يأخذ صراع سوريا منحى جديداً في ضوء التقارير التي تفيد باحتدامِ قتالٍ بين جبهة النصرة المرتبطة بالفرع العراقي للقاعدة وعشائر في المنطقة المتاخمة لحدود العراق من أجل السيطرة على منشآت نفطية. وتتزامن هذه الاشتباكات مع تطورين آخرين يتعلق أحدهما بإعلان الأردن أنها تتوقع وصول جنود أميركيين لرفع مستوى القدرات الدفاعية تحسّباً لتدهور متزايد في الوضع السوري. فيما يتمثل التطور الثاني بما أعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اسطنبول السبت بأن مؤتمر (أصدقاء سوريا) قرر زيادة المساعدات للمعارضة السورية مع عدم التخلي عن التزام خيار الحل السياسي للصراع.
تقديراتُ الأمم المتحدة تشير إلى مقتل 70 ألف شخص على الأقل منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا قبل أكثر من سنتين.
كيري صرح بأن واشنطن ستضاعف مساعداتها غير القتالية لقوات المعارضة السورية لتصل إلى 250 مليون دولار وأن جهات الدعم الأجنبية وافقت على تحويل كل المساعدات مستقبلاً من خلال القيادة العسكرية العليا للمعارضة. لكنه لم يصل إلى حد تقديم تعهد أميركي بتزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح الذين يسعون للحصول عليه.
وأدلى كيري بتصريحاته في اسطنبول بعد اجتماعٍ للمعارضة السورية والدول الرئيسية الإحدى عشرة المؤيدة لها في مجموعة (أصدقاء سوريا)، قائلاً:
"اجتمعنا هنا اليوم، وزراء جميع الدول الداعمة للمعارضة السورية، وهي دول تلتزم جميعها ليس فقط بالخيار الأول لحل سياسي سلمي بل تتعهد جميعها أيضاً بأن تذهب المساعدات من كل الدول عبر القيادة العسكرية العليا لمقاتلي المعارضة، أي من خلال اللواء إدريس."
كيري كان يشير بتصريحه إلى رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس.
من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب "بالنسبة للائتلاف السوري، هو سيتابع طريقه من أجل الكفاح السياسي لمصلحة الشعب السوري. العدالة الانتقالية هي جزء أساسي من تفكيرنا."
وفي عرضها للتصريحات، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن كيري قوله أيضاً في المؤتمر الصحفي المشترك مع الخطيب ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن "الأخطار في سوريا لا يمكن أن تكون أوضح من ذلك: الأسلحة الكيماوية وقتل الناس بالصواريخ البالستية وبأسلحة دمار شامل أخرى. احتمال تـمزّق بلد بأكمله وبلد جميل مع شعب عظيم وربما الانقسام إلى جيوب مع احتمال اندلاع عنف طائفي تعرف هذه المنطقة الكثير منه." وأضاف أن "ما نحاول أن نفعله هو تفادي كل هذا"، بحسب تعبيره. كما أشار كيري إلى بيانٍ أصدَره الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد مؤتمر اسطنبول وتعهد فيه بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية، معلناً رفض المعارضة السورية "كل أشكال الإرهاب" ومتعهداً بعدم ذهاب الأسلحة التي يحصل عليها إلى جهة خطأ.
وفي إعلانٍ حـدّد رؤيـتَه لسوريا ما بعد بشار الأسد وصدَر مباشرةً بعد اجتماع (أصدقاء سوريا) ، تعهد الائتلاف أيضاً بعدم السماح بوقوع عمليات انتقامية ضد أي مجموعة في سوريا.
تأكيداتُ الائتلاف الوطني السوري المعارض بِـنَـبذ كل أشكال الإرهاب تأتي لطمأنة المجتمع الدولي في أعقاب تجديد جبهة النصرة مبايعتها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري وذلك في بيانٍ أصدرَته بعد يومين من إعلان الفرع العراقي لهذا التنظيم عشية الذكرى العاشرة لسقوط نظام صدام حسين بأن النصرة ما هي إلا امتداد له في الداخل السوري.
وفيما كانت مجموعة (أصدقاء سوريا) تجتمع في اسطنبول ذكر نشطاء السبت أن مقاتلين من النصرة اشتبكوا مع رجال قبائل بشرق سوريا وسط صراعات على منشآت النفط في منطقة دير الزور المتاخمة للعراق. وذكر (المرصد السوري لحقوق الإنسان) الذي يتخذ بريطانيا مقراً أن الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط 37 قتيلا بدأت في أواخر آذار واستمرت عشرة أيام. ونُقل عن هذا المرصد المؤيد للمعارضة وعن مقاتلٍ من النصرة أن رجال القبائل طلبوا المساعدة من القوات النظامية السورية ضد مقاتلي الجبهة.
