تُكمِّل هذه الحلقة من برنامج "من الأجواء العراقية" الحلقة الماضية التي خصصت للإجابة على تساؤلات مستمعين كرام، والتي تمحورت حول البستة العراقية بصورة عامة، وتحديداً البستات التي تعرف بكونها مجهولة الملحن، وبستات متعلقة بأحداث تلك الأيام في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، وبعد الحرب العالمية الثانية، وما بعد الإستقلال وأيام الخير..
خلاصة القول ان العديد من البستات التراثية القديمة التي تأتي بعد قراءة المقام، وتتواصل معه بنفس النغم تبقى مجهولة الملحن، وغالباً ما تكون مجهولة المؤلف أيضاً، مع العلم أن هناك اجتهادات نقلت عبر الأجيال عن هوية المؤلف، كما يقال عن "جواد جواد" بأن القصيدة هي في الأصل فارسية للشاعر حافظ الشيرازي، ونقلت إلى اللهجة البغدادية القديمة. ويقال أيضا أن جواد هو شاب "حليوه" إنجبرت به أمرأة بغدادية فوقعت في سراديب حبه.
على كل حال يبدو ان هذه البستة تعود، وكما يقول الأستاذ حسين الأعظمي في كتابه الجديد الذي صدر للتو في بيروت، إلى المدرسة الزيدانية أي مدرسة رائد المقام أحمد الزيدان الذي أخذ عنه رائد آخر هو رشيد القندرجي، مؤسس المدرسة القندرجية، كما المدرسة القبانجية. إلا أن القندرجي قدم بستة "جواد جواد" مع الجالغي البغدادي بداية عام 1930 على "الواير"، قبل ظهور "الريكوردر"، بإطارها القديم، وقبل أن تنتقل إلى المدرسة القبانجية التي صاغتها من جديد.
وبين الإطار القديم للمدرسة القندرجية، حيث كلام البستة عن الأم "إللي ما تنسبي" وعن حلفتك بموسى النبي، إلى الإطار الحديث الذي يبقى فيه جواد مجهول الهوية، ليسأله القارئ: "من يا بلد جوادي، مسيباوي لو بغدادي؟ والله ما يرضى ولا النبي"، إلى الحوار عن "لا تلومني ولا ألومك، ومن تمشي تسبيني سبي". "جواد جواد" بالإطار الحديث والقارئ فلفل كرجي.
ومن "جواد" إلى دعاء "الله يخلي صبري صندوق أمين البصرة" لقارئة المقام صديقة الملايا نهاية عشرينات القرن الماضي، أي قبل أكثر من 80 عاماً لتمجد بصبري أفندي، المحسن المستقيم الذي يتميز بالأخلاق الحسنة و"الخوش لوغية" ومساعدة المحتاجين، والذي دفع بدل الجندية لأبن المغنية البصراوية، حُسنية عام 1914.
ويبدو ان لابد من تواصل في الحلقة المقبلة، أي الثالثة في هذا السياق.
البرنامج الكامل في الملف الصوتي.
خلاصة القول ان العديد من البستات التراثية القديمة التي تأتي بعد قراءة المقام، وتتواصل معه بنفس النغم تبقى مجهولة الملحن، وغالباً ما تكون مجهولة المؤلف أيضاً، مع العلم أن هناك اجتهادات نقلت عبر الأجيال عن هوية المؤلف، كما يقال عن "جواد جواد" بأن القصيدة هي في الأصل فارسية للشاعر حافظ الشيرازي، ونقلت إلى اللهجة البغدادية القديمة. ويقال أيضا أن جواد هو شاب "حليوه" إنجبرت به أمرأة بغدادية فوقعت في سراديب حبه.
على كل حال يبدو ان هذه البستة تعود، وكما يقول الأستاذ حسين الأعظمي في كتابه الجديد الذي صدر للتو في بيروت، إلى المدرسة الزيدانية أي مدرسة رائد المقام أحمد الزيدان الذي أخذ عنه رائد آخر هو رشيد القندرجي، مؤسس المدرسة القندرجية، كما المدرسة القبانجية. إلا أن القندرجي قدم بستة "جواد جواد" مع الجالغي البغدادي بداية عام 1930 على "الواير"، قبل ظهور "الريكوردر"، بإطارها القديم، وقبل أن تنتقل إلى المدرسة القبانجية التي صاغتها من جديد.
وبين الإطار القديم للمدرسة القندرجية، حيث كلام البستة عن الأم "إللي ما تنسبي" وعن حلفتك بموسى النبي، إلى الإطار الحديث الذي يبقى فيه جواد مجهول الهوية، ليسأله القارئ: "من يا بلد جوادي، مسيباوي لو بغدادي؟ والله ما يرضى ولا النبي"، إلى الحوار عن "لا تلومني ولا ألومك، ومن تمشي تسبيني سبي". "جواد جواد" بالإطار الحديث والقارئ فلفل كرجي.
ومن "جواد" إلى دعاء "الله يخلي صبري صندوق أمين البصرة" لقارئة المقام صديقة الملايا نهاية عشرينات القرن الماضي، أي قبل أكثر من 80 عاماً لتمجد بصبري أفندي، المحسن المستقيم الذي يتميز بالأخلاق الحسنة و"الخوش لوغية" ومساعدة المحتاجين، والذي دفع بدل الجندية لأبن المغنية البصراوية، حُسنية عام 1914.
ويبدو ان لابد من تواصل في الحلقة المقبلة، أي الثالثة في هذا السياق.
البرنامج الكامل في الملف الصوتي.