تتابع حلقة الأسبوع الحالي من برنامج (المجلة الثقافية) معرض بغداد للكتاب الدولي في موسمه الثاني الذي انطلق قبل ايام وما يزال مستمرا، بمشاركة العديد من دور النشر العربية والمحلية. كما نضيّف الشاعر والكاتب الفريد سمعان امين سر اتحاد الكتاب والادباء العراقيين، وهو شاعر وكاتب مخضرم عاصر حقبة زمنية طويلة من تاريخ العراق، ليتحدّث عن بعض مشاهداته وملاحظاته لتطورات المشهد الثقافي في تاريخ العراق.
** بمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي صادف في 23 من الشهر الحالي افتتح في المكتبة العامة في اربيل قسم الثقافة وقسم المعلوماتية لجمهورية كوريا الجنوبية. الموقع الألكتروني لحكومة اقليم كردستان الذي اورد الخبر اشار الى ان الافتتاح جرى بحضور وزير الثقافة والشباب في الاقليم كاوه محمود والقنصل العام لكوريا الجنوبية في اربيل (يانك هون كيم) وعدد اخر من الشخصيات الاجنبية والمحلية. واشار القنصل الكوري الجنوبي في كلمته بالمناسبة الى ان الهدف من افتتاح هذين القسمين هو توفير المعلومات الضرورية للقارىء عن كوريا الجنوبية، مشيداً بدوره بعلاقات الصداقة التي تربط كوريا الجنوبية بكردستان العراق.
** اقام متحف (بيرغامون) في المانيا معرضاً عن مدينة (الوركاء) التي تعتبر اول عاصمة في العالم. الخبر تداولته وكالات انباء عالمية، واشار الى ان المعرض الذي حمل عنوان "الوركاء...المدينة الكبيرة ذات الخمسة الاف عام"، تضمن اشكالاً مختلفة من الاعمال الفنية بما فيها الاقنعة الشيطانية المصنوعة من الطين والتماثيل التي تجسد شخصيات الحكام. وعرض المعرض ايضاً عدداً كبيراً من الحفريات الاثرية في المدينة والتي لعب الخبراء الالمان دورا كبيرا فيها. الا انه، وحتى الان، يرى المنظمون لذلك المعرض انه لم يجر اكتشاف سوى ما يقل عن 5% من مساحة المدينة التي تمتد في الصحراء العراقية على بعد 260 كم جنوب العاصمة بغداد.
يقول سمعان ان الثقافة العراقية مرت باجواء مختلفة وبمحطات عديدة. وتاثرت بشكل خاص بالحكم السياسي القائم بشكل او اخر، ففي العهد الملكي كانت الثقافة بحدود ضيقة بشكل او اخر، وكان عمادها شعراء مثل الرصافي والزهاوي والجواهري وعبد الرحمن البنا، حيث كان ولا يزال للشعر في الثقافة العراقية مكانة خاصة. ولكن الحركة الثقافية لم تكن واسعة وكانت الجامعة العراقية غير مؤسسة ايضا، وبعد تأسيها استعانت باساتذة مصريين ومن بلدان عربية اخرى لعدم توفر الاختصاصات التدريسية الادبية والثقافية.
ولكن بعد هذا "القحط" جاءت مرحلة "طوفان" تمثلت بعدد من الصحف التي تنامت بشكل ملحوظ بعد الحرب العالمية الثانية ونشطت الحركة الثقافية. وكان الاتصال بالبلدان العربية لا سيما مصر ولبنان له اهمية خاصة. و(دار المعارف) في مصر التي كان يرأسها الدكتور طه حسين كانت تمتلك قائمة بكتبها يستطيع اي شخص في العالم العربي شرائها، اذ تصله بالبريد خلال مدة لا تزيد عن اسبوعين بعد ارساله ثمنها، مما يشير الى حركة البريد المنتظمة والدقيقة انذاك حتى في فترة الحرب العالمية الثانية. كما شهدت لبنان حركة ادبية متنامية وكثرت نشاطات الترجمة فيه بشكل خاص، وبات العراقيون يعرفون اسماء مثل الياس ابو شبكة وعمر فاخوري ورئيف خوري، ومن مصر طه حسين والعقاد والمنفلوطي وسواهم.
