يميل بغداديون هذه الايام الى انتقاد الاداء الحكومي المتلكئ "بالمقلوب"، مستحضرين اخبارا مغايرة للحقيقة عن مشاريع ومنجزات خيالية وتجميل واقعهم المعاش وجعل عيوبه محاسن ورسم صورة وردية عن تفاصيل الحياة، بقصد السخرية مما يجري حولهم من تلكؤ وضياع للفرص.
ويقول المواطن ابو قاسم ساخراً من حالة الاغتراب عن الشارع التي يعيشها بعض المسؤولين المتقوقعين في مكاتبهم ان "السادة المسؤولين حالهم من حالنا في الشارع يشاركوننا المتاعب والمصاعب نفسها، وكثيرا ما نجدهم يقاسموننا مأسي الازدحام في السيطرات ويزورننا في محلات السكن للسؤال عن احوالنا".
اما المواطنة ريم احمد فقد تحدثت بعبارات ساخرة عن تضييق حريتهن ومصادرة حقوقهن وافكارهن وتطلعاتهن، مفترضة ان "المرأة العراقية حصلت على جميع حقوقها ونالت مكتسبات لم تنلها النسوة في مجتمعات غربية وعربية سبقتنا في النمو والتطور ويمكن ملاحظة ذلك على وجوه النساء اللاتي يتجولن بثقة في الشوارع".
تلك الحوارات التي جسدت نوعا ما اجادة عفوية لصور الكوميديا الساخرة وجد فيها البعض متنفساً اجتماعياً لافراغ شحنات الضغط النفسي بسرده امنيات تائهة عسى ان تتحقق بقدرة قادر ومثلما تقول الحكمة "تفاءلوا بالخير تجدوه".
وفي طرحه الناقم من ندرة فرص العمل يقول الطالب الجامعي عمار باسم "اننا نشكر الحكومة لتبنيها مشروعا لتشغيل الخريجين وهي تزورهم في محلات سكنهم وتطرح عليهم قائمة طويلة من فرص العمل المتنوعة في الدولة وعلى الملاك الدائم وبمرتبات مغرية يسيل لها اللعاب".
ومن باب التغيير والخروج عن المألوف في انتقاد لقساوة الظروف ورداءة الخدمات، صار البعض يتحدث عن واقع الحال بلغة هزلية لطالما كان فيها الضحك كالبكاء وتعد من بين الوان الفنون والثقافات المؤثرة في نقل الحقيقة والتعبير عن المعاناة.
ويقول الفنان المسرحي طالب كاظم ان هذا الطرح الشعبي الساخر محاولة للحط من قيمة المنجزات الوهمية المزيفة للحكومة من خلال تهشيم هذا الكيان الافتراضي والنموذج الدعائي لمنجزات ومشاريع باهتة.
وبعد ان تسلل ثالوث الملل واليأس والخيبة الى نفوسهم وهم يلهثون وراء وعود حكومية فارغة لم يتذوقوا من حلاوتها سوى تعب السنين، تفنن البعض في دهاء مشاكسة المسؤول اللاهي ودغدغة مسامعه عسى ان يحرك ساكنا مستعينا بالمثل الشعبي القائل "الجذب المسفط احسن من الصدك المخربط"
ويقول الشاب حيدر صلاح مستهزئاً "اوضاعي مستقرة وانا متزوج وعندي بيت وسيارة وتعينت بعد تخرجي من معهد تقني للكهرباء وامارس مهنة تقديم القهوة والشاي حاليا في احد الفنادق وهي حرفة لاتبتعد كثيرا عن تخصص الكهرباء".
ويبدو ان الناس المحبطة نفسياً ادمنت التحليق باجنحة الاحلام وتبني طروحات غريبة وخالية من وجع الرأس وحرق الاعصاب وجعلت العبارات المتفائلة المعسولة تتراقص على الشفاه تعبيرا عن التذمر والاستياء والالم الذي يعتصر القلوب بفعل الحرمان.
ويرى الباحث النفسي ولي الخفاجي ان تلك ظاهرة اجتماعية يدق معها ناقوس الخطر، محذرا من تنامي نقمة الشعب ورفضه للواقع في زمن قل فيه من يلقي البال لمن يقول الحقيقة، مضيفا ان الشخصية العراقية متشوقة الى فترة رفاه وترف اجتماعي بعد عقود من الكبت واللوعة وهذه السخرية هي نتيجة طبيعية لما يحمل المواطن من امنيات مغيبة ومنسية يمكن ان تنفجر الى ما لايحمد عقباه من ردود افعال.
