هذه الحلقة من برنامج "عراقيون في المهجر" تسلط الضوء على تجربة الكاتب والشاعر العراقي مكي النزال الذي كتب عن المرأة والوطن وعشرات القصائد عن وجع الغربة من عمان التي يقيم فيها منذ 2007.
يقول النزال في إحدى قصائده عن الغربة والحنين للوطن:
تعب الرأسُ من تعالي الصياحِ وبدا القلبُ مثخناً بالجراحِ
والمآقي كالنارِ تنفثُ دمعاً والأغاني تهدجت كالنواحِ
ومضى العيدُ كالعزاءِ حزيناً دونما أي بهجةٍ وانشراحِ
أي عيدٍ والدارُ عني بعيدٌ وأنا هائمٌ في البطاحِ
النزال من مواليد مدينة الفلوجة عام 1957، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، وبدأ يكتب الشعر في فترة مبكرة من حياته، وأول قصيدة كتبها كانت في عام 1971، حيث كان هناك اهتمام بالشعر والأدب في مدينته الفلوجة.
في عام 1975 سافر إلى بريطانيا لغرض الدراسة وحصل على شهادة في اللغة الانكليزية. وفي عام 1980 عاد إلى العراق وعمل في مجال التجارة وفي شركات أجنبية.
بعد أحداث عام 2003 عمل في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة الدولية حيث عمل مديراً لمخيم اللاجئين الكرد الإيرانيين في محافظة الانبار، ومن المقرر أن يُدير قريباً مخيما للاجئين السوريين في محافظة الانبار.
إشرافه على إدارة مخيمات اللاجئين في العراق ولاجئي دول الجوار على مدى سنوات، جعله قريباً جداً من معاناة اللاجئين، وقد فاز مقال له عن أزمة اللاجئين العراقيين ومعاناتهم بجائزة أفضل مقال لعام 2008 من مؤسسة سنسورد العالمية.
ويرى الكاتب مكي النزال أن مخيمات اللجوء أسوأ من معسكرات الأسر.
في عمّان حيث يقيم منذ عام 2007، أحيا عشرات الأماسي الشعرية، وكتب أكثر من 1500 قصيدة تغنت بحب الوطن والحنين إليه والغربة وجسدت معاناة العراقيين في ظل الأوضاع السائدة.
صدر له مؤخراً عن دار اليمان للنشر ديوان شعري بعنوان "خذني لبغداد" وله ثلاث دواوين شعرية تحت الطبع.
يقول الشاعر النزال في قصيدة "خذيه":
دعي القلب يشدو ولا تسكتيه دعيه يغني هواك دعيه
وإن فرَّ من قفص يحتويه إلى بحر عينيك لا تمنعيه
هو الغصنُ يحملُ زهر الربيع وعصفورة الشوق لا تقطعيه
هو النهر يجري ليروي الحقول فإياك إياك أن تحبسيه
ستهتف إن جن كل القلوب وتهفو إليه رؤى عاشقيه
وإن عاده الحزن ذاك العتيد وعربد فيه الجوى فاحضنيه
وكوني له الريح أنى يشاء من الأرض فاهوي له واحمليه
إلى دوحة في ربوع العراق تناديه مشتاقة أرسليه
وإن ذاب شوقا لتلك الربوع فمدي يديك له واجمعيه
وإن غار في الحزن بعد الحبور فمدي له بسمة أرجعيه
وان شاء سكنى جوار النجوم فبالدمع يا حبه ودعيه
يرى الشاعر مكي النزال أن الشعر موهبة تحتاج إلى الصقل وقد ساهمت الأجواء المحبة للشعر والأدب في مدينته الفلوجة واهتمام مدرسي الشريعة واللغة العربية بكتاباته والقراءات الشعرية والقصائد المغناة من قبل أشهر المطربين العرب، ساهمت في صقل موهبته الشعرية، لكنه يؤكد أنه يتعلم باستمرار، مشيراً الى أن النظم الشعري كثير و"الشخبطة" التي يسمونها شعراً كثيرة جدا ولكن الشعر الجميل أيضا كثير.
