تَـتصدّرُ تطوراتُ الأزمة السورية جدولَ أعمال محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو الثلاثاء والتي يُجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يومين من اتصاله الهاتفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
واشنطن أعلنت الاثنين على لسان نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل أن كيري بحث والمالكي هاتفياً تطورات الوضع في العراق والمنطقة. فيما قالت بغداد في بيانٍ نُشر على موقع رئيس الوزراء العراقي الأحد إن كيري بحث مع المالكي "تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والتشاور وتبادل وجهات النظر حول آخر تطورات الأزمة السورية والسبل الكفيلة بحلها." كما أبلغ كيري المالكي أنه يعتزم "القيام بزيارة قريبة إلى موسكو تتركز على الأوضاع في سوريا"، بحسب تعبير البيان الرسمي العراقي.
وفي مزيدٍ من التفاصيل عن هذه المحادثات الهاتفية، قال فنتريل في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن الاثنين:
"أجرى الوزير كيري اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة الأحداث في العراق وكذلك في المنطقة. ورحّب الوزير بالمحادثات الأخيرة التي أُجريت بين بغداد وأربيل والالتزام بمتابعة المسائل المهمة الحاسمة بالنسبة لاستقرار العراق."
وأضاف الناطق الرسمي الأميركي قائلاً للصحافيين:
"قَـدّم الوزير التعازي للذين فقدوا أرواحهم في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وتعهد بمواصلة دعم جهود العراق في مكافحة الإرهاب. كما أعرب الوزير أيضاً عن قلقه إزاء احتمال نشوب صراع طائفي متجدد في العراق، مشيراً إلى الخطر الذي يشكّله الصراع الدائر في سوريا على المنطقة."
وكَـشـفَ فنتريل أن كيري حَـضّ المالكي أيضاً على إبداء ضبط النفس والمرونة في المحادثات مع المشاركين في احتجاجاتٍ متواصلة في محافظات عراقية، مضيفاً القول:
"حضّ الوزير كيري رئيسَ الوزراء نوري المالكي على إبداء ضبط النفس والمرونة في المحادثات مع المحتجين. وشدد على ضرورة امتناع جميع الأطراف عن العنف داعياً إلى معالجة المظالم المشروعة بشكلٍ سلمي وبما ينسجم مع الدستور العراقي."
وفي ردّه على سؤال يتعلق بالجدل الذي أثارته تصريحات محققة في الأمم المتحدة بأن مقاتلي المعارضة وليس النظام السوري استخدموا غاز الأعصاب، قال نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية:
"من المرجّح جداً أن يكون أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا قد بدأ من قِبل نظام الأسد. ونحن نعتقد أن هذه الأسلحة آمنة، لكننا نعرف أيضاً أن نظام الأسد أظهرَ استعداداً لتصعيد استخدامه العنف المروّع ضد الشعب السوري. ولذلك كان موقفنا وسيبقى متمثلاً في ضرورة المضي قُدماً بإجراء تحقيق كامل وعاجل في كل المزاعم ذات المصداقية، وندعو نظام الأسد إلى التعاون التام والسماح لمحققي الأمم المتحدة بالوصول دون قيود إلى جميع المناطق."
البيت الأبيض تشكك من جهته أيضاً بصحة الأنباء التي ترددت في شأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية من قبل مقاتلي المعارضة السورية. وقال الناطق الرئاسي الأميركي جاي كارني الاثنين:
"نتشكك للغاية في أي تلميحات أو اتهامات بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيماوية. ونحن نُرجّح إلى حد بعيد أنه إذا كانت أسلحة كيماوية قد استُخدمت بالفعل في سوريا، وثمة أدلة على ذلك بالتأكيد، فنظام الأسد هو المسؤول."
الناطق باسم البيت الأبيض أضافَ أن لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا أصدرت بياناً تنأى فيه بنفسها عن تصريحات كارلا ديل بونتي عضو اللجنة. وكانت ديل بونتي صرّحت الأحد بأن محققين دوليين جمعوا إفادات من مصابين وأفراد طبيين تشير إلى أن قوات المعارضة استخدمت غاز الأعصاب (السارين).
