تُـشكّل المناوشاتُ الميدانية الأخيرة في المنطقة الحدودية المشتركة بين العراق وسوريا تـطوّراً لافـتاً يُـنذرُ باحتمالِ امتدادِ مواجهاتٍ عسكرية في الداخل السوري إلى دول الجوار.
وفيما تتضاربُ الأنباء عن حقيقة الاشتباكات التي شهدتها منطقة اليعربية في غيابِ بيانٍ رسمي من بغداد، وَجّـهت المعارضةُ السورية اتهاماتٍ إلى الجانب العراقي بتقديمِ ما مَـكّـنَ القوات النظامية السورية السبت من استعادة المعبر الحدودي الذي كان الجيش السوري الحر سيطر عليه لأربعٍ وعشرين ساعة.
المرصدُ السوري لحقوق الإنسان، المؤيد للمعارضة والذي يتخذ بريطانيا مقراً، أورَد السبت نبأ استعادة السيطرة النظامية على معبر اليعربية قبل ساعاتٍ من إعلان ناطق باسم وزارة الدفاع العراقية أن أربعة جنود من الجيش النظامي السوري نُقلوا إلى مستشفى بشمال البلاد بعد إصابتهم في اشتباكات تدور منذ يومين مع مقاتلين معارضين قرب الحدود.
وأضاف الناطق محمد العسكري في تصريحاتٍ بثتها وكالة فرانس برس للأنباء أن "نيران طرفيْ النزاع تصل إلى داخل الأراضي العراقية، لكننا لا نزال نمارس ضبط النفس، وقواتنا تقوم بحماية الحدود من الإرهابيين والمهرّبين، ولا وجود لطائراتنا في منطقة النزاع"، مضيفاً "لا علاقة لنا ولم تتدخل قواتنا بالنزاع"، على حد تعبيره.
فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان ومسؤولين محليين أن القوات العراقية على الجانب الآخر من الحدود أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء. وذكر رئيس بلدية تلعفر قرب معبر ربيعة أن صاروخاً من طراز (سكود) أُطلق من الأراضي السورية سقط قرب قرية مقابلة لليعربية دون أن يتسبب في أضرار سوى إصابة السكان بالفزع.
كما نسَب التقرير إلى قائدٍ بالمعارضة السورية تصريحه لفضائية (العربية) بأن الجيش العراقي أطلق النار عبر الحدود على قوات المعارضة السورية بعد سقوط الصاروخ لكن سكاناً محليين ومصادر بالجيش العراقي نفوا هذه الأنباء.
من جهته، قال مواطن عراقي يسكن على بعد 300 متر من المعبر الحدودي في العراق ويدعى علي شبيب "كنا نسمع صوت الانفجارات والبنادق في اليعربية على مدار الأيام الثلاثة الماضية"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها للتطورات، ذكرت رويترز أن القتال على أعتاب العراق يظهر كيف يمكن للصراع المستمر منذ نحو عامين في سوريا "أن يمتدّ خارج حدودها منذراً بـجرّ الدول المجاورة إلى مزيد من الاضطرابات."
الـمواجـهاتُ العسكرية التي أُفـيدَ بأنها تدورُ منذ بضعة أيام في المنطقة الحدودية تزامنت مع المحادثات التي يجريها وفد أمني عراقي رفيع المستوى في واشنطن. وقال بيان للبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي (27 شباط) أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن انضمّ إلى نائب مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلنكن في الاجتماع الذي عُقد مع مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض تومي فيتور بأن المحادثات تناولت التطورات الإقليمية والمصلحة المشتركة بين بغداد وواشنطن في إحلال السلام في المنطقة، مشيراً إلى تأكيد بايدن التزام بلاده العميق والدائم بالشراكة بين الولايات المتحدة والعراق وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة بينهما.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الذي أجاب عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن أهمية هذه المحادثات الأمنية العراقية-الأميركية رفيعة المستوى بالقول إن زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن تأتي في إطار المشاورات المتواصلة بين الطرفين ضمن اتفاقية الإطار الإستراتيجي بينهما وتتناول عدة قضايا من أبرزها "مكافحة الإرهاب ومساعدة أميركا للعراق في موضوع تدريب القوات الأمنية وكذلك موضوع السلاح وتجهيز القوات العراقية بالأسلحة الأميركية الحديثة." وأشار محيي إلى توقيت الزيارة الذي يتزامن مع "تطورات إقليمية مهمة" بالإضافة إلى كونها تأتي في الوقت الذي تتواصل مساعي حل أزمة عراقية "ما تزال مستعصية على النطاق المحلي."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية العراقي عن موضوعات ذات صلة وأجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بأحدث المعلومات المتوفرة عن التطورات الميدانية في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. وفي ردّه على السؤال الثاني المتعلق بتصريحات أعضاء في المعارضة السورية المسلحة اتهموا فيها الجانب العراقي بالانحياز للقوات النظامية السورية، أعرب محيي عن اعتقاده بأن "الجيش العراقي والقوات الأمنية تقف منذ فترة طويلة على الحياد إذ أنها كانت فقط تمنع التسلل من قبل أشخاص معيّنين للقيام بعمليات إرهابية في المناطق الحدودية المشتركة الطويلة ومتعددة التضاريس"، بحسب رأيه.
وفيما تتضاربُ الأنباء عن حقيقة الاشتباكات التي شهدتها منطقة اليعربية في غيابِ بيانٍ رسمي من بغداد، وَجّـهت المعارضةُ السورية اتهاماتٍ إلى الجانب العراقي بتقديمِ ما مَـكّـنَ القوات النظامية السورية السبت من استعادة المعبر الحدودي الذي كان الجيش السوري الحر سيطر عليه لأربعٍ وعشرين ساعة.
المرصدُ السوري لحقوق الإنسان، المؤيد للمعارضة والذي يتخذ بريطانيا مقراً، أورَد السبت نبأ استعادة السيطرة النظامية على معبر اليعربية قبل ساعاتٍ من إعلان ناطق باسم وزارة الدفاع العراقية أن أربعة جنود من الجيش النظامي السوري نُقلوا إلى مستشفى بشمال البلاد بعد إصابتهم في اشتباكات تدور منذ يومين مع مقاتلين معارضين قرب الحدود.
وأضاف الناطق محمد العسكري في تصريحاتٍ بثتها وكالة فرانس برس للأنباء أن "نيران طرفيْ النزاع تصل إلى داخل الأراضي العراقية، لكننا لا نزال نمارس ضبط النفس، وقواتنا تقوم بحماية الحدود من الإرهابيين والمهرّبين، ولا وجود لطائراتنا في منطقة النزاع"، مضيفاً "لا علاقة لنا ولم تتدخل قواتنا بالنزاع"، على حد تعبيره.
فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان ومسؤولين محليين أن القوات العراقية على الجانب الآخر من الحدود أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء. وذكر رئيس بلدية تلعفر قرب معبر ربيعة أن صاروخاً من طراز (سكود) أُطلق من الأراضي السورية سقط قرب قرية مقابلة لليعربية دون أن يتسبب في أضرار سوى إصابة السكان بالفزع.
كما نسَب التقرير إلى قائدٍ بالمعارضة السورية تصريحه لفضائية (العربية) بأن الجيش العراقي أطلق النار عبر الحدود على قوات المعارضة السورية بعد سقوط الصاروخ لكن سكاناً محليين ومصادر بالجيش العراقي نفوا هذه الأنباء.
من جهته، قال مواطن عراقي يسكن على بعد 300 متر من المعبر الحدودي في العراق ويدعى علي شبيب "كنا نسمع صوت الانفجارات والبنادق في اليعربية على مدار الأيام الثلاثة الماضية"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها للتطورات، ذكرت رويترز أن القتال على أعتاب العراق يظهر كيف يمكن للصراع المستمر منذ نحو عامين في سوريا "أن يمتدّ خارج حدودها منذراً بـجرّ الدول المجاورة إلى مزيد من الاضطرابات."
الـمواجـهاتُ العسكرية التي أُفـيدَ بأنها تدورُ منذ بضعة أيام في المنطقة الحدودية تزامنت مع المحادثات التي يجريها وفد أمني عراقي رفيع المستوى في واشنطن. وقال بيان للبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي (27 شباط) أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن انضمّ إلى نائب مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلنكن في الاجتماع الذي عُقد مع مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض تومي فيتور بأن المحادثات تناولت التطورات الإقليمية والمصلحة المشتركة بين بغداد وواشنطن في إحلال السلام في المنطقة، مشيراً إلى تأكيد بايدن التزام بلاده العميق والدائم بالشراكة بين الولايات المتحدة والعراق وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة بينهما.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الدكتور معتز محيي مدير (المركز الجمهوري للدراسات الأمنية) في بغداد الذي أجاب عن سؤال لإذاعة العراق الحر بشأن أهمية هذه المحادثات الأمنية العراقية-الأميركية رفيعة المستوى بالقول إن زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن تأتي في إطار المشاورات المتواصلة بين الطرفين ضمن اتفاقية الإطار الإستراتيجي بينهما وتتناول عدة قضايا من أبرزها "مكافحة الإرهاب ومساعدة أميركا للعراق في موضوع تدريب القوات الأمنية وكذلك موضوع السلاح وتجهيز القوات العراقية بالأسلحة الأميركية الحديثة." وأشار محيي إلى توقيت الزيارة الذي يتزامن مع "تطورات إقليمية مهمة" بالإضافة إلى كونها تأتي في الوقت الذي تتواصل مساعي حل أزمة عراقية "ما تزال مستعصية على النطاق المحلي."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث خبير الشؤون الأمنية العراقي عن موضوعات ذات صلة وأجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بأحدث المعلومات المتوفرة عن التطورات الميدانية في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. وفي ردّه على السؤال الثاني المتعلق بتصريحات أعضاء في المعارضة السورية المسلحة اتهموا فيها الجانب العراقي بالانحياز للقوات النظامية السورية، أعرب محيي عن اعتقاده بأن "الجيش العراقي والقوات الأمنية تقف منذ فترة طويلة على الحياد إذ أنها كانت فقط تمنع التسلل من قبل أشخاص معيّنين للقيام بعمليات إرهابية في المناطق الحدودية المشتركة الطويلة ومتعددة التضاريس"، بحسب رأيه.