وبحسب النزال، فان القصيدة العراقية اليوم في القمة، إلا أن هناك تراجعاً في رعاية القصيدة العراقية، حيث يكتب الشاعر حسب الطلب وفي مدح الآخرين كي يشتهر شعره، لكنه يقول "أنا بعمري ما كتبت لحاكم ومع ذلك اشتهرت." ومن وجهة نظره فإن المسؤول عن البلاد هو مسؤول عن الشعر أيضاً.
المرأةُ حاضرةٌ في شعر مكي النزال، بل كثيراً ما يصعب على القارئ أو المستمع لقصائد الشاعر النزال معرفة ما إذا كان يخاطب في قصائده وأشعاره المرأة أم الوطن.
وعن الغربة يقول إنها غيرت من مسار الشعر لديه، وكانت السبب في غزارة منتجه الشعري، إذ كتب عن الغربة بأشكال مختلفة، ومع ذلك فما نٌشر حتى الآن قليل، والسبب يعود إلى دور النشر التي تطلب مبالغ مادية مقابل طبعها ونشرها للدواوين، ويقول الشاعر النزال "أنا لا أتاجر بشعري لكي انشره".
يُعرَّف مكي النزال في القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية كشاعر ومحلل سياسي باللغتين العربية والانجليزية، وكتب مئات المقالات حول القضية العراقية في الصحف العراقية والعربية والأجنبية، وصدر له خلال الأعوام القليلة الماضية كتابان الأول بعنوان "الفلوجة والسلاطين" وتتناول تاريخ الفلوجة التي يقول عنها انها كانت عصية على الحكام دائماً.
والكتاب الثاني بعنوان "الفشل الذريع" الذي يسلط الضوء على فشل كل من حكموا العراق في قيادته بشكل صحيح وفشل الكثير من الأفكار والأحزاب العاملة في العراق للوصول إلى قلب المواطن العراقي سواء كانت إسلامية أو قومية.
ساهمت في إعداد هذه الحلقة من برنامج "عراقيون في المهجر" مراسلة إذاعة العراق الحر في عمّان فائقة رسول سرحان.
يقول النزال في إحدى قصائده عن الغربة والحنين للوطن:
تعب الرأسُ من تعالي الصياحِ وبدا القلبُ مثخناً بالجراحِ
والمآقي كالنارِ تنفثُ دمعاً والأغاني تهدجت كالنواحِ
ومضى العيدُ كالعزاءِ حزيناً دونما أي بهجةٍ وانشراحِ
أي عيدٍ والدارُ عني بعيدٌ وأنا هائمٌ في البطاحِ
النزال من مواليد مدينة الفلوجة عام 1957، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، وبدأ يكتب الشعر في فترة مبكرة من حياته، وأول قصيدة كتبها كانت في عام 1971، حيث كان هناك اهتمام بالشعر والأدب في مدينته الفلوجة.
في عام 1975 سافر إلى بريطانيا لغرض الدراسة وحصل على شهادة في اللغة الانكليزية. وفي عام 1980 عاد إلى العراق وعمل في مجال التجارة وفي شركات أجنبية.
بعد أحداث عام 2003 عمل في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة الدولية حيث عمل مديراً لمخيم اللاجئين الكرد الإيرانيين في محافظة الانبار، ومن المقرر أن يُدير قريباً مخيما للاجئين السوريين في محافظة الانبار.
إشرافه على إدارة مخيمات اللاجئين في العراق ولاجئي دول الجوار على مدى سنوات، جعله قريباً جداً من معاناة اللاجئين، وقد فاز مقال له عن أزمة اللاجئين العراقيين ومعاناتهم بجائزة أفضل مقال لعام 2008 من مؤسسة سنسورد العالمية.
ويرى الكاتب مكي النزال أن مخيمات اللجوء أسوأ من معسكرات الأسر.
في عمّان حيث يقيم منذ عام 2007، أحيا عشرات الأماسي الشعرية، وكتب أكثر من 1500 قصيدة تغنت بحب الوطن والحنين إليه والغربة وجسدت معاناة العراقيين في ظل الأوضاع السائدة.
