ارتفاع أسهم جبهة النصرة في المعارضة السورية"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن أهمية مشاركة بغداد في أي مؤتمر دولي حول سوريا معتبراً "أن العراق من الأطراف المعنية بشكل مباشر في الأزمة السورية سيما وأنه يستشعر مخاطرها بالإضافة إلى قلقه من مخرجات الصراع، أي مرحلة ما بعد بشار الأسد....".
من جهته، قال مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر "إن تعقيدات المشهد السوري اليوم تشبه إلى حد كبير ما كنا نراه في العراق قبل عشر سنوات مع عدم استبعاد أن ما يجري على الساحة السورية هو من تداعيات ما بدأ كنتيجة لمجريات الأحداث على المسرح العراقي وحتى على المسرح الأفغاني." وأعرب رزق عن اعتقاده بأن "التوازنات الإقليمية الجديدة هي التي ستقرر مستقبل هذه المنطقة"، مضيفاً أنه "مثلما رأينا في السابق شبه إجماع على أن الخيار العسكري لم يكن هو السبيل للحل في العراق فإن الأطراف الدولية تتجه اليوم إلى الوصول إلى شبه إجماع حول التركيبة السياسية التي يمكن أن توفر للمنطقة درجة أكبر من الاستقرار...".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، عـلّق الباحث في الشؤون الإستراتيجية على مغزى تصريح الرئيس الأميركي فيما يتعلق بوجود لاعبين آخرين في صراع سوريا "ليسوا دولاً بل منظمات وجماعات متطرفة". كما أجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بمغزى إشارة رئيس الوزراء البريطاني إلى "المصلحة الروسية المشتركة مع بلاده والغرب في تسريع حل الأزمة"، والثاني حول الإطار الزمني المتوقَع لوصول المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف إلى تسوية مقبولة من جميع الأطراف للصراع السوري.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقتطفات من المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن بالإضافة إلى مقابلتين مع مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في بيروت د. عماد رزق، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري.
أحدثُ التـقديرات تشير إلى مقتل أكثر من اثنين وثمانين ألف شخص ونزوح نحو 1,4 مليون سوري إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف آذار 2011. وأعلَنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مقرّها في جنيف الاثنين أن المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا لم تعد تكفي جميع الذين يحتاجونها في ظل تصاعد القتال وانتشاره في المناطق السكنية.
وفي واشنطن، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمواصلة الدعم لشعب سوريا بما في ذلك زيادة المساعدات الإنسانية والسعي لتشكيل حكومة انتقالية من أجل تحقيق السلام.
كاميرون التقى أوباما في واشنطن بعد يومين من محادثاتِ قمةٍ تَـصدّرتها الأزمةُ السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
واستقبل بوتين الثلاثاء في هذا المنتجع الروسي أيضاً رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فيما يُتوقَع أن تتركز المحادثات التي يجريها أوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض يوم الخميس على جهود إنهاء الصراع في سوريا.
تتسارعُ لقاءاتُ القمة على خلفية إعلان موسكو وواشنطن جهداً مشتركاً لعقدِ مؤتمرٍ دولي يجمعُ طرفيْ صراع سوريا حول طاولةِ مفاوضاتٍ في جنيف خلال الأسابيع المقبلة.
لكن أوباما حذر في مؤتمره الصحفي المشترك مع كاميرون في البيت الأبيض الاثنين مما وصفها بالتحديات الهائلة التي تواجه عملية السلام المرتقبة لصراع سوريا برعايةٍ دولية، قائلاً:
"ستكون هناك تحديات هائلة في إجراء عملية ذات مصداقية حتى في حالة مشاركة روسيا فيها. ذلك لأنه ما تزال لدينا دول أخرى مثل إيران ولدينا لاعبون ليسوا دولاً مثل حزب الله يشاركون بنشاط. وبصراحة، هناك من ناحية أخرى، منظمات مثل جبهة النصرة المتفرعة أساساً من تنظيم القاعدة والتي لديها أجندة أخرى أبعد من مجرد التخلص من الأسد. لذلك، فإن كل هذه العوامل تشكّل مزيجاً قابلاً للاشتعال ما يجعل العملية تنطوي على تحديات."
الزعيمان الأميركي والبريطاني اتفقا على وجودِ حاجةٍ لمواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد كي يتنحى ويمهّد الطريق لانتقال سياسي. وفي هذا الصدد، صرح أوباما بأن "هذا يشمل الجمع بين ممثلين للنظام والمعارضة في جنيف خلال الأسابيع المقبلة للاتفاق على كيان انتقالي يسمح بنقل السلطة من الأسد إلى هذا الكيان الحاكم."
