يلاحظ تقرير التنمية البشرية لعام 2013 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن نهضة الجنوب حالة غير مسبوقة، وتتميز بتغير نحو الأفضل في ظروف معيشة شعوب دول كانت تحتل حتى وقت قصير مراتب دنيا في تسلسل الدول المتقدمة.
واوضح التقرير وعنوانه "نهضة الجنوب، تقدم بشري في عالم متنوع". أن تحول عدد كبير من الدول النامية إلى دول ذات قوة اقتصادية فاعلة وتأثير سياسي اكبر، كان له أثره على تحقيق تقدم على صعيد التنمية البشرية، كما أشر إلى أن مختلف دول العالم نجحت خلال العقود الماضية في تحقيق مستويات أعلى من التنمية البشرية مما يقلل من ظاهرة عدم التكافؤ بين الناس.
العراق في المرتبة 132 في تقرير التنمية البشرية
احتل العراق المرتبة 132 من مجموع 186 بلدا، فيما أقر المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي بأن مسألة التنمية البشرية قضية شائكة ومعقدة وتحتاج إلى جهود ضخمة وحثيثة غير انه أكد أيضا تحقيق تقدم في هذا المجال وبدا متفائلا جدا بالنسبة لمستقبل للعراق وكشف في حديثه لإذاعة العراق الحر عن وجود خطة للتنمية الوطنية يعكف مجلس الوزراء على دراستها حاليا وسيتم الإعلان عنها قريبا وقال إن هدفها هو تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية وتفعيل قطاعات عديدة إضافة إلى الحد من الفقر كما قال إن هناك تعاونا وثيقا بين الحكومة العراقية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية لتحقيق أهداف الألفية التنموية.
غير أن الخبير الاقتصادي باسم أنطوان بدا غير متفائل بالمرة بالسياسات الحكومية حيث انتقد إدارة الأموال وإدارة التنمية واعتبر أن ما تحقق حتى الآن ضئيل جدا مقارنة بالمبالغ الهائلة التي يحصل عليها العراق من بيع النفط.
تحذير لدول المنطقة العربية
حذر التقرير حكومات المنطقة العربية بأن العجز عن خلق فرص عمل بالسرعة المطلوبة يخلق توترا اقتصاديا واجتماعيا خطيرا جدا ونبه إلى أن معدل البطالة في المنطقة العربية سجل أرقاما قياسية حيث تجاوز الخمسين بالمائة في مصر مثلا.
أشار تقرير التنمية البشرية إلى أن المنطقة العربية تعاني من تفاوتات شاسعة بين الدول الغنية والفقيرة إضافة إلى التفاوتات داخل الدول ذاتها منبها في الوقت نفسه إلى ضخامة حجم الفوارق بين الجنسين داخل الدول العربية وتأتي اليمن في المرحلة الأخيرة من حيث عدم المساواة بين الجنسين.
وذكر التقرير أن في استطاعة الدول العربية أن تجني الكثير لو أنها تمكنت من استغلال التغيرات والزيادات السكانية في مجال خلق فرص عمل لاسيما للشباب.
وأوضح تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن المنطقة العربية تضم دولتين في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جدا هما قطر والإمارات، وثماني دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة هي البحرين والكويت والسعودية وليبيا ولبنان وعمان والجزائر وتونس وست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة وهي الأردن وفلسطين ومصر وسوريا والمغرب والعراق، وثلاث دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة هي اليمن وجيبوتي والسودان. نص التقرير على هذا الرابط:
http://hdr.undp.org/en/media/HDR_2013_AR_complete.pdf
التنمية الاقتصادية وحدها لا تكفي
ويؤكد برنامج الأمم المتحدة أن من الخطأ الاعتقاد بأن النمو الاقتصادي ينعكس على الدوام في شكل تنمية بشرية غير أن سياسات ناجحة للحد من الفقر وتشجيع الاستثمار وتطوير قطاعات التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل هي التي في إمكانها أن تحقق الكثير على صعيد التنمية البشرية.
وأكد التقرير ضرورة وضع سياسات مناصرة للفقراء، والاستثمار في القدرات البشرية من خلال التركيز على التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل مما يعزز فرص الحصول على عمل لائق وبالتالي تحقيق تنمية مستديمة.
من الحقائق التي كشف عنها تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن دول الجنوب نجحت في خلق شراكات تجارية وتكنولوجية كان لها أثرها الكبير في تحقيق التنمية البشرية وهو ما يشجع على توقعات أفضل بكثير بحلول عام 2020.
وحدد أربعة مجالات يجب التركيز عليها وهي تعزيز التكافؤ ويشمل ذلك المساواة بين الجنسين، ومنح المواطنين بمن فيهم الشباب فرصة اكبر للمشاركة، ثم مواجهة الضغوطات البيئية وحسن إدارة التغييرات السكانية.
ويركز تقرير التنمية البشرية بشكل خاص على ضرورة تعليم الفتيات لأن المستوى التعليمي للأم مهم لبقاء الطفل على قيد الحياة، حسب التقرير الذي لاحظ أيضا أن تعليم الفتيات يؤدي إلى خفض معدل وفيات الأطفال.
ويشدّد التقرير على ضرورة اعتماد سياسات اجتماعية جريئة وفاعلة، ويتوقع إن تحقق تلك السياسات إذا ما اعتمدت نتائج باهرة كما تبين التجربة في مناطق أخرى من العالم.
لاحظ تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية أيضا أن تحديات التنمية العالمية تصبح أكثر تعقيدا مما يتطلب عملا منسقا مثل القضاء على الفقر والتغيرات المناخية وإحلال السلام والاستقرار وذكر أن دول العالم أصبحت الآن مرتبطة إحداها بالأخرى من خلال التبادلات التجارية والهجرة والمعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات وبالتالي ليس مستغربا أن يكون لقرارات سياسية تتخذ في مكان ما تأثيرات كبيرة في أماكن أخرى.
التقرير يدعو أيضا إلى النظر بشكل ناقد إلى مؤسسات الحوكمة العالمية للنهوض بعالم أكثر عدلا وتكافؤا.
الخلاصة: حذار من إهمال الشباب
على أية حال، لو أردنا تلخيص ما ورد في تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية والخاص بالتنمية البشرية لعام 2013، لقلنا إن البرنامج يحذر من إهمال الشباب وعدم وضع سياسات ناجعة لخلق فرص عمل لأن الشباب يحتاجون إلى الإحساس بالأمن الاقتصادي الذي يمكنهم بالنتيجة من أن يكونوا عامل استقرار في المجتمع وليس عامل اضطراب. وهذا الاضطراب هو نتيجة حتمية لإهمال هذه الشريحة وعدم منحها الفرصة لتكون منتجة في المجتمع.
ساهم في الملف مراسل اذاعة العراق الحر في بغدادغسان علي
واوضح التقرير وعنوانه "نهضة الجنوب، تقدم بشري في عالم متنوع". أن تحول عدد كبير من الدول النامية إلى دول ذات قوة اقتصادية فاعلة وتأثير سياسي اكبر، كان له أثره على تحقيق تقدم على صعيد التنمية البشرية، كما أشر إلى أن مختلف دول العالم نجحت خلال العقود الماضية في تحقيق مستويات أعلى من التنمية البشرية مما يقلل من ظاهرة عدم التكافؤ بين الناس.
العراق في المرتبة 132 في تقرير التنمية البشرية
احتل العراق المرتبة 132 من مجموع 186 بلدا، فيما أقر المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي بأن مسألة التنمية البشرية قضية شائكة ومعقدة وتحتاج إلى جهود ضخمة وحثيثة غير انه أكد أيضا تحقيق تقدم في هذا المجال وبدا متفائلا جدا بالنسبة لمستقبل للعراق وكشف في حديثه لإذاعة العراق الحر عن وجود خطة للتنمية الوطنية يعكف مجلس الوزراء على دراستها حاليا وسيتم الإعلان عنها قريبا وقال إن هدفها هو تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية وتفعيل قطاعات عديدة إضافة إلى الحد من الفقر كما قال إن هناك تعاونا وثيقا بين الحكومة العراقية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية لتحقيق أهداف الألفية التنموية.
غير أن الخبير الاقتصادي باسم أنطوان بدا غير متفائل بالمرة بالسياسات الحكومية حيث انتقد إدارة الأموال وإدارة التنمية واعتبر أن ما تحقق حتى الآن ضئيل جدا مقارنة بالمبالغ الهائلة التي يحصل عليها العراق من بيع النفط.
تحذير لدول المنطقة العربية
حذر التقرير حكومات المنطقة العربية بأن العجز عن خلق فرص عمل بالسرعة المطلوبة يخلق توترا اقتصاديا واجتماعيا خطيرا جدا ونبه إلى أن معدل البطالة في المنطقة العربية سجل أرقاما قياسية حيث تجاوز الخمسين بالمائة في مصر مثلا.
أشار تقرير التنمية البشرية إلى أن المنطقة العربية تعاني من تفاوتات شاسعة بين الدول الغنية والفقيرة إضافة إلى التفاوتات داخل الدول ذاتها منبها في الوقت نفسه إلى ضخامة حجم الفوارق بين الجنسين داخل الدول العربية وتأتي اليمن في المرحلة الأخيرة من حيث عدم المساواة بين الجنسين.
وذكر التقرير أن في استطاعة الدول العربية أن تجني الكثير لو أنها تمكنت من استغلال التغيرات والزيادات السكانية في مجال خلق فرص عمل لاسيما للشباب.
وأوضح تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن المنطقة العربية تضم دولتين في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جدا هما قطر والإمارات، وثماني دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة هي البحرين والكويت والسعودية وليبيا ولبنان وعمان والجزائر وتونس وست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة وهي الأردن وفلسطين ومصر وسوريا والمغرب والعراق، وثلاث دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة هي اليمن وجيبوتي والسودان. نص التقرير على هذا الرابط:
http://hdr.undp.org/en/media/HDR_2013_AR_complete.pdf
التنمية الاقتصادية وحدها لا تكفي
ويؤكد برنامج الأمم المتحدة أن من الخطأ الاعتقاد بأن النمو الاقتصادي ينعكس على الدوام في شكل تنمية بشرية غير أن سياسات ناجحة للحد من الفقر وتشجيع الاستثمار وتطوير قطاعات التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل هي التي في إمكانها أن تحقق الكثير على صعيد التنمية البشرية.
وأكد التقرير ضرورة وضع سياسات مناصرة للفقراء، والاستثمار في القدرات البشرية من خلال التركيز على التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل مما يعزز فرص الحصول على عمل لائق وبالتالي تحقيق تنمية مستديمة.
من الحقائق التي كشف عنها تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن دول الجنوب نجحت في خلق شراكات تجارية وتكنولوجية كان لها أثرها الكبير في تحقيق التنمية البشرية وهو ما يشجع على توقعات أفضل بكثير بحلول عام 2020.
وحدد أربعة مجالات يجب التركيز عليها وهي تعزيز التكافؤ ويشمل ذلك المساواة بين الجنسين، ومنح المواطنين بمن فيهم الشباب فرصة اكبر للمشاركة، ثم مواجهة الضغوطات البيئية وحسن إدارة التغييرات السكانية.
ويركز تقرير التنمية البشرية بشكل خاص على ضرورة تعليم الفتيات لأن المستوى التعليمي للأم مهم لبقاء الطفل على قيد الحياة، حسب التقرير الذي لاحظ أيضا أن تعليم الفتيات يؤدي إلى خفض معدل وفيات الأطفال.
ويشدّد التقرير على ضرورة اعتماد سياسات اجتماعية جريئة وفاعلة، ويتوقع إن تحقق تلك السياسات إذا ما اعتمدت نتائج باهرة كما تبين التجربة في مناطق أخرى من العالم.
لاحظ تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية أيضا أن تحديات التنمية العالمية تصبح أكثر تعقيدا مما يتطلب عملا منسقا مثل القضاء على الفقر والتغيرات المناخية وإحلال السلام والاستقرار وذكر أن دول العالم أصبحت الآن مرتبطة إحداها بالأخرى من خلال التبادلات التجارية والهجرة والمعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات وبالتالي ليس مستغربا أن يكون لقرارات سياسية تتخذ في مكان ما تأثيرات كبيرة في أماكن أخرى.
التقرير يدعو أيضا إلى النظر بشكل ناقد إلى مؤسسات الحوكمة العالمية للنهوض بعالم أكثر عدلا وتكافؤا.
الخلاصة: حذار من إهمال الشباب
على أية حال، لو أردنا تلخيص ما ورد في تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية والخاص بالتنمية البشرية لعام 2013، لقلنا إن البرنامج يحذر من إهمال الشباب وعدم وضع سياسات ناجعة لخلق فرص عمل لأن الشباب يحتاجون إلى الإحساس بالأمن الاقتصادي الذي يمكنهم بالنتيجة من أن يكونوا عامل استقرار في المجتمع وليس عامل اضطراب. وهذا الاضطراب هو نتيجة حتمية لإهمال هذه الشريحة وعدم منحها الفرصة لتكون منتجة في المجتمع.
ساهم في الملف مراسل اذاعة العراق الحر في بغدادغسان علي