وقد انعكس هذا على الادب العراقي ولكن ليس بالصورة المطلوبة، فقد كانت المطابع محصورة في غرف بيوت قديمة رغم نشاطها، والكثير من النقاشات الثقافية تجري في المقاهي، والصحف المعنية بالثقافة محدودة. ولكن الحركة الثقافية نشطت مرة اخرى بعد تاسيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عام 1959 وضمت هيئته المشرفة الجواهري والمخزومي وصلاح خالص وعلي جواد الطاهر والسياب والبياتي ولميعة عباس عمارة والتكرلي وخصباك وعبد الملك نوري، حيث وجدت الحركة الثقافية متنفسا جديدا في ندوات الاتحاد وفي مجلة (الاديب) التي صدرت عنه.
الدورة الحالية تقام تحت شعار (لان المعرفة هويتنا)، وتشهد فعاليات المعرض نشاطات فنية وثقافية متنوعة على هامشه، مثل معرض الصور الفوتوغرافية والوثائقية التاريخية، وفعاليات (المقهى الثقافي) التي تجري مساء كل يوم.
الحركة العامة التي يشهدها المعرض حركة جيدة، وهي تعكس حبا للكتاب والمعرفة بين شرائح معينة من المجتمع العراقي، ولكن ارتفاع اسعار الكتب من جهة، وبعض الاجواء العامة المتأثرة بتطورات الاحداث السياسية والامنية في البلاد، تركت تأثيرها ايضا على انسيابية حركة الناس الى داخل المعرض.
أخبار ثقافية
** اختتمت في البصرة فعاليات مهرجان المربد الشعري العاشر الذي اقيم لمدة أربعة أيام من 23-26 من نيسان. المهرجان الذي شهد أساسا قراءات شعرية ونقاشات نقدية، تضمن أيضا فعاليات أخرى على هامشه مثل إقامة معرض للكتاب وبعض العروض الفنية. وشهد المهرجان لهذه الدورة دعوات لزيادة الدعم المالي له وتخفيف القيود على بعض الانواع من النشاطات الفنية في الثقافة العراقية مثل الغناء والرقص والموسيقى.** بمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي صادف في 23 من الشهر الحالي افتتح في المكتبة العامة في اربيل قسم الثقافة وقسم المعلوماتية لجمهورية كوريا الجنوبية. الموقع الألكتروني لحكومة اقليم كردستان الذي اورد الخبر اشار الى ان الافتتاح جرى بحضور وزير الثقافة والشباب في الاقليم كاوه محمود والقنصل العام لكوريا الجنوبية في اربيل (يانك هون كيم) وعدد اخر من الشخصيات الاجنبية والمحلية. واشار القنصل الكوري الجنوبي في كلمته بالمناسبة الى ان الهدف من افتتاح هذين القسمين هو توفير المعلومات الضرورية للقارىء عن كوريا الجنوبية، مشيداً بدوره بعلاقات الصداقة التي تربط كوريا الجنوبية بكردستان العراق.
** اقام متحف (بيرغامون) في المانيا معرضاً عن مدينة (الوركاء) التي تعتبر اول عاصمة في العالم. الخبر تداولته وكالات انباء عالمية، واشار الى ان المعرض الذي حمل عنوان "الوركاء...المدينة الكبيرة ذات الخمسة الاف عام"، تضمن اشكالاً مختلفة من الاعمال الفنية بما فيها الاقنعة الشيطانية المصنوعة من الطين والتماثيل التي تجسد شخصيات الحكام. وعرض المعرض ايضاً عدداً كبيراً من الحفريات الاثرية في المدينة والتي لعب الخبراء الالمان دورا كبيرا فيها. الا انه، وحتى الان، يرى المنظمون لذلك المعرض انه لم يجر اكتشاف سوى ما يقل عن 5% من مساحة المدينة التي تمتد في الصحراء العراقية على بعد 260 كم جنوب العاصمة بغداد.
