تَـعـودُ مُـعانـاةُ أفراد مجالس الصحوة أو (أبناء العراق) إلى الواجهة في كل مرةٍ يتعرضون لهجمات القاعدة التي قاتلوها بضراوة وما فتأوا يدفعون الثمن بمزيدٍ من الضحايا رغم التعهدات الحكومية المتكررة بدمجهم في أجهزة الدولة.
وفي أحدث هذه الهجمات، قُتل أكثر من 22 فرداً وأصيب نحو 50 آخرين بجروح في تفجيرٍ استهدفَ (أبناء العراق) الاثنين في التاجي شمالي العاصمة بغداد. وصرح مصدر في وزارة الداخلية بأن الضحايا سقطوا جراء هجوم انتحاري بحزام ناسف "وقع لدى تواجد الصحوات لاستلام رواتبهم في منطقة هور الباشا الواقعة في منطقة التاجي"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها لتصريح المصدر الأمني، أفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن الهجوم وقع في أعقاب قرار حكومي بزيادة رواتب عناصر الصحوة الذين يزيد عددهم على أربعين ألف مقاتل استجابةً لأحد المطالب التي رفعها المحتجون في محافظات بغرب البلاد. وذكّـر التقرير بأن قوات الصحوة شُـكّلت في أيلول 2006 بعد أن استطاعت طرد الغالبية العظمى من تنظيم القاعدة خارج محافظة الأنبار حيث بدأت نشاطَها، ولكن القاعدة استمرت باستهداف عناصر هذه القوة بشكل متكرر رغم تراجع قوتها. ونُقل عن أحد مقاتلي الصحوات الذي نجا من هجوم الاثنين "إن الجيش يتحمّل مسؤولية ما حدث لأنه لم يوفّر الحراسة الكافية كعادته في المجمّع الذي تُصرَف فيه الرواتب." وقال هذا المقاتل لفرانس برس "هذه المرة، تركونا في الخارج وأغلقوا المدخل"، بحسب تعبيره. وأضاف "أن الهجوم وقع عندما بدأنا بالتجمع لتسلّم الرواتب." وجاء في التقرير أن الجنود أغلقوا المنافذ المؤدية إلى موقع الهجوم ومنعوا الصحفيين من الدخول إليه.
أما وكالة رويترز للأنباء فقد أوردَت نبأ هجوم الاثنين، مشيرةً إلى أنه كان سابع تفجير انتحاري في العراق في شهر. وكان هجوم التاجي هو الثاني خلال أربع وعشرين ساعة إثر سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح في هجوم مزدوج استهدف مديرية الأمن في مدينة كركوك الأحد.
منطقة التاجي كانت الثلاثاء أيضاً مسرحاً لهجومٍ آخر نفذه انتحاري فجّر سيارته الملغومة عند نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وتُـثير الهجمات التي تستهدف أفراد الصحوات بين الحين والآخر رغم دورهم المشهود في دحر القاعدة والذي أشادَ به مسؤولون عسكريون أميركيون بينهم القائد السابق للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس تُـثير أسئلة متكررة عن أسباب استهدافهم بالذات. كما تُـلمّح التصريحات التي نُقلت عن أحد الناجين من هجوم التاجي بتحميله الجيش المسؤولية عن عدم توفير الحماية الكافية تُـلمّح إلى تقصير محتمل في هذا الجانب من القوات الأمنية التي استوعبَت أجهزتُـها العديدَ من أفراد الصحوات في السنوات السابقة.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع محلل الشؤون الأمنية أمير جبار الساعدي الذي قال أولاً لإذاعة العراق الحر إن "عملية استهداف أفراد الصحوات أو أبناء العراق تدلل على وجود خلايا متأهبة للخصوم من القاعدة الذين عادوهم إبان تواجد الاحتلال الأميركي في العراق وتصدّيهم لهم بشكل كبير"، على حد تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث المحلل العراقي عن موضوعات ذات صلة بينها أسباب انتشار خلايا القاعدة والجماعات المتطرفة في العراق ودول أخرى رغم إجراءات المكافحة المتشددة التي تفرضها سلطات هذه الدول. كما أجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما باحتمال أن تكون بعض الهجمات التي تستهدف الصحوات هي من تنفيذ جهات أخرى غير القاعدة والثاني حول عدم توفير الرعاية الحكومية الكافية لـ(أبناء العراق) رغم التعهدات المتكررة في هذا الشأن، بحسب ما يُنقل عن عناصر في مجالس الصحوة وبعض منظمات المجتمع المدني. كما عَـلّق الساعدي على محور (مكافحة التطرف) الذي نوقش خلال (المؤتمر الأمني الدولي) الأخير في مدينة ميونيخ الألمانية بمشاركة مندوبين رفيعي المستوى من 40 دولة كان من بينهم عدد من الرؤساء ونواب الرؤساء ووزراء خارجية ودفاع.
