فيما تُـصْـدِرُ بـغداد إشاراتٍ متزايدةً على رغبتها بإعادة المياه إلى مجاريها مع أنقرة، أفادت تقارير بأن جدول أعمال المحادثات التي يُـجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تركيا الأحد يـَتضمنُ تَـشجـيعَها على تحسين العلاقات مع العراق.
جولةُ كيري الجديدة على دولٍ في المنطقة وآسيا وأوروبا استـهلّـها بزيارة الحليف التركي الذي يُـعـزّز تـقاربَـهُ مع الدول العربية في الوقت الذي يستقبل مزيداً من لاجئي سوريا الفارّين من العنف كل يوم ويواصل ضغوطه على دمشق بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى.
وفي إشارته إلى هذا الدور، قال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول الأحد:
"أشكرُ وزير خارجية تركيا على الضغوط المتواصلة التي تمارسها حكومتُه على نظام الأسد والذي قال كلانا عدة مرات إنه يجب أن يرحل."
الموضوعـان الرئيسـان اللذان يُعتقد أنهما تصّدرا المحادثات الأميركية التركية كانا الشأن السوري والبرنامج النووي الإيراني. وفيما يتعلق بالموضوع الأول، أكدت وكالة أنباء الأناضول في خبرٍ بثته إثر انتهاء الاجتماع أنه "تناول بشكل شامل الملف السوري". وأضافت أن داود أوغلو اتفق مع كيري على عقد اجتماع (أصدقاء سوريا) في أقرب وقت.
وفيما يتعلق بالموضوع الإيراني، أشار وزير الخارجية الأميركي إليه بالقول خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره التركي:
"نكرر التعبير لإيران عن رغبتنا بحلٍ دبلوماسي ولكن هذا الخيار في الواقع هو بأيدي الإيرانيين. فإذا كان لديكم برنامج سلمي للطاقة النووية كما هو شأن العديد من الدول، ليس من الصعب أن تبرهنوا للعالم بأنه سلمي. وهذا ما تفعله تلك الدول الأخرى اليوم. أما السبب في أن إيران تجد نفسها بشكلٍ متزايدٍ معزولةً ومعرّضةً للعقوبات فهو أنهم اختاروا، الإيرانيون اختاروا، عدم الالتزام بالشروط والمعايير الدولية فيما يتعلق بالتحقّق من برنامجهم"، بحسب تعبيره.
وكان مسؤول أميركي رفيع قال في تصريحاتٍ بثتها وكالة رويترز للأنباء إن كيري سيحضّ تركيا الأحد على تطبيع العلاقات على وجه السرعة مع إسرائيل وإبقاء حدودها مع سوريا مفتوحة أمام اللاجئين بالإضافة إلى تحسين العلاقات مع العراق.
التقريـرُ أشار إلى توسـّط الرئيس باراك أوباما قبل نحو أسبوعين في تقارب إسرائيل مع تركيا إثر الاعتذار الذي قدّمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان على مقتل تسعة أتراك في الهجوم الذي شُنّ على باخرة مساعدات تركية كانت متجهة إلى غزة في عام 2010. وأُفيد بأن هذا التقارب قد يساعد التنسيق الإقليمي لاحتواء امتداد آثار الحرب السورية وتخفيف العزلة الدبلوماسية الإسرائيلية في الشرق الأوسط مع مواجهة التحديات الناجمة جراء البرنامج النووي الإيراني. ونقلت رويترز عن المسؤول الأميركي الرفيع الذي لم تذكر اسمه القول للصحفيين المسافرين مع كيري إن رئيس الدبلوماسية الأميركية سيثير أيضاً الوضع في سوريا والعراق خلال اجتماعه مع أردوغان.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال أخيراً في إشارة واضحة إلى الرغبة في طيْ صفحة الخلافات مع أنقرة إن "العراق يرحب بأي خطوة للتقارب مع تركيا على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار"، بحسب تعبير البيان المقتضب الذي نُشر على موقعه الإلكتروني يوم الجمعة (5 نيسان).
جاء بيانُ المالكي بعد بضعة أيام من اجتماع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على هامش القمة العربية الأخيرة في الدوحة (27 آذار). ونقل موقع الخزاعي عنه القول إن العراق يحرص على "فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل."