صدر له مؤخراً عن دار اليمان للنشر ديوان شعري بعنوان "خذني لبغداد" وله ثلاث دواوين شعرية تحت الطبع.
يقول الشاعر النزال في قصيدة "خذيه":
دعي القلب يشدو ولا تسكتيه دعيه يغني هواك دعيه
وإن فرَّ من قفص يحتويه إلى بحر عينيك لا تمنعيه
هو الغصنُ يحملُ زهر الربيع وعصفورة الشوق لا تقطعيه
هو النهر يجري ليروي الحقول فإياك إياك أن تحبسيه
ستهتف إن جن كل القلوب وتهفو إليه رؤى عاشقيه
وإن عاده الحزن ذاك العتيد وعربد فيه الجوى فاحضنيه
وكوني له الريح أنى يشاء من الأرض فاهوي له واحمليه
إلى دوحة في ربوع العراق تناديه مشتاقة أرسليه
وإن ذاب شوقا لتلك الربوع فمدي يديك له واجمعيه
وإن غار في الحزن بعد الحبور فمدي له بسمة أرجعيه
وان شاء سكنى جوار النجوم فبالدمع يا حبه ودعيه
يرى الشاعر مكي النزال أن الشعر موهبة تحتاج إلى الصقل وقد ساهمت الأجواء المحبة للشعر والأدب في مدينته الفلوجة واهتمام مدرسي الشريعة واللغة العربية بكتاباته والقراءات الشعرية والقصائد المغناة من قبل أشهر المطربين العرب، ساهمت في صقل موهبته الشعرية، لكنه يؤكد أنه يتعلم باستمرار، مشيراً الى أن النظم الشعري كثير و"الشخبطة" التي يسمونها شعراً كثيرة جدا ولكن الشعر الجميل أيضا كثير.
وبحسب النزال، فان القصيدة العراقية اليوم في القمة، إلا أن هناك تراجعاً في رعاية القصيدة العراقية، حيث يكتب الشاعر حسب الطلب وفي مدح الآخرين كي يشتهر شعره، لكنه يقول "أنا بعمري ما كتبت لحاكم ومع ذلك اشتهرت." ومن وجهة نظره فإن المسؤول عن البلاد هو مسؤول عن الشعر أيضاً.
المرأةُ حاضرةٌ في شعر مكي النزال، بل كثيراً ما يصعب على القارئ أو المستمع لقصائد الشاعر النزال معرفة ما إذا كان يخاطب في قصائده وأشعاره المرأة أم الوطن.
وعن الغربة يقول إنها غيرت من مسار الشعر لديه، وكانت السبب في غزارة منتجه الشعري، إذ كتب عن الغربة بأشكال مختلفة، ومع ذلك فما نٌشر حتى الآن قليل، والسبب يعود إلى دور النشر التي تطلب مبالغ مادية مقابل طبعها ونشرها للدواوين، ويقول الشاعر النزال "أنا لا أتاجر بشعري لكي انشره".
يُعرَّف مكي النزال في القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية كشاعر ومحلل سياسي باللغتين العربية والانجليزية، وكتب مئات المقالات حول القضية العراقية في الصحف العراقية والعربية والأجنبية، وصدر له خلال الأعوام القليلة الماضية كتابان الأول بعنوان "الفلوجة والسلاطين" وتتناول تاريخ الفلوجة التي يقول عنها انها كانت عصية على الحكام دائماً.
والكتاب الثاني بعنوان "الفشل الذريع" الذي يسلط الضوء على فشل كل من حكموا العراق في قيادته بشكل صحيح وفشل الكثير من الأفكار والأحزاب العاملة في العراق للوصول إلى قلب المواطن العراقي سواء كانت إسلامية أو قومية.
ساهمت في إعداد هذه الحلقة من برنامج "عراقيون في المهجر" مراسلة إذاعة العراق الحر في عمّان فائقة رسول سرحان.