شهد العراق الثلاثاء سلسلة تفجيرات متزامنة مع الذكرى العاشرة للحرب التي اندلعت شرارتها في التاسع عشر من آذار 2003 وأدت إلى إطاحة النظام السابق. وفيما كانت المتابعات الميدانية تتوالى منذ ساعات الصباح الباكر عن حصيلة العنف المتجدد أوردَت وكالات الأنباء العالمية نبأ القرار الذي اتخذته الحكومة العراقية بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في 20 نيسان في محافظتين لمدة تصل إلى ستة أشهر. وقال مسؤولون إن قرار التأجيل الذي يشمل محافظتيْ الأنبار ونينوى اتُخذ "بسبب الوضع الأمني". كما نُقل عن ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي أن التأجيل تقرر بسبب تهديدات للعاملين في الانتخابات وبسبب العنف في هاتين المحافظتين.
في غضون ذلك، تَـواصَل بشكلٍ موسّع في يوم الذكرى العاشرة لغزو العراق نشر التقارير والمتابعات والتحليلات التي يسلّط فيها الإعلام الغربي الأضواء على جوانب مختلفة من الحرب وأسبابها ونتائجها. ومن بين أهم المقابلات المنشورة الثلاثاء تصريحات المدير الإداري لسلطة الائتلاف المؤقتة السابقة في العراق بول بريمر التي ذكر فيها أن القوات المتحالفة ارتكبت ما وصفه بـ"خطأ إستراتيجي كبير". لكن بريمر الذي غالباً ما يوصف في الإعلام المحلي بـ"الحاكم السابق" للعراق خلال الفترة المباشرة التي أعقبت الحرب أضاف أنه ما يزال يعتقد أن العراقيين هم الآن أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل الغزو، بحسب تعبيره.
المتابعاتُ الميدانية للعنف المتجدد أفادت حتى عصر الثلاثاء بأن سلسلة التفجيرات التي وقعت في مناطق متفرقة من بغداد وجنوبها أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلاً ونحو 160 جريحاً. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أحد التفجيرات وقع في سوق مزدحمة بالقرب من المنطقة الخضراء الحصينة في العاصمة العراقية. وأضافت أنه فيما لم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن التفجيرات إلا أن الفرع العراقي للقاعدة المعروف باسم (دولة العراق الإسلامية) توعّد باستعادةِ أراضٍ فقدها خلال حربه الطويلة مع القوات الأميركية ومنذ بداية العام الحالي نفّذ سلسلة هجمات كبيرة.
من جهتها، ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن هجمات الثلاثاء شملت أكثر من عشر سيارات مفخخة بينها هجومان انتحاريان وعبوة ناسفة واحدة بالإضافة إلى عمليتيْ إطلاق نار. وأضافت أنه فيما لم يصدر أي رد فعل رسمي على العنف المتجدد الذي أدى إلى غلق معظم شوارع العاصمة، قال مساعد قائد عمليات بغداد الفريق حسن البيضاني في تصريحات لقناة (العراقية) الحكومية إن "هذه الاعتداءات كانت متوقعة وإجراءاتنا اتُـخذت منذ أيام"، بحسب تعبيره.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الدكتور عماد رزق مدير (مركز الإستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً إن التفجيرات المتزامنة مع الذكرى العاشرة للحرب وقعت "بشكل متسلسل ومبرمج وكأن الجهة المنفذة أرادت توجيه رسالة واضحة" إلى عدة أطراف في وقت واحد، معرباً عن اعتقاده بأن الطرف الأول "هو رئيس الحكومة العراقية... مع الملاحظة بأن العنف المتجدد في العراق يأتي في الوقت الذي بدأ التوتر المذهبي يتصاعد في سوريا المجاورة والذي يشكّل في جزءٍ منه امتداداً للحالة العراقية المشابهة في أعوام سابقة...". وأضاف رزق أن رسالة تفجيرات الثلاثاء كانت موجّهة أيضاً إلى "الجانب الأميركي وذلك بالقول إن المنفّذ ما يزال يسيطر على العراق وإن القوى الأمنية العراقية، وبالتنسيق مع الجانب الأميركي، لم تستطع السيطرة أو اجتثاث قدرات تنظيم القاعدة الذي بدأ يستفيد من الفوضى في المنطقة ويتمدد أفقياً باتجاه المنطقة المحيطة بالعراق...."، على حد تعبيره.
