الدرس العراقي ُيجنّبُ الغربَ التورط المباشر في الربيع العربي

مع اقتراب الذكرى العاشرة لبدء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا والتحالف الدولي، لإسقاط نظام صدام حسين، كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية أن التقرير الذي سترفعه لجنة التحقيق بشأن ملابسات دور بريطانيا في غزو العراق، يشكك في الرواية الرسمية للأحداث، ويتقصى الحقائق حول دور بريطانيا عندما أرسل رئيس الوزراء الأسبق توني بلير 45 ألف جندي بريطاني إلى العراق للمشاركة في غزوه.

ويلاحظَ الباحث الدكتور غسان العطيه بهذا الخصوص أن العديد من التقارير والدراسات التي تقيّم إسقاط نظام صدام حسين عن طريق التدخل العسكري، انطوت على انتقادات لجوانب من الأداء العسكري والإداري اللاحق، الذي تسبب بتداعيات أضرت بالغاية التي دفعت الى شن الحرب.

وينبه الباحث غسان العطية الى واحدة من مفارقات الأوضاع في العراق بعد عشر سنوات من التغيير، وهو الارتفاع الكبير في مداخيل البلاد المالية لكن الوضع الاقتصادي مازال متردٍ بحسب خبراء اقتصاديين.

ويحضر الدرسُ العراقي في التغيير الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا عام 2003 في موسم ما يُعرف الربيع العربي، إذ يعتقد الكاتب السياسي الدكتور هاني عاشور أن مبدأ (الصدمة والترويع) الذي انتُهج عسكريا خلال إسقاط نظام صدام حضر بأساليب أخرى في الأحداث التي شهدها عدد من الدول العربية، وما زال يجري توظيفه في المنطقة، مشيرا الى أن التغيير في العراق بغض النظرعن طريقة انجازه كان حافزا للتغيير اللاحق في عدد من البلدان العربية.

باحث:الحاجة الى التغيير كانت ضرورية ولكن
أستاذ القانون والسياسة الدكتور حازم النعيمي أشار في حديث سابق لإذاعة العراق الحر الى أن الحاجة الى تغيير النظام السابق في العراق كانت ملحة جدا، لكن قوى التغيير الداخلية في العراق لم تكن بقدر المهمة أمام استبداد النظام وبطشه ما برر التدخلَ الأجنبي الذي لم يستطعمُه اغلبُ العراقيين.

الدرسان الأفغاني والعراقي قيد البحث
ويرى الباحث السياسي غسان العطيه أن الدرسين الأفغاني والعراقي في نتائج التدخل العسكري وتداعياته السياسية، دفع الولايات المتحدة والغرب الى عدم التدخل المباشر في عدد من البلدان العربية التي شهدت وتشهد تحولات سياسية بإرادة شعبية.

يشار الى أن عددا من النواب البريطانيين أعربوا عن قلقهم من أن تُستدرج بريطانيا الى التدخل في الصراع الدائر في سوريا، وذلك بعد إعلان الحكومة البريطانية نيتها تقديم المزيد من المساعدات إلى المعارضة السورية المسلحة.

من جانب اخر حذرت روسيا من "محاولات تنفيذ السيناريو العسكري في سورية"، معتبرة أنها قد تؤدي إلى "وقوع الكارثة"، وذلك رداً على التهديدات الإسرائيلية بالتدخّل عسكريا في الصراع الدائر في سورية.