لكن اللجنة الدولية أوضَـحَت في بيانها الاثنين أن التحقيقات في استخدام أسلحة كيماوية من جانب أي طرف في الحرب السورية لم تتوصل إلى نتائج حاسمة.
وفي تعليقه على أهمية المحادثات التي أجراها كيري مع المالكي عبر الهاتف، اعتبَـرَ المحلل السياسي خالد السراي إن إبلاغ الجانب العراقي مسبقاً بزيارة وزير الخارجية الأميركي إلى روسيا يدلل على "الجوانب الإيجابية" في علاقات بغداد مع واشنطن. وأضاف في مقابلة أجريـتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أنه "حتى اللقاء بين وفد الإقليم والحكومة الاتحادية جرى برأي أميركي وضغط أميركي مباشر باتجاه حل الإشكاليات بين الطرفين والعودة للحوار والاحتكام إلى الدستور"، بحسب رأيه.
من جهتها، قالت الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو لإذاعة العراق الحر إن لدى روسيا والولايات المتحدة "نقاط التقاء تتمثل في أنهما تتشاطران بعض الأحيان قلقاً مشتركاً تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط حيث يوجد في المنطقة تطرف واضح تمارسه بعض المنظمات المحظورة التي وضعها الأميركيون في قائمتهم السوداء، وروسيا تنظر أيضاً بقلق شديد إلى نشاط هذه المنظمات. والعامل الثاني المشترك بين الدولتين هو التحفظ المتزايد وحتى القلق من تداعيات الأزمة في سوريا على جيرانها إذ هناك تأثير سلبي واضح على لبنان، وأيضاً على العراق"، بحسب تعبيرها.
وفي مقابلة أجريـتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالرؤية المشتركة لأطراف المجتمع الدولي تجاه مخاطر استخدام أسلحة كيماوية في سوريا والثاني حول أهمية المحادثات التي يجريها كيري في موسكو الثلاثاء وما إذا يمكن التَـوقُـع بأنها قد تسفر عن توافق أميركي روسي بشأن التوصل لحل الأزمة السورية.
واشنطن أعلنت الاثنين على لسان نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل أن كيري بحث والمالكي هاتفياً تطورات الوضع في العراق والمنطقة. فيما قالت بغداد في بيانٍ نُشر على موقع رئيس الوزراء العراقي الأحد إن كيري بحث مع المالكي "تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والتشاور وتبادل وجهات النظر حول آخر تطورات الأزمة السورية والسبل الكفيلة بحلها." كما أبلغ كيري المالكي أنه يعتزم "القيام بزيارة قريبة إلى موسكو تتركز على الأوضاع في سوريا"، بحسب تعبير البيان الرسمي العراقي.
وفي مزيدٍ من التفاصيل عن هذه المحادثات الهاتفية، قال فنتريل في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن الاثنين:
"أجرى الوزير كيري اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة الأحداث في العراق وكذلك في المنطقة. ورحّب الوزير بالمحادثات الأخيرة التي أُجريت بين بغداد وأربيل والالتزام بمتابعة المسائل المهمة الحاسمة بالنسبة لاستقرار العراق."
وأضاف الناطق الرسمي الأميركي قائلاً للصحافيين:
"قَـدّم الوزير التعازي للذين فقدوا أرواحهم في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وتعهد بمواصلة دعم جهود العراق في مكافحة الإرهاب. كما أعرب الوزير أيضاً عن قلقه إزاء احتمال نشوب صراع طائفي متجدد في العراق، مشيراً إلى الخطر الذي يشكّله الصراع الدائر في سوريا على المنطقة."
وكَـشـفَ فنتريل أن كيري حَـضّ المالكي أيضاً على إبداء ضبط النفس والمرونة في المحادثات مع المشاركين في احتجاجاتٍ متواصلة في محافظات عراقية، مضيفاً القول:
"حضّ الوزير كيري رئيسَ الوزراء نوري المالكي على إبداء ضبط النفس والمرونة في المحادثات مع المحتجين. وشدد على ضرورة امتناع جميع الأطراف عن العنف داعياً إلى معالجة المظالم المشروعة بشكلٍ سلمي وبما ينسجم مع الدستور العراقي."