وفي ردّه على سؤال يتعلق بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى والذي قالت بغداد إنه اتُخذ بسبب الوضع الأمني، أشار رزق إلى هدف آخر للإرهاب من وراء تفجيرات الثلاثاء "ألا وهو ضرب العملية الانتخابية التي تشكّل العنصر الأول للدخول الأميركي إلى العراق، أي إحلال الديمقراطية"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث رزق عن موضوعات ذات صلة وأجاب عن سؤال يتعلق بحديث السفير بول بريمر المنشور لمناسبة الذكرى العاشرة للحرب عن تداعيات قراريه الشهيرين بحلّ الجيش العراقي السابق واجتثاث البعث. كما علّق على تصريح بريمر بأنه يعتقد أن العراقيين هم الآن أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل الغزو رغم ما وصفه بالخطأ الإستراتيجي الكبير الذي ارتُكب في العراق.
يشار إلى أن هذا التصريح استُخدم كعنوان رئيسي للمقابلة الخاصة التي أجرتها صحيفة (إندبندنت) البريطانية Independent مع بريمر الذي تولى إدارة العراق لمدة 14 عشر شهراً بعد إطاحة النظام السابق. ونُقل عنه القول إن أحد أسباب الإخفاقات يعزى إلى عدم نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية في وقت مبكر لمواجهة العنف المتصاعد. وأضاف أنه نصح إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بمضاعفة عدد العسكريين الأميركيين ولكن زيادة القوات لم تتحقق إلا بعد ذلك بأربع سنوات، قائلاً إنه لم يتوقع أن يكون مستوى العنف على النحو الذي شهده بعد وصوله إلى العراق. ولذلك، كان يعتقد أن العدد الملائم للقوات الأميركية هو ما اقترَحه أحد مراكز الدراسات والبحوث أي نحو 400 ألف جندي. وقال إن قلة عدد القوات الأميركية دفع المتمردين وكثيرين غيرهم في العراق إلى الاستنتاج بأن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لتأمين البلاد.
بريمر دافع عن قرار اجتثاث البعث قائلاً إن استطلاعات الرأي التي أُجريت في تلك المرحلة أظهرت أنه كان يحظى بنسبة تأييد تبلغ 95% ولكن الخطأ الذي ارتكبه هو تكليف مجموعة من السياسيين العراقيين بتنفيذ القرار فقاموا بتوسيعه "الأمر الذي أعطى الانطباع بأننا كنا نريد أن يشمل اجتثاثُ البعث المجتمعَ العراقي بأسره، ومن الواضح أن هذه لم تكن نيّتنا"، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بحل الجيش العراقي، أكد بريمر أن الحكومتين الأميركية والبريطانية وافقتا عليه قبل أن يُصدر قراره الشهير بذلك.
في غضون ذلك، تَـواصَل بشكلٍ موسّع في يوم الذكرى العاشرة لغزو العراق نشر التقارير والمتابعات والتحليلات التي يسلّط فيها الإعلام الغربي الأضواء على جوانب مختلفة من الحرب وأسبابها ونتائجها. ومن بين أهم المقابلات المنشورة الثلاثاء تصريحات المدير الإداري لسلطة الائتلاف المؤقتة السابقة في العراق بول بريمر التي ذكر فيها أن القوات المتحالفة ارتكبت ما وصفه بـ"خطأ إستراتيجي كبير". لكن بريمر الذي غالباً ما يوصف في الإعلام المحلي بـ"الحاكم السابق" للعراق خلال الفترة المباشرة التي أعقبت الحرب أضاف أنه ما يزال يعتقد أن العراقيين هم الآن أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل الغزو، بحسب تعبيره.
المتابعاتُ الميدانية للعنف المتجدد أفادت حتى عصر الثلاثاء بأن سلسلة التفجيرات التي وقعت في مناطق متفرقة من بغداد وجنوبها أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلاً ونحو 160 جريحاً. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أحد التفجيرات وقع في سوق مزدحمة بالقرب من المنطقة الخضراء الحصينة في العاصمة العراقية. وأضافت أنه فيما لم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن التفجيرات إلا أن الفرع العراقي للقاعدة المعروف باسم (دولة العراق الإسلامية) توعّد باستعادةِ أراضٍ فقدها خلال حربه الطويلة مع القوات الأميركية ومنذ بداية العام الحالي نفّذ سلسلة هجمات كبيرة.