ويقول المواطن ابو قاسم ساخراً من حالة الاغتراب عن الشارع التي يعيشها بعض المسؤولين المتقوقعين في مكاتبهم ان "السادة المسؤولين حالهم من حالنا في الشارع يشاركوننا المتاعب والمصاعب نفسها، وكثيرا ما نجدهم يقاسموننا مأسي الازدحام في السيطرات ويزورننا في محلات السكن للسؤال عن احوالنا".
اما المواطنة ريم احمد فقد تحدثت بعبارات ساخرة عن تضييق حريتهن ومصادرة حقوقهن وافكارهن وتطلعاتهن، مفترضة ان "المرأة العراقية حصلت على جميع حقوقها ونالت مكتسبات لم تنلها النسوة في مجتمعات غربية وعربية سبقتنا في النمو والتطور ويمكن ملاحظة ذلك على وجوه النساء اللاتي يتجولن بثقة في الشوارع".
تلك الحوارات التي جسدت نوعا ما اجادة عفوية لصور الكوميديا الساخرة وجد فيها البعض متنفساً اجتماعياً لافراغ شحنات الضغط النفسي بسرده امنيات تائهة عسى ان تتحقق بقدرة قادر ومثلما تقول الحكمة "تفاءلوا بالخير تجدوه".
وفي طرحه الناقم من ندرة فرص العمل يقول الطالب الجامعي عمار باسم "اننا نشكر الحكومة لتبنيها مشروعا لتشغيل الخريجين وهي تزورهم في محلات سكنهم وتطرح عليهم قائمة طويلة من فرص العمل المتنوعة في الدولة وعلى الملاك الدائم وبمرتبات مغرية يسيل لها اللعاب".
ومن باب التغيير والخروج عن المألوف في انتقاد لقساوة الظروف ورداءة الخدمات، صار البعض يتحدث عن واقع الحال بلغة هزلية لطالما كان فيها الضحك كالبكاء وتعد من بين الوان الفنون والثقافات المؤثرة في نقل الحقيقة والتعبير عن المعاناة.
ويقول الفنان المسرحي طالب كاظم ان هذا الطرح الشعبي الساخر محاولة للحط من قيمة المنجزات الوهمية المزيفة للحكومة من خلال تهشيم هذا الكيان الافتراضي والنموذج الدعائي لمنجزات ومشاريع باهتة.
وبعد ان تسلل ثالوث الملل واليأس والخيبة الى نفوسهم وهم يلهثون وراء وعود حكومية فارغة لم يتذوقوا من حلاوتها سوى تعب السنين، تفنن البعض في دهاء مشاكسة المسؤول اللاهي ودغدغة مسامعه عسى ان يحرك ساكنا مستعينا بالمثل الشعبي القائل "الجذب المسفط احسن من الصدك المخربط"
ويقول الشاب حيدر صلاح مستهزئاً "اوضاعي مستقرة وانا متزوج وعندي بيت وسيارة وتعينت بعد تخرجي من معهد تقني للكهرباء وامارس مهنة تقديم القهوة والشاي حاليا في احد الفنادق وهي حرفة لاتبتعد كثيرا عن تخصص الكهرباء".
ويبدو ان الناس المحبطة نفسياً ادمنت التحليق باجنحة الاحلام وتبني طروحات غريبة وخالية من وجع الرأس وحرق الاعصاب وجعلت العبارات المتفائلة المعسولة تتراقص على الشفاه تعبيرا عن التذمر والاستياء والالم الذي يعتصر القلوب بفعل الحرمان.
ويرى الباحث النفسي ولي الخفاجي ان تلك ظاهرة اجتماعية يدق معها ناقوس الخطر، محذرا من تنامي نقمة الشعب ورفضه للواقع في زمن قل فيه من يلقي البال لمن يقول الحقيقة، مضيفا ان الشخصية العراقية متشوقة الى فترة رفاه وترف اجتماعي بعد عقود من الكبت واللوعة وهذه السخرية هي نتيجة طبيعية لما يحمل المواطن من امنيات مغيبة ومنسية يمكن ان تنفجر الى ما لايحمد عقباه من ردود افعال.