من جهته، وصف كاميرون أيضاً التحديات الماثلة بأنها هائلة، مضيفاً القول:
"نرحّب بموافقة الرئيس الروسي بوتين على الانضمام إلى مسعى التوصل إلى حل سياسي. ما تزال التحديات هائلة ولكن تتوفر لدينا نافذةُ فرصةٍ سانحة قبل أن تتحقق أسوأ المخاوف. وليس ثمة مهمة دولية أكثر إلحاحاً. نحن بحاجةٍ لحضور السوريين حول طاولة من أجل الاتفاق على حكومةٍ انتقالية يمكنها أن تحظى بقبول كل الشعب السوري. ولكن لن يكون هناك أي تقدم سياسي ما لم تتمكن المعارضة من الصمود وممارسة الضغط على الأسد كي يدرك عدم إمكانية تحقيق انتصار عسكري."
وفي حديثه عن مصلحة روسيا المشتركة مع بلاده من أجل إنهاء الحرب السوريـّة، قال رئيس الوزراء البريطاني:
"هناك مصلحة مشتركة لِـكِليْنا بأنه في النهاية ستكون سوريا دولة مستقرة وديمقراطية، وستكون المنطقة مستقرة، مع عدم تشجيعنا لتنامي التطرف العنيف."
الرئيس الأميركي أشارَ في المؤتمر الصحفي المشترك أيضاً إلى محورٍ مهم آخر في محادثاته مع كاميرون، قائلاً:
"ناقشنا إيران حيث اتفقنا على مواصلة الضغط على طهران لاستمرارها في عدم الوفاء بالتزاماتها النووية. ويقع العبء على إيران كي تشارك بشكل بنّاء معنا ومع شركائنا في مجموعة 5 زائد 1 من أجل حل المخاوف العالمية حول برنامجها النووي."
وفي تحليله للجهود الدولية المتسارعة واللقاءات التي تُجرى على مستوى القمة في غير عاصمة حول العالم من أجل تسوية الأزمة السورية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري لإذاعة العراق الحر إن كل الأطراف المشغولة بالتوصل لحل "لها ما يبرر اندفاعها نحو إنجاز تسوية للصراع". وفي هذا الصدد، ذكر أن الجهود المتسارعة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، تُعزى "لاستشعارها الخطر من تنامي القوى المتطرفة وخصوصاً بعد ارتفاع أسهم جبهة النصرة في المعارضة السورية"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن أهمية مشاركة بغداد في أي مؤتمر دولي حول سوريا معتبراً "أن العراق من الأطراف المعنية بشكل مباشر في الأزمة السورية سيما وأنه يستشعر مخاطرها بالإضافة إلى قلقه من مخرجات الصراع، أي مرحلة ما بعد بشار الأسد....".
من جهته، قال مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر "إن تعقيدات المشهد السوري اليوم تشبه إلى حد كبير ما كنا نراه في العراق قبل عشر سنوات مع عدم استبعاد أن ما يجري على الساحة السورية هو من تداعيات ما بدأ كنتيجة لمجريات الأحداث على المسرح العراقي وحتى على المسرح الأفغاني." وأعرب رزق عن اعتقاده بأن "التوازنات الإقليمية الجديدة هي التي ستقرر مستقبل هذه المنطقة"، مضيفاً أنه "مثلما رأينا في السابق شبه إجماع على أن الخيار العسكري لم يكن هو السبيل للحل في العراق فإن الأطراف الدولية تتجه اليوم إلى الوصول إلى شبه إجماع حول التركيبة السياسية التي يمكن أن توفر للمنطقة درجة أكبر من الاستقرار...".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، عـلّق الباحث في الشؤون الإستراتيجية على مغزى تصريح الرئيس الأميركي فيما يتعلق بوجود لاعبين آخرين في صراع سوريا "ليسوا دولاً بل منظمات وجماعات متطرفة". كما أجاب عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بمغزى إشارة رئيس الوزراء البريطاني إلى "المصلحة الروسية المشتركة مع بلاده والغرب في تسريع حل الأزمة"، والثاني حول الإطار الزمني المتوقَع لوصول المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف إلى تسوية مقبولة من جميع الأطراف للصراع السوري.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقتطفات من المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن بالإضافة إلى مقابلتين مع مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في بيروت د. عماد رزق، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري.