يُـواصلُ الإعلامُ البريطاني نَـشرَ سلسلةٍ من المقالات والتحليلات الخاصة إلى جانب التصريحات التي يُـدلي بها مسؤولون سابقون كبار لمناسبة الذكرى العاشرة لحرب العراق التي اندلعت شرارتها في التاسع عشر من آذار 2003. وبعد يومين من تصريحات رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير عن أهمية القرار الذي اتخذه بالمشاركة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين، بـثّت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابلة مع جون برسكوت نائب رئيس الوزراء السابق في عهد بلير قال فيها إن احتلال العراق "لا يمكن تبريره"، بحسب تعبيره. وأضاف برسكوت، وهو عضو في مجلس اللوردات البريطاني حالياً، أنه لن يبرّئ نفسه من الاحتلال لكنه يعتقد الآن أن الحرب على العراق كانت خاطئة.
وفيما يتوالى في لندن نشرُ التصريحات الخاصة لهذه المناسبة، كَـتَـبَ وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إلى أعضاء الحكومة الحالية مُـطالباً إياهم بعدم مناقشة تبرير الحرب على العراق.
برسكوت ذكر في المقابلة التي بَـثّـتها (بي بي سي) الجمعة (1 آذار) أن بلير كان يسعى لإقناع الولايات المتحدة بانتهاج حل تقوده الأمم المتحدة في العراق. وكشف أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أرسله إلى واشنطن للتحدث إلى نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، وقد عاد ليخبر بلير أن الأميركيين عازمون على الذهاب إلى العراق حتى من دون البريطانيين. http://www.bbc.co.uk/news/uk-politics-21626668
وكان بلير أبلَـغ (لجنة تشيلكوت) البريطانية التي تحقق في حرب العراق أبلغَها في عام 2010 أنه استناداً إلى الأدلة المتوفرة في ذلك الوقت فإن "العراق كان مستمراً في تطوير قدراته التسليحية دون أدنى أشك."
وفي عرضها لتلك الإفادة، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن 179 عسكرياً بريطانياً قتلوا في حرب العراق، 136 منهم قتلوا أثناء الواجب قبل أن ينسحب آخر بريطاني من العراق في نيسان 2009. فيما تشير التقديرات المحافظة حول عدد العراقيين الذين قتلوا في الغزو والعنف الطائفي الذي تبعه بنحو مائة ألف.
بلير قال في المقابلة التي بُثت يوم الثلاثاء الماضي (26 شباط) في ردّه على سؤال حول العنف المتواصل بعد عشرة أعوام من إطاحة صدام:
"بالنسبة لبعض الناس، على الأقل في العراق، فإنه من الصعب للغاية، لا سيما إذا كنت تعيش في بغداد وحولَ وسَط البلاد. ما تزال هناك أنشطة إرهابية تقتل الناس وتسفر عن مقتل الأبرياء دون سبب وجيه."
وأضاف بلير قائلاً:
"هناك في الواقع تحسينات كبيرة بالنسبة للشعب في أجزاء عديدة من البلاد. لكنني اتفق بأنها لا تقترب مما ينبغي لها أن تكون، والسبب في ذلك ليس لأن العراقيين لا يريدون الرخاء والديمقراطية. السبب هو وجود أناس حاولوا عمداً زعزعة استقرار البلاد."
وفي ردّه على سؤال يتعلق بقراره المشاركة في الحرب، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق:
"ما يحدث في السياسة أحياناً، وللأسف تختلط هذه الأمور مع مزاعم الخداع والكذب وغير ذلك، ولكن في النهاية، تتوصل أحياناً إلى أن أي قرارٍ تتخذه سوف ينطوي على عواقب صعبة والخيار يكون قبيحاً. وكانت هذه واحدة من الحالات المماثلة."
وفي حديثه عن عواقب عدم إسقاط نظام مشابه للنظام العراقي السابق، قال بلير:
"لو لم نقم بإزاحة صدام عن السلطة، فكّر لمجرد التفكير على سبيل المثال ما كان سوف يحدث لو أن هذه الثورات العربية المستمرة الآن بوجود صدام، الذي كان عشرين مرة على الأرجح أسوأ من الأسد في سوريا، ماذا كان سيحاول لقمع انتفاضة في العراق. فكّر بالنتائج التي ستحدث بسبب إبقاء ذلك النظام في السلطة."
وفي تعليقه على التصريحات التي يدلي بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بين الحين والآخر في شأن قرار المشاركة بحرب العراق، قال الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش لإذاعة العراق الحر إنه ينبغي النظر إليها من ثلاثة مستويات تحليلية "الأولى هي وجهة النظر الشخصية أو المهَنية لبلير، والثانية من المنظور التاريخي للحدَث، والثالثة من وجهة نظر رئيس الحكومة الأسبق باعتباره وطنياً بريطانياً."