لكن رويترز أوضحت أنه لم يتسنّ التحقق من هذه الأنباء بشكلٍ مستقل نظراً للقيود التي تفرضها الحكومة السورية على التغطية الإخبارية. وأضافت أن من المتوقع أن تَـتزايد دوافعُ الصراع على الـموارد مع خطط الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر عن النفط السوري ما سيجعل بيعه أكثر سهولة.
وتُظهر أحدث بيانات حكومية أميركية أن إنتاج النفط في سوريا بلغ 153 ألف برميل يومياً في تشرين الأول 2012 في تراجعٍ بنسبةِ نحو 60 % عن آذار 2011.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي الذي لاحَظ أن "سوريا لا تزال ساحة مشحونة بأحداث" ستبقى مؤثرة بأشكال مختلفة في أوضاع الدول المجاورة طالما استمر الصراع المسلح على أراضيها مع زيادة أعداد اللاجئين والفارّين من العنف إلى هذه الدول. وأعرب محيي عن اعتقاده بأن الحرب تتجه حالياً نحو صراع ذي بعد اقتصادي مع دخول "مسلحين من جبهة النصرة في قتال من أجل السيطرة على منشآت نفطية في أماكن معينة كدير الزور والقامشلي وغيرها من المناطق الحدودية مع العراق."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية العراقي عن التأثير المتواصل للأزمة السورية في شؤون العراق الداخلية. كما أجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالمخاوف الدولية والإقليمية المتواصلة من احتمالات استخدام أسلحة كيماوية على الأراضي السورية، والثاني حول تصريح وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني لرويترز يوم الأربعاء (17 نيسان) بأن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إلى الأردن في الأسابيع المقبلة لتعزيز دفاعاته مع تصاعد العنف في سوريا.
وكانت الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو تحدثت لإذاعة العراق الحر في مقابلة سابقة عن مخاوف المجتمع الدولي من مخاطر استخدام أسلحة كيماوية قائلةً إن "روسيا حذرت أكثر من مرة الحكومة السورية من استخدام هذه الأسلحة...وذلك في الوقت الذي تبدي خشيتها أيضاً من إمكانية وقوع أسلحة كيماوية في أيدي متطرفين. ولذلك فهي تعمل الآن مع شركائها الغربيين في هذا الشأن لأن أسلحة الدمار الشامل قضية حساسة جداً وتستلزم تضافر جميع الجهود"، بحسب تعبيرها.
تقديراتُ الأمم المتحدة تشير إلى مقتل 70 ألف شخص على الأقل منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا قبل أكثر من سنتين.
كيري صرح بأن واشنطن ستضاعف مساعداتها غير القتالية لقوات المعارضة السورية لتصل إلى 250 مليون دولار وأن جهات الدعم الأجنبية وافقت على تحويل كل المساعدات مستقبلاً من خلال القيادة العسكرية العليا للمعارضة. لكنه لم يصل إلى حد تقديم تعهد أميركي بتزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح الذين يسعون للحصول عليه.
وأدلى كيري بتصريحاته في اسطنبول بعد اجتماعٍ للمعارضة السورية والدول الرئيسية الإحدى عشرة المؤيدة لها في مجموعة (أصدقاء سوريا)، قائلاً:
"اجتمعنا هنا اليوم، وزراء جميع الدول الداعمة للمعارضة السورية، وهي دول تلتزم جميعها ليس فقط بالخيار الأول لحل سياسي سلمي بل تتعهد جميعها أيضاً بأن تذهب المساعدات من كل الدول عبر القيادة العسكرية العليا لمقاتلي المعارضة، أي من خلال اللواء إدريس."
كيري كان يشير بتصريحه إلى رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس.
من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب "بالنسبة للائتلاف السوري، هو سيتابع طريقه من أجل الكفاح السياسي لمصلحة الشعب السوري. العدالة الانتقالية هي جزء أساسي من تفكيرنا."