من جهتها، ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن هجمات الثلاثاء شملت أكثر من عشر سيارات مفخخة بينها هجومان انتحاريان وعبوة ناسفة واحدة بالإضافة إلى عمليتيْ إطلاق نار. وأضافت أنه فيما لم يصدر أي رد فعل رسمي على العنف المتجدد الذي أدى إلى غلق معظم شوارع العاصمة، قال مساعد قائد عمليات بغداد الفريق حسن البيضاني في تصريحات لقناة (العراقية) الحكومية إن "هذه الاعتداءات كانت متوقعة وإجراءاتنا اتُـخذت منذ أيام"، بحسب تعبيره.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الدكتور عماد رزق مدير (مركز الإستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً إن التفجيرات المتزامنة مع الذكرى العاشرة للحرب وقعت "بشكل متسلسل ومبرمج وكأن الجهة المنفذة أرادت توجيه رسالة واضحة" إلى عدة أطراف في وقت واحد، معرباً عن اعتقاده بأن الطرف الأول "هو رئيس الحكومة العراقية... مع الملاحظة بأن العنف المتجدد في العراق يأتي في الوقت الذي بدأ التوتر المذهبي يتصاعد في سوريا المجاورة والذي يشكّل في جزءٍ منه امتداداً للحالة العراقية المشابهة في أعوام سابقة...". وأضاف رزق أن رسالة تفجيرات الثلاثاء كانت موجّهة أيضاً إلى "الجانب الأميركي وذلك بالقول إن المنفّذ ما يزال يسيطر على العراق وإن القوى الأمنية العراقية، وبالتنسيق مع الجانب الأميركي، لم تستطع السيطرة أو اجتثاث قدرات تنظيم القاعدة الذي بدأ يستفيد من الفوضى في المنطقة ويتمدد أفقياً باتجاه المنطقة المحيطة بالعراق...."، على حد تعبيره.
وفي ردّه على سؤال يتعلق بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى والذي قالت بغداد إنه اتُخذ بسبب الوضع الأمني، أشار رزق إلى هدف آخر للإرهاب من وراء تفجيرات الثلاثاء "ألا وهو ضرب العملية الانتخابية التي تشكّل العنصر الأول للدخول الأميركي إلى العراق، أي إحلال الديمقراطية"، بحسب رأيه.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث رزق عن موضوعات ذات صلة وأجاب عن سؤال يتعلق بحديث السفير بول بريمر المنشور لمناسبة الذكرى العاشرة للحرب عن تداعيات قراريه الشهيرين بحلّ الجيش العراقي السابق واجتثاث البعث. كما علّق على تصريح بريمر بأنه يعتقد أن العراقيين هم الآن أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل الغزو رغم ما وصفه بالخطأ الإستراتيجي الكبير الذي ارتُكب في العراق.
يشار إلى أن هذا التصريح استُخدم كعنوان رئيسي للمقابلة الخاصة التي أجرتها صحيفة (إندبندنت) البريطانية Independent مع بريمر الذي تولى إدارة العراق لمدة 14 عشر شهراً بعد إطاحة النظام السابق. ونُقل عنه القول إن أحد أسباب الإخفاقات يعزى إلى عدم نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية في وقت مبكر لمواجهة العنف المتصاعد. وأضاف أنه نصح إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بمضاعفة عدد العسكريين الأميركيين ولكن زيادة القوات لم تتحقق إلا بعد ذلك بأربع سنوات، قائلاً إنه لم يتوقع أن يكون مستوى العنف على النحو الذي شهده بعد وصوله إلى العراق. ولذلك، كان يعتقد أن العدد الملائم للقوات الأميركية هو ما اقترَحه أحد مراكز الدراسات والبحوث أي نحو 400 ألف جندي. وقال إن قلة عدد القوات الأميركية دفع المتمردين وكثيرين غيرهم في العراق إلى الاستنتاج بأن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لتأمين البلاد.
بريمر دافع عن قرار اجتثاث البعث قائلاً إن استطلاعات الرأي التي أُجريت في تلك المرحلة أظهرت أنه كان يحظى بنسبة تأييد تبلغ 95% ولكن الخطأ الذي ارتكبه هو تكليف مجموعة من السياسيين العراقيين بتنفيذ القرار فقاموا بتوسيعه "الأمر الذي أعطى الانطباع بأننا كنا نريد أن يشمل اجتثاثُ البعث المجتمعَ العراقي بأسره، ومن الواضح أن هذه لم تكن نيّتنا"، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بحل الجيش العراقي، أكد بريمر أن الحكومتين الأميركية والبريطانية وافقتا عليه قبل أن يُصدر قراره الشهير بذلك.