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أوضح درويش أن أول نصيحة استمع إليها بلير قبل اتخاذه قرار المشاركة في حرب العراق كانت من رئيسة الوزراء المحافظة السابقة الليدي مارغريت ثاتشر "التي أعطته بضع نصائح مهمة فيما يتعلق بالعلاقة مع أميركا بالتحديد وفيما يتعلق بالحفاظ على المصالح البريطانية خاصةً مع الأصدقاء العرب في الشرق الأوسط"، بحسب تعبيره.
وفيما يتوالى في لندن نشرُ التصريحات الخاصة لهذه المناسبة، كَـتَـبَ وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إلى أعضاء الحكومة الحالية مُـطالباً إياهم بعدم مناقشة تبرير الحرب على العراق.
برسكوت ذكر في المقابلة التي بَـثّـتها (بي بي سي) الجمعة (1 آذار) أن بلير كان يسعى لإقناع الولايات المتحدة بانتهاج حل تقوده الأمم المتحدة في العراق. وكشف أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أرسله إلى واشنطن للتحدث إلى نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، وقد عاد ليخبر بلير أن الأميركيين عازمون على الذهاب إلى العراق حتى من دون البريطانيين. http://www.bbc.co.uk/news/uk-politics-21626668
وكان بلير أبلَـغ (لجنة تشيلكوت) البريطانية التي تحقق في حرب العراق أبلغَها في عام 2010 أنه استناداً إلى الأدلة المتوفرة في ذلك الوقت فإن "العراق كان مستمراً في تطوير قدراته التسليحية دون أدنى أشك."
وفي عرضها لتلك الإفادة، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن 179 عسكرياً بريطانياً قتلوا في حرب العراق، 136 منهم قتلوا أثناء الواجب قبل أن ينسحب آخر بريطاني من العراق في نيسان 2009. فيما تشير التقديرات المحافظة حول عدد العراقيين الذين قتلوا في الغزو والعنف الطائفي الذي تبعه بنحو مائة ألف.
بلير قال في المقابلة التي بُثت يوم الثلاثاء الماضي (26 شباط) في ردّه على سؤال حول العنف المتواصل بعد عشرة أعوام من إطاحة صدام:
"بالنسبة لبعض الناس، على الأقل في العراق، فإنه من الصعب للغاية، لا سيما إذا كنت تعيش في بغداد وحولَ وسَط البلاد. ما تزال هناك أنشطة إرهابية تقتل الناس وتسفر عن مقتل الأبرياء دون سبب وجيه."
وأضاف بلير قائلاً:
"هناك في الواقع تحسينات كبيرة بالنسبة للشعب في أجزاء عديدة من البلاد. لكنني اتفق بأنها لا تقترب مما ينبغي لها أن تكون، والسبب في ذلك ليس لأن العراقيين لا يريدون الرخاء والديمقراطية. السبب هو وجود أناس حاولوا عمداً زعزعة استقرار البلاد."
وفي ردّه على سؤال يتعلق بقراره المشاركة في الحرب، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق:
"ما يحدث في السياسة أحياناً، وللأسف تختلط هذه الأمور مع مزاعم الخداع والكذب وغير ذلك، ولكن في النهاية، تتوصل أحياناً إلى أن أي قرارٍ تتخذه سوف ينطوي على عواقب صعبة والخيار يكون قبيحاً. وكانت هذه واحدة من الحالات المماثلة."
وفي حديثه عن عواقب عدم إسقاط نظام مشابه للنظام العراقي السابق، قال بلير:
"لو لم نقم بإزاحة صدام عن السلطة، فكّر لمجرد التفكير على سبيل المثال ما كان سوف يحدث لو أن هذه الثورات العربية المستمرة الآن بوجود صدام، الذي كان عشرين مرة على الأرجح أسوأ من الأسد في سوريا، ماذا كان سيحاول لقمع انتفاضة في العراق. فكّر بالنتائج التي ستحدث بسبب إبقاء ذلك النظام في السلطة."
وفي تعليقه على التصريحات التي يدلي بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بين الحين والآخر في شأن قرار المشاركة بحرب العراق، قال الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش لإذاعة العراق الحر إنه ينبغي النظر إليها من ثلاثة مستويات تحليلية "الأولى هي وجهة النظر الشخصية أو المهَنية لبلير، والثانية من المنظور التاريخي للحدَث، والثالثة من وجهة نظر رئيس الحكومة الأسبق باعتباره وطنياً بريطانياً."
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أوضح درويش أن أول نصيحة استمع إليها بلير قبل اتخاذه قرار المشاركة في حرب العراق كانت من رئيسة الوزراء المحافظة السابقة الليدي مارغريت ثاتشر "التي أعطته بضع نصائح مهمة فيما يتعلق بالعلاقة مع أميركا بالتحديد وفيما يتعلق بالحفاظ على المصالح البريطانية خاصةً مع الأصدقاء العرب في الشرق الأوسط"، بحسب تعبيره.