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي صرّح من جهته أيضاً بأن "تركيا بلد صديق لنا وليس لها أي توجّه مؤثر على وحدة العراق أو ضد أي مكوّن من مكوّنات الشعب العراقي." وأضاف في تصريحات بثتها وكالة الأناضول للأنباء (في 25 آذار) أنه يتعين إعادة النظر في العلاقات إزاء تركيا لتفعيل التعاون باعتبارها "دولة كبيرة ومهمة للعراق وعدم التعامل معها كدولة خصم أو عدو"، بحسب تعبيره.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع عضو مجلس النواب العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان الذي أجابَ أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر حول المساعي التي يبدو أن واشنطن تبذلها لتحقيقِ تقاربٍ بين بغداد وأنقرة بالقول إن هناك بعض التصريحات التي صدرت كذلك "عن الجانب التركي قبل فترة في التعبير عن الرغبة بتحسين العلاقات بالإضافة إلى بيان المالكي وهو ما يصبّ في توجّه أميركي لتشجيع تقارب بين الحكومة الاتحادية في بغداد وبين تركيا." كما أعرب عثمان عن اعتقاده بوجود "بعض الجهود الأميركية، وإنْ كانت أضعف، لتحسين العلاقات بين الإقليم والحكومة الاتحادية في الوقت نفسه أيضاً" بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب عضو مجلس النواب العراقي عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بانعكاسات التقارب المتوقَـع بين بغداد وأنقرة على علاقات تركيا مع حكومة إقليم كردستان العراق والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية والثاني حول ما يوصَـف بالتوجّه التركي الرسمي الأخير نحو السلام مع حزب العمال الكردستاني وتداعياته على العلاقات الإقليمية.
من جهته، لاحَـظَ أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تحليله للعلاقات العراقية التركية خلال السنوات التي أعقَبت سقوط النظام العراقي السابق لاحظَ أن هذه العلاقات "شهدت منذ عام 2003 مستويات متذبذبة إذ كان موقف أنقرة في بداية الأمر جيداً جداً من عملية التغيير في العراق، بل إن تركيا كانت مسانِدة للتغيير وذلك باعترافها أولاً بمجلس الحكم وبالانتخابات المتتالية...ولكن الاختلاف حصل بعد الانسحاب الأميركي من العراق"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤال يتعلق بما أشارت إليه تقارير إعلامية غربية بأن مساعي واشنطن لتحقيق تقاربٍ بين بغداد وأنقرة تأتي في إطارِ جهودٍ دبلوماسيةٍ أوسـَع مع الحلفاء الإقليميين من أجل الضغط على إيران في شأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وفي ردّه على سؤال آخر، أشار الجبوري بشكلٍ خاص إلى عامل التبادل التجاري المتنامي بين العراق وتركيا باعتباره من الحوافز المهمة التي تدعو الطرفين إلى المضي قدُماً نحو تحقيقِ مزيدٍ من التقارب.
جولةُ كيري الجديدة على دولٍ في المنطقة وآسيا وأوروبا استـهلّـها بزيارة الحليف التركي الذي يُـعـزّز تـقاربَـهُ مع الدول العربية في الوقت الذي يستقبل مزيداً من لاجئي سوريا الفارّين من العنف كل يوم ويواصل ضغوطه على دمشق بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى.
وفي إشارته إلى هذا الدور، قال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول الأحد:
"أشكرُ وزير خارجية تركيا على الضغوط المتواصلة التي تمارسها حكومتُه على نظام الأسد والذي قال كلانا عدة مرات إنه يجب أن يرحل."
الموضوعـان الرئيسـان اللذان يُعتقد أنهما تصّدرا المحادثات الأميركية التركية كانا الشأن السوري والبرنامج النووي الإيراني. وفيما يتعلق بالموضوع الأول، أكدت وكالة أنباء الأناضول في خبرٍ بثته إثر انتهاء الاجتماع أنه "تناول بشكل شامل الملف السوري". وأضافت أن داود أوغلو اتفق مع كيري على عقد اجتماع (أصدقاء سوريا) في أقرب وقت.
وفيما يتعلق بالموضوع الإيراني، أشار وزير الخارجية الأميركي إليه بالقول خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره التركي:
"نكرر التعبير لإيران عن رغبتنا بحلٍ دبلوماسي ولكن هذا الخيار في الواقع هو بأيدي الإيرانيين. فإذا كان لديكم برنامج سلمي للطاقة النووية كما هو شأن العديد من الدول، ليس من الصعب أن تبرهنوا للعالم بأنه سلمي. وهذا ما تفعله تلك الدول الأخرى اليوم. أما السبب في أن إيران تجد نفسها بشكلٍ متزايدٍ معزولةً ومعرّضةً للعقوبات فهو أنهم اختاروا، الإيرانيون اختاروا، عدم الالتزام بالشروط والمعايير الدولية فيما يتعلق بالتحقّق من برنامجهم"، بحسب تعبيره.