الفريد سمعان وذكريات عن الثقافة العراقية
الشهود الاحياء على الفترات المنصرمة من تاريخ العراق وثقافته قليلون، ومن هؤلاء الشاعر والكاتب الفريد سمعان امين سر اتحاد الادباء العراقيين الذي عاصر فترة طويلة من تاريخ العراق في القرن الماضي بما فيها من تطورات وشخصيات ثقافية.يقول سمعان ان الثقافة العراقية مرت باجواء مختلفة وبمحطات عديدة. وتاثرت بشكل خاص بالحكم السياسي القائم بشكل او اخر، ففي العهد الملكي كانت الثقافة بحدود ضيقة بشكل او اخر، وكان عمادها شعراء مثل الرصافي والزهاوي والجواهري وعبد الرحمن البنا، حيث كان ولا يزال للشعر في الثقافة العراقية مكانة خاصة. ولكن الحركة الثقافية لم تكن واسعة وكانت الجامعة العراقية غير مؤسسة ايضا، وبعد تأسيها استعانت باساتذة مصريين ومن بلدان عربية اخرى لعدم توفر الاختصاصات التدريسية الادبية والثقافية.
ولكن بعد هذا "القحط" جاءت مرحلة "طوفان" تمثلت بعدد من الصحف التي تنامت بشكل ملحوظ بعد الحرب العالمية الثانية ونشطت الحركة الثقافية. وكان الاتصال بالبلدان العربية لا سيما مصر ولبنان له اهمية خاصة. و(دار المعارف) في مصر التي كان يرأسها الدكتور طه حسين كانت تمتلك قائمة بكتبها يستطيع اي شخص في العالم العربي شرائها، اذ تصله بالبريد خلال مدة لا تزيد عن اسبوعين بعد ارساله ثمنها، مما يشير الى حركة البريد المنتظمة والدقيقة انذاك حتى في فترة الحرب العالمية الثانية. كما شهدت لبنان حركة ادبية متنامية وكثرت نشاطات الترجمة فيه بشكل خاص، وبات العراقيون يعرفون اسماء مثل الياس ابو شبكة وعمر فاخوري ورئيف خوري، ومن مصر طه حسين والعقاد والمنفلوطي وسواهم.
وقد انعكس هذا على الادب العراقي ولكن ليس بالصورة المطلوبة، فقد كانت المطابع محصورة في غرف بيوت قديمة رغم نشاطها، والكثير من النقاشات الثقافية تجري في المقاهي، والصحف المعنية بالثقافة محدودة. ولكن الحركة الثقافية نشطت مرة اخرى بعد تاسيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عام 1959 وضمت هيئته المشرفة الجواهري والمخزومي وصلاح خالص وعلي جواد الطاهر والسياب والبياتي ولميعة عباس عمارة والتكرلي وخصباك وعبد الملك نوري، حيث وجدت الحركة الثقافية متنفسا جديدا في ندوات الاتحاد وفي مجلة (الاديب) التي صدرت عنه.
معرض بغداد للكتاب الدولي في موسمه الثاني
انطلقت في بغداد فعليات معرض بغداد للكتاب الدولي في موسمه الثاني والذي يستمر من 25 نيسان ولغاية الخامس من شهر ايار، ويعتبر "الفعالية الاكبر ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية" كما ورد على موقع وزارة الثقافة العراقية، وعدد الدور المشاركة فيه "اكثر من ضعف عدد الدول المشاركة في الدورة الاولى".الدورة الحالية تقام تحت شعار (لان المعرفة هويتنا)، وتشهد فعاليات المعرض نشاطات فنية وثقافية متنوعة على هامشه، مثل معرض الصور الفوتوغرافية والوثائقية التاريخية، وفعاليات (المقهى الثقافي) التي تجري مساء كل يوم.
الحركة العامة التي يشهدها المعرض حركة جيدة، وهي تعكس حبا للكتاب والمعرفة بين شرائح معينة من المجتمع العراقي، ولكن ارتفاع اسعار الكتب من جهة، وبعض الاجواء العامة المتأثرة بتطورات الاحداث السياسية والامنية في البلاد، تركت تأثيرها ايضا على انسيابية حركة الناس الى داخل المعرض.