وفي ردّه على سؤال يتعلق بالجدل الذي أثارته تصريحات محققة في الأمم المتحدة بأن مقاتلي المعارضة وليس النظام السوري استخدموا غاز الأعصاب، قال نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية:
"من المرجّح جداً أن يكون أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا قد بدأ من قِبل نظام الأسد. ونحن نعتقد أن هذه الأسلحة آمنة، لكننا نعرف أيضاً أن نظام الأسد أظهرَ استعداداً لتصعيد استخدامه العنف المروّع ضد الشعب السوري. ولذلك كان موقفنا وسيبقى متمثلاً في ضرورة المضي قُدماً بإجراء تحقيق كامل وعاجل في كل المزاعم ذات المصداقية، وندعو نظام الأسد إلى التعاون التام والسماح لمحققي الأمم المتحدة بالوصول دون قيود إلى جميع المناطق."
البيت الأبيض تشكك من جهته أيضاً بصحة الأنباء التي ترددت في شأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية من قبل مقاتلي المعارضة السورية. وقال الناطق الرئاسي الأميركي جاي كارني الاثنين:
"نتشكك للغاية في أي تلميحات أو اتهامات بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيماوية. ونحن نُرجّح إلى حد بعيد أنه إذا كانت أسلحة كيماوية قد استُخدمت بالفعل في سوريا، وثمة أدلة على ذلك بالتأكيد، فنظام الأسد هو المسؤول."
الناطق باسم البيت الأبيض أضافَ أن لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا أصدرت بياناً تنأى فيه بنفسها عن تصريحات كارلا ديل بونتي عضو اللجنة. وكانت ديل بونتي صرّحت الأحد بأن محققين دوليين جمعوا إفادات من مصابين وأفراد طبيين تشير إلى أن قوات المعارضة استخدمت غاز الأعصاب (السارين).
لكن اللجنة الدولية أوضَـحَت في بيانها الاثنين أن التحقيقات في استخدام أسلحة كيماوية من جانب أي طرف في الحرب السورية لم تتوصل إلى نتائج حاسمة.
وفي تعليقه على أهمية المحادثات التي أجراها كيري مع المالكي عبر الهاتف، اعتبَـرَ المحلل السياسي خالد السراي إن إبلاغ الجانب العراقي مسبقاً بزيارة وزير الخارجية الأميركي إلى روسيا يدلل على "الجوانب الإيجابية" في علاقات بغداد مع واشنطن. وأضاف في مقابلة أجريـتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق أنه "حتى اللقاء بين وفد الإقليم والحكومة الاتحادية جرى برأي أميركي وضغط أميركي مباشر باتجاه حل الإشكاليات بين الطرفين والعودة للحوار والاحتكام إلى الدستور"، بحسب رأيه.
من جهتها، قالت الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو لإذاعة العراق الحر إن لدى روسيا والولايات المتحدة "نقاط التقاء تتمثل في أنهما تتشاطران بعض الأحيان قلقاً مشتركاً تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط حيث يوجد في المنطقة تطرف واضح تمارسه بعض المنظمات المحظورة التي وضعها الأميركيون في قائمتهم السوداء، وروسيا تنظر أيضاً بقلق شديد إلى نشاط هذه المنظمات. والعامل الثاني المشترك بين الدولتين هو التحفظ المتزايد وحتى القلق من تداعيات الأزمة في سوريا على جيرانها إذ هناك تأثير سلبي واضح على لبنان، وأيضاً على العراق"، بحسب تعبيرها.
وفي مقابلة أجريـتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالرؤية المشتركة لأطراف المجتمع الدولي تجاه مخاطر استخدام أسلحة كيماوية في سوريا والثاني حول أهمية المحادثات التي يجريها كيري في موسكو الثلاثاء وما إذا يمكن التَـوقُـع بأنها قد تسفر عن توافق أميركي روسي بشأن التوصل لحل الأزمة السورية.