وكان مسؤول أميركي رفيع قال في تصريحاتٍ بثتها وكالة رويترز للأنباء إن كيري سيحضّ تركيا الأحد على تطبيع العلاقات على وجه السرعة مع إسرائيل وإبقاء حدودها مع سوريا مفتوحة أمام اللاجئين بالإضافة إلى تحسين العلاقات مع العراق.
التقريـرُ أشار إلى توسـّط الرئيس باراك أوباما قبل نحو أسبوعين في تقارب إسرائيل مع تركيا إثر الاعتذار الذي قدّمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان على مقتل تسعة أتراك في الهجوم الذي شُنّ على باخرة مساعدات تركية كانت متجهة إلى غزة في عام 2010. وأُفيد بأن هذا التقارب قد يساعد التنسيق الإقليمي لاحتواء امتداد آثار الحرب السورية وتخفيف العزلة الدبلوماسية الإسرائيلية في الشرق الأوسط مع مواجهة التحديات الناجمة جراء البرنامج النووي الإيراني. ونقلت رويترز عن المسؤول الأميركي الرفيع الذي لم تذكر اسمه القول للصحفيين المسافرين مع كيري إن رئيس الدبلوماسية الأميركية سيثير أيضاً الوضع في سوريا والعراق خلال اجتماعه مع أردوغان.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال أخيراً في إشارة واضحة إلى الرغبة في طيْ صفحة الخلافات مع أنقرة إن "العراق يرحب بأي خطوة للتقارب مع تركيا على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار"، بحسب تعبير البيان المقتضب الذي نُشر على موقعه الإلكتروني يوم الجمعة (5 نيسان).
جاء بيانُ المالكي بعد بضعة أيام من اجتماع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على هامش القمة العربية الأخيرة في الدوحة (27 آذار). ونقل موقع الخزاعي عنه القول إن العراق يحرص على "فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل."
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي صرّح من جهته أيضاً بأن "تركيا بلد صديق لنا وليس لها أي توجّه مؤثر على وحدة العراق أو ضد أي مكوّن من مكوّنات الشعب العراقي." وأضاف في تصريحات بثتها وكالة الأناضول للأنباء (في 25 آذار) أنه يتعين إعادة النظر في العلاقات إزاء تركيا لتفعيل التعاون باعتبارها "دولة كبيرة ومهمة للعراق وعدم التعامل معها كدولة خصم أو عدو"، بحسب تعبيره.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع عضو مجلس النواب العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان الذي أجابَ أولاً عن سؤال لإذاعة العراق الحر حول المساعي التي يبدو أن واشنطن تبذلها لتحقيقِ تقاربٍ بين بغداد وأنقرة بالقول إن هناك بعض التصريحات التي صدرت كذلك "عن الجانب التركي قبل فترة في التعبير عن الرغبة بتحسين العلاقات بالإضافة إلى بيان المالكي وهو ما يصبّ في توجّه أميركي لتشجيع تقارب بين الحكومة الاتحادية في بغداد وبين تركيا." كما أعرب عثمان عن اعتقاده بوجود "بعض الجهود الأميركية، وإنْ كانت أضعف، لتحسين العلاقات بين الإقليم والحكومة الاتحادية في الوقت نفسه أيضاً" بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب عضو مجلس النواب العراقي عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بانعكاسات التقارب المتوقَـع بين بغداد وأنقرة على علاقات تركيا مع حكومة إقليم كردستان العراق والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية والثاني حول ما يوصَـف بالتوجّه التركي الرسمي الأخير نحو السلام مع حزب العمال الكردستاني وتداعياته على العلاقات الإقليمية.
من جهته، لاحَـظَ أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تحليله للعلاقات العراقية التركية خلال السنوات التي أعقَبت سقوط النظام العراقي السابق لاحظَ أن هذه العلاقات "شهدت منذ عام 2003 مستويات متذبذبة إذ كان موقف أنقرة في بداية الأمر جيداً جداً من عملية التغيير في العراق، بل إن تركيا كانت مسانِدة للتغيير وذلك باعترافها أولاً بمجلس الحكم وبالانتخابات المتتالية...ولكن الاختلاف حصل بعد الانسحاب الأميركي من العراق"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة وأجاب عن سؤال يتعلق بما أشارت إليه تقارير إعلامية غربية بأن مساعي واشنطن لتحقيق تقاربٍ بين بغداد وأنقرة تأتي في إطارِ جهودٍ دبلوماسيةٍ أوسـَع مع الحلفاء الإقليميين من أجل الضغط على إيران في شأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وفي ردّه على سؤال آخر، أشار الجبوري بشكلٍ خاص إلى عامل التبادل التجاري المتنامي بين العراق وتركيا باعتباره من الحوافز المهمة التي تدعو الطرفين إلى المضي قدُماً نحو تحقيقِ مزيدٍ من التقارب.