وفي عرضها للتصريحات، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن كيري قوله أيضاً في المؤتمر الصحفي المشترك مع الخطيب ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن "الأخطار في سوريا لا يمكن أن تكون أوضح من ذلك: الأسلحة الكيماوية وقتل الناس بالصواريخ البالستية وبأسلحة دمار شامل أخرى. احتمال تـمزّق بلد بأكمله وبلد جميل مع شعب عظيم وربما الانقسام إلى جيوب مع احتمال اندلاع عنف طائفي تعرف هذه المنطقة الكثير منه." وأضاف أن "ما نحاول أن نفعله هو تفادي كل هذا"، بحسب تعبيره. كما أشار كيري إلى بيانٍ أصدَره الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد مؤتمر اسطنبول وتعهد فيه بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية، معلناً رفض المعارضة السورية "كل أشكال الإرهاب" ومتعهداً بعدم ذهاب الأسلحة التي يحصل عليها إلى جهة خطأ.
وفي إعلانٍ حـدّد رؤيـتَه لسوريا ما بعد بشار الأسد وصدَر مباشرةً بعد اجتماع (أصدقاء سوريا) ، تعهد الائتلاف أيضاً بعدم السماح بوقوع عمليات انتقامية ضد أي مجموعة في سوريا.
تأكيداتُ الائتلاف الوطني السوري المعارض بِـنَـبذ كل أشكال الإرهاب تأتي لطمأنة المجتمع الدولي في أعقاب تجديد جبهة النصرة مبايعتها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري وذلك في بيانٍ أصدرَته بعد يومين من إعلان الفرع العراقي لهذا التنظيم عشية الذكرى العاشرة لسقوط نظام صدام حسين بأن النصرة ما هي إلا امتداد له في الداخل السوري.
وفيما كانت مجموعة (أصدقاء سوريا) تجتمع في اسطنبول ذكر نشطاء السبت أن مقاتلين من النصرة اشتبكوا مع رجال قبائل بشرق سوريا وسط صراعات على منشآت النفط في منطقة دير الزور المتاخمة للعراق. وذكر (المرصد السوري لحقوق الإنسان) الذي يتخذ بريطانيا مقراً أن الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط 37 قتيلا بدأت في أواخر آذار واستمرت عشرة أيام. ونُقل عن هذا المرصد المؤيد للمعارضة وعن مقاتلٍ من النصرة أن رجال القبائل طلبوا المساعدة من القوات النظامية السورية ضد مقاتلي الجبهة.
لكن رويترز أوضحت أنه لم يتسنّ التحقق من هذه الأنباء بشكلٍ مستقل نظراً للقيود التي تفرضها الحكومة السورية على التغطية الإخبارية. وأضافت أن من المتوقع أن تَـتزايد دوافعُ الصراع على الـموارد مع خطط الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر عن النفط السوري ما سيجعل بيعه أكثر سهولة.
وتُظهر أحدث بيانات حكومية أميركية أن إنتاج النفط في سوريا بلغ 153 ألف برميل يومياً في تشرين الأول 2012 في تراجعٍ بنسبةِ نحو 60 % عن آذار 2011.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الدكتور معتز محيي الذي لاحَظ أن "سوريا لا تزال ساحة مشحونة بأحداث" ستبقى مؤثرة بأشكال مختلفة في أوضاع الدول المجاورة طالما استمر الصراع المسلح على أراضيها مع زيادة أعداد اللاجئين والفارّين من العنف إلى هذه الدول. وأعرب محيي عن اعتقاده بأن الحرب تتجه حالياً نحو صراع ذي بعد اقتصادي مع دخول "مسلحين من جبهة النصرة في قتال من أجل السيطرة على منشآت نفطية في أماكن معينة كدير الزور والقامشلي وغيرها من المناطق الحدودية مع العراق."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية العراقي عن التأثير المتواصل للأزمة السورية في شؤون العراق الداخلية. كما أجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالمخاوف الدولية والإقليمية المتواصلة من احتمالات استخدام أسلحة كيماوية على الأراضي السورية، والثاني حول تصريح وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني لرويترز يوم الأربعاء (17 نيسان) بأن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إلى الأردن في الأسابيع المقبلة لتعزيز دفاعاته مع تصاعد العنف في سوريا.
وكانت الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية في موسكو تحدثت لإذاعة العراق الحر في مقابلة سابقة عن مخاوف المجتمع الدولي من مخاطر استخدام أسلحة كيماوية قائلةً إن "روسيا حذرت أكثر من مرة الحكومة السورية من استخدام هذه الأسلحة...وذلك في الوقت الذي تبدي خشيتها أيضاً من إمكانية وقوع أسلحة كيماوية في أيدي متطرفين. ولذلك فهي تعمل الآن مع شركائها الغربيين في هذا الشأن لأن أسلحة الدمار الشامل قضية حساسة جداً وتستلزم تضافر جميع الجهود"، بحسب تعبيرها.