الكلماتُ والمداخلاتُ التي شهدتها جلسات المؤتمر أكدت أن مكافحة الإرهاب تبقى على رأس الأولويات الإقليمية والدولية مع ازدياد التهديدات التي تشكّلها فروع تنظيم القاعدة في غير دولة حول العالم. كما جرت على هامش الدورة الأخيرة من (المؤتمر الأمني الدولي)، وهي السادسة والأربعون، لقاءات تركّزت على سبل إيجاد حلول سلمية للحرب الدائرة في سوريا.
وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر يوم السبت، تطرق نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مخاطر انتشار التطرف قائلاً:
"اليوم، في سائر أنحاء شمال أفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط، يسعى المتطرفون لاستغلال أمور مثل الحدود التي يسهل اختراقها بشكل متزايد، والأجزاء الواسعة من الأراضي غير الخاضعة لسلطة الحكومة، والأسلحة المتاحة بسهولة، والحكومات الجديدة التي تفتقر إلى القدرة وأحياناً الرغبة في مواجهة التطرف، إضافةً إلى جيل متنامٍ من الشباب الساخطين الذين تهدد الاقتصادات الراكدة مستقبلهم."
وفي تحليله لهذه الفقرة من كلمة بايدن، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل لإذاعة العراق الحر إنها تدلل على "شعور الولايات المتحدة بخطورة سيطرة جماعات إسلامية متشددة ومتطرفة على نحو ما بدا على سبيل المثال من حديثها الأخير عن جبهة النصرة في سوريا"، مشيراً إلى الإجراءات التي أعلنتها واشنطن بوضع هذه الجماعة على القائمة السوداء.
وفي مقابلة أُجريت عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعرب الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن اعتقاده بأن التصريحات الصادرة عن عدة عواصم تدلل أيضاً على اتفاق هذه الحكومات مع ما تتحسسه واشنطن من مخاطر انتشار السلاح الموجود بأيدي جماعات متطرفة مثل النصرة في حال انهيار الدولة في سوريا "وعلى غرار ما حصل في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي وما يجري اليوم في مالي بالصورة التي استدعَت تدخلاً دولياً"، بحسب رأيه.
وفي أحدث هذه الهجمات، قُتل أكثر من 22 فرداً وأصيب نحو 50 آخرين بجروح في تفجيرٍ استهدفَ (أبناء العراق) الاثنين في التاجي شمالي العاصمة بغداد. وصرح مصدر في وزارة الداخلية بأن الضحايا سقطوا جراء هجوم انتحاري بحزام ناسف "وقع لدى تواجد الصحوات لاستلام رواتبهم في منطقة هور الباشا الواقعة في منطقة التاجي"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها لتصريح المصدر الأمني، أفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن الهجوم وقع في أعقاب قرار حكومي بزيادة رواتب عناصر الصحوة الذين يزيد عددهم على أربعين ألف مقاتل استجابةً لأحد المطالب التي رفعها المحتجون في محافظات بغرب البلاد. وذكّـر التقرير بأن قوات الصحوة شُـكّلت في أيلول 2006 بعد أن استطاعت طرد الغالبية العظمى من تنظيم القاعدة خارج محافظة الأنبار حيث بدأت نشاطَها، ولكن القاعدة استمرت باستهداف عناصر هذه القوة بشكل متكرر رغم تراجع قوتها. ونُقل عن أحد مقاتلي الصحوات الذي نجا من هجوم الاثنين "إن الجيش يتحمّل مسؤولية ما حدث لأنه لم يوفّر الحراسة الكافية كعادته في المجمّع الذي تُصرَف فيه الرواتب." وقال هذا المقاتل لفرانس برس "هذه المرة، تركونا في الخارج وأغلقوا المدخل"، بحسب تعبيره. وأضاف "أن الهجوم وقع عندما بدأنا بالتجمع لتسلّم الرواتب." وجاء في التقرير أن الجنود أغلقوا المنافذ المؤدية إلى موقع الهجوم ومنعوا الصحفيين من الدخول إليه.
أما وكالة رويترز للأنباء فقد أوردَت نبأ هجوم الاثنين، مشيرةً إلى أنه كان سابع تفجير انتحاري في العراق في شهر. وكان هجوم التاجي هو الثاني خلال أربع وعشرين ساعة إثر سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح في هجوم مزدوج استهدف مديرية الأمن في مدينة كركوك الأحد.
منطقة التاجي كانت الثلاثاء أيضاً مسرحاً لهجومٍ آخر نفذه انتحاري فجّر سيارته الملغومة عند نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وتُـثير الهجمات التي تستهدف أفراد الصحوات بين الحين والآخر رغم دورهم المشهود في دحر القاعدة والذي أشادَ به مسؤولون عسكريون أميركيون بينهم القائد السابق للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس تُـثير أسئلة متكررة عن أسباب استهدافهم بالذات. كما تُـلمّح التصريحات التي نُقلت عن أحد الناجين من هجوم التاجي بتحميله الجيش المسؤولية عن عدم توفير الحماية الكافية تُـلمّح إلى تقصير محتمل في هذا الجانب من القوات الأمنية التي استوعبَت أجهزتُـها العديدَ من أفراد الصحوات في السنوات السابقة.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع محلل الشؤون الأمنية أمير جبار الساعدي الذي قال أولاً لإذاعة العراق الحر إن "عملية استهداف أفراد الصحوات أو أبناء العراق تدلل على وجود خلايا متأهبة للخصوم من القاعدة الذين عادوهم إبان تواجد الاحتلال الأميركي في العراق وتصدّيهم لهم بشكل كبير"، على حد تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، تحدث المحلل العراقي عن موضوعات ذات صلة بينها أسباب انتشار خلايا القاعدة والجماعات المتطرفة في العراق ودول أخرى رغم إجراءات المكافحة المتشددة التي تفرضها سلطات هذه الدول. كما أجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما باحتمال أن تكون بعض الهجمات التي تستهدف الصحوات هي من تنفيذ جهات أخرى غير القاعدة والثاني حول عدم توفير الرعاية الحكومية الكافية لـ(أبناء العراق) رغم التعهدات المتكررة في هذا الشأن، بحسب ما يُنقل عن عناصر في مجالس الصحوة وبعض منظمات المجتمع المدني. كما عَـلّق الساعدي على محور (مكافحة التطرف) الذي نوقش خلال (المؤتمر الأمني الدولي) الأخير في مدينة ميونيخ الألمانية بمشاركة مندوبين رفيعي المستوى من 40 دولة كان من بينهم عدد من الرؤساء ونواب الرؤساء ووزراء خارجية ودفاع.
الكلماتُ والمداخلاتُ التي شهدتها جلسات المؤتمر أكدت أن مكافحة الإرهاب تبقى على رأس الأولويات الإقليمية والدولية مع ازدياد التهديدات التي تشكّلها فروع تنظيم القاعدة في غير دولة حول العالم. كما جرت على هامش الدورة الأخيرة من (المؤتمر الأمني الدولي)، وهي السادسة والأربعون، لقاءات تركّزت على سبل إيجاد حلول سلمية للحرب الدائرة في سوريا.
وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر يوم السبت، تطرق نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مخاطر انتشار التطرف قائلاً:
"اليوم، في سائر أنحاء شمال أفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط، يسعى المتطرفون لاستغلال أمور مثل الحدود التي يسهل اختراقها بشكل متزايد، والأجزاء الواسعة من الأراضي غير الخاضعة لسلطة الحكومة، والأسلحة المتاحة بسهولة، والحكومات الجديدة التي تفتقر إلى القدرة وأحياناً الرغبة في مواجهة التطرف، إضافةً إلى جيل متنامٍ من الشباب الساخطين الذين تهدد الاقتصادات الراكدة مستقبلهم."
وفي تحليله لهذه الفقرة من كلمة بايدن، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل لإذاعة العراق الحر إنها تدلل على "شعور الولايات المتحدة بخطورة سيطرة جماعات إسلامية متشددة ومتطرفة على نحو ما بدا على سبيل المثال من حديثها الأخير عن جبهة النصرة في سوريا"، مشيراً إلى الإجراءات التي أعلنتها واشنطن بوضع هذه الجماعة على القائمة السوداء.
وفي مقابلة أُجريت عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أعرب الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن اعتقاده بأن التصريحات الصادرة عن عدة عواصم تدلل أيضاً على اتفاق هذه الحكومات مع ما تتحسسه واشنطن من مخاطر انتشار السلاح الموجود بأيدي جماعات متطرفة مثل النصرة في حال انهيار الدولة في سوريا "وعلى غرار ما حصل في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي وما يجري اليوم في مالي بالصورة التي استدعَت تدخلاً دولياً"